غارات مكثفة تدمي «داعش» في كوباني وشمال حلب / الحكومة الليبية الرسمية تستهدف جماعة تحاول السيطرة على مرفأي نفط / الجزائر تحاكم زعيم القاعدة بالمغرب الإسلامي غيابياَ
الإثنين 22/ديسمبر/2014 - 10:23 ص
طباعة
غارات مكثفة تدمي «داعش» في كوباني وشمال حلب
أفادت القيادة المشتركة لعمليات التحالف الدولي المناهض لـ«داعش»، أن مقاتلات وقاذفات وطائرات حربية أخرى نفذت 3 ضربات على مواقع للتنظيم الإرهابي حول مدينة كوباني السورية المحاذية للحدود التركية، بينما رصدت التنسيقيات المحلية غارات، استهدفت قرى ارشاف وحور ودابق في ريف حلب الشمالي.
وذكر بيان للقيادة المشتركة إن 5 ضربات جوية وقعت قرب كوباني أمس الأول، تبعتها 3 ضربات الأحد، في حين أفادت تقارير إعلامية في المنطقة أن مقاتلات التحالف نفذت 7 غارات بلدتي أخترين واحتيملات، وقرية حوار النهر، التي تقع فيها معاقل للتنظيم.
من جهته، قال المرصد الحقوقي إن التحالف الدولي شن ضربة على منطقة قرب المركز الثقافي شرق كوباني، الذي حاول مقاتلو التنظيم المتطرف استعادة السيطرة عليه بعد أن انتزعه الأكراد أمس الأول، مشيراً إلى وقوع اشتباكات في عدة محاور المدينة بين الإرهابيين ووحدات «حماية الشعب الكردي أسفرت عن مقتل مقاتلين اثنين على الأقل من المتطرفين.
وذكرت التقارير أن طيران التحالف قصف قرية حوار النهر بأكثر من غارتين، مما أدى إلى دمار واسع في القرية، مشيراً إلى مقتل عدد كبير من عناصر «داعش»، فيما لاذ من نجا من القصف بالفرار إلى الأراضي الزراعية المحيطة بالمنطقة.
بدوره، أوضح طبيب في مستشفى ميداني ببلدة دابق، أنهم استقبلوا أعداداً كبيرة من الجرحى والقتلى من عناصر التنظيم الإرهابي.
بالتوازي، استمر التصعيد بجبهة دمشق وريفها حيث أكدت التنسيقيات المحلية اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة في مزارع تل كردي والريحان قرب مدينة دوما بريف دمشق. وذكر ناشطون أن 14 عنصراً من القوات الحكومية بينهم ضابطان، قتلوا خلال اشتباكات مع مسلحي المعارضة في قرية حوش الفارة بغوطة دمشق الشرقية، فيما استهدف مقاتلو الجيش الحر صباح أمس تمركزات لقوات النظام بالمنطقة ذاتها مستخدمين صاروخا محلي الصنع. وأضافوا أن 7 من عناصر القوات الحكومية قتلوا أيضاً وأصيب آخرون، إضافة لإعطاب دبابة خلال التصدي لمحاولة تسلل قامت بها القوات الحكومية إلى داخل حي جوبر شرق دمشق. كما تعرضت مناطق في مدينة الزبداني لقصف من قبل القوات الحكومية أعقبها فتح لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في المدينة، بحسب النشطاء.
وأفادت التنسيقيات بتعرض مدينة خان الشيخ ومزارعها لقصف بالمدفعية الثقيلة والشيلكا، مستهدفا طريق خان الشيخ- زاكية ومزارع العباسة، فيما شنت الدبابات والرشاشات الثقيلة التابعة لكتيبة الدفاع الجوي، قصفاً شرساً على منطقة الحجر الأسود بالريف العاصمي. وسقط عدد كبير من الجرحى في مدينة دوما جراء غارة جوية نفذها الطيران الحربي، تزامناً مع قصف بالشيلكا طال بلدة الكسوة. وشهدت بلدتا سعسع وزبدين اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات الحكومية، في حين سقط شاب برصاص قناص نظامي في قرية ديرخبية. وسقط صاروخان على حي جوبر الذي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليه، مما أدى إلى انفجار ضخم في العاصمة. وفيما شنت قوات النظام حملة اعتقالات في حي الميدان العاصمي، تعرضت أطراف حي القابون لإطلاق رصاص كثيف من قبل القناصة المنتشرين في الحي.
وفي حلب، شن الطيران الحربي النظامي 3 غارات جوية على مدينة الباب الريفية، بينما أصيب عدد من المدنيين إثر استهداف القوات الحكومية بقذائف الهاون والرشاشات حافلة نقل على طريق الكاستيلو في مدينة حلب. وفي جنوب حلب، دارت اشتباكات ليل السبت الأحد بين القوات الحكومية وكتائب معارضة في محيط تلة خانطومان، بينما سقطت عدة قذائف محلية أطلقتها الكتائب على مناطق في حي جمعية الزهراء غرب حلب. وأشار ناشطون إلى أن الطيران الحربي شن 3 غارات على مناطق في محيط مطار كويرس العسكري الذي يحاصره مقاتلو تنظيم «داعش» بريف حلب الشرقي. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، بينما شن غارة جوية على قرية جني العلباوي في ريف حماة الجنوبي. واستهدف مقاتلو المعارضة بصواريخ جراد مقرات القوات الحكومية في بلدة مورك، وفقاً لناشطين، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي.
(الاتحاد الإماراتية)
الحكومة الليبية الرسمية تستهدف جماعة تحاول السيطرة على مرفأي نفط
قال مسئولون إن طائرات حربية تابعة للحكومة الليبية المعترف بها هاجمت يوم الأحد جماعة مسلحة تسعى للسيطرة على أكبر ميناءين نفطيين بالبلاد.
وتحركت الجماعة المتحالفة مع حكومة منافسة مقرها طرابلس في اتجاه الشرق قبل أسبوع لمحاولة الاستيلاء على ميناءي السدر وراس لانوف.
ومنذ ذلك الحين أغلقت الموانىء القريبة مما أدى إلى وقف صادرات تقدر بنحو 300 الف برميل يوميا.
واضطرت الحكومة المعترف بها بقيادة رئيس الوزراء عبد الله الثني للانتقال إلى الشرق بعد أن فقدت السيطرة على طرابلس في أغسطس آب لصالح جماعة تسمى فجر ليبيا قامت بدورها بتعيين إدارة جديدة في العاصمة.
وقال متحدث عسكري في السدر إن قوات موالية للثني أرسلت طائرات لقصف المقاتلين الذين كانوا يتقدمون على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الغرب من السدر وداخل سرت أيضا وهي مدينة كبيرة على الساحل.
وأضاف أن الطائرات قصفت أهدافا عسكرية لكن إسماعيل الشكري المتحدث باسم الجماعة المنافسة قال إن أهدافا مدنية قصفت في سرت.
ولم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية.
وتأتي هذه المعركة في إطار صراع أوسع للسيطرة على ليبيا التي تحوي أراضيها أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا.
وتقتتل جماعات المعارضة السابقة التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي من الحكم عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي.
وتخشى القوى الغربية من أن يؤدي الصراع إلى تفكيك ليبيا عضو منظمة أوبك.
وكانت الأمم المتحدة تعتزم إطلاق جولة جديدة من المحادثات لنزع فتيل الأزمة الأسبوع الماضي لكن الاشتباكات الأخيرة أجلت المفاوضات.
وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن موعد ومكان الاجتماع لم يتضح بعد.
ورأى مراسل لرويترز يزور السدر القوات التابعة للثني تقيم خطا دفاعيا بالدبابات والمدافع المضادة للطائرات التي تحملها شاحنات على بعد نحو عشرة كيلومترات من المرفأ.
وقال قائد "نحن على اتصال بالقوات الجوية وحرس السواحل للتنسيق."
