لقاء الجهاد والحوثيين.. رسالة إيرانية تعبر عن النفوذ

الأحد 14/ديسمبر/2014 - 09:15 م
طباعة لقاء الجهاد والحوثيين..
 
لقاء الجهاد والحوثيين..
يبدو أن إيران تسعى للتنسيق مع الأذرع والجماعات التي تمولها بالمنطقة العربية، سواء حزب الله اللبناني، أو جماعتي الجهاد  و"حماس"  بقطاع غزة، وجماعة الحوثيين في اليمن بالإضافة الي المليشيات الشيعة في العراق وسوريا.
وقد خرجت وسائل الإعلام اليمنية والعربية بخبر عن زيارة القيادي بحركة الجهاد الاسلامي أحمد عبدالرحمن بركات، ممثل عن الحركة في اليمن،  لمحافظة صعدة للقاء عبدالملك بدرالدين الحوثي، وبحث الجانبان أهم المستجدات على الساحة الفلسطينية بشكل خاص وعلى الساحة الإسلامية بشكل عام.
وأكد الحوثي على أهمية إحياء القضية الفلسطينية في الوجدان العربي كقضية مركزية ومحورية، وذلك عبر العمل على رفع الوعي الشعبي العربي بأهمية الدعم المباشر للمقاومة الفلسطينية، إلى جانب التصدي الشعبي الموحّد للمشاريع الأمريكية والإسرائيلية بمختلف الوسائل والأنشطة وعلى رأسها تفعيل سلاح المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
من جانبه عبر عبد الرحمن بركة، عن تقديره وتقدير الشعب الفلسطيني بكل الجهود والمواقف الداعمة من قبل الشعب اليمني بشكل عام ومن قبل عبد الملك وأنصار الله بشكلٍ خاص.
فيما يرى مراقبون أن اللقاء جاء بدعم إيراني للتفاهم بين الحوثيين وحركة الجهاد في العديد من القضايا الأمنية، وربما يكون هناك نوع من تبادل الدعم والخبرات في مجال التدريب والسلاح من قبل الحركتين.

الحوثيون وإيران:

الحوثيون وإيران:
واعترف مستشار "علي خامنئي علي ولايتي" رئيس مركز الدراسات التابع لمصلحة تشخيص النظام في إيران، والذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لما يعرف بالمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في إيران،  بدعم ايران للحوثيين إذ أعلن ولايتي أن إيران تدعم ما سمّاه النضال العادل لأنصار الله في اليمن.
ووصف ولايتي، حركة الحوثيين بالفريدة في تاريخ اليمن، وقال مخاطبا الحوثيين: "إن انتصاراتكم تشير إلى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة، والآن تمكنتم من السيطرة على الأوضاع تماماً وأزلتم العقبات من أمامكم".
ويمثل الحوثيون لإيران أحد أهم أوراق الضغوط في لعبة السياسية والمصالح بالشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج ، حيث يمثلون عنصر ضغط على المملكة العربية السعودية الداعمة للشعب السوري في ثورته على الأسد، فالحوثيون في هذه الأثناء يمثلون ورقة ضغط إيرانية من خلالها قد تفلح إيران في تخفيف الضغط على نظام الأسد.
وقال التقرير الصادر عن الوكالة الأمريكية للدراسات الاستراتيجية والاستخباراتية "ستراتفور": "إيران تنقل أسلحة عبر طريق يبدأ من ميناء عصب الإريتري ويلتوي شرقًا حول الطرف الجنوبي من بحر العرب في خليج عدن إلى مدينة شقراء التي تقع على ساحل جنوب اليمن، ومن هناك تتحرك الأسلحة برًا إلى شمال مدينة مأرب شرقي اليمن وبعدها إلى محافظة صعدة على الحدود السعودية - اليمنية".
وكانت التحذيرات الإقليمية والدولية قد تزايدت في الفترة الأخيرة فيما يتعلق بمخاطر التورط والدعم الإيراني لعصابة الإرهاب والتمرد والتخريب الحوثية في اليمن والأهداف الإيرانية في زعزعة أمن واستقرار المنطقة وعلى وجه الخصوص أمن واستقرار اليمن والخليج العربي بشكل عام. 
وكانت معلومات في صنعاء قد أظهرت وجود معسكرات لتدريب المتمردين الحوثيين في إريتريا، حيث توجد وحدات من الحرس الثوري الإيراني في إريتريا مهمتهم تتمثل في تدريب المتمردين وتزويدهم بالسلاح عبر ميناء عصب الإريتري، حيث تسهل حركة المتمردين من الميناء المذكور إلى ميناء ميدي اليمني والذي لا يفصلهما عن بعضهما بعض سوى كيلومترات قليلة.

إيران والجهاد:

إيران والجهاد:
أما فيما يتعلق بحركة الجهاد الإسلامي، إحدى الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، فإن هناك دائما ربطًا بين حركة الجهاد وإيران في العديد من المواقف السياسية  والأمنية.
و قال المرجع الشيعي العراقي جلال الدين الصغير، إن حركة الجهاد الفلسطينية شيعية تمويلا وأسلحة وقياداتها شيعية، لافتا الي ان حركة الجهاد هي احدي الحركات التي تمولها ايران ماليا وعسكريا وسهمت ايران في صنع انتصارات الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ضد العدو الصهيوني.
ومن جهته لا يخفي داود شهاب، المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد أن دولة إيران هي الداعم الأساسي، مع تأكيده على وجود أطراف أخرى، مضيفاً "السلاح الموجود في غزة كله عبارة عن دعم إيراني، سواء أكان سلاحاً لحركة حماس أو لحركة جهاد، وربما السلاح الإيراني عند حماس أكثر منا، والكل يعرف أن إيران تمولنا، كما أن الجهاد حركة مقاومة وهناك اطراف عديدة في العالم العربي والإسلامي تقدم دعم للمقاومة ولكن النصيب الاكبر لهذا الدعم المادي والعسكري هو من إيران".
وذكر شهاب، أن إيران تدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة، ولا تتحرج من هذا الدعم بل تتعرض لضغوط كثيرة بسببه لذلك هناك علاقة قوية بين الجهاد وإيران، مستدركاً أن إعجابهم بالثورة الإيرانية لا يعني تقليدهم لها، مضيفا: "حركة الجهاد موجودة قبل الثورة الإيرانية".

المشهد الآن

المشهد الآن
مع لقاء حركتي الجهاد والحوثيين، واللذين يتمتعان بدعم إيراني قوي، وفي ظل مساعي إيران للسيطرة على الملاحة في البحر الأحمر والخليج العربي وبحر العرب، بالإضافة إلى استخدام الفصائل المسلحة في لبنان، واليمن وسوريا وقطاع غزة والعراق كأوراق ضغط في لعبة المصالح  والسياسية بالشرق الأوسط ومنطقة الوطن العربي، تؤكد إيران بسط نفوذها في الشرق الأوسط، تنفيذًا لمخططها الشيعي، ونجحت بالفعل في إيجاد بيئات خصبة لمدها الصفوي في الداخل العربي، فعبر دعمها للميلشيات المسلحة بالمال والسلاح، تحولت دول عربية إلى ساحات حرب، أصبح للطرف المدعوم ايرانيًا فيها وجود قوي.
لذا.. لا يخرج اللقاء عن اللقاءات المتعددة التي عقدت خلال الأسابيع الماضية وربما هي رسالة إلى دول وكيانات معينة، في ظل حالة الصراع السياسي الموجودة في المنطقة وفي مقدمتها سوريا والملف النووي الإيراني والصراع الأيدلوجي مع السعودية.

شارك