تركيا تكشف عن وجهها في دعم الإرهاب.. وتضع شروطًا للانضمام إلى التحالف الدولي

الخميس 18/ديسمبر/2014 - 01:49 م
طباعة تركيا تكشف عن وجهها
 
مع سعى التحالف الدولي لمحاربة "داعش" والقضاء عليه نهائيًا، لا بد وأن تشارك جميع الدول ذات النفوذ القوي في مواجهة الإرهاب، وكان على رأس هذه الدول "تركيا" والتي فضلت أن يكون موقفها تجاه الانضمام للتحالف الدولي "غامض"؛ مما أثار الشكوك حولها من جميع الدول المنضمة للتحالف بأنها أحد الداعمين والممولين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"؛ الأمر الذي جعل أمريكا بالتحديد تسعى جاهدة لإقناع تركيا بالانضمام للتحالف الدولي لسرعة القضاء على التنظيم الإرهابي، الذي انتشر بصورة كبيرة في أنحاء الدول؛ مما يؤثر على الفترة التي حددها التحالف للقضاء عليه.
رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد رفضه مشاركة بلاده في أية عمليات مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"؛ ما لم تتحقق مطالبه، وبالفعل تقدمت آنذاك أنقرة للتحالف الدولي بأربعة مطالب بشأن ما يجري في سوريا والعراق، تتمثل بإعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب المعارضين السوريين وتزويدهم بالسلاح، بالإضافة إلى شن عملية ضد النظام السوري نفسه.
وأضاف أنه من دون تحقيق هذه المطالب لا يمكن لبلاده أن تشارك في أية عمليات.
وفي السياق ذاته، صرح نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تدرس إقامة منطقة آمنة داخل أراضيها بهدف تأمين حدودها.
وبالفعل لم تترك الولايات المتحدة الأمريكية بابا إلا وطرقته طلبا للمساعدة في التخلص من "داعش"، غير أن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن طريق نائبه "جو بايدن" هي الأخطر منذ إعلان الحرب على "داعش"، وتحت عنوان "شروط أردوغان" جمعت جلسة مغلقة بين "بايدن" والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإقناعه بإيقاف دعمه لـ"داعش"، وتسهيل عبور العناصر الإرهابية إلى الداخل السوري. 
الشروط التي فرضها "أردوغان" مقابل تخليه عن دعم "داعش" كانت مفاجئة لـ"بايدن" الذي اكتفي بالاستماع، تمهيدا لإبلاغها لـ"أوباما" وإدارته في البيت الأبيض، خاصة بعدما ورود اسم كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد.
ووضع أوردغان 3 شروط أساسية للانضمام إلى التحالف الدولي لمواجهة داعش بقيادة واشنطن، وتلك الشروط كانت هي إسقاط النظام السوري أولاً، وفرض حظر جوي على سوريا، وإقامة منطقة عازلة بين تركيا وسوريا، وهي الشروط التي يقول البعض إنها غير قابلة للتحقيق، كما أعلنت واشنطن رفضها لذلك قائلة: إن إقامة منطقة عازلة بين البلدين هي بمثابة إعلان حرب بينهما، وهو أمر مرفوض.
تركيا تكشف عن وجهها
وحتى الآن، فقد اقتصرت مشاركة تركيا في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية على السماح لمقاتلين أكراد من البيشمركة بالعبور من الأراضي التركية إلى مدينة عين العرب "كوباني" لمساعدة الأكراد الذين يقاتلون "داعش".
وترفض أنقرة السماح للقوات الأمريكية بالقيام بغارات قصف من قاعدة أنجرليك الجوية في جنوب تركيا؛ ما يجبر تلك القوات على القيام بطلعاتها من منطقة الخليج.
وترى تركيا أن الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أمريكية غير كافية وأن التهديد الجهادي لن يبتعد إلا بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
تركيا تكشف عن وجهها
يرى محللون أن تصميم "داعش"، على السيطرة على مدينة كوباني، رغم الضربات الجوية المكثفة، التي وجهتها له قوات التحالف الدولي، يرجع إلى إدراك التنظيم للأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة، وأيضا بسبب الدعم التركي للتنظيم.
ولم يكن خفيا، أن أنقرة فتحت منذ احتدام الصراع في سوريا، أبوابها لمختلف المجموعات المعارضة المعتدلة والمتشددة. ومع ظهور بوادر ضعف جماعة الإخوان المسلمين، كقوة معارضة، وفشلها في تغيير مجرى الأحداث على غرار ما حدث في مصر وتونس قبل حوالي أربع سنوات، قرر رجب طيب أردوغان، الذي كان وقتها رئيسا للحكومة التركية ومأخوذا بحلم بسط النفوذ الإخواني في منطقة الشرق الأوسط، التوجه إلى الجناح الدموي المتطرّف، الذي سيساعده على الثأر من العراقيين إلى جانب تحويل وجهة الصراع في سوريا من ثورة سلمية لإسقاط النظام إلى حرب مسلّحة.
ويؤكد خبراء أن غرور أردوغان وحقده جعلاه يعمل على دعم الجماعات الإرهابية، انتقاما من الولايات المتحدة وحلفائها ومن أوروبا التي رفضت انضمام تركيا إلى اتحادها، وانتقاما مزدوجا من دول المنطقة العربية، التي رفضت شعوبها تطبيق نموذج العدالة والتنمية عليها، وثارت ضد تنظيمات الإخوان المدعومة من الحزب الحاكم في تركيا، فضلًا عن الطموح التاريخي لأردوغان وأنصاره من العثمانيين الذين أرادوا غزو الشرق الأوسط من جديد ولكن على حصان الإخوان، إلا أن اللجام انقطع بهم فتحولوا إلى تمويل الإرهاب.
تركيا تكشف عن وجهها
الشروط التي وضعتها تركيا، كشفت عن الوجه الحقيقي لأنقرة في دعمها للإرهاب، وأكدت أن هناك دورًا مشبوهًا تلعبه أنقرة، وأن عدم تحركها في مواجهة الإرهاب ليس لأسباب إنسانية، وإنما لأسباب سياسية تخص مصالح تركيا نفسها، والدخول في مساومات من هذا النوع هو لتحقيق هذه المصالح، فأردوغان يريد إسقاط النظام في سوريا حتى وإن قسمت سوريا أو انتشر الإرهاب فيها، أو واجهت أي أخطار فهو لا يكترث بذلك، كما يريد تصدير أزمته مع الأكراد لسوريا، ويلعب على هذا الوتر؛ على أمل أن تقام دولة الأكراد في سوريا بعد تقسيمها والابتعاد عن الأراضي التركية وإنهاء تخوفاته، كما أن شن غارات تركية عسكرية على مواقع لحزب العمال الكردستاني في تركيا، يُثبت أن أردوغان يسمح لنفسه باستخدام الطيران ضد المعارضة المسلحة لديه، ويستنكر ذلك ويحرمه على بشار الأسد، وعلى العكس يدعم الإرهابيين ضد سوريا، واستحل لنفسه سياسات مزدوجة وخطيرة على كل الإقليم، فدعمه للإرهاب واحتضانه لجماعات التطرف الإرهابية يستوجبان وقفة من دول المنطقة لتأخذ موقفًا محددًا من سياسيات تركية داعمة للإرهاب.
كما أن الهدنة بين حزب العمال الكردستاني والنظام التركي انتهت بالفعل بعد المواجهات الأخيرة بين المتظاهرين والشرطة التركية والتي راح ضحيتها عشرات الأكراد.

شارك