ورأى المراسل طائرة هليكوبتر وطائرة من طراز ميج في حالة تأهب في مطار في راس لانوف تستخدمه شركات النفط.
(رويترز)
الجزائر تحاكم زعيم القاعدة بالمغرب الإسلامي غيابياَ
تبدأ اليوم الاثنين أمام محكمة الجنايات في الجزائر محاكمة زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك دروكدال غيابياً.
وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية الأحد أن المحكمة "ستنظر في قضية 41 إرهابياً" ينتمون إلى التنظيم المذكور بينهم عبد المالك دروكدال "ضالعين في عدة اغتيالات اقترفت في تسعينات القرن الماضي بالجزائر العاصمة وبومرداس".
وأضافت أن "من بين المتهمين الـ41 يوجد 26 في حالة فرار من بينهم دروكدال وأمير جماعة جند الخلافة قوري عبد المالك".
ويحاكم هؤلاء بتهمة "القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة بهدف زرع الرعب وسط السكان والمساس بأمن المواطنين والتحريض على الأعمال الإرهابية وتمويل جماعة إرهابية مسلحة".
وتابعت أن "ضحايا إرهابيي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ينتمون لسلك مصالح الأمن والجيش الوطني الشعبي وقتلوا خلال كمائن بمنطقتي الجزائر العاصمة وبومرداس".
وسبق أن صدر حكم غيابي بإعدام دروكدال العام 2009 في بومرداس.
و"جند الخلافة" التي انشقت عن "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وبايعت تنظيم "داعش"، أعلنت مسئوليتها عن خطف وقتل الرهينة الفرنسي ايرفيه غورديل في منطقة القبائل (شرق) في سبتمبر.
(العربية نت)
مقتل 7 مدنيين و7 شرطيين بقنبلة وهجوم في أفغانستان
قتل 7 مدنيين أفغان أمس باصطدام شاحنتهم بقنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق في إقليم كونار شرق أفغانستان. وقال مسئول الشرطة محمد رحمان «إن الشاحنة كانت قادمة من مدينة أسد آباد في طريقها لمنطقة ناري، عندما اصطدمت بالقنبلة»، لافتاً إلى أن هناك فتاتين ضمن القتلى إضافة إلى عدد من الجرحى بينهم 3 نساء.
جاء ذلك، في وقت أعلن مسئولون أن 7 من رجال الشرطة على الأقل قتلوا وأصيب 5 آخرون بجروح في هجوم لحركة «طالبان» استهدف مركزهم مساء أمس الأول في منطقة نائية بإقليم كوشتيبا شمال أفغانستان. وقال المسئول بالشرطة في إقليم جاوزجان عبد المنان رءوفي «إن رجال الشرطة قاوموا ثلاث ساعات، وأنه بمجرد وصول التعزيزات الأمنية، غادر المسلحون المنطقة، لافتاً إلى مقتل خمسة من المتمردين وإصابة ستة آخرين بجروح.
وتوفي صحفي أفغاني متأثراً بجروح بالغة أصيب بها في هجوم لـ«طالبان» على المعهد الفرنسي في كابول لترتفع بذلك حصيلة هذا الاعتداء إلى قتيلين. وكان زبير حاتمي مصور محطة «ميترا» التلفزيونية الأفغانية يصور في 11 ديسمبر عرضاً مسرحياً في المعهد الفرنسي بعنوان «خفقان القلب الصمت بعد الانفجار» يدعو إلى رفض العنف، عندما تسلل انتحاري إلى الجمهور وفجر نفسه.
(الاتحاد الإماراتية)
قوات التحالف تشن ثلاث غارات في سوريا و13 في العراق
قال الجيش الأمريكي إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة هاجمت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية اليوم الأحد وشنت ثلاث غارات جوية في سوريا و13 في العراق باستخدام المقاتلات والقاذفات وغيرها من الطائرات الحربية.
