"داعش" في الشام والعراق.. التاريخ والنشأة
الأربعاء 09/أبريل/2014 - 10:42 ص
طباعة
مصطفى أمين
التاريخ والنشأة:
أبو مصعب الزرقاوي -أبو عمر البغدادي
"داعش".. اختصار للدولة الإسلامية في العراق والشام وهي تنظيم مسلح يوصف بالإرهابي يعتمد على الفكر الجهادي السلفي، وتعود البدايات الأولى لتكوين الدولة الإسلامية في العراق “"داعش" إلى 15 أكتوبر 2006 بعد اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين، وتم اختيار "أبي عمر" زعيما للتنظيم في أول انشقاق تنظيمي عن القاعدة الذي كان يقوده أبو مصعب الزرقاوي، والذي كان مرتبطاً بأسامة بن لادن، وكان هدف القاعدة المعلن محاربة القوات الأجنبية مما أكسبها تعاطف ودعم بعض المناطق "السنية".
لكن سرعان ما استبدل هذا التنظيم أهدافه، حيث بدأ يشن هجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والأسلحة الكاتمة على الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة والمدنيين والمقاولين الأجانب ووزارات الدولة ومؤسساتها والمنظمات الدولية، وتكفير فئات من الشعب العراقي.
وبعد مقتل الزرقاوي في ديالي بغارة جوية أمريكية استهدفته في محافظة ديالي وسط العراق- تغير اسم التنظيم ليحمل تسمية "دولة العراق الإسلامية"، ومع اندلاع الصراع المسلح بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد، ومعارضيه أعلنت قيادة تنظيم القاعدة في العراق عن دمجها مع قاعدة سوريا ليكونا "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بقيادة البغدادي.
أبو حمزة المهاجر
وفي يوم الاثنين الموافق 19/4/2010 شنت القوات الأمريكية والعراقية عملية عسكرية في منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادي وأبو حمزة المهاجر، وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليُقْتَلا معا، وتم عرض جثتيهما على وسائل الإعلام وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الإنترنت بمقتلهما، وبعد حوالي عشرة أيام انعقد مجلس شورى الدولة ليختار أبا بكر البغدادي خليفة له والناصر لدين الله سليمان وزيرا للحرب.
أبو بكر البغدادي
وبعد مقتل أبي عمر البغدادي في 19/4/2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبي بكر توسعاً في العمليات النوعية المتزامنة، كعملية البنك المركزي العراقي، وتفجيرات وزارة العدل، واقتحام سجني "أبو غريب" و"الحوت".
ففي 9/4/2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام أعلن خلالها أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "داعش".
وفي 21/7/2013 قامت داعش بعملية نوعية كبيرة قام بها ما يقارب 1000 من عناصر التنظيم تدعمهم أكثر من 300 سيارة قاموا خلالها بتحرير مقاتلي الدولة الإسلامية، وكانوا بالآلاف من سجني التاجي وبغداد المركزي.
مقر الأمن العام "الأسايش"
وفي 29/9/2013 قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام باستهداف مقر الأمن العام "الأسايش" في مدينة أربيل "عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق" بسيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.
ويسيطر أفراد داعش على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013، ورغم قيام القوات العراقية بطردهم في بداية 2014 إلا أن الفلوجة لا زالت قاعدتهم الأساسية.. تصاعدت المواجهة مع فرع تنظيم القاعدة "داعش" في كل من العراق وسوريا، فيما يسعى هذا التنظيم إلى تعزيز مناطق نفوذه وإقامة دولة على جانبي الحدود السورية– العراقية.
وداعش هي الأقرب بين التنظيمات المتشددة إلى هيكل تنظيم طالبان، وهي تمثل مرحلة جديدة من التنظيم، إذ توجد كلية عسكرية تخرج ضباطا للخدمة في قوات داعش ونجحت في ضم فصائل مؤثرة وقوية، ولكنها وبرغم قوتها لا تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة.
خريطة داعش فى العراق وسوريا
ويرى الخبراء أن تنظيم داعش ليس مجرد عصابة إرهابية، بل هو يقترب كثيرا من هيكلية جيش أو ميليشيا منظمة، وهو امتداد لتنظيم التوحيد والجهاد في العراق الذي تزعمه أبو مصعب الزرقاوي.
والمشهد الجغرافي على جانبي الحدود، العراقية السورية يكشف عن تنظيم "داعش" يسعى لإحكام سيطرته على مناطق نفوذ حدودية متاخمة لبعضها بعضاً- اثنين في سوريا، ومثلهما في العراق حيث يقاتل بشراسة في الجانب السوري من أجل السيطرة على محافظتي الحسكة ودير الزور، بينما يسعى على الجانب العراقي إلى السيطرة على محافظتي نينوي والأنبار، ويخوض التنظيم في سعيه لتشكيل مرتكز قوي للقاعدة في هذه المنطقة- معارك مع عديد من القوى فيخوض مواجهة مع الأكراد في الحسكة، وفي دير الزور يقاتل تنظيم القاعدة في معارك قاسية ضد جبهتين يقود إحداهما الجيش الحر، وتقود الثانية جماعات متشدّدة أخرى.
أما على الجانب العراقي من الحدود فلم يتمكن تنظيم "داعش" من إحداث اختراق يُذكر في محافظة نينوي، بسبب الثقل الأمني الرسمي العراقي في هذه المحافظة، التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات العراقية، وفي المقابل تمكن تنظيم "داعش" من التغلغل إلى محافظة الأنبار حيث تسمح الطبيعة الجغرافية الصحراوية لها بالتحرك غير المرصود لعناصره.
