بعد دعوة أردوغان.. هل تنجح "تركيا" في ضم الدول لمواجهة "داعش" برًّا؟

الثلاثاء 09/ديسمبر/2014 - 12:59 م
طباعة بعد دعوة أردوغان..
 
في الوقت الذي كان موقف تركيا غامضًا من الانضمام للتحالف الدولي، لمحاربة داعش، ومحاولة الدول المشاركة لإقناعها بالانضمام- كانت أنقرة تسعى إلى تأمين حدودها خوفا من وصول عناصر "داعش" إلى أراضيها عن طريق سوريا؛ حيث استحواذ التنظيم على منطقة كوباني، في هذا الصدد دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين، إلى دعم العملية الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بأخرى برية.
بعد دعوة أردوغان..
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة ليتوانيا داليا غريباوسكايتي: إن "الجيش السوري الحر مستعد للمشاركة في عملية برية في حال تم تدريبه وتسليحه بالشكل المطلوب"، مشيراً إلى أن بلاده سمحت "لقوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق بعبور الأراضي التركية إلى سوريا لمواجهة داعش في كوباني".
في سياق مواز، أكد أردوغان أنه لم يحصل بعد على ضمانات من التحالف الدولي المشارك في الضربات الجوية ضد "داعش" بشأن إقامة منطقة عازلة وآمنة على الحدود السورية.
وكان أكد الرئيس التركي أحمد داود أوغلو، من قبل، أن القوات التركية مستعدة للتدخل برا في سوريا، ولكن فقط عندما يكون هناك "حل متكامل" يتضمن إسقاط نظام بشار الأسد إلى جانب ضرب داعش. 
وأكد معارض سياسي سوري أن تدخل تركيا بريًّا في سوريا هو "الحل الأقرب والأكثر ضبطاً والأقل عواقب"، مشيرًا إلى أن لتركيا ثلاثة شروط، إنهاء الكانتونات الكردية وفرض حظر جوي وتجهيز الجيش الحر. 
وقال فواز تللو: "تدرك إدارة أوباما أن لا يمكن إنهاء تنظيم الدولة الإسلامية بدون قوة برية، كثوار في سوريا أو عشائر عراقية سنية في العراق أو تركيا أو إيران".
وحذر من أن "تدخل إيران مباشرة بقواتها في العراق وسوريا سيفجر المنطقة إلى غير رجعة حيث سيدفع الكثير من القوى السنية لموقف راديكالي سيصل للقتال في وجه هذا التدخل إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية مؤكدا على أن تركيا هي الحل الأقرب والأكثر ضبطاً والأقل عواقباً، وفق تقديره.
بعد دعوة أردوغان..
من جانب آخر أشار الرئيس التركي أحمد داود أوغلو إلى أن نحو مليون و600 ألف لاجئ سوري دخلوا تركيا منذ بدء الأزمة في بلادهم، مضيفاً أن أنقرة أنفقت نحو خمسة مليارات دولار لتغطية الاحتياجات الصحية والتعليمية والمساعدات الإنسانية للاجئين.
ويبدو أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لم يستطيع التصدي للتنظيم جويًا في الوقت الحالي، وسيستغرق مدة أطول للقضاء على التنظيم، وقد لا يقضي عليه نهائيًّا، مما قد يؤدي إلى البحث عن طرق أخرى لمحاربته، من المتوقع أن تكون هذه الطريقة محاربة التنظيم بريًّا، ويتطلب ذلك استراتيجية واضحة ومحددة تضع الأولويات وتنظم القوى وتدربها على الأسلحة المستخدمة وتحدد أيضا من هو العدو الأصلي وهو داعش، ولم يعد بقدرة الجيش الحر وحده طرد هذه الجماعات وأيضا لن تستطيع القوى من الخارج وحدها دون قوى على الأرض.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه المعارضة السورية الدكتورة بسمة قضماني المدير التنفيذي لمبادرة الإصلاح العربي أن دول مجلس التعاون الخليجي أصبحت الآن تلتزم بأن يصب دعمها للجيش الحر من خلال قنوات متفق عليها، وبالتالي هذا يساعد على تنظيم القوى على الأرض بشكل أفضل
بعد دعوة أردوغان..
وذكرت قضماني أن هناك قوى موجودة على الأرض السورية حاليا تحارب النظام وحاربت داعش قبل أن تأتي قوى دولية وتحاربه من الجو، موضحة أن الجيش السوري الحر قام في بداية 2014 بمواجهة داعش ودفع ثمنا غاليا جدا بأرواح عديدة من ضمن صفوفه لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي واستطاع طرد داعش من مناطق استراتيجية في سوريا، موضحة أنه عندما ذهب تنظيم داعش إلى العراق وعاد بقوى وأسلحة ثقيلة وإمكانيات متفوقة لم تكن بقدرة الجيش الحر أن يواجهه، مضيفة أن العمليات الجوية لن تكفي لمحاربة هذا التنظيم من الجو فقط لأننا بحاجة إلى قوى على الأرض.
وأضافت أن الجيش السوري الحر مستعد لمقاومة داعش والنظام السوري في وقت واحد ولكن ضمن استراتيجية متكاملة، مشيرة إلى أن النظام الدولي اليوم أمام مأزق وليس لديه الأجوبة المقنعة على السؤال ماذا بعد مقاومة داعش؟ لذلك علينا أن ندفع في اتجاه تحديد هذه الاستراتيجية كي تكون مقنعة وكي تلتزم الدول على الأرض بمساعدة هذه الاستراتيجية والانضمام إليها.
وكانت هناك مرحلة جديدة من المباحثات تجري بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن محاربة "داعش"، والتطورات الجارية في سوريا.
بعد دعوة أردوغان..
وعلى قدم وساق، تسعى أمريكا إلى حل مشكلة "داعش" دون أن يصاب أي جندي لها بأذى من خلال توليهم هم الضربات الجوية بالصواريخ والطائرات جوًّا، على أن تدخل القوات الأخرى بقيادة تركيا برًّا. 
وتعتبر هذه ليست المرة الأولى التي تتفاوض فيها "أنقرة" مع أمريكا لمحاولة التصدي للتنظيم الإرهابي، بأي طريقة أو وسيلة تقضى على التنظيم قبل مرور عامين الذي حددهم التحالف الدولي.
يبدو أن هناك عدة أسباب، تجعل الولايات المتحدة لن تخاطر بجنودها بريًّا، وهو ما يوضح سر تحالفها العربي الذي تترأسه ضد داعش، لا سيما بعد فشل أمريكا في الحرب البرية في معظم البلدان التي حاولت فيها التدخل البري.
وأظهر استطلاع أن أعدادا متزايدة من الأمريكيين يؤيدون توسيع نطاق العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش؛ ليشمل نشر قوات أمريكية على الأرض. 
فقد أعرب الكثيرون، عن اعتقادهم بأن القتال ضد التنظيم المتشدد يجب أن يشمل ضربات جوية وإرسال قوات برية، فيما قال 35 في المئة: إن الحملة ضد داعش يجب أن تقتصر على الغارات، وقال 15 في المئة: إن من الضروري عدم اتخاذ أي خطوة عسكرية.
وكان استطلاع سابق لـ"NBC" و"وول ستريت جورنال" أجري في سبتمبر الماضي، قد كشف أن 40 في المئة من الأمريكيين يؤيدون ضربات جوية فقط، فيما لم تتجاوز نسبة دعم الغارات المرفقة بنشر قوات برية 34 في المئة.
بعد دعوة أردوغان..
في ذات السياق دعت السعودية إلى الدفع بقوات قتالية على الأرض، لأجل إنجاح التحالف الدولي ضد داعش.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: إن "التصدي للإرهاب سيستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب جهداً متواصلا". 
ومن منطلق حرص المملكة على استمرار تماسك هذا التحالف ونجاح جهوده، فإننا نرى بأن هذه الجهود تتطلب وجود قوات قتالية على الأرض، ولبلوغ هذه الغاية في سوريا فلا بد من تقوية قوى الاعتدال الممثلة في الجيش الحر، وجميع قوى المعارضة المعتدلة الأخرى، والسعي لضمها مع القوات النظامية.
فيما قال رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون": إن بلاده لن تدخل بريًّا في مواجهة تنظيم "داعش"، لكنها ستعمل على مساعدة العراقيين في محاربتهم ميدانيا.
وأوضح أن بلاده دعمت الائتلاف السوري والجيش الحر من خلال المشورة والتدريب والأسلحة غير الفتاكة"، مضيفاً: "نريد تجاوز هذه السياسية ولكن لم أرد طرح هذه المسألة لأنها لا تحظى بالتوافق داخل مجلس النواب"، من دون أن يوضح ما قصده بالتجاوز.
فيما يبدو أن احتمالية محاربة داعش برًّا ستكون قوية؛ خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب كافة الجهود من معظم الدول الخليجية والدولية للتصدي لإرهاب داعش، وقد ينضم إلى تركيا في محاربتها برا عدد من الدول الأخرى ذات الجيوش القوية، قد تكون مصر على رأسهم وبالأخص أن تنظيم داعش يهدد أراضيها أيضا عقب انضمام تنظيم "أنصار بيت المقدس"، إلى "داعش" تحت مسمى "ولاية سيناء".

شارك