وذكرت القيادة المشتركة لعمليات التحالف في بيان أن أربع غارات من التي شنها التحالف في العراق وقعت بالقرب من سنجار في شمال البلاد مما أدى لتدمير مبان تابعة للتنظيم ووحدات تكتيكية وعربات. ومن بين المدن العراقية الأخرى التي استهدفتها الضربات تلعفر والرمادي والموصل وبيجي.
وقال البيان إن الضربات في سوريا تركزت حول مدينة عين العرب (كوباني) قرب الحدود مع تركيا. ووقعت خمس ضربات جوية قرب كوباني يوم السبت تبعتها ثلاث ضربات يوم الأحد.
وذكرت القيادة المشتركة أن الولايات المتحدة والدول الحليفة شنت ثماني ضربات جوية في العراق يوم السبت بينها ضربات قرب تلعفر والرطبة والموصل وبيجي
(رويترز)
اعتقال عدد من المشتبه بهم في الهجوم على مدرسة في باكستان
قالت الشرطة الباكستانية إنها اعتقلت عددا من الأشخاص يشتبه في تورطهم بالمشاركة في المجزرة التي وقعت في مدرسة بمدينة بيشاور الأسبوع الماضي.
وقال وزير الداخلية الباكستاني شودري نصار علي خان إن المعتقلين "يسروا " الهجوم الذي راح ضحيته 141 شخصا بينهم 132 طفلا.
وأضاف علي خان أن الاستخبارات رصدت هجوما آخر كان في مرحلة التخطيط.
وكانت حركة طالبان باكستان بررت هجومها بأنها هاجمت مدرسة يديرها الجيش، وأن هجومها جاء انتقاما لهجوم شنه الجيش في منطقة شمالي غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية.
وبعد هذا الهجوم، رفعت السلطات الباكستانية التعليق الذي كانت تفرضه على تطبيق عقوبة الإعدام، وأعدمت منذ ذلك التاريخ ستة أشخاص.
"هجوم غير إنساني"
وقال خان "تلقينا معلومات استخبارية من خارج البلاد تفيد بأن مسلحين يستعدون لهجوم مضاد وحشي وغير إنساني آخر".
وأضاف أنه لا يستطيع الآن أن يكشف عن عدد الأشخاص المعتقلين وهوياتهم.
وكان الآلاف من الباكستانيين زاروا المدرسة التي وقع في الهجوم الأحد لتأبين الضحايا.
وأعدمت السلطات الباكستانية أربعة أشخاص في مدينة فيصل آباد الأحد. وكانوا المجموعة الثانية من السجناء التي تواجه تنفيذ عقوبة الإعدام منذ رفع تعليق تنفيذ هذه العقوبة.
وكان الرجال الأربعة متهمين بالتورط في مؤامرة لاغتيال الرئيس برويز مشرف في عام 2003.
ومن بين المعدومين إخلاص أخلاق الذي يحمل جنسية مزدوجة باكستانية وروسية.
كما أعدمت السلطات الباكستانية شخصين آخرين الجمعة الماضية.
وكانت باكستان تفرض وقفا لتنفيذ عقوبة الإعدام منذ عام 2008.
وجاء تنفيذ هذه الإعدامات على الرغم من دعوات الأمم المتحدة لعدم استئناف عمليات الإعدام في باكستان.
(BBC)
2014..عام «انهيار الدولة» و«سيطرة المليشيا» في اليمن
لم يكن عام 2014، عاديا في اليمن، بل كان ثقيل الوطأة، ضخم الإرث، وربما تظل آثاره حاضرة لأعوام في البلد الأسيوي الذي يضربه الفقر والتطاحن السياسي.
وبعد سنوات من الآن، سيتذكر اليمنيون أن هذا العام، لم يشهد فقط سقوط العشرات من القتلى مثل الأعوام التي سبقته، بل سجّل “سقوط” الدولة، وصعود ما بات يعرف بـ”حكم الميلشيا”، وفق مراقبين.