وتمتلك "داعش" قوات قتالية كبيرة من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة، التي حصلت عليها من الجيش العراقي والجيش السوري، والجيش الأمريكي، والجيش البريطاني في العراق.
واجهت "داعش" في بداياتها الميليشيات وقطاع الطرق التي ظهرت بعد سقوط بغداد، ولكنها تحارب حاليا الجيش والشرطة وقوات الصحوة العراقية وقوات البشمركة الكردية الجيشَ العربي السوري، وميليشيات شيعية متنوعة، مثل "عصائب أهل الحق" و"جيش المهدي" و"حزب الله العراقي" و"حزب الله اللبناني" و"الحرس الثوري الإيراني" و"حزب العمال الكردستاني".
هذا وتشمل سيطرة قوات التنظيم مساحات محدودة في المحافظات العراقية وتغطي الهجمات التي تشنها كل الأراضي العراقية، ولكن تعتبر المحافظات السنية الست، أو ما يعرف بالمثلث السني هي المراكز الرئيسية لتواجد الدولة الإسلامية في العراق والشام.
تيسير عبد الجبار الألوسي
ويؤكد الدكتور تيسير عبد الجبار الألوسي الباحث والكاتب والأكاديمي العراقي على أن تركيب القوى المتشددة هي في النهاية ميليشيات، ولا يمكن أن تصل إلى مستوى أعلى من هذا، وهي لا تستطيع أن تغادر صفة الميلشيا؛ لأنها تصطدم بجيوش نظامية تسحقها، وهذا ما حدث في أفغانستان وداعش تبقى في تكوينها ميليشيا، وإن بدت في لحظة معينة وكأنها تخوض قتالا متكافئا بين فريقين: الجيش العراقي على سبيل المثال وتلك القوة.
وأشار إلى أن قوة داعش تكمن في قسوتها المفرطة في إرهاب المدنيين والسطو على أموالهم وقتلهم "بأساليب المافيا الدموية".
ميشيل كيلو
ميشيل كيلو المعارض والمفكر السوري يرى أن داعش قوة أمنية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ولها علاقات بالنظام السوري الحالي، وأنها تقدم نفسها بديلا عن الدولة وتقاتل مع النظام وتحرر له المناطق من الجيش الحر.
ودعا كيلو إلى ضرورة الانتباه إلى الفروقات الدقيقة ضمن الصف الإسلامي، مضيفا أنه لا يجوز الخلط فيما بينهم ووضعهم في سلة واحدة؛ لأن ذلك يصب في مصلحة "داعش" وتقول: نريد خلافة إسلامية، والذي لا يريدنا سنذبحه.
المرتكزات الفكرية
سيد قطب
يتبنى تنظيم داعش نفس الأفكار الجهادية- التي تتبناها التنظيمات الجهادية التكفيرية، المنتسبة للفكر القاعدي- التي تقوم على الجهاد وتكفير المجتمع، استنادا إلى أفكار سيد قطب القيادي والمفكر الإخواني الأبرز، وتتمثل هذة الأفكار فيما يلي:
1- إعادة "الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة".
2- منع ترميم أو إعمار كنائس المسيحيين المهدمة وعدم الجهر بصلواتهم والاكتفاء بأداء شعائرهم بصمت داخل الكنيسة.
3- الجهاد الإسلامي عالمي، ويقوم على أن أساس قوة الإسلام العالمي يجب أن يرتكز على أرض إسلامية واحدة.
4- بالجهاد فقط يمكن الانتصار على الكافرين المعتدين.
5- إقامة الدولة الإسلامية على أي أرض يتم تحريرها ثم الانتقال لأرض إسلامية أخرى، التي توجد بها نفس الظروف حتى الوصول إلى تحرير جميع الأراضي الإسلامية.
6- الجهاد يبدأ بـ"العدو القريب" وليس "العدو البعيد" ضد الحكام المسلمين الكفار "العدو القريب"، وليس ضد السوفييت والأمريكيين " العدو البعيد".
7- إباحه قتال الحكام المسلمين والمعارضين للتنظيم من المسلمين أيضا وغيرهم.
8- الجزية واجبة على الأقليات غير المسلمة في المجتمعات المسلمة.
9- جواز قتل المسلم إذا تترس به الكافر، كأساس شرعي لتبرير بعض العمليات العسكرية التي يترتب عليها قتل المسلمين.
10- قتال غير المسلمين وغزو العالم لنشر الدعوة.
11- واقع الدولة غير ثابت الحدود ومتعدد الشعوب والقبائل.
12- الدين كله لله وكلمته هي العليا، فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين.
13- أهل الممانعة والمقاتلة- كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى لا يقتل إلا أن يقاتل بقوله أو فعله.
14- فرض الزي "الداعشي" الإسلامي واجب، ومن يخالفه يجلد.
داعش والصراع في سوريا:
مع تطور الأحداث في سوريا وتنامي الاقتتال بين الجماعات الثورية والجيش الحر من جهة وجيش النظام بزعامة بشار الأسد من جهة أخرى- بدأت عناصر داعش في التسلل إلى الداخل السوري وبالتحديد المناطق الشمالية بجوار العراق، ويوماً بعد يوم زاد نفوذها، ودخلت في مواجهات مسلحة مع الجيش السوري لينتهي الأمر في 5/3/2013 بتسليم مدينة الرقة بالكامل للتنظيم بعد مواجهات دامية.
