بعد المصالحة المصرية- القطرية.. هل الإخوان الهاربون إلى الدوحة أصبحوا في قبضة الأمن المصري؟

الأحد 21/ديسمبر/2014 - 01:33 م
طباعة بعد المصالحة المصرية-
 
في مبادرة قوية، تدخلت المملكة العربية السعودية لتنهي الخلافات التي كانت قائمة بين مصر وقطر، بعد أن وصل الأمر إلى سحب السفير المصري من الدوحة، فضلا عن اتهام قطر بتمويل ودعم الإرهاب، وبالأخص عقب الهجمات التي قام بها عناصر الإخوان في أنحاء مصر.
وتعد تلك المصالحة صدمة قوية على عناصر الإخوان المتواجدين في الأراضي القطرية، والتي جاءت على غير مصلحتهم، حيث إنهم فروا هاربين عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وفض اعتصامي رابعة والنهضة؛ الأمر الذي يجعلهم يتخوفون من مستقبلهم القادم، وهل ستسلمهم قطر إلى السلطات المصرية أم ستتركهم على أراضيها، أم ستتركهم يرحلون إلى أي دولة أخرى؟
تساؤلات عدة حول مستقبل الإخوان المقيمين في الدوحة الآن، وموقف قطر من إيوائهم، هل ستقوم بتصفية نيتها مع مصر أم أن المصالحة ما هي إلا جبر خواطر لدول الخليج وبالأخص السعودية التي تدخلت لنزع فتيل الأزمة بين الطرفين بنية عودة علاقات جميع الدول العربية، مما يؤدي استعادة الأوضاع بين الأطراف جميعًا؟
الفترة المقبلة ستشهد مفاوضات بين الطرفين مصر وقطر، وتحديدًا لوضع خطة حول نية الدوحة في التعامل مع عناصر الإخوان المقيمين على أراضيها، قد تؤدي المفاوضات إلى احتقان الأمور مرة أخرى وقد تؤدي إلى تقوية العلاقات، الأمر إذن متوقف على مدى تفاعل قطر في المرحلة المقبلة، وإثبات حسن نواياها تجاه مصر.

بداية المصالحة

بداية المصالحة
على قدم وساق، وخلال الفترة الماضية، وبالأخص عقب اجتماعات دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، ظلت السعودية تتفاوض بشأن إنهاء الخلافات بين مصر وقطر حتى تعود دول الخليج في دائرة موحدة مرة أخرى، إلى أن أعلنت أمس المملكة العربية السعودية، رسمياً، عن طي صفحة الخلافات بين مصر وقطر، وذلك استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصدر بيان ملكي سعودي في هذا الخصوص، كما صدر بيان أميري قطري مماثل.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل في القاهرة، أمس السبت، كلاً من رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثه في هذه المهمة خالد بن عبدالعزيز التويجري والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني مساعد وزير الخارجية القطري مبعوث أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي، السبت، أنه حرصاً من خادم الحرمين على اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين مصر وقطر في مختلف المجالات، وتأكيداً على ما ورد في اتفاقي الرياض المتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون بسياسة المجلس لدعم مصر.
وتقديراً من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين التي دعا فيها أشقاءه لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما- إن شاء الله- فقد استجابت كلتا الدولتين لها وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة البلدين.
كما أكدت المملكة دعمها وحرصها على فتح صفحة جديدة بين البلدين، وأعرب الملك عبدالله عن أمله من جميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام إلى الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها.

نص البيان:

نص البيان:
عملاً بقول الحق سبحانه وتعالى: {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين}، وقوله عز وجل: {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}.
واتباعاً لقول الحق عز وجل: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً}.
وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- على اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وبخاصة ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، المرتبطة بالدولتين الشقيقتين.
وتأكيداً على ما ورد في اتفاقي الرياض- المبرمين في 19/1/1435هـ الموافق 23/11/2013م وفي 23/1/1436هـ الموافق 16/11/2014م- المتضمن التزام جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بسياسة المجلس لدعم جمهورية مصر العربية والإسهام في أمنها واستقرارها.
وتقديراً من قبل الأشقاء في كلتا الدولتين لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود التي دعا فيها أشقاءه في كلتا الدولتين لتوطيد العلاقات بينهما وتوحيد الكلمة وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما- إن شاء الله-، وتلبية لدعوته الكريمة- أيده الله- للإصلاح، إذ الإصلاح منبعه النفوس السامية والكبيرة؛ فقد استجابت كلتا الدولتين لها وذلك للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين سامية تصب في مصلحة الشقيقتين جمهورية مصر العربية ودولة قطر وشعبيهما الشقيقين.
وقد أبدت المملكة مباركتها للخطوات الجارية التي من شأنها توطيد العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر، ومن ضمنها الزيارة التي قام بها المبعوث الخاص لسمو أمير دولة قطر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى مصر.
كما تؤكد المملكة بقيادة خادم الحرمين دعمها وحرصها على فتح صفحة جديدة بين البلدين ليكون كل منهما- بعد الله- عوناً للآخر في سبيل التكامل والتعاون لتحقيق المصالح العليا لأمتينا العربية والإسلامية، آملاً- يحفظه الله- من جميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله إلى الاستجابة لهذه الخطوة ومباركتها؛ فهم العون- بعد الله- لسد أي ثغرة يحاول أعداء الأمة العربية والإسلامية استغلالها لتحقيق مآربهم.
ونسأل الله عز وجل أن يعمّق أواصر الأخوة فيما بين الدولتين الشقيقتين، ويعزز العلاقات بينهما، ويوطد القواسم المشتركة التي توحد بينهما، لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.
هذا والله ولي التوفيق والقادر عليه.