ومنذ أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، وقع عدد من المحافظات اليمنية، والعاصمة صنعاء، في قبضة جماعة “أنصار الله”، المعروفة إعلاميا بجماعة “الحوثي”، التي رفعت مطالب شعبية بينها “التراجع عن رفع أسعار الدعم عن الوقود وإقالة الحكومة”، وتمترس عناصرها في محافظات الحديدة، وحجة غربا، وذمار، والبيضاء، وإب “وسط”، وعمران “شمال”، متجاهلين ما نص عليه اتفاق السلم والشراكة “وقعته الأطراف السياسية بعد سقوط صنعاء” على انسحابهم من كافة المناطق.
وأرجع مراقبون سقوط محافظات يمنية في أيدي الحوثيين إلى “غياب” جيش مهني يدين بالولاء للوطن وليس للأشخاص.
التدخل الحوثي
ورصدت وكالة “الأناضول” الإخبارية، قرارات تعكس “تدخلا” حوثيا في شئون الدولة، وأبرزها عزل محمد صلاح شملان محافظ محافظة عمران “شمال”، المحسوب على حزب الرئيس السابق على عبد صالح، وتعيين أحد المحسوبين عليها مكانه ” فيصل جمعان”، وعزل صخر الوجيه، محافظ الحديدة “غرب” وتكليف الأمين العام للمجلس المحلي بدلا عنه، حسن الهيج، وعزل فؤاد العطاب مدير شرطة محافظة إب وتعيين آخر محسوب على الجماعة “محمد الشامي” وإلغاء إجازة يوم السبت في بعض مديريات محافظة صنعاء، التي أقرت في وقت سابق، بدلا عن الخميس.
ووفق المصدر ذاته، اقتحمت عناصر الجماعة مؤخرا “شركة صافر” النفطية “حكومية” وتعيين مديرا لها من المحسوبين عليها، كما قاموا بنفس الأمر في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، التي تصدر منها الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد.
وبحسب نقابية تحدثت لـ”الأناضول”، طالبة عدم الكشف عن هويتها: “تشتكي دوائر حكومية رسمية في العاصمة صنعاء من أن جماعة الحوثي تفرض بالقوة موظفين جدد في عدد من الإدارات الحكومية الهامة لها بحجة مراقبة الفساد، كما أجبرت الكلية الحربية على قبول عشرات المسلحين من أنصارها كطلاب جدد، دون استيفائهم للشروط المطلوبة من لياقة بدنية ومعدل علمي محد”.
كما يتحكم الحوثيون في عدد من الدوائر الحكومية السيادية في العاصمة، منها مطار صنعاء الدولي، والمصرف المركزي، وكذلك ميناء الحديدة غربي البلاد، في ظل صمت استمر طويلا من قبل السلطات، حسب المصادر ذاتها.
لا عودة لهيبة الدولة
ورأى سعيد الجمحي الباحث والمحلل السياسي أنه لا بوادر لعودة هيبة الدولة، مرجحا تزايد تدهور الأمور في البلاد، وأرجع ذلك إلى أن رأس الدولة وقمتها، الرئيس عبد ربه منصور هادي، يكاد يكون الحاكم النظري لليمن، وسلطته لا تبدو حقيقية على الأرض.
وقال الجمحي لوكالة “الأناضول”: “اليمن على شفا كارثة، الحوثيون يتوسعون جغرافيا بشكل مقلق وبدون مشروع حقيقي، ولا يريدون أن تكون الحكومة حاكمة”، كما أن القاعدة تبطش، والاقتصاد ينهار”، مضيفا: “ليس هناك من منفذ للتفاؤل”.
وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة اليمنية، مؤخرا، عن “برنامج مستقبلي” للعام 2015، ركزت فيه على إعادة الأمن وبسط هيبة الدولة، إلا أن الجمحي قال: “إن طريق الاستقرار يجب أن يكون له بدايات، مثل عودة كل المحافظات والمدن ليد الدولة وكذلك تمكنها من سحب السلاح الثقيل من المليشيا”، مضيفا أن “استراتيجية تحقيق ذلك غير متوافرة”.
وأضاف: “مشروع الحكومة الجديد يكاد يكون لا يلامس المشكلة التي نعانيها، بل هو نسخة لمشاريع دول مستقرة “لم يذكرها”، ولا تشبهنا”.