وفي 27/7/2013 سلم النظام السوري بلدة خان العسل في ريف حلب للدولة الإسلامية في العراق والشام، وتم قتل العشرات من جنود الجيش السوري أثناء المعارك، وتم أيضاً أسر العشرات من الجنود الذين تم إعدامهم لاحقاً.
وفي 5/8/2013 قامت داعش بالاستيلاء على مطار منج العسكري السوري، وتم تدمير المبنى الرئيسي في المطار بعملية انتحارية، ليتزايد نفوذها في العديد من المناطق على رأسها محافظات الرقة وحلب وريف اللاذقية ودمشق وريفها ودير الزور وحمص وحماه والحسكة وإدلب، ويتفاوت هذا التواجد والسيطرة العسكرية من محافظة لأخرى، فمثلا لديها نفوذ قوي في محافظة الرقة وفي بعض أجزاء محافظة حلب، ولديها نفوذ أقل في حمص واللاذقية .
وفي وسط مدينة الرقة السورية رفع فوق مبنى المحافظة علم أسود على سارية هي الأطول في المدينة، وهو العلم الذي يتخذه تنظيم "داعش" شعاراً له.
وأصبحت مدينة الرقة، أو "إمارة الرقة" مقراً رئيسياً لـ "داعش"، وانتشرت لافتات وكتابات على جدران شوارع "الولاية" تدعو الأهالي إلى التقيد بالشريعة الإسلامية حسب منظور "الدولة" المتطرف، وسرعان ما تحولت أغلب المقرات الحكومية سابقاً إلى مكاتب للتنظيم، وأصبحت كنيسة سيدة البشارة وسط الرقة المكتب الدعوي له، إذ قام عناصر من التنظيم في 26 من سبتمبر العام الماضي بإنزال الصليب من على الكنيسة.
وقامت داعش بتطبيق فكرها المتطرف من خلال نشر عهد الذمة مع مسيحي سوريا بداية من الرقة، وتضمن هذا العهد ما يلي:
"إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان الدولة تحكيم الشريعة الإسلامية في هذه الولاية التي مكّن الله فيها لعباده الموحدين بصورة كاملة ولله الحمد، وقد عُرض على النصارى أن يختاروا أحد ثلاثة أمور:
الأول: الدخول في دين الإسلام والبراءة مما كانوا فيه من الشرك.
الثاني: إن هم اختاروا البقاء على دينهم فعليهم الجزية، والخضوع لحكم الشريعة الإسلامية في الولاية.
الثالث: إن هم أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف".
هذا وقد طلب ممثلو النصارى مراجعة من يمثلونهم قبل الاختيار، ثم عقد اجتماع موسع بين الطرفين، حضره ممثل عن إمارة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومن جانب النصارى قريباً من عشرين ممن يمثلون النصارى في ولاية الرقة، وكان الذي اختاروه أن يدفعوا الجزية للدولة الإسلامية بعد أن عرضت عليهم الأحكام التفصيلية المترتبة على عقد الذمة، فوافقوا عليها،
على أن تدفع الجزية ذهباً.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أصدرت داعش عددا من الفرمانات ما أنزل الله بها من سلطان، ومنها:
1- عند سماع الأذان يجب أداء الصلاة بالمساجد وغلق المحلات التجارية.
2- يجلد 70 جلدة كل من يتلفظ بكلمة "داعش".
3- تُمنع الفتاة من ارتداء الجينز والكنزة وعليها باللباس الإسلامي- وفق مفهوم داعش- النقاب والبرقع.
4- يمنع وضع الملابس النسائية على واجهة المحلات ويجب أن يكون البائع امرأة.
5- تغلق محلات الخياطة النسائية في حال وجود ذكر في المحل.
6- يمنع زيارة النساء الأطباء بقصد المعالجة وعليهنَّ زيارة الطبيبات حصراً.
7- منع تدخين السجائر والنرجيلة.
8- إغلاق صالونات الحلاقة الرجالية ومنع تقصير شعر الرجال والفتيان.
9- يمنع الشبان تسريح شعرهم بقصات حديثة أو وضع أي مادة على الشعر.
10- يمنع وضع المكياج على وجوه النساء حتى تحت النقاب.
وفي أكتوبر 2013 اقتحم مقاتلون من تنظيم "داعش" مقر راديو "أنا" في الرقة والمحسوب على المعارضة، واستولوا على المعدات الخاصة بالبث والاتصالات، ما أدى إلى إيقاف عمل الإذاعة وإغلاقها، وعلق الصحفي أحمد كمال محّرر ومسئول القسم السياسي في راديو "أنا" قائلا: "إنّ تنظيم داعش أخذ من جديد دور سلطة الأمر الواقع، ليمارس أداءً معادياً للإعلام الحر.. إنه يعادي أي نشاط يعارض توجهاته أو يختلف معها، وممارسات التنظيم أعادت السوريين إلى نقطة الصفر".
نافي بيلاي
وقد أعلنت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان في بيان صادر عن مكتبها عن تلقيهم تقارير عقب استيلاء داعش على الرقة، تفيد حدوث حالات إعدام جماعي متتالية لمدنيين ومقاتلين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية في حلب وإدلب والرقة من جانب جماعات المعارضة المسلحة المتشددة في سوريا، وبصفة خاصة "داعش".
وأضافت: "رغم صعوبة التحقق من الأعداد على وجه الدقة، فإن الشهادات التي قمنا بجمعها من شهود عيان موثوق بهم تشير إلى أنه جرى إعدام مدنيين ومقاتلين كثيرين، كانوا رهن الاحتجاز لدى جماعات المعارضة المسلحة المتطرفة، منذ بداية هذا العام".
وقالت: "إن إعدام المدنيين والأفراد الذين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية هو انتهاك واضح للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويمكن أن تعتبر جرائم حرب".
وأظهرت هذه التقارير حالات الإعدام إثر قتال جماعات المعارضة المسلحة فيما بينها، في شمال سوريا، ومنها جبهة النصرة و"داعش" من أجل فرض سيطرتها.
وبحسب المفوضية، أعدم عدة أشخاص في إدلب على أيدي مجموعات من المعارضة المسلحة.
وفي هذا السياق قال الدكتور وائل الشريمي أستاذ القانون الجنائي الدولي في جامعة القاهرة: "إن الإعدام بحد ذاته إن نفذ من خلال جهات لا تحمل الصفة الشرعية قانونا، فإنه يعتبر من الجرائم، وهذا ما ينطبق على الحالة السورية، فالفصائل المتناحرة خصوصا داعش والنصرة تقوم بعمليات التصفيات الجسدية دون أي غطاء قانوني، كما أنه من الواضح جدا أن الإعدام والقتل بهذه الطريقة لا يصنّف بأنه قتل خلال المعارك الحربية؛ إذ إن الكثير من الإعدامات طال المواطنين العزل، والكثير أيضا نفّذ بحق مقاتلين استسلموا، وفي كلا الحالتين فإن الأمر جريمة واضحة متكاملة الأركان".
وسرعان ما تفاقمت المعارك بين جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، لتشمل الآن المعارك على منابع الثورة النفطية، وتمكنت قوات داعش في فبراير الماضي من محاصرة المقرات والحواجز التابعة لجبهة النصرة وحركة "أحرار الشام" الإسلامية في منطقة الشدادي بريف الحسكة.
وتعد الشدادي الواقعة على طريق "الحسكة– دير الزور" المصدر الرئيس لإنتاج البترول في محافظة الحسكة؛ إذ تحوي عددا من آبار النفط.
وامتد النزاع بين الجماعات الإسلامية على المصادر النفطية والطبيعية إلى مدينة دير الزور الغنية بالنفط أيضا، إذ اتهمت "جبهة النصرة" تنظيم "داعش" بالسطو على بعض المنشآت الحيوية التي كانت تحت يديها، مثل حقل "كونوكو للغاز"، وقالت إنه بذلك يفصل مقاتليها عن عمقهم الاستراتيجي في محافظة دير الزور وبسرقة ما يقرب من خمسة ملايين دولار منها.
وقال المحلل الاستراتيجي اللواء المتقاعد في الجيش المصري والمتخصص بالجماعات الإرهابية، يحيى محمد علي: "إن جوهر الخلاف بين داعش والنصرة هو المال، فمن يسيطر على الموارد الاقتصادية وخصوصا آبار النفط سيمتلك المال وبالتالي النفوذ والاستمرارية".
وقال إنه يتوقع استمرار الحربين العسكرية والإعلامية بين "داعش" وباقي الفصائل الإسلامية؛ لضمان موارد التمويل، مع التخوف من وقف بعض الإمدادات المالية إثر انكشاف طبيعة هذه التنظيمات، وإن هذه التنظيمات باتت في صراع نفوذ ووجود.
محمد العبد الله
ويقول محمد العبد الله الصحفي السوري: "إنه أصبح واضحا أن الحرب الدائرة بين فروع القاعدة في سوريا هو صراع على النفوذ والثروة، خصوصا الأراضي الزراعية وصوامع الحبوب وحقول وآبار النفط والغاز، وإن مجموعات مسلحة ظهرت مؤخرا على الأرض تسيطر على آبار النفط بالتعاون مع داعش والنصرة".
وتابع: "زادت "داعش" من تواجدها العسكري في مدينة دير الزور للسيطرة على حقل التيم ومعمل "كونيكو" وإنه في بعض الأحيان تتم عمليات مقايضة للنفط مقابل الطعام أو السلاح عوضا عن المال".
وأكد الدكتور وائل الشريمي، الباحث في مركز الدراسات الإقليمية الاستراتيجية، أن "قضية النفط تساعد داعش على زيادة انتشارها على الأرض، وأن أهم آبار النفط التي سقطت بيد "داعش" مؤخرا بعد قتال عنيف مع جبهة النصرة، بالإضافة إلى آبار منطقة الشدادي، وحقول الجبسة وحقول الرميلان، وآبار النفط في منطقة بادية شاعر بريف حماه.
وشدد على أن كلا من داعش والنصرة تواجهان صعوبات تقنية كبيرة في عملية الحصول على النفط من الآبار التي تمت السيطرة عليها؛ بسبب قلة المواد والآلات المطلوبة، ويتم استغلال البترول المستخرج عبر طرق بدائية جدا خصوصا طرق تكريره عبر "الحراقات"، والتي يتم فيها فصل أنواع البترول كالبنزين والمازوت والكاز.
وتابع: إن سيطرة "داعش" والنصرة على منابع النفط ومعامل التكرير جعلها تتحكم أيضا بعمليات البيع والتوزيع في معظم المناطق المحررة في سوريا.
