ليبيا بين تحذيرات الغرب من السقوط واستمرار المعارك المسلحة

الإثنين 15/ديسمبر/2014 - 08:09 م
طباعة ليبيا بين تحذيرات
 
ليبيا بين تحذيرات
بدأت الدعوات الغربية لإنقاذ ليبيا من السقوط في يد التنظيمات الإسلامية المتطرفة، بعد أن بدا واضحا للعيان سيطرة الميليشيات الإسلامية على مؤسسات الدولة بحثا عن نشر العنف وإثارة الفوضى، وقتل آمال الليبيين في مستقبل أفضل لوطنهم، وبعد فضح ممارسات هذه الميليشيات عبر الأشهر الماضية، وتداعيات تنامي نفوذ هذه الجماعات، والانقلاب على الشرعية من خلال رفض نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة واختيار برلمان جديد لا يدعم الإسلاميين، أصبحت هذه الجماعات والميليشيات في ورطة، في الوقت الذى تحصل فيه حكومة عبد الله الثنى المدعومة من البرلمان المنتخب بثقة الغرب، وسط محاولات لمسئولى الأمم المتحدة ووزراء أوروبيين بإطلاق صيحات التحذير من سقوط الدولة الليبية، ومخاطر ذلك على دول الجوار والدول الأوروبية، وأهمية توحيد الجهود من أجل وضع حد لهذه الأزمة.  
من جانبها أكدت هيروت جبري سيلاسي مبعوثة الامم المتحدة، أن المحادثات الرامية لحل الأزمة في ليبيا توقفت وحذرت من خطر زعزعة الاستقرار في عدة دول بالمنطقة إذا لم تحل الأزمة على وجه السرعة، وأكدت أن عدم الاستقرار في منطقة الساحل الواسعة جنوبي منطقة الصحراء الكبرى تفاقم بسبب الوضع الهش لحكومات المنطقة وتوسع نشاط الجماعات الإسلامية المتطرفة.
ليبيا بين تحذيرات
أكدت سيلاسي أن العملية السياسية تتسم بالركود وتتواصل الاشتباكات بين الفصائل المختلفة، وإذا لم تحل الأزمة في ليبيا سريعًا، فإن عدم الاستقرار سيجتاح عددا من الدول في المنطقة، والاشارة بقولها "علينا أن نتصرف على وجه السرعة لأننا إذا لم نفعل ذلك فسنواجه دمارا في كل مكان، أنا لا أقول بعدم وجود تحرك دولي لكن يتعين تكثيف الجهود، حيث تعاني ليبيا بالفعل من عدم الاستقرار لكن منطقة الساحل تخاطر بإحراقها".
وفى هذا السياق اعترف وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بأن الحرب الأهلية في ليبيا تهدد أيضًا دول الاتحاد الأوروبي، وانه إذا سقطت ليبيا فمن الممكن أن تكون لذلك عواقب مأساوية بالنسبة لجنوب أوروبا على الأقل، خاصة وأن عدد المجموعات المسلحة في ليبيا يقدر حاليًّا بنحو 250 مجموعة.
وتأتى هذه التحذيرات بالتزامن مع تأكيد مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون بأن النزاع في ليبيا ينطوي على مخاطر أمنية لأوروبا.
ليبيا بين تحذيرات
وبالرغم من الجهود الدبلوماسية لإنقاذ الموقف الراهن، لا تزال الاشتباكات المسلحة مستمرة بشدة في الأراضي الليبية، بعد أن تجددت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومليشيات فجر ليبيا الإسلامية، ومحاولة الاستيلاء على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي بشرق ليبيا، وهي أغنى مناطق البلاد بالنفط. 
ويري مسئولون بجهاز حرس المنشآت النفطية في هذه المنطقة أن الاشتباكات تجددت بالقرب من ميناء السدرة النفطي، أكبر مرافئ ليبيا النفطية، بعد أن أطلقت مليشيات فجر ليبيا على عملية زحفها باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية"، قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
يأتي ذلك في الوقت الذى أعلنت فيه وزارة النفط الليبية تراجع إنتاج النفط إلى 550 ألف برميل يوميًا، مقارنة بمستواه نهاية الأسبوع الماضي عند 800 ألف برميل يومياً بسبب توقف العمل في ميناء السدرة النفطي، نتيجة الاشتباكات المُسلحة بالقرب منه، حيث يبلغ إجمالي ما يجرى تصديره عبر الميناء يوميا 300 ألف برميل. 

شارك