هل تحسم مطارات سوريا الصراع بين الإسلاميين والنظام؟

السبت 20/ديسمبر/2014 - 12:50 م
طباعة هل تحسم مطارات سوريا
 
تستعد «جبهة النصرة» لشن هجوم على مطار أبو الظهور العسكري، آخر المطارات التي يسيطر عليها النظام السوري في شمال غربي سوريا معززة بالغنائم التي كسبتها عقب سيطرتها على معسكرين في ريف إدلب. وتتسابق «النصرة» مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) للسيطرة على المطارات التي لا يزال الطيران الحربي السوري يستخدمها، وتترافق استعدادات «النصرة» مع هجوم شنه «داعش» على مطار دير الزور العسكري أحد آخر معاقل النظام في شمال شرقي البلاد. 
وتحاول كل من جبهة النصرة وتنظيم داعش الاستيلاء على المطارات العسكرية لكسر سطوة النظام السوري الجوية ومحاولة ردع قوات التحالف التي تشن غارات واسعة على داعش والنصرة هناك. 
وزير الخارجية التركي
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو
ولا تغيب تركيا عن هذه التطوارت الميدانية حيث إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن بلاده قد تبدأ تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين وتجهيزهم قبل مارس المقبل، في إشارة إلى قرب الاتفاق مع الأمريكيين على مساعدة المعارضة السورية على مواجهة تنظيم «داعش» وقوات النظام في الوقت ذاته، وهو ما يعزز من رغبة داعش والنصرة في السيطرة على المطارات السورية، حيث سبق واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مطار الطبقة العسكري في محافظة الرقة، بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية واقتحام مدخل المطار بسيارتين مفخختين.
هل تحسم مطارات سوريا
وقال ناشطون: إن سيارتين مفخختين انفجرتا عند مدخل مطار الطبقة العسكري في الرقة، آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة، وسط قصف بالبراميل المتفجرة من الطيران المروحي وبالصواريخ من الطيران الحربي على محيط المطار وأن أصوات الانفجارات وصلت إلى مدينة الرقة التي تبعد 40 كيلومترًا عن المطار وأيضا مطار الجراح بمحافظة حلب.
ولم يُضَيِّع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الوقت بل "إنه يُجبر الطيارين الذين تم القبض عليهم خلال عملية الاستيلاء على مطار الطبقة العسكري بسوريا، على تدريب عناصرهم ليتمكنوا من الطيران بهذه الطائرات، وذلك بعد أن أعدم 250 جنديًّا سوريًّا في مدينة الرقة بحسب فيديو بث على موقع اليوتيوب يظهر جثث العشرات من الجنود ملقاة على الأرض وهم شبه عراة". 
ويسعى تنظيم "الدولة الإسلامية" للاستيلاء على مطار دير الزور العسكري، ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل، بعد أن تصدت لهم القوات الحكومية ويمثل دير الزور العسكري أهمية خاصة حيث يقع جنوب مدينة دير الزور، وهناك تم فتح "جسر جوي" لتزويد جنود الجيش السوري المدافعين عن أخر موطئ للقوات الحكومية على نهر الفرات بالطعام والذخيرة. 
جبهة النصرة التابعة للقاعدة حاولت هي الأخرى بسط نفوذها على المطارات بالاستعداد مع فصائل إسلامية أخرى لشن هجوم على مطار أبو الظهور، الاستراتيجي لإنهاء وجود النظام في دير الزور وإدلب ومعسكر المسطومة القريب منها، وشن التنظيم هجمات في الأيام الماضية ضد المطار بعربات مفخخة، في إطار محاولاته للاستيلاء على المطار. 
وزير الإعلام السوري
وزير الإعلام السوري عمران الزعبي