وإن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يباع فيها البنزين بين مبلغ 4000 و5000 ليرة سورية (28 و35 دولارا) لـ20 لترا، والمازوت يباع بين مبلغ 2000 و3000 ليرة (14 و21 دولارا).
أما بالنسبة للقمح، فلفت إلي أن معظم حقول القمح وصوامع التخزين تقع في مناطق نفوذ المنظمات المسلحة ذاتها، وتتحكم بالتالي في طرق وكميات التوزيع، وتقوم داعش على الأخص بمنع القمح والطحين عن المناطق غير الخاضعة لسيطرتها أو التي يوالي أهلها الجيش الحر وباقي الفصائل.
ويصل سعر ربطة الخبز حاليا إلى 200 ليرة (1.40 دولارا)، بعد أن كانت تباع قبل الثورة بمبلغ لا يتعدى 15 ليرة (0.10 دولارات)، ولكن نفوذها سرعان ما تراجع بعد خروج عدة مظاهرات في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" طالبت بإسقاط التنظيم الذي بسط سيطرته تدريجياً على معظم مناطق المعارضة المسلحة شمالي سوريا، في الأشهر الستة الأخيرة من العام 2013، بعد أن قتل قادة وعناصر من مختلف فصائل المعارضة واعتقل آخرين منهم، وهزم بعض ألويتها، كـ "لواء أحفاد الرسول" في محافظة الرقة، و"لواء عاصفة الشمال" في مدينة إعزاز التابعة لمحافظة حلب.
وقد أعلنت فصائل من المعارضة "ثورة مسلحة" على "داعش"، في محافظات الرقة وحلب ودير الزور وإدلب، وتم إنهاء وجوده العسكري في محافظة إدلب يناير 2014، باستثناء بعض الجيوب الموجودة في ريف جسر الشغور، والتي انسحبت منها مارس.
وتم إخراج "داعش" من محافظة الرقة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي المليون ونصف دون قتال في معظم المناطق، نتيجة نجاح الوسطاء في إقناع مقاتلي التنظيم بالانسحاب.
فصائل المعارضة التي قاتلت "داعش" في هذه المحافظة هي "صقور الشام" و"أحرار الشام" التابعان للـ”جبهة الإسلامية”، و”جبهة ثوار سوريا” المحسوبة على “الجيش الحر” والتي تضم عدة مجموعات غير إسلامية، هذه الفصائل الثلاث تتواجد في معظم مناطق المعارضة من هذه المحافظة، ويضاف إليها "جبهة النصرة" وفصيلة "لواء داود" حليف "داعش"، وغالباً ما لعبا دور الوسيط. وتتواجد "جبهة النصرة" أيضاً في معظم مناطق المعارضة من تلك المحافظة، أما تواجد "لواء داود" فيقتصر على بنش وسرمين وتفتناز.
هذا ويعتبر جمال علوش القائد العسكري في "صقور الشام" أن "الجبهة الإسلامية" خرجت من عباءة "الجيش الحر"، وأن تطبيق الشريعة الإسلامية هو واجب على جميع المسلمين في كل الأمكنة والأزمنة، وأن الجبهة بعد سقوط النظام ستحترم خيار الشعب، ولن تفرض نفسها بالقوة، ولكن إذا اختار الشعب الإسلام، فستدافع عن خيار الشعب.
المقاتل في "صقور الشام" محمود الإسماعيل يعتقد أن الحرب على "داعش" من قبل بعض الفصائل هي صراع على السلطة والنفوذ والنفط، وأنه أبلغ قادته بعدم مشاركته في هذه الحرب، ولو أدى ذلك إلى فصله، وأنه شخصياً لا عدو له سوى بشار الأسد.
ويستشهد بما يحصل من اقتتال في جبل الشاعر الغني بالنفط، والواقع في البادية السورية، حوالي 150 كيلو مترا شرق حمص، بين هذه الفصائل و"داعش"، من أجل السيطرة على النفط، بعد طرد قوات الأسد في صيف عام 2013.
ويتابع: "كل الفصائل لديها أخطاء.. كل الفصائل فيها جيد وسيئ وهم إخوتنا في الدين، جاءوا لنصرتنا، وقتالهم حرام".
يرد على ذلك الملازم أول محمد الخالد بأن الحرب على "داعش" هي ثورة مسلحة، تمت نتيجة غضب شعبي عارم، بسبب انتهاكاتها واعتداءاتها الفظيعة، وأنه بسبب محدودية الدعم الذي تتلقاه المعارضة المسلحة، وجدت نفسها مجبرة على البحث عن مصادر للتمويل، وأفضل طريق لذلك هو النفط، وخاصة أن ذلك سيحرم "داعش" والأسد منه، وينظران إلى "جبهة النصرة" بارتياح، ويرفضان تشبيهها بـ "داعش".
أهم القيادات:
يضم تنظيم "داعش" العديد من القادة الموضوعين على قائمة الإرهاب، وجميعهم عراقيون، والعديد منهم خدموا في جيش الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
أبو بكر البغدادي:
أبو بكر البغدادي
أبو دعاء أو أبو بكر البغدادي أو إبراهيم عواد إبراهيم السامرائي، وهي أسماء عديدة لقائد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأبو بكر البغدادي هو من دمج فروع تنظيم القاعدة مع جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى دولة العراق الإسلامية "داعش" في 9/4/2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام.