ويعتمد الحوثيون، في توسعهم بالمحافظات اليمنية، على تحالف مع صالح الذي حكم اليمن 33 عاما ومازالت قيادات عسكرية في الجيش والأمن وقبائل نافذة، تدين له بالولاء له، وفق تقارير إعلامية محلية ومراقبين.
إلا أن قيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه صالح، ترفض ذلك الاتهام، كما نشرت صحيفة “اليمن اليوم”، المحسوبة على الرئيس السابق، في افتتاحية لها مؤخرا، أن الرئيس الحالي منصور هادي “هو من اعتبر في أحد خطاباته، جماعة الحوثي شركاء في بناء المستقبل، وليس صالح”.
والحوثيون جماعة شيعية مسلحة يُنظر إليها على أنها امتداد للحكم الإمامي الذي حكم اليمن قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، وكانت مجُرمّة قبل العام 2011، لكن مشاركتها في الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام صالح، مكنها من حصد مكاسب سياسية كبيرة ثم مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني “انتهي في يناير/ كانون ثاني 2014”.
خمسون عاما إلى الوراء
ويصف الصحفي عبدالعزيز المجيدي، وهو رئيس تحرير صحيفة الشاهد الأهلية، ما حدث في اليمن عام 2014 بأنه “عودة لعجلة الزمن خمسين عاما إلى الوراء في مخالفة لقوانين الطبيعة”.
وقال المجيدي لوكالة “الأناضول” الاخبارية: “عادت البلاد مجددا إلى مزاعم الاصطفاء لفئة معينة تدفع بأحقيتها في الحكم”.
ويسود قلق بالغ في الشارع اليمني من الوضع الذي تعيشه البلد تحت رحمة “المليشيا المسلحة”، ويتخوفون أن يستمر الحال على ما هو عليه في فترات طويلة من العام القادم، حسب “الأناضول”.
وفي الوقت الذي يستبعد فيه مراقبون أن تستعيد الدولة اليمنية هيبتها خلال الفترة المقبلة، في ظل التشظي والولاءات الجهوية بالمؤسسة العسكرية، يتوقع سعيد الجمحي أن تذهب اليمن إلى نفس مستنقع الفوضى الذي تعيشه سوريا والعراق وليبيا.
وقال مصدر حكومي رفيع فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة “الأناضول”: “إن رئيس الوزراء خالد بحاح أكد قبل يومين أن الحكومة لن تقبل أن تكون حكومة صورّية، وستدير الدولة بالمشروع الدستوري القانوني”.
ونقل المصدر عن بحاح أيضا أن “الحكومة مستعدة للانسحاب إذا تحمل الطرف الآخر “أي جماعة الحوثي” مسئولية إدارة الدولة”.
مرحلة ثورية
وتقول جماعة الحوثي: “إن البلاد في “مرحلة الشرعية الثورية”، بعد نجاح “ثورة” قادتها، في السيطرة على صنعاء والإطاحة بمن تسميهم “مراكز الفساد”، وتوقيع اتفاق الشراكة مع القوى السياسية الأخرى”.
وقال الحسن الجلال وهو ناشط وصحفي من مؤيدي جماعة الحوثي، في تصريحات لـ”الأناضول”: “إن البلاد في مرحلة ثورية، حيث استطاع الحوثيون الإطاحة بأعتى رموز الفساد والاستبداد في البلد “لم يسمهم”، وهم لا يلغون الدولة بل يعملون جنبا إلى جنب كشركاء”.
وأضاف: “الجماعة تبحث الآن عن تنفيذ اتفاق السلم والشراكة “ينص على انسحاب المليشيات وخفض اسعار المشتقات النفطية”، لكن الدولة تتملص وترفض تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار واستيعاب اللجان الشعبية “تابعة للحوثيين” التي تكبدت عناء حفظ الأمن بمفردها في العواصم، في الجيش، تحت مبررات واهية”.
(محيط)