مع إعدام 13 منهم... "فرسان العلم" تنظيم مقاومة يزعج "داعش" في العراق

الأربعاء 17/ديسمبر/2014 - 09:03 م
طباعة مع إعدام 13 منهم...
 
كتائب "فرسان العلم".. تنظيم جديد ظهر في محافظة صلاح الدين ذات الأغلبية السنية بالعراق، لمقاومة ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" عقب المجازر التي ارتكبها في حق العاشر السنية بالعراق، وخاصة في حق أبناء العشائر السنية أدى إلى تنامي السخط الشعبي ضد التنظيم بالإضافة إلى ارتفاع حالة الإعدام داخل صفوف التنظيم، نتيجة لاتهامات بالتجسس ومخالفة تعليمات زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، أدى ذلك إلى ظهور حركات مقاومة ضد التنظيم ترفع من عملية الضغوط على قيادات،ه في ظل الحرب على أكثر من جهة مما تهدد بسقوط التنظيم من الداخل.

إعدامات بالجملة:

إعدامات بالجملة:
خلال الأسابيع الأخيرة ارتكبت "داعش" مجازر كبيرة بحق المئات من أبناء العشائر العراقية والسورية، وفي مقدمتها عشيرة "آل بونمر السنية" في مدينة الرمادي العراقية التي أُعدم بها ما يزيد على 200 شخص، بالإضافة إلى أكثر من 700 شخص من عشيرة الشعيطات السنية في محافظة دير الزور شرق سوري، وغيرهما من أبناء العشائر، والتي انتفضت في مواجهته.
كما لم يفرق التنظيم بين الشعائر السنية والمقاتلين المنطوين تحت لوائه، حيث أظهرت تقارير إخبارية مؤخرا تعرض عدد من الأجانب الذين يحاولون الهرب من التنظيم الارهابي إلى القتل أو السجن على أيدي عناصر التنظيم المتطرف، وتحدثت تقارير ومواقع جهادية عن إعدام  تنظيم القاعدة لواحدٍ من أهم قياداته، وهو "والي الموصل معمر توحلة"، وتسعة آخرين من مسلحيه في معسكر الغزلاني جنوب الموصل رميا بالرصاص، بتهمة التجسس لصالح الحكومة العراقية والتحالف الدولي.
كما نفذ تنظيم "داعش" خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات إعدام جماعية رميًا بالرصاص في صفوف مسلحيه الذين انسحبوا من المعارك ورموا أسلحتهم، وآخرون اتُهموا بالتجسس لصالح حكومة الإقليم والحكومة العراقية والتحالف الدولي.
وذكر مراقبون ان عدد المسلحين الذين أعدموا في الموصل من قبل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي تخطي ال200 مسلحا، أكثرهم عراقيون، مع وجود عدد قليل من الجنسيات العربية.
اعدامات "داعش" ادت الي ظهور جماعات مقاومة للتنظيم بسبب تطرفه وتشدده، وسعيه الي تطبيق سياسيته وافكاره بحد السيف، دون فهم لقوة ونفوذ العشائر في العراق وسوريا، وكان من بين هذه الحركات المقاومة كتائب" فرسان العلم.

نوفمبر موعد الظهور:

نوفمبر موعد الظهور:
جاء ظهور كتائب "فرسان العلم" عبر منشور وزعته في الأول من نوفمبر الماضي، في مدينة تكريت العراقية مسقط راس الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، توعدت فيها عناصر "داعش"،  ومن يتعامل معهم بالقتل"، وهي المنشورات التي شجعت  ابناء العشائر علي قتال عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وإخراجهم من المناطق السكنية.
وذكر أحد مقاتلي "داعش" على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" ويدعى "اسد بغداد" انها مجموعة محاربة للدولة، بدأت بعملها في منطقه العلم شرق تكريت بوضع شعارات كفرية طاغوتية على رايات الخلافة "، لافتًا إلى أن التنظيم يتبع العشائر السنية بمحافظة صلاح الدين.
ووضعت الحركة وفقا للمنشور الذي وزعت في تكريت ومحافظة صلاح الدين العديد من الاهداف، في مقدمتها:
- محاربة تنظيم "داعش" بالأراضي العراقية.
- دعم مقاتلي العشائر والاهالي في المناطق التي تخضع لنفوذ "داعش" لتمرد علي التنظيم والدخول في مواجهات معه.
- استهداف مؤسسات وتحركات التنظيم وإلحاق أكبر الخسائر به.
وتنسب "فرسان العلم" إلى ناحية العلم هي ناحية تابعة إداريا لقضاء تكريت مركز محافظة صلاح الدين العراقية، تقع الناحية على ضفاف نهر دجلة وتتكون في الغالب من أراض زراعية وبساتين، تتميز بكثافة سكانية عالية خصوصا بعد انتقال مئات العوائل من مدن عراقية عدة اليها بعد الغزو الأمريكي في 2003 .
وفي وقعت سابق قام  اعضاء حركة "فرسان العلم" بتمزيق الكثير من رايات تنظيم "داعش"  وكتبوا العديد من الشعارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية على جدران البنايات"، وهو ما ادي الي تطثيف مقاتلي تنظيم الدولة تواجده بمدينة تكريت لرصد اعضاء حركة "فرسان العلم" من اجل القصاص منهم، وهو متم عبر داعش كثفوا من تواجدهم في تلك المناطق عقب هذه التطورات".
في 2 نوفمبر الماضي، أعلنت كتائب "فرسان العلم" عن مسؤوليتها عن قتل عنصرين من "داعش" في الناحية شرق تكريت بسلاح قناص، فيما توعدت بتصفية المنتمين له والقصاص من المتعاونين معه.

إعدام 13 من كتائب فرسان العلم:

إعدام 13 من كتائب
عقب إعلان كتائب فرسان العلم مسئوليتها عن قتل عنصرين من "داعش" ونشر المنشورات تهدد بالمزيد من العمليات العسكرية ضد مقاتلي تنظيم الدولة، كثف "داعش" من عمليات البحث عن أعضاء كتائب فرسان العلم، وأعلن يوم الاثنين 16 ديسمبر الجاري أنه قتل 13 عنصرًا،  من أعضاء الفرسان،  وفقا لما نشرته مواقع قريبة من التنظيم.
فقد أعدم تنظيم داعش الاثنين 13 عنصراً من عشائر سنية مناهضة له في محافظة صلاح الدين شمال بغداد، بإطلاق النار عليهم من مسدسات حربية، بحسب شهود عيان وصور تداولتها منتديات متطرفة.
وأظهرت ثلاث صور نشرها منتدى إلكتروني يعنى بأخبار المجموعات الإرهابية المتطرفة، 13 شخصاً على الأقل يرتدون لباساً موحداً برتقالي اللون، مشابها لذلك الذي ارتداه رهائن أجانب ذبحهم التنظيم خلال الأشهر الماضية.
وكتب على الصور "تنفيذ حكم الله في 13 عنصرا من صحوات ما يسمى فرسان العلم أمام جمع من المسلمين في ولاية صلاح الدين".

المشهد الآن:

المشهد الآن:
يشير ظهور كتائب "فرسان العلم"، وهي تنظيم سني خرج من رحم مدينة وعشائر سنية عراقية، إلى ارتفاع  معدل السخط الشعبي ضد التنظيم ويمهد لظهور اشكال من المقاومة الشعبية داخل نفوذ "داعش" تؤدي الي مزيد من الضغط علي اعصاب قياداته التي تحارب علي اكثر من جبهة في وقت واحد ، بالإضافة الي الغارات الجوية للتحالف الدولي، والتي تفقده سهولة الحركة التي كان يتمتع بها قبيل تشكيل التحالف... فهل سيغير "داعش" من استراتيجيته مع العشائر ومقاتليه.. أم أن مزيدا من ثورة العشائر ستقضي عليه من الداخل؟

شارك