ويتجاوز عمره الآن الـ40 عاما وهو من مواليد بلدة سامراء، ويرأس تنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2010 "داعش"، وفي وثيقة نادرة لها كشفت عن تفاصيل حياة زعيمها البغدادي تناولت مقتطفات من حياته، وأكدت فيها أنه يدعى إبراهيم عواد إبراهيم البدري أبو دعاء، ومن أهالي ديالي، وحاصل على الدكتوراه من الجامعة الإسلامية في بغداد ومن شيوخ السلفية وإمام جامع أحمد بن حنبل في سامراء.
ثم تولى البغدادي إمارة القسم الشرعي في جماعة أهل السنة والجماعة في ديالي وبغداد وسامراء، وفي صيف 2010 تولى إمارة الدولة الإسلامية بعد مقتل أبي عمر البغدادي الزعيم السابق.
انضم البغدادي إلى تنظيم القاعدة بالعراق بشكل رسمي بعد سقوط نظام صدام حسين السابق ومع دخول القوات الأمريكية والأجنبية، وكانت القاعدة تسمي نفسها آنذاك "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين".
وبرز أبو بكر البغدادي المزارع الذي اعتقل من قبل القوات الأمريكية في العراق عام ٢٠٠٥ ثم أصبح متطرفاً في معسكر بوكا العراقي بعد احتجازه مع العديد من قادة تنظيم القاعدة السلفي المتطرف منذ عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كانت أجهزته الأمنية تراقب نشاطه- برز كلاعب رئيسي في تنظيم القاعدة بعد وقت قصير من الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ ، ولكن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، درس فيها البكالوريوس، والماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية.. ضليع بالثقافة الإسلامية، والعلم والفقه الشرعي، ولديه اطلاع واسع على العلوم التاريخية والأنساب الشريفة، ولد باسم إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري لعائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية، وأعمامه دعاة إسلاميون في العراق.
وتقول المعلومات: إن البغدادي بدأ نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي إلا أنه ما لبث أن انتقل إلى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من أقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالي وسامراء العراقيتين.. أولى نشاطاته بدأت من جامع أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا جهادية صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدتها العراق في السنوات الماضية.. أنشأ بعدها أول تنظيم أسماه "جيش أهل السنة والجماعة" بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشّط عملياته في بغداد، وسامراء وديالي، ثم ما لبث أن انضم مع تنظيمه إلى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية.
وتقول إحدى وثائق وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون: إن "أبو دعاء" كان يعمد إلى الترهيب والتعذيب وقتل المدنيين في مدينة القائم على الحدود الغربية للعراق مع سوريا، وكان يخطف الأفراد أو العائلات بأكملها يتهمهم ويحكم عليهم بالاعدام، ثم ينفذ الحكم علناً.
وأبو بكر البغدادي هو المسئول عن جميع النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق ووجه وأدار مجموعة كبيرة من العمليات الإرهابية، وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد البغدادي بالانتقام العنيف بسبب وفاته.
أما كيف وصل البغدادي إلى رئاسة التنظيم فتفيد المعلومات أنه في الشهر الرابع من العام 2010، وتحديداً 19 نيسان، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية في منطقة الثرثار، استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادي الذي كان زعيم التنظيم حينها وأبو حمزة المهاجر، وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معاً، وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم في بيان له على الإنترنت بمقتل أبي عمر البغدادي؛ ليختار بعد عشرة أيام أبا بكر البغدادي خليفة له إذ يقال: إن أبا عمر أوصى قبل مقتله بأن يكون أبو بكر البغدادي خليفته في زعامة الدولة الإسلامية في العراق، وهذا ما حدث في 2010، حيث نُصّب أبو بكر البغدادي أميراً للدولة الإسلامية في العراق.
ومنذ تولي أبي بكر البغدادي زعامة هذا التنظيم قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت أرواح الآلاف من العراقيين، أشهرها كانت عملية مسجد أم القرى في بغداد، التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي خالد الفهداوي، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات إرهابية في العراق أدت إلى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكتروني التابع لتنظيم القاعدة في العراق أكثر من 100 هجوم انتحاري انتقاما لمقتل بن لادن، تَلَتْهَا عدّةُ عمليات في العراق، كعملية البنك المركزي، وتفجيرات وزارة العدل، واقتحام سجني "أبو غريب" و"الحوت".
واستغل البغدادي الأزمة التي اندلعت في سوريا والفوضى التي حصلت هناك ليعلن دخوله خط المواجهات في سوريا، حيث وجد وتنظيمه مساحة خصبة على الأراضي السورية مستغلا الفوضى لتحقيق المكاسب وتوسيع النفوذ، ومن الحدود السورية الواسعة مع العراق، دخل تنظيم "الدولة" إلى الأراضي السورية، إلى شرق سوريا بالتحديد تحت شعار"نصرة أهل السنة في سوريا" معلنين الحرب على النظام السوري.
بدأ تواجد القاعدة في سوريا مع ظهور تنظيم "جبهة النصرة" بقيادة أبي محمد الجولاني، أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أَشهُر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا، ومع إعلان النصرة مبايعتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان بقيادة الظواهري، بدأت التقارير الاستخباراتية والإعلامية والصحفية تتحدث عن علاقة النصرة بالدولة الإسلامية في العراق، وبدأ اعتبارها امتدادا سوريا لذالك التنظيم المنتشر في العراق.
وبرسالة صوتية عام 2013 بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وهنا بدأت قصة داعش ترتبط بأبي بكر البغدادي الذي يتنقل الآن طليقا بين سوريا والعراق.
أبو أيمن العراقي:
أبو أيمن العراقي
هو المسئول الأول لـ "داعش" في سوريا وكنيته في العراق أبو مهند السويداوي، من مواليد عام 1965 وكان ضابطاً برتبة مقدم في استخبارات الدفاع الجوي في عهد صدام حسين، واعتقل عام 2007 لنحو 3 أعوام، ثم انتقل إلى دير الزور في سوريا عام 2011، واليوم يتولى قيادة داعش في إدلب وحلب وجبال اللاذقية، وهو الآن عضو المجلس العسكري لـ "داعش"، والمكون من 3 أشخاص.
أبو أحمد العلواني:
أبو أحمد العلواني
من أبرز القيادات الميدانية لـ "داعش" في سوريا وكنيته أبو أحمد العلواني، واسمه الأصلى وليد جاسم العلواني، وكان ضابطاً في الجيش العراقي أيضا في عهد صدام حسين وعضو المجلس العسكري لـ "داعش".
أبو عبد الرحمن البيلاوي:
أبو عبد الرحمن البيلاوي
اسمه عدنان إسماعيل نجم، وكانت كنيته أبو أسامة البيلاوي.. من سكان الخالدية في الأنبار.. اعتقل في 27 يناير 2005 في بوكا، وكان ضابطاً في الجيش العراقي أيضا في عهد صدام حسين عضو المجلس العسكري لـ "داعش"، ورئيس مجلس شورى للدولة الإسلامية في العراق والشام، وقتل في الخالدية في الأنبار.
حجي بكر:
حجي بكر
اسمه الأصلي سمير عبد محمد الخليفاوي، ضابط سابق في جيش صدام حسين، تولى مهام تطوير الأسلحة، وسجن في معتقل بوكا بالعراق ، وبعد إطلاق سراحه التحق بالقاعدة وكان يعد الرجل الأهم لـ "داعش" في سوريا، وقتل منذ وقت قريب.
نعمة عبد نايف الجبوري:
نعمة عبد نايف الجبوري
اسمه الأصلي نعمة عبد نايف الجبوري، وكنيته أبو فاطمة الجحيشي، تولى عمليات التنظيم في جنوب العراق، ثم كركوك ومواقع أخرى في الشمال العراقي، ومطلوب من الأمن العراقي بسبب أعماله الإرهابية.
العمليات الإرهابية:
مقر الأمن العام "الأسايش"
1- استهداف مقر الأمن العام "الأسايش" في مدينة أربيل "عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق" بسيارات مفخخة وانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة.
2- قتل أبي خالد السوري ، ممثل القاعدة في سوريا، وستة من رفاقه في 23 فبراير، بتفجير سيارة مفخخة في مدينة حلب نفذه انتحاري من "داعش".
3- قتل ثلاثة أشخاص عثر عليهم في 6 يناير الماضي في حلب وأيديهم مقيدة ورءوسهم مصابة بطلقات نارية، وقد أفيد بأن "داعش" كانت تحتجزهم لديها.
4- نفذ مقاتلو "داعش" عملية إعدام بحق مواطن سوري ذي إعاقة عقلية وهو بائع مازوت في مدينة سراقب بمحافظة إدلب.
5- قتل فتى سوري يبلغ من العمر 15 عاما، يدعى محمد القطا، أمام والديه وأقاربه عندما كان يبيع القهوة في حي الشعار بحلب متهمينه بالكفر.
6- إعدام واعتقال أعداد كبيرة من المواطنين في أماكن تواجدهم لمساعدتهم الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة المعادية لـ "داعش".
7- تفجير السفارة الإيرانية في بيروت.
8- عملية البنك المركزي العراقي.
9- تفجير وزارة العدل العراقية.
10- اقتحام سجن أبو غريب بالعراق.
11- اقتحام سجن الحوت بالعراق.
12- إعدام أبي سعد الحضرمي، قائد جبهة النصرة في الرقة، في مسكنة الواقع بريف حلب.
13- إعدام قائد أحرار الشام حسن السلمان في منزله.
14- إعدام ما لا يقل عن 46 عنصرا من عناصر أحرار الشام بعد اعتقالهم في الرقة.
15- إعدام 100 عنصر من عناصر الجبهة الإسلامية، حيث ألقيت الجثث في الشوارع بعد تنفيذ أحكام الإعدام.
16- إعدام 9 مدنيين في مدينة جرابلس بعد أن أعادت السيطرة عليها كوسيلة لإرهاب المواطنين.
علاقة "داعش" بالنظام السوري:
كشفت سلسلة من الوثائق الرسمية السورية المسربة، وجود علاقة مباشرة بين تنظيم داعش والنظام السوري، حيث كشفت وثيقة مقدمة إلى رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك وموقعة باسم العقيد حيدر حيدر، رئيس اللجنة الأمنية في مدينة نبل ومحيطها في حلب، تؤكد- وفق المعلومات الواردة فيها- التنسيق بين النظام والمجموعات الإسلامية المقاتلة، لا سيما «الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"».
وتؤكد الوثيقة انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني، الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، مما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض انتماء من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية.
ولتسهيل هذه المهمة، يطلب حيدر في الوثيقة تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص، إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم "داعش"، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.
ويكشف رئيس اللجنة الأمنية العقيد حيدر حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من 150 عنصرا مدربين وحاصلين على دورة صاعقة بمستوى عال، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء "خدمة العلم"، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء.
وأكدت الوثيقة أن هناك عددا كبيرا من المتطوعين الذين أكدوا استعدادهم "للدفاع عن أراضي الوطن"، وأن عددهم مرشح للزيادة إذا جرى تأمين السلاح المطلوب، وأن هؤلاء سيكونون مستعدين للقتال مع التنظيمات الإسلامية وتنفيذ المهام الموكلة إليهم من داخلها، خصوصا بعد النتائج التي تحققت في الفترة الأخيرة بالتنسيق مع الجهات المعنية في المنطقة الشمالية.
ويوضح العقيد حيدر أن موقع مدينة نبل وبلدة الزهراء الجغرافي يساعد في التحكم في أوتوستراد حلب، وأنه يمكن قوات النظام والمجموعات التي تقاتل إلى جانبه من دخول الحدود العراقية والخروج منها بالتنسيق مع حلفائهم في الجانب العراقي ونقل المقاتلين والعتاد.
وتشير الوثيقة إلى أن قوات النظام أصبح لديها العديد من العناصر والقيادات القوية ضمن تنظيم "داعش" في المنطقة الشمالية بشكل عام، الذين يستطيعون تأمين دخول أعداد من المتطوعين الجدد إلى صفوف هذا التنظيم عبر تزكيتهم، وضمان عدم إثارة أي شكوك حولهم، مما يؤمن معلومات تفصيلية بشكل دائم عن تحركات المسلحين وأعدادهم وتسليحهم وخططهم. وأشارت المعلومات الواردة إلى أن التنسيق والتواصل مع "داعش" أدى إلى إيقاف عمليات المسلحين ضد مواقع الجيش من خلال سطوة تنظيم "الدولة" ضمن المجموعات المسلحة، وتلك الخارجة عن سيطرته.. إنه بذلك تكون المنطقة الشمالية- أي حلب وإدلب- قاعدة يعود لها الجيش في حال نصب له كمين وتعرض لهجوم عنيف من قبل المسلحين على أن تكون الرقة قاعدة خلفية له في حال التعرض لهجوم عكسي.
وطلب العقيد حيدر من اللواء مملوك، رفع المخصصات المالية وتزويدهم بالأسلحة المختلفة ومركبات دفع رباعي مزودة برشاشات من عيارات مختلفة، ودعم المجموعات التي ترابض على الجبهات لحماية المدن والمواقع الحيوية، بالذخائر؛ نظرا لقطع الطريق الموصل بين محافظة حلب ومدينة الرقة من قبل المجموعات المسلحة.
وفي وثيقة ثانية موقعة بتاريخ 1 سبتمبر 2013، مرتبطة بالأولى وبتصاعد الاشتباكات حول المنطقتين الشيعيتين في حلب؛ نبل والزهراء، المحاصرتين من قبل الجيش الحر والمعارضة- جرى الكشف عن تشكيل مجلس عسكري من 22 ضابطا متقاعدا في مدينة نبل، ووقعت الوثيقة كذلك باسم العقيد حيدر حيدر.
الانتقادات الموجهه لـ "داعش":
يوجه العديدون من الخبراء والمحللين الانتقادات إلى تنظيم داعش وعلى رأسها:
1- أن التظيم مرتبط أو حتى على الأقل مخترق من النظام السوري وبالتالي فهو عبء على الثورة السورية ولا يعمل لصالحها.
2- الصراع الذي يجري حاليا بين دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة يعتبر تحولا كبيرا لطريقة التعاطي بين التنظيمات المسلحة التي تنتهج الفكر الجهادي، فلم يسبق وأن خرج صراع حدث بين فصيلين إلى العلن بهذه الطريقة، خصوصا بالنسبة للتنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة.
3- شكلت الحالة السورية واقعا مختلفا حاليا تعيشه القاعدة والتنظيمات المتبنية لأفكارها، ومنها داعش، وهو أن المصالح تتحكم بتصرفات هذه الجماعات، والمال هو أقوى من الفتاوي وأوامر زعيم القاعدة التي كانت تنفذ في السابق تنفيذا دقيقا.
4- أن هناك خلافا جوهريا بين أيمن الظواهري زعيم القاعدة الحالي، وأبي بكر البغدادي زعيم "داعش"، على زعامة تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن .
5- يشكل هذا الصراع صراع أجنحة في القاعدة للسيطرة على الزعامة.
6- تمرد البغدادي في العراق بعدم تنفيذه لأوامر الظواهري على الأرض، وتوالى الأمر وظهر في العلن مع رفض البغدادي لأمر الظواهري بإلغاء دولة الإسلام في العراق والشام، والإبقاء على دولة العراق الإسلامية.
7- اتهامات "السلفيين" أنفسهم وانقسامهم حول تنظيم "داعش"، بل واتهامه بأنه "صنيعة الاستخبارات" وأنه يتبع "فكراً منحرفاً".
8- إرهاب التنظيم للمسلمين السنّة والشيعة على حد سواء، إذا خالفوا فكرها إهانة للدين الإسلامي بممارسته المستمرة للقتل والإقصاء.
9- رفض داعش للمسلمين المعارضين لسياستها وعقيدتها بل واستحلال دمائهم.
10- ركوب موجة ثورات دول الربيع العربي وتحويلها لمناطق للعمليات الجهادية "الإرهابية" بحسب مقتضى مصلحة هذه الجماعات.