قاموس الحرب الكلامية بين "داعش "والنصرة": (الغدر..النكوص ..الخيانة ..العمالة ..الضلالة..الكفر..)

الأحد 07/ديسمبر/2014 - 09:18 م
طباعة قاموس الحرب الكلامية
 

استعرت حدة الحرب الكلامية بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش "و"جبهة النصرة"...والتي تجاوزت التلاسن والشتائم..لتصل لاتهامات بالخيانة والنكوص والتكفير

أبو قتادة
أبو قتادة
فقد وصف منظر السلفية الجهادية ورجل الدين الأردني عمر محمود المعروف بأبو قتادة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه «كذاب ضال» وواصفاً مقاتلي تنظيم بأنهم كلاب أهل النار.
وتابع "أما شأن الغلاة من أتباع البغدادي الضال فوالله إنها فتنة لا يسقط فيها إلا الجهلة والأرذال، ولا يوجد طالب علم حميد قد مال إليهم، ولا يوجد إلا الجهل، ثم ازداد الشر والفتنة في تكفيرهم المسلمين، إني أستخير فيهم دوماً فلا أزداد بهم إلا بصيرة أنهم كلاب النار، فهم ليسوا منا ولسنا منهم".
وشدد على أنهم  «يكفرون من سواهم من التنظيمات»، مضيفاً "وإياكم والورع الكاذب البارد فيهم، فهؤلاء فيهم سعار الكلاب الضالة ولا تدرون متى ينشط فيهم وحينها الندم لا ينفع"
وأختتم حديثه قائلا " احفظوا هذا الجهاد من أن يسرقه الأخباث من الناس كأتباع الكذاب الضال البغدادي، فإن فعلتم كان لكم النصر وأحب الله البلاغ وإقامة الحجة وكنتم أنتم أهل هذا الحق وحماته.
قاموس الحرب الكلامية
وتعد هذه التصريحات جزءاً من الحرب الكلامية  بين داعش والنصرة التى بدأت من الانتقاد الحاد الى الهجوم والاتهام بالكفر والقتل وأستباحة دم كلا الطرفين  حيث وصف أبو مارية القحطاني القائد الشرعي لجبهة النصرة ، تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بالعصابات الذين يتبعهم أهل الشهوات، متهكماً على الخلافة التي يدعون إليها، قائلاً: "أي خلافة هذه التي تذهب دين الناس وأنفسهم ومالهم وعرضهم وعقولهم".
واتهم القحطاني (داعش) بمخالفة مقاصد الشريعة، "فالخلافة تقوم لتحفظ مقاصد الشريعة وهي الحفاظ على الدين والنفس والمال والعرض والعقل وأن عصابة البغدادي يتبعهم أهل الشهوات؛ فأباحوا أموراً وعملوا بها لجر أهل الشهوات منها السبي والسفر من غير محرم، واباحوا أموال المسلمين بحجة صحوات وأن من يطالب بنات وتابع "رخصوا ماهو ممنوع وقاموا بتزويج نساء من غير ولي، ورخص وفتاوى هدامة لو جمعنا فتاويهم، لوجدناها انها تهدم مقاصد الشريعة الخمس وهم ينعقون: باقية".
ووصف  البغدادي بـ"الخرافة" التي "عبثت بدين الإسلام وقتلت المسلمين وسلبت مالهم وزوجت النساء من غير ولي وهجرة لدار حرب، واباحت السبي ويترتب عليه مفاسد عظيمة".
وتسأل "اليوم سبوا اليزيدات. لو دخل الجيش الموصل وهرب أهل الشهوات هل سيترك اليزيدية ثاراتهم؟ ستدفع السنيات ثمن شهوة كلاب أهل النار أخزاهم الله".
وهدد(الدواعش) قائلا: "ولن نترك أهل الشهوات والشبهات يعبثون بدينننا وأعراضنا؟ فخرافة البغدادي من يسكت على فسادهم شيطان أخرس ومن يناصرهم شيطان ناطق، ومهزلة السبي والنفير سنأصل لها تأصيلا ينسف قبحهم".
أبو محمد العدناني
أبو محمد العدناني
على الجانب الاخر  وصفت داعش"  "جبهة النصرة" بأنها جبهة الغدر والخيانة بعد أن أسفرت المعارك فيما بينهم عن  قُتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص  وأنها تواجه حربًا من الفصائل الإسلامية المنافسة التي تريد تدميرها، 
وقال أبو محمد العدناني المتحدث باسم الدولة الإسلامية، في مقطع صوتي نشر على المواقع الجهادية: "إن منافسي جماعته حاولوا إلحاق الهزيمة بها عندما رأوا أنها تزداد قوة و لجأت إلى استخدام القوة، اعتقادًا منها أن بمقدورهم القضاء على الدولة الإسلامية في ساعات".
وتابع العدناني "أنهم يعدون لحملة عسكرية في جميع أنحاء سورية يصاحبها حملة دعائية للإساءة لصورة الدولة الإسلامية، وتأليب الناس ضدها"،  وأنهم بعد ذلك أطلقوا حملة "الغدر والخيانة" وفوجئوا بأن الدولة الإسلامية أقوى مما توقعوا وفشلوا في كسر شوكتها،.
داعش والنصرة من التحالف..للشقاق..للصراع الدموي:
بداية تصاعد الخلافات وظهورها علانية تبلور جليا عندما نشرت مواقع إسلامية، تابعة للقاعدة الأم في أفغانستان في يناير 2014، بيانًا صادرًا عن القيادة العامة للتنظيم بقيادة الشيخ أيمن الظواهري، ينفي قيام أي علاقة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ(داعش)، الذي يترأسه أبو بكر البغدادي؛ ما أدى إلى تعزيز مكانة جبهة النُصرة في مواجهة الدولة الإسلامية وتعميق الشق بينهما، وبدا واضحًا أن قيادات القاعدة بزعامة الظواهري تشهد حالة من الضعف وغياب السيطرة الفعالة على فروعها في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تعاطيها مع الصراعات الداخلية على مراكز القوة في العراق وسوريا خلال الفترة التي تلت مقتل أسامة بن لادن، وسرعان ما اجتهد الكثيرون في تفسير وتأويل بيان أمير "تنظيم القاعدة"، أيمن الظواهري، وما جعل ذلك متاحا وممكنا كان عدم تسمية الأشياء بأسمائها، فضلًا عن التناقض في ما ورد فيه مع البيانات والإصدارات السابقة، وخاصة في ما يخص تبعية "الدولة الإسلامية" لتنظيم القاعدة، وتأخر رد "الدولة الإسلامية"، لكنه جاء حاسما ومؤكدًا على لسان ناطقها الرسمي أبي محمد العدناني، عدم مبايعة "الدولة" للتنظيم العالمي. 
أعاد العدناني التذكير بما قاله أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، حول ضرورة عدم المشاركة في الانتخابات في كل من العراق وفلسطين في وقته، وفي ما قاله أبو يحيى الليبي في ما يخص نظام الحكم السعودي ووجوب "الهجرة" وإن استحال تغيير النظام المذكور. 
ثم استشهد بما قاله أبو مصعب الزرقاوي عن الديمقراطية وعن حكم من يتبعها بـ"الكفر والخروج عن الإسلام"، وختم هذا الجزء من خطابه قائلا: إن "هذه قاعدة الجهاد التي عرفناها وواليناها ومن بدلها استبدلناه"، مذكرا أنه بالنسبة لـ"الدولة الإسلامية" قادة القاعدة هم "قادة الأمة السباقون وأصحاب الفضل والتضحيات". ومن هذا المنطلق يعلل العدناني إرسال الرسائل وطلب المشورة عن طريق أبي حمزة المهاجر "بالرغم من حل التنظيم على أرض الدولة"، ويقول إنه لهذه الأسباب أيضا كان "أمراء الدولة يخاطبون قادة القاعدة خطاب الجنود للأمراء والتلميذ لأستاذه والطالب لشيخه"، ويقول لذلك أيضا "ظلت الدولة تأخذ بنصائح شيوخ الجهاد ورموزه".
أكد العدناني أن "الدولة الإسلامية"، ومنها انبثقت "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لم تضرب في إيران ولا في بلاد الحرمين تلبية لطلب القاعدة و"للحفاظ على مصالحها- أي القاعدة– وخطوط إمدادها".
مُضيفا أن "للقاعدة دينًا ثمينًا في عنق إيران"، مؤكدًا أنه إن لم تتدخل "الدولة الإسلامية" في مصر وليبيا وتونس وبلاد الحرمين فسيكون ذلك أيضا تلبية لطلب القاعدة و"حفاظا على وحدة كلمة المجاهدين، وضمانا لعدم مخالفة القاعدة التي أخذت على عاتقها الجهاد العالمي والعمل في تلك البلاد".
ثم اتهم العدناني، وهو يتكلم باسم أميره أبو بكر البغدادي، الظواهري أنه من خلال شهادته الأخيرة "لبس" على الناس و"أجهد نفسه في إثبات أمر لم يثبته"، قاصدا بيعة "الدولة" للقاعدة، ذلك "كي يُظهر جنود "الدولة" بـ"مظهر الخائنين الناكسين". وتوجه إليه قائلا إنه "لو قدر الله لكم أن تطأوا أرض الدولة الإسلامية لما وسعكم إلا أن تبايعوها، وتكونوا جنودا لأميرها القرشي حفيد الحسين، كما أنتم اليوم جنود تحت سلطان الملا عمر، فلا يصح لإمارة أو دولة أن تبايع تنظيمًا"، مذكرا بذلك أن للقاعدة بيعة للملا عمر ولحركة طالبان.
ليضع العدناني بذلك أمير القاعدة الظواهرى أمام خيارين لا ثالث لهما، فيقول له: أن "تستمر في خطئك وعنادك ويستمر الاقتتال والانشقاق في العالم"، أو "تعترف بزلتك وتستدرك.. ونمد إليك أيدينا من جديد". 
متهما إياه بـ"تفريق وتمزيق" كلمة المجاهدين التي جمعها أسامة بن لادن" وبـ"إيقاد وتزكية الفتنة"، داعيا إياه لرد بيعة الجولاني من أجل "حقن الدماء".
ثم يدعو أمير القاعدة إلى "عدم التلاعب بالأحكام والألفاظ الشرعية" وإلى توضيح موقفه من عدة أمور، منها الموقف من الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي ومن "جماعة الإخوان المسلمين". كما يدعوه إلى "نبذ السلمية" وإلى "دعوة المسلمين للجهاد صراحة"، ثم يدعوه أن يوضح الكثير من النقاط والنعوت في بياناته السابقة- وإن كان يقصد "الدولة الإسلامية" بها- مذكرا إياه أن هذه البيانات وكلامه هو الذي أدى إلى اجتماع الفصائل على "محاربة الدولة واستحلال دم جنودها" في سوريا.
ليكشف البيان عن دعوة صريحة وجهها العدناني باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، إلى جميع فروع القاعدة كي تأخذ موقفًا رسميًّا من الخلاف المستعر والتقاتل في سوريا، والسعي إلى توسعه للعراق ليتأكد في النهاية أن الخلاف بين القاعدة الأم وقاعدة العراق خلاف منهج، وليس خلافًا تنظيميًّا.

