عبد الملك ريغي.. زعيم تنظيم "جند الله" في إيران
الأحد 01/يناير/2023 - 10:30 ص
طباعة
علي رجب
حياته:
عبد الملك ريغي (1 يناير 1983 - 20 يونيو 2010) زعيم جماعة جند الله المتمردة على الحكومة الإيرانية. ترجع أصوله إلى قبيلة "ريغي" إحدى أكبر قبائل البلوش في إيران التي تنتمي إلى المذهب السني. قاد ريغي جماعته في كثير من العمليات التي استهدفت الحكومة الإيرانية مبررًا ذلك بأنه محاولة لرفع الاضطهاد الذي تمارسه الحكومة على البلوش وعلى السنّة بشكل عام. وتعد العملية التي حدثت في 19 أكتوبر 2009 في جنوب شرق إيران، أعنف العمليات التي تبنتها جماعة جند الله بقيادة ريغي ضد الحكومة الإيرانية، حيث أسفرت عن سقوط قتلى بينهم 15 من أعضاء وقياديي الحرس الثوري. وفي يوم الثلاثاء 23 فبراير 2010 أعلنت السلطات الإيرانية إلقاء القبض على عبد الملك ريغي خارج البلاد ثم نقله إلى داخل إيران.
وقال عبد الملك ريغي "إن الولايات المتحدة طلبت مساعدته في محاربة إيران مقابل إفراجها عن أعضاء من جماعته"، فيما رفضت الولايات المتحدة اتهام إيران لها بمساندة الجماعة السنية" وهو تحت الاعتقال الإيراني: "إن عملاء cia وعدوه في دبي بالإمارات العربية المتحدة بدعم غير محدود يتضمن قاعدة عسكرية بالقرب من الحدود الإيرانية مجهزة بالأسلحة ومنشآت التدريب", بحسب محطة "برس تي في" الإيرانية، وقالت بأن ريغي كان قبل يوم واحد داخل قاعدة أمريكية في أفغانستان، وأن الجهات الأمنية الأمريكية زودته بجواز سفر للتوجه إلى باكستان، بينما نفى مسئول أمريكي حدوث هذا التعاون بينهم وبين ريغي.
نشأة "جند الله":
تأسس تنظيم جند الله الذي غير اسمه لاحقا إلى حركة المقاومة الشعبية الإيرانية في عام 2003 وأعلن بانه يقاتل من اجل الدفاع عن حقوق الشعب البلوشي القومية والمذهبية بشكل خاص وعن حقوق السنة بشكل عام عبر رفع السلاح بوجه السلطات المركزية الإيرانية كما ينتمي زعيم التنظيم عبد المالك إلى قبيلة ريغي في اقليم بلوشستان الإيراني بمحاذاة اقليم بلوشستان الباكستاني . واكد ريغي مرارا بانه ليس انفصاليا بل يطالب بالحرية لأبناء جلدته.
وقامت السلطات الباكستانية بتسليم أحد شقيقي ريغي الى طهران في عام 2008 وحكمت عليه المحكمة الثورية بالإعدام وله شقيق آخر يقال بانه المنظر الحقيقي للتنظيم وأن ريغي مجرد قائد ميداني للتنظيم .
ويبلغ البلوش في جنوب شرق ايران 3 ملايين نسمة ويتكونون من عدة قبائل تنتمي إلى المذهب السني مثلهم مثل أغلبية الكرد والتركمان في غرب وشمال شرق ايران . كما ان ايران بلد متعدد القوميات والاعراق مثل العرب والكرد والبلوش والترك والتركمان والور والجيلك حيث تقول بعض المصادر بان الفرس يشكلون 45 بالمائة من السكان وتنتمي البقية لهذه القوميات التي تطالب بحقوقها الثقافية والسياسية وتشتكي من التهميش.
فشل التفاوض:
وتتهم طهران جماعة "جند الله" بالوقوف وراء كل العمليات المسلحة ضد الأهداف العسكرية والمدنية الإيرانية في إقليم بلوشستان الإيراني جنوب شرقي البلاد.
وكانت الجماعة أعلنت استئناف الأعمال المسلحة ضد الجمهورية الإيرانية بعد فشل المفاوضات بينها وبين طهران، ودعت المجموعات العرقية الأخرى في إيران مثل العرب والكرد والتركمان، إلى الالتحاق بصفوفهم، وذلك في بيان أصدرته الاثنين 15-2-2010.
واتهم بيان "جند الله" الجانب الحكومي بالعمل على إفشال المفاوضات، والمماطلة بغية كسب المعلومات للتعرف إلى قادة التنظيم والحصول على معلومات عنهم، بالرغم من أن الحكومة الإيرانية لم تؤكد دخولها في مفاوضات مع "جند الله" رسمياً.
يُذكر أن طهران تعتبر "جند الله" تنظيماً إرهابياً يرتبط بالمخابرات الأمريكية والباكستانية، وتتهمه بقتل المدنيين الإيرانيين، بالمقابل يؤكد التنظيم أنه يستهدف المؤسسات العسكرية والحكومية فقط، وذلك دفاعاً عن الحقوق القومية والمذهبية للبلوش.
وكان أحد عناصر جند الله قد نفّذ في أكتوبر2010 هجوماً ضد اجتماع لقادة الحرس الثوري مع بعض رؤساء القبائل في إقليم بلوشستان الإيراني، وقتل 15 من المسئولين العسكريين والمدنيين الإيرانيين، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد منفذي العملية بالعمالة للغرب خاصة لأمريكا وبريطانيا.
اعتقاله
الجماعة تتهم عدة أطراف:
أصدرت جماعة جند الله السنية البلوشية بيانا اتهمت فيه أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإيرانية والباكستانية والأفغانية بالتعاون لاعتقال زعيمهم .
وجاء في البيان أن الأجهزة الأمنية الغربية أبدت تعاونا كبيرا في عملية اعتقال زعيم الحركة في مجال المراقبة عبر الأقمار الصناعية وطائرات التجسس، واستشف البيان أن أمريكا ومعها الغرب على صلة وثيقة بالنظام الإيراني حسب ما جاء في البيان .
وأكد التنظيم بأنه سيكشف قريبا عن وثائق تظهر التعاون بين الحكومة الإيرانية وكل من أمريكا وبريطانيا والأجهزة الأمنية في المنطقة.
ودعا البيان البلوش والسنة في ايران الى التحلي بالصبر مؤكدا "الاستمرار في النضال والجهاد" في سبيل "الحرية للشعب البلوشي بشكل خاص والسنة بشكل عام " على حد تعبير البيان. وتوعد الحكومة الإيرانية بهجمات "لم تتوقعها أبدا".
العنف لن يتوقف:
الجنرال مصطفى نجار
وكان الجنرال مصطفى نجار وزير الداخلية الإيراني قد أعلن في 23 فبراير 2010 أن قوات الأمن وجنود الإمام المهدي السريين (مصطلح تطلقه السلطات الإيرانية على عناصرها الأمنية السرية)، ألقت القبض على ريغي خارج البلاد ونقلته إلى الداخل، مبينا أنه كان بصدد الانتقال بين منطقتين لتنفيذ عملية أخرى ضد إيران.
وفي تعقيبه على اعتقال ريغي قال الدكتور رضا حسين بر زعيم جبهة شعب بلوشستان وهو تنظيم عضو في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي يرفض العنف لتحقيق مطالب القوميات غير الفارسية قال بخصوص جماعة "جند الله" "حسب معلوماتي العنف الذي لجأ اليه هذا التنظيم هو عنف مضاد ولكن لن يتوقف مع اعتقال عبدالمالك ريغي حيث إنني على إطلاع بأن هذا التنظيم عمل على تربية كوادر قيادية لتستخلف أي عنصر قيادي في حالة غيابه من الساحة لأي سبب كان".
واستطرد قائلا "كانت هناك معلومات تم تداولها في الأشهر الثمانية الأخيرة بأن الحكومة الإيرانية صرفت أموالا طائلة للإيقاع بعبد المالك ريغي حيث دفعت لشخص واحد 10 ملايين دولار قبل فترة ليقوم بتصفية زعيم جند الله إلا أن التنظيم استطاع كشف الخطة".
وأضاف: "ريغي ليس الزعيم الأول لجند الله حيث كان هرمز زهي أول زعيم لهذا التنظيم، قتل قبل حوالي ثلاثة أعوام قبل أن يتولى عبدالمالك قيادة هذا التنظيم".
وتوقع حسين بر، الذي شبه اعتقال ريغي بطريقة اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني التركي عبدالله اوجلان، أن تقوم جماعة "جند الله" بتوسيع نطاق عملياتها ضد أهداف ايرانية لتثبت بأنها مستمرة في حربها ضد السلطة المركزية".
وشدد على أن المشكلة القومية في إيران لن تحل باعتقال ريغي ما دامت السلطات ترفض التعاطي الموضوعي مع مشاكل البلوش والكرد والعرب والآذربيجانيين.
وفاته:
أُعدم شنقًا يوم 20 يونيه 2010 بعد أن أُلقي القبض عليه في فبراير من نفس العام لتورطه في عددٍ من العمليات العسكرية في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية.
وللمزيد عن تنظيم جند الله۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا