فشل جهود استعادة عتاد عسكري منهوب لدى قبائل مأرب / داعش يحتفي بذبح رجل أمن تونسي ويصفه بـ"الطاغوت"
الإثنين 05/يناير/2015 - 10:25 ص
طباعة
"جيش الإسلام" يصفي "جيش الأمة" في غوطة دمشق
القوات العراقية تسترد أغلبية ديالي
أكدت مصادر عراقية أمس، أن الجيش العراقي بات قريباً من تحرير محافظة ديالي الشمالية بالكامل من عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ناحية المقدادية قادمة من الضلوعية بمحافظة صلاح الدين استعداداً لشن عملية عسكرية واسعة للقضاء على آخر مواقع المتطرفين شمال المقدادية، وهي عبارة عن ثلاث قرى، أبرزها قرية سنسل التي تعد آخر مواقع "داعش"، فيما تمكن الجيش من قطع شريان إمداد التنظيم من خلال السيطرة على طريق يصل محافظة الأنبار بسوريا . وفي سوريا قام "جيش الإسلام" المعارض أمس بتصفية "جيش الأمة" في منطقة الغوطة الشرقية .
وتوجهت تعزيزات عسكرية إلى مدينة بيجي لشن هجوم واسع النطاق على قواعد المتطرفين حتى حدود محافظة نينوي معقل التنظيم، وأفادت مصادر كردية أن قوات "البيشمركة" ومتطوعين إيزيديين تمكنوا بمساندة من طيران التحالف الدولي من قتل 20 عنصراً من "داعش" وسط قضاء سنجار شمالي غرب مدينة الموصل (شمال)، وكشف مصدر أمني في عمليات الأنبار (غرب)، أن القوات الأمنية تمكنت بمساندة أبناء العشائر من تحرير منطقة البوناصر قرب السجارية شرقي الرمادي، وقتل العشرات من إرهابيي "داعش"، وذكر مصدر آخر أن قوة من حرس الحدود تمكنت من صد هجوم على مخفر حدودي بين العراق والسعودية، وفي محافظة نينوي (شمال)، أكد مصدر أن "داعش" اعتقل تسعة من عناصره في ناحية القيارة جنوبي الموصل بتهمة الخيانة، وفي صلاح الدين، ذكر مصدر أمني أن عناصر التنظيم هاجموا قرية أربيضة شرقي تكريت، واقتحموا المنازل واختطفوا أكثر من 80 شاباً من قبيلة العبيد، وفي تطور لاحق ذكر مصدر أمني آخر في المحافظة، أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير مساحات واسعة من محيط ناحية الاسحاقي جنوبي تكريت .
في سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن "جيش الإسلام" المعارض بقيادة زهران علوش استولى على معظم مقار "جيش الأمة" بقيادة أحمد طه في الغوطة الشرقية وخصوصاً في مدينة دوما، واعتقل عدداً من قياداته وعناصره، وقال إن الهدوء الحذر يسود دوما عاصمة ريف دمشق، عقب اشتباكات استمرت لست ساعات، فيما شهد حي جوبر الدمشقي قصفاً عنيفاً من القوات النظامية وإلقاء براميل متفجرة من المروحيات، وسط معارك عنيفة بينها وبين المعارضة، في إطار محاولات النظام اقتحام الحي .
وقالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا سبع ضربات جوية على أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، وأضافت في بيان إن ستاً من الضربات أصابت مواقع قرب مدينة عين العرب السورية، بينما جاءت واحدة قرب مدينة الموصل العراقية، وأن الضربات نفذت بين يومي السبت والأحد.
فشل جهود استعادة عتاد عسكري منهوب لدى قبائل مأرب
اغتيال قائد عسكري في شبوة ومصرع 7 حوثيين في ذمار
قُتل سبعة وأصيب 25 آخرون في مدينة ذمار، وسط اليمن، أمس، جراء عبوة ناسفة انفجرت بهم في دار الضيافة التابع للمحافظة والواقع تحت سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة، وتتخذه مقراً لها، فيما اغتال مسلح مجهول رئيس عمليات اللواء 21 ميكا العقيد حمود حسين الذرحاني في مدينة عتق بمحافظة شبوة، شرق البلاد .
ووفقا للرواية الرسمية، فإن صحفياً وستة من أفراد اللجان الشعبية التابعة للحوثيين قتلوا وأصيب 25 آخرين بجراح أمس جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت بالقرب من دار الضيافة بمدينة ذمار . وأوضحت الرواية أن اللجان الشعبية اكتشفت بعد ظهر أمس العبوة الناسفة التي يرجح أن تكون عناصر إرهابية قامت بزراعتها قرب بوابة دار الضيافة . وأشار إلى أن اللجان الشعبية حاولت إزالة وتفكيك تلك العبوة إلا أنها انفجرت وأودت بحياة أربعة أشخاص بينهم الصحفي خالد عبدالله الوشلي مراسل قناة المسيرة في محافظة ذمار، فضلا عن إصابة 25 آخرين بجراح متفاوتة .
وذكر مصدر إعلامي في جماعة الحوثي أن اللجان الشعبية تمكنت من إبطال عبوه ناسفة كانت بجانب مدرسة الوحدة للبنات بذمار، حيث قام أفراد اللجان بأخذ العبوة إلى دار الضيافة، بعد أن فككوا صاعقا من دون أن يلاحظوا وجود صاعق تفجير آخر .
من جهة أخرى، قال مصدر عسكري "إن مسلحاً اغتال العقيد الذرحاني أثناء خروجه من منزله صباح أمس في مدينة عتق ونهب سيارته"، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية باشرت التحريات وجمع الأدلة والتحقيق في ملابسات الحادث سعيا نحو كشف هوية الجاني لتعقبه وضبطه وتقديمه للعدالة، على حد تعبيره .
وفي محافظة الضالع، لقي مواطن مصرعه برصاص مسلحين، تضاربت الأنباء حول انتمائهم لقوة عسكرية ترابط في المنطقة . ووفقا لمصادر محلية، فان مسلحين بملابس مدنية أطلقوا الرصاص على المواطن فارس محمد أحمد ناصر ولقي مصرعه بالحال في سوق سناح بالضالع، القريب من مبنى المحافظة الذي تتولى حمايته كتيبة تتبع اللواء 33 مدرع، والذي دخل في اشتباكات سابقة مع الأهالي .
على صعيد آخر، أخفقت جهود وساطة قادتها لجنة عسكرية في إقناع مسلحي القبائل الموالين لجماعة الإخوان في مأرب، بتسليم العتاد العسكري الذي استولوا عليه الخميس الماضي بعد هجوم شنوه على كتيبة عسكرية تابعة لقوات الاحتياط كانت في طريقها من محافظة شبوة إلى العاصمة صنعاء . وتوعدت اللجنة الأمنية العليا في بيان أصدرته أمس باستخدام كافة الوسائل والإجراءات اللازمة لاستعادة الأسلحة والمعدات التي نهبها المسلحون القبليون الموالون لجماعة الإخوان . أكدت اللجنة بعد اجتماع عقدته أمس برئاسة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي على "معاقبة المعتدين" ووصفت الهجوم الذي تعرضت له الكتيبة بأنه "غادر" وشددت على استعادة معدات وأسلحة الكتيبة والتي كانت تشمل 13 دبابة وراجمات صواريخ وآليات مدرعة وعربات لنقل الجنود وعدة عربات نقل جند صغيرة مزودة بأسلحة رشاشة.
غارات متواصلة على مصراتة والطيران يقصف مصنعاً للحديد والصلب
اجتماع طارئ للجامعة العربية اليوم يبحث الأوضاع في ليبيا
واصل الطيران الحربي الليبي أمس لليوم الثاني على التوالى قصف مواقع الميليشيات المتشددة في مصراتة، فيما يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا اليوم الاثنين على مستوى المندوبين الدائمين، لبحت التدهور الأمني الذي تشهده ليبيا .
وقال مسئولون إن سلاح الجو الليبي نفذ ضربات جوية أمس الأحد لليوم الثاني على التوالي على أكبر مصنع للصلب في البلاد بمصراتة .
وأفاد موقع مطار إسطنبول على الإنترنت أن الخطوط الجوية التركية-وهي شركة الطيران الأجنبية الوحيدة التي تسير رحلات إلى ليبيا- ألغت رحلة من مصراتة إلى إسطنبول . ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشركة .
وقال محمد عبد الملك الفقيه رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية للحديد والصلب إن طائرات حربية قصفت محيط المصنع وسورا قرب مركز تدريب تابع للشركة .
من جهة اخرى ذكر مصدر بالأمانة العامة للجامعة العربية أن الاجتماع الطارئ الذي سيعقد اليوم بناء على طلب عاجل تقدم به السفير عاشور بو راشد مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة سيعطي الأولوية لوضع آليات وتصورات يكون من شأنها مساعدة الشرعية القائمة في ليبيا والمتمثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، فضلاً عن دفع الأطراف المختلفة للانخراط في الحوار الوطني الشامل، الذي تشرف عليه الأمم المتحدة وتفعيل قرارات اجتماعات دول الجوار، خاصة فيما يتعلق بضبط الحدود والسيطرة على تسليح الميليشيات .
وكان السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة قد صرح بأن الاجتماع، الذي سيحضره نبيل العربي الأمين العام للجامعة ومبعوثها الخاص لليبيا ناصر القدوة سيخصص لتدارس التطورات الخطرة، التي تشهدها ليبيا وتصاعد وتيرة العنف والأعمال الإرهابية، التي لم تعد تقتصر على استهداف المواطنين الليبيين أو المقيمين في ليبيا، وإنما طالت أيضاً المرافق الاقتصادية الحيوية التي تمثل ثروة الشعب الليبي ومقدراته وخزانات النفط .
على صعيد آخر قال السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن الوزارة تواصل اتصالاتها وجهودها المكثفة على مدار الساعة، لمتابعة تطورات اختطاف مجموعة من المواطنين المصريين في سرت، وذلك في ضوء الإمكانات المتاحة وأخذا في الاعتبار الظروف بالغة التعقيد على الأرض هناك . وجدد المتحدث في تصريح له أمس تحذيره بعدم السفر مطلقاً إلى ليبيا تحت أي ظرف أو مسمى أو مبرر في الوقت الراهن .
في غضون ذلك أكد نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أن المنظمة قررت رفع دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الليبية برئاسة عبدالله الثني، أسوة بما حدث في قضية "لوكربي"، والتي قامت الحكومة الليبية آنذاك بدفع تعويضات لأسر ضحايا سقوط طائرة قام بإسقاطها ليبيون تابعون لنظام القذافي، وذلك بسبب ما يحدث للمصريين المسيحيين في ليبيا .
"الخليج الإماراتية"
«داعش» يهاجم مخفراً بين العراق والسعودية
علمت «الحياة» من مصدر سياسي موثوق أن رئيس الوزراء حيدر العبادي «محرج بسبب اتفاق أحزاب شيعية على رفض تشكيل الحرس الوطني»، في المناطق السنية، فيما تزايد تذمر المحافظات الواقعة تحت سيطرة «الدولة الإسلامية» من بطء الحكومة في تسليح العشائر.
إلى ذلك، صدت القوات العراقية هجوماً لـ «داعش» على مخفر حدودي مع السعودية، وأوقعت إصابات في صفوف المهاجمين. ووصل إلى العراق أمس «الوفد الفني» السعودي المكلف دراسة إعادة فتح السفارة في بغداد.
وقال المصدر: إن «هناك تكتلاً شيعياً قوياً يرفض تشكيل الحرس الوطني وتسليح العشائر ويتبنى خطة لزج الفصائل التي ترافق الجيش في محاربة داعش في المناطق السنية، بدلاً من تسليح ابناء هذه المحافظات».
وأشار المصدر إلى إن «الحكومة أبلغت إلى المسئولين المحليين أنها تحتاج إلى الوقت لإجراء تعديلات على قانون الحرس الوطني»، ورجح أن «تفرغه هذه التعديلات من محتواه، مثل ربط قيادة هذه القوات بالحكومة الاتحادية ووزراتي الدفاع والداخلية وليس بمجالس المحافظات».
ونجحت الحكومة في كسب عشائر ومسئولين في محافظة صلاح الدين، وإقناعهم بعدم الحاجة إلى تسليح أبنائهم أو تشكيل الحرس الوطني، بعدما فتحت لهم باب التطوع في صفوف القوات الأمنية. كما أن النجاحات التي حققتها الفصائل الشيعية في تكريت والضلوعية وبيجي أخيراً دعمت موقف الحكومة.
ولكن المشكلة الكبرى تكمن في الموصل والأنبار إذ يرفض المسؤلون المحليون والعشائر فيهما دخول الفصائل الشيعية إلى المدينتين ويطالبون بإعطائهم دوراً أكبر في محاربة «داعش». وقال محافظ الموصل اثيل النجيفي في بيان أمس إن «بعض المحيطين بالعبادي يحاولون إقناعه بعدم فتح جبهة ضد داعش في المحافظة حالياً، وتأجيلها ذلك إلى أن تستكمل قوات الحشد الشعبي تحرير المناطق الأخرى». وأضاف إن «هؤلاء يحاولون الترويج أن أهل الموصل جميعهم مع داعش وأن المعركة ستكون صعبة جداً قبل تحرير كل المدن».
وفي موقف مفاجئ أعلن الأمين العام لـ «الحزب الإسلامي» إياد السامرائي أمس تحفظه عن بعض بنود قانون «الحرس الوطني»، بعدما كان أبرز الذين اشترطوا تضمينه البرنامج الحكومي. لكن عضو الحزب رئيس البرلمان سليم الجبوري طالب بإقراره.
وقال السامرائي في بيان: «يجب أن تكون قوات الحرس الوطني مدربة احتياطاً، تمارس وظائفها المدنية المعتادة وتستدعى عند الحاجة والضرورة». وشدد على ضرورة أن «ترتبط قيادة القوة بمجالس المحافظات وباللجان الأمنية فيها، على أن يكون المحافظ هو الجهة القيادية والمجلس الجهة الرقابية». وزاد: «لا بد من الإشارة إلى جملة أخطار قد تجعل من الحرس الوطني فاشلاً وعبئاً ثقيلاً مثل السماح للاستعانة بها ونقلها بين المحافظات، لأن القوات الاتحادية كافية لأداء هذه المهمة».
من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار بأن «قوة من حرس الحدود تمكنت أمس من صد هجوم لداعش على مخفر عنازة الواقع على الحدود العراقية- السعودية، غرب الرمادي»، وأضاف أن عناصر التنظيم «هاجموا المخفر انطلاقاً من مدينة الرطبة».
وأشار إلى أن «المواجهة استمرت ساعتين، وأسفرت عن قتل عنصرين من التنظيم وإصابة أربعة آخرين، فيما قتل أحد افراد الحرس وأصيب اثنان».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أمس أن الوفد السعودي المكلف دراسة إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد، وصل إلى العاصمة العراقية، والتقى وكيل وزارة الخارجية نزار الخيرالله. وعلمت «الحياة» أن الوفد برئاسة نائب رئيس الدائرة الإعلامية عبدالرحمن الشهري، وسيختتم زيارته اليوم، بعدما يطلع على استعدادات الحكومة العراقية لتقديم الدعم إلى البعثة، وعلى مقر السفارة التي سيتم افتتاحها قريباً.
وجاء في بيان للخارجية نشرته على موقعها الإلكتروني أمس أن «اللقاءات مع الوفد السعودي ناقشت الترتيبات والإجراءات اللازمة لإعادة فتح السفارة السعودية في بغداد بعد إغلاقها عام 1990، وكذلك فتح قنصلية عامة في أربيل».
«ترتيبات» لتعيين حفتر قائداً عاماً للجيش
خطا مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق خطوة اضافية في ترتيب أوضاع المؤسسة العسكرية، في شكل اعتبره كثيرون تمهيداً لتعيين اللواء خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش، وذلك بإنهاء تقاعده و129 ضابطاً آخرين وإعادتهم إلى الخدمة .
ورأى مراقبون ان هذه الخطوة، تأتي استجابة لرغبة حفتر الذي يريد «شرعنة» وضعه، لتأمين أسلحة لقواته كفيلة بحسم المعركة مع خصومه، عبر الضغط لرفع حظر التسلح الذي يفرضه مجلس الأمن على الأطراف الليبية.
وأكد لـ «الحياة» فرج بو هاشم الناطق باسم البرلمان في طبرق ان المجلس أصدر قراراً يعيد إلى الخدمة العسكرية، حوالي 129 من ضباط الجيش الليبي المحالين على التقاعد في عهد معمر القذافي وبينهم حفتر.
وأشار بو هاشم إلى ان «المجلس قرر تجاهل العرف العسكري المتعلق بعدم استمرار خدمة العسكريين الذين يتم اسرهم في الحروب»، كما هو الحال بالنسبة إلى حفتر الذي أسر في تشاد في أواخر ثمانينات القرن الماضي.
وأوضح الناطق باسم البرلمان ان «حفتر كان من قادة ثورة 17 فبراير التي اطاحت نظام العقيد معمر القذافي عام 2011. وهو الآن يحارب الإرهاب. وأي نص يتعارض مع الأعراف العسكرية يمكن للبرلمان ان يدرسه ويصدر ما يلغيه». لكنه ابلغ «الحياة» انه «لا يستطيع الإدلاء بمعلومات» حول تعيين حفتر قائداً عاماً للجيش، لأن «لا قرار مكتوباً في هذا الشأن» حتى الآن.
في غضون ذلك، واصل سلاح الطيران التابع لحفتر غاراته على مدينة مصراتة، لليوم الثاني على التوالي امس. وقالت مصادر في المجلس العسكري للمدينة ان المضادات الأرضية فيها «تصدت لمحاولة الإغارة على الكلية الجوية وميناء مصراته البحري»، ما دفع بالطائرة المغيرة إلى إلقاء قنابلها في أرض خالية بين مصنع