محطات في صراع "داعش" مع النصرة :

محطات في صراع داعش
في نهاية عام 2013 أعلن الظواهرى أن «داعش» لم تعد تمثل القاعدة في العراق۔
• بيان الظواهري في آخر 2013 بأن جبهة النصرة هى ذراع القاعدة في سوريا۔
• في أبريل عام 2013 أعلن أبو بكر البغدادي حل جبهة النصرة في الشام ودمجها في تنظيم دولة العراق الإسلامية۔
أبريل 2013 أعلن قيام «الدولة الإسلامية في العراق والشام»
داعش۔۔ بقيادة أبو بكر البغدادي
• في يونيو 2014 يعلن البغدادي قيام دولة الخلافة الإسلامية۔
• صراعات۔۔ مبادرات۔۔ هدنة:
- في مطلع عام 2013 طالبت ميليشيات دولة العراق الإسلامية (البغدادي) بهدنة فورية في شمال سوريا، بين عدد من فصائل المعركة السورية المسلحة وذلك بعد تكبدها خسائر فادحة في القتال، خاصة أمام ميليشيات جبهة النصرة وأحرار الشام في ريف حلب، وعبر وسطاء تمت الهدنة، وفك الحصار عن مقرات ميليشيات دولة العراق الإسلامية في الريف الشمالي (مارع – تل رفعت) وتسلمت ميليشيات النصرة تلك المقرات۔
- وبمبادرة من أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة في الشام لاحتواء الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في سوريا والجيش الحر من جهبة وبين ميليشيات «دولة العراق الإسلامية»۔
- في الأسبوع الأول من مايو 2014 وعلى خلفية رسائل ونداءات أيمن الظواهري زعيم القاعدة المطالبة الميليشيات المتصارعة في الشام بوقف القتال بينهم وتشكيل محكمة شرعية للبث في الخلافات بين الطرفين (داعش والنصرة) 
وطالب الظواهرى أيضا أبو بكر البغدادي بالتفرغ في العراق، وطالب الجولاني بالتوقف عن قتال «المجاهدين» في الشام۔۔ على خلفية ذلك أعلنت جبهة النصرة إلتزامها باوامر زعيم القاعدة، مؤكدة أنها لن تتوقف عن القتال حتي يوقعه «داعش»۔۔ وقد تم نشر بيان النصرة يوم الأحد 4 مايو 2014 على أحد المواقع الجهادية الإليكترونية۔۔ ومع ذلك استمرت المعارك بعنف بين الطرفين في ريف دير الزور الشرقي۔

شارك