ورد الطيران الحربي السوري بخمس غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور وقرى الدبشية ورسم ززو والراعفية والمجرزة بمحيط مطار أبو الظهور العسكري، التي سيطرت عليه «جبهة النصرة» ومقاتلون إسلاميون وتحاول منع داعش من أن يكون لها غطاء جوي، بعد أن أعلن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن القوات الجوية السورية دمرت مقاتلتين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا، وأن هناك ثلاث طائرات قديمة استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية من مطار الجراح العسكري في محافظة حلب وقام "الإرهابيون بتجريبها".
وأضاف أن "الطيران العربي السوري قام بالتحليق فورا ودمر اثنتين منها على المدرج أثناء هبوطهما "دون تحديد مكان المدرج"، وقال: إن "البحث جار" عن طائرة ثالثة قال: إن عناصر التنظيم "خبئوها"، مؤكدا أنهم "لا يستطيعون استخدامها".
هل تحسم مطارات سوريا
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة قد نقل الجمعة (17 أكتوبر 2014) عن سكان في حلب قولهم إنهم "شاهدوا طائرة على الأقل تحلق على علو منخفض في أجواء المنطقة بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، علما أنها ليست المرة الأولى التي يلاحظ فيها السكان تحليق طائرة تقلع من المطار على علو منخفض". 
يذكر أن هناك طيارين عراقيين تدربوا في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" ويقومون بطلعات جوية تدريبية. 
وكان التنظيم قد نشر سابقا صورا لمقاتليه وهم واقفون بجانب طائرات حربية ومقطع فيديو واحدا على الأقل تظهر فيها طائرة ميغ سورية مخزنة في حظيرة بمطار غير محدد.
هل تحسم مطارات سوريا
وفي أغسطس، نشر التنظيم مقطع فيديو آخر على يوتيوب تظهر فيه صور جوية لمطار الطبقة العسكري السوري، وقال: إن طائرة مسيرة (من دون طيار) تابعة له التقطت تلك الصور.
ويقول موقع "ديلي بيست" الأمريكي: إن داعش يملك أيضا طائرات "آيرو إل-39 ألباتروس"، التي تستخدم عادة لأغراض التدريب. وهي من إنتاج الدولة المتفككة التي كانت تعرف بـ "تشيكوسلوفاكيا"، ويعود تصميمها إلى فترة الستينيات، ولكن هل يعني هذا أن التنظيم سينقل هجماته الإرهابية إلى سماء سورية والعراق؟
يؤكد خبراء عسكريون أن ذلك الخطر مستبعد، وأن هناك العديد من العقبات تمنع ذلك منها عدم توفر مجال جوي آمن لإقلاع الطائرات، وأن قدر فترة التحليق لطائرة ميغ في حلب بـ10 دقائق وبمستوى منخفض. وبمقدور الطائرات السورية أن تتحرك فورا وتضرب مدرج المطار وإذا تجاوزت طائرة لداعش هذه الحلقات، فلن تتجاوز "قائمة الأهداف الحساسة" للقيادة المركزية الأمريكية. 
وهذا يعني أنه سيتم استهداف الطائرة برد آلي، وبحد أدنى من التنسيق، حالما يتم التأكد من الهدف وأن الطائرات التي يملكها التنظيم قديمة، تحتاج صيانة، ولا تتوفر لها قطع غيار، وفق طيارين سوريين منشقين، بالإضافة إلى أن طائرة ميغ 23 أكبر وأكثر تعقيدا، لكنها تحتاج طيارا محترفا ليقودها بأمان. والطيارون السابقون في جيش صدام حسين لم يقودوا طائرات منذ سنوات طويلة، وهذا يجعلهم غير قادرين على القيادة بشكل جيد فضلا عن تدريب طيارين آخرين.
وفي النهاية صحيح أن داعش والنصرة تسيطر على مطارات وعلى وشك السيطرة على أخرى عليها، لكن مدرجاتها يمكن تدميرها بسهولة خاصة وأن إجمالي المطارات في سورية 91 مطارا منهم 29 بمدرجات ممهدة. 

شارك