ألمانيا :حيرة في تدابير مواجهة "المتشددون الاسلاميون"!

الأربعاء 10/ديسمبر/2014 - 07:38 م
طباعة ألمانيا :حيرة في
 
هانز جورج ماسن
هانز جورج ماسن
يعتزم الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التصدي بحزم للإسلاميين الذين يسيئون استخدام الحريات في ألمانيا.
ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية(دويتشه بيرسه أجنتور) فقد وافق المؤتمر العام للحزب في مدينة كولونيا الألمانية اليوم الأربعاء على مسودة اقتراح مقدمة من مجلس إدارة الحزب، والتي جاء فيها: على الجهاديين ألا يخدعوا أنفسهم: إننا بلد متسامح، لكن من يرد مكافحة دولتنا الحرة سنواجهه بكل صرامة وحزم.
وقد جاء قرار الحزب بعد عدة اسابيع من تصرح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير عن اعتقاده أن الحكومة الألمانية تتحمل مسؤولية خاصة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ بحكم أن الكثير من الجهاديين تعود أصولهم إلى ألمانيا. 
وطبقا لرئيس هيئة حماية الدستور(جهاز الامن الوطنى الالمانى) هانز جورج ماسن "فان اعداد المنتمين الى التيار السلفى الجهادى في المانيا في تزايد مستمر وان اعداد أن أعداد المنتمين إلى التيار السلفي في ألمانيا تقدر في الوقت الراهن بنحوسبعة الاف  شخص.

انتشار السلفية الجهادية في المانيا:

انتشار السلفية الجهادية
في مقابلة أجرتها صحيفة "زود دويتشه تسايتتونغ" مع أحد السلفيين المتشددين من أصل تركي ويدعى (أرهان أ)، وهو أحد طلاب الاقتصاد وعلوم الكومبيوتر، صرح انه "مستعد لقتل عائلته إذا وقفت ضد تنظيم الدولة الإسلامية" .
يزداد عدد الأشخاص الذين يعتنقون أيديولوجية شبيهة مثل ارهان بشكل سريع، ويقدر عددهم بالمئات، ويوجد لدى بعضهم استعدادا لاستخدام العنف. معظم هؤلاء السلفيين المتشددين هم من الشباب، وهم متحمسون للانخراط في ما يطلق عليه الحرب المقدسة والجهاد. ووفقا لإحصاءات مكتب حماية الدستور فان السلفية المتشددة تشهد نموا متسارعا إذ ارتفع عدد أعضائها من 2000 شخص إلى حوالي 7000 وذلك خلال سنوات قليلة، مما يؤكد على مستوى خطورتها ويثير القلق، حسب تصريحات مدير مكتب حماية الدستور هانز جورج في مقابلة أجراها مع موقع RBBالألماني.
ووفقا للإحصاءات المعلن عنها فقد سافر 450 شخصا على الأقل من ألمانيا إلى مناطق القتال في سوريا والعراق، لكن يعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، ووفقا لصحيفة "فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ" فان فقد يصل العدد إلى مستوى 1800 متشدد، سافروا من ألمانيا، كما تورط عدد كبير منهم في هجمات انتحارية وإرهابية، قبل عودة حوالي 150 مقاتل منهم إلى الأراضي الألمانية .

حيرة في اساليب مواجهة "الاسلام المتطرف":

 توماس ستروبل
توماس ستروبل
السؤال المتجدد في ألمانيا هو ما الذي ينبغي فعله مع هؤلاء المتشددين؟ هل من الأفضل غض النظر عن أفعالهم، وتركهم يغادرون الأراضي الألمانية للمشاركة في الحرب ؟ أم يجب على الدولة منعهم من السفر وسحب جوازات سفرهم منهم لوقف تحركاتهم، وهل يكمن الحل في ترحيلهم ؟. السلطات الألمانية تحقق حاليا مع أكثر من 200 شخص مشتبه بهم في وجود تواصل مع تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد صرح وزير العدل الألماني هايكو ماس بان وزارة العدل بصدد تقديم مقترحات قانونية حتى نهاية هذا العام، تقضي بتشديد العقوبة على كل من يتم إثبات تورطه في اتصالات بجماعات إرهابية والسفر بهدف الالتحاق بهم .
كد نائب زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي توماس ستروبل بأنه" من الضروري اتخاذ تدابير أقوى لمكافحة التشدد الإسلامي، مع ضرورة تجريم الدعاية للجماعات الإرهابية. من جهته قال وزير العدل البافاري يواخيم هيرمان لصحيفة "فيلت ام زونتاج": "انه من المهم أولا مكافحة الأرضية الخصبة للإرهاب الإسلاموي". وفي حال وجود ازدواجية الجنسية ل لدى السلفيين يمكن للدولة أن تسحب منهم في حالات استثنائية الجنسية الألمانية، تمهيدا لترحيلهم" ودعا هيرمان إلى إبداء صرامة اكبر من قبل الشرطة عند تقييم عمل الرابطات والجمعيات السلامية التابعة للمساجد.

العائدون من سوريا والمخاطر الأمنية:

مهدي نينموش
مهدي نينموش
وتخشى الدوائر الأمنية في ألمانيا من عودة محتملة للمتشددين السلفيين، الذين يقاتلون على الأراضي السورية والعراقية، كما هو حال مهدي نينموش، الحامل للجنسية الفرنسية، الذي تم القبض عليه، بعد أن استهدف المتحف اليهودي في بروكسل وتسببه في مقتل أربعة أشخاص، حيث ثبت تورطه في القتال الدائر في سوريا. إلا أن منع المتشددين من السفر قد يجعل من هؤلاء قنابل موقوتة، كما هو الامر بالنسبة لمطلق النار في أوتاوا الكندية، أخيرا والذي خطط في وقت سابق للسفر إلى سوريا للقتال وتمت مصادرة جواز سفره من طرف السلطات الأمنية قبل القيام بتفجيراته.

إغلاق مسجد لداعش في ألمانيا:

مسجد مدينة بيريمن
مسجد مدينة بيريمن
يبدوا أن السلطات الألمانية بدأت في تغيير سياساتها السابقة، حيث كانت تسمح للإسلاميين بالسفر إلى الخارج. أما الآن فإنها تقوم بسحب الهوية الشخصية لأي شخص تم التشكك من تورطه في الانضمام إلى جماعات إرهابية، وتستبدلها ببطاقة أخرى لحصر حرية تركهم ومنعهم من مغادرة ألمانيا.فضلا عن حظر انشطة أي مسجد يثبت قيامه بالدعاية لداعش مثل مسجد مدينة بيريمن في شمال المانيا والتي قامت السلطات الالمانية باغلاقه الالسبوع الماضى.

شارك