مصر ترحب

مصر ترحب
على مدار الفترة الماضية، وفي ظل الصراعات التي شهدتها مصر عقب عزل مرسي، والتفجيرات والتخريبات التي قامت بها جماعة الإخوان احتجاجا على إسقاطهم من حكم مصر، أثارت كل هذه الهجمات الغضب المصري الذي اعتبرته بدعم من الجانب القطري التي سمح لتلك العناصر الإرهابية بالانتشار وشن الهجمات على الأراضي المصرية، كانت مصر لا بد وأن تواجه الإرهاب بأي وسيلة إلى أن جاءت فرصة المصالحة، لترحب بها مصر وتثمنها قطر لتثبت أنها غير داعمة للإرهاب كما تصورت مصر، وثمنت مصر وقطر الجهود الصادقة لخادم الحرمين الرامية إلى تحقيق الوحدة بين الدول العربية الشقيقة ونبذ الانقسام. كما بحث السيسي مع المبعوثين سبل تفعيل مبادرة المصالحة العربية للم الشمل، التي طرحها خادم الحرمين الشريفين خلال القمة الخليجية الطارئة الأخيرة في الرياض، وما تم تأكيده في القرارات الصادرة عن المؤتمر بشأن التزام جميع دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة المجلس لدعم مصر والإسهام في أمنها واستقرارها، فضلاً عن دعم التوافق بين الأشقاء العرب، خاصة بين مصر وقطر.
وأعرب الرئيس المصري عن اتفاقه التام مع العاهل السعودي في مناشدته كل المفكرين والإعلاميين التجاوب مع المبادرة، ودعمها من أجل المضيّ قدماً في تعزيز العلاقات المصرية القطرية بوجه خاص، والعلاقات العربية بوجه عام.
كما قال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، في تعليقه حول العلاقات المصرية القطرية: "مصر هي منارة المنطقة، ومظلة العرب، ودائما البعد عن مصر لا يطول؛ لأنها الحب الكبير والأمان للمنطقة العربية". 

ترحيب خليجي

ترحيب خليجي
من جانبه هنأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بنجاح مبادرة المصالحة بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وكانت دول الإمارات والبحرين والكويت وقطر وقعت في أواخر نوفمبر الماضي بالعاصمة السعودية على "اتفاق الرياض التكميلي"؛ لإنهاء كل أسباب الخلافات الطارئة بين الدول العربية لدفع مسيرة العمل المشترك وتحقيق مصلحة الشعوب العربية والإسلامية.
وأكدت القمة الخليجية التي عقدت في 9 ديسمبر الماضي على وقوفها التام ودعمها لمصر حكومة وشعبا ولبرنامج الرئيس عبد الفتاح السيسي المتمثل في خارطة الطريق.

قطر تتعهد

قطر تتعهد
من جهتها، أكدت دولة قطر حرصها على تعزيز علاقاتها مع مصر، بعد أن أكدت السعودية استجابة البلدين لمبادرتها الرامية إلى إزالة أسباب الخلاف بينهما.
وقال بيان للديوان الأميري القطري: إن قطر تؤكد وقوفها إلى جانب مصر مثلما وقفت إلى جانبها في السابق، مؤكدا ترابط أمن البلدين.
وأضاف البيان أن "دولة قطر التي تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي، تؤكد حرصها أيضا على علاقات وثيقة معها، والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين".
ورحب البيان القطري ببيان صدر عن الديوان الملكي السعودي يؤكد استجابة مصر وقطر لمبادرة، أطلقها مؤخرا الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بتنقية العلاقات المصرية القطرية مما شابها.

"الجزيرة" البداية

الجزيرة البداية
فيما يخص الهجمات التي تتبعها قطر على مصر، كانت قناة الجزيرة التي تبث من العاصمة الدوحة، وستكون على رأس التغيرات التي تتبعها قطر تجاه مصر لإثبات حسن نواياها الفترة المقبلة، وقد قال رئيس الديوان الملكي السعودي الشيخ خالد التويجري: إن سياسات الدولة القطرية تجاه مصر خاصة فضائية الجزيرة، ستتغير خلال الفترة المقبلة، بعد المصالحة المصرية القطرية، مشيرًا إلى أنه في المقابل يجب تغيير بعض السياسات الفضائية المصرية تجاه قطر.
وأوضح التويجري، أن اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمبعوث القطري، كان إيجابيًا جداً، وأشاد بالتجاوب المتبادل من قبل الطرفين للمبادرة، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تهدئة في الأوضاع وخطوات إيجابية بين مصر وقطر، ولا بد من مساعدة وسائل الإعلام في إنجاح المهمة.

شارك