السجن مدى الحياة.. مصير"أبو حمزة" بعد اعترافات مساعده أوجاما
الخميس 01/مايو/2014 - 07:58 م
طباعة
أكد جيمس أوجاما، شاهد الإثبات الوحيد في قضية الإرهاب، التي يُحاكم فيها "مصطفى كامل مصطفى" الملقب بـ" أبو حمزة المصري"، إمام مسجد فنزبري بارك في لندن ـ خلال إدلائه بأقواله في إحدى محاكم الولايات المتحدة الأمريكية ـ أن أبو حمزة خطط لإقامة معسكر لتدريب الجهاديين في مزرعة بولاية أوريجون بالولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه أرسل لـ"أبو حمزة"، رسالة بالفاكس عام 1999 مضمونها أنه عثر على المكان المثالي لإقامة المعسكر، والأرض مساحتها نحو 160 فداناً، وتبدو مثل أفغانستان تماماً، موضحًا خلال رسالته أن "أوريجون" ولاية مؤيدة للميليشيات والأسلحة النارية، ما سيسهل تخزين أسلحة للتدريب القتالي فيها.
وأضاف أوجاما أمام هيئة المحلفين، أنه بعد أسابيع من البرقية التي أرسلها بالفاكس، وصل رجلان من المملكة المتحدة الأمريكية، قالا إن أبو حمزة أرسلهما لتدريب المجندين في المعسكر، موضحًا أنه كان ينظر إلى العنف على أنه ضرورة من أجل الدفاع عن حياة المسلمين وشرفهم، وأنه كان يعتبر التدريب من أجل الجهاد فرضًا على كل مسلم، وجاءت شهادة أوجاما في إطار اتفاق تعاون بينه وبين ممثلي الادعاء.
ومن المعروف أن أبو حمزة "56" عامًا، داعية إسلامي بريطاني، قامت لندن بتسليمه قبل 18 شهرًا، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليحاكم أمام الادعاء الأمريكي، بتهمة دعم القاعدة في أفغانستان، وبتقديم مساعدة للمتشددين الذين خطفوا 16 سائحاً غربياً في اليمن عام 1998، وقتل 4 من الرهائن أثناء عملية الإنقاذ.
ويقول أوجاما، إنه عمل مساعدًا لأبو حمزة، حينما التقى به للمرة الأولى في لندن عام 1998، بعد وقت قصير من عودته من رحلة لأفغانستان، لحضور معسكرات تدريب، حيث تناقشا في تعاليم الإسلام، على حد قوله، وبعد ذلك مباشرة عمل أوجاما لدى أبو حمزة، وكتب ونشر مقالات على الإنترنت لصالح منظمة يطلق عليها "أنصار الشريعة" يديرها أبو حمزة.
وعلى الرغم من إدانة أوجاما، لأبو حمزة، غير أن محامي المتهم أكدوا أنه كان يلقي خطبًا تلهب المشاعر، لكنه لم يرتكب أي جرم "على حد قولهم".
وينتظر الادعاء الأمريكي، أن تساعد تلك المعلومات في إقناع هيئة المحلفين، بأن أبو حمزة مذنب، ويساعد على نشر الفوضى والإرهاب، وأنه أراد إقامة المعسكر لمساعدة تنظيم القاعدة.
واعتقل أبو حمزة في لندن لمدة 6 سنوات، بناء على مذكرة ترحيل أمريكية، في سجن بيلمارش البريطاني، بتهمة التخطيط لإنشاء معسكر تدريب للإرهابيين في بلاي بولاية أوريجون عام 1999، وقامت السلطات البريطانية، بتسليمه وأربعة آخرين في أكتوبر 2012 إلى الحكومة الأمريكية، بعد مداولات قضائية استمرت أكثر من عشر سنوات، واتهمته السلطات الأمريكية بالإرهاب في الولايات المتحدة، واحتجاز رهائن ومساعدة تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه أسامة بن لادن.
وكان "أبو حمزة" قد فقد إحدى عينيه وذراعيه الاثنتين في إصابات قال إنها لحقت به أثناء القيام بعمل إنساني في أفغانستان في الثمانينيات، وخلال وجوده في لندن اشتهر بخطاف معدني وضعه محل إحدى ذراعيه، وتقول السلطات إنه أصيب في القتال مع "المجاهدين" ضد الاتحاد السوفيتي.
ويعتزم ممثلو الادعاء الاستعانة خلال القضية بخطب نارية ألقاها أبو حمزة، وفي جلسة إجرائية عُقدت هذا الأسبوع، قالوا لقاضية المحكمة الجزئية "كاثرين فورست" إنهم يعتزمون تشغيل سلسلة تسجيلات لأبو حمزة، وهو يشيد بأسامة بن لادن وينتقد بشدة اليهود والمسيحيين.
ويرد محاموه بأن التسجيلات ليس لها علاقة تذكر بالاتهامات المنسوبة إليه، وأنها ستقلب مشاعر هيئة المحلفين عليه.
وفي الأيام المقبلة يُتوقع أن يشهد أوجاما ضد أبو حمزة، بعد قيام الأخير بتكليفه عام 2000 باصطحاب فيروز عباسي إلى أفغانستان لكي يتدرب مع القاعدة، وعباسي بريطاني اُعتقل لعدة سنوات في سجن غوانتانامو، وقد اُعتقل أثناء محاولة الهروب من المعارك بعد سقوط نظام طالبان بأفغانستان، كما أنه من المتوقع أن تستمر المحاكمة لمدة شهر، وحال إدانة أبو حمزة فإنه سيواجه حكمًا بالسجن مدى الحياة.
ومن المعروف أن العاصمة البريطانية لندن أوت العديد من الجهاديين، أمثال هاني السباعي، القيادي السابق بجماعة الجهاد، وعمر فستق وأبو قتادة الفلسطيني، وياسر السري وأبو مصعب السوري وغيرهم من الجهاديين من باب "حق اللجوء السياسي"، لتكون بريطانيا واحدة من أكثر الدول الداعمة لنظام الإرهاب على مستوى العالم، إلى جانب دورها في إنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928، كما فتحت أبوابها للمتأسلمين منذ نهاية السبعينيات ليعيشوا على أراضيها وتحت حماية شرطتها، بل منحت بعضهم معاشًا من الضمان الاجتماعي، ووفرت لهم المساكن وأحيانا سيارات مجهزة بأحدث المعدات، فهناك من عاشوا قرابة عقدين لاجئين في لندن، يحيون على الإعانة الاجتماعية، دون أن يدفعوا بنسًا واحدًا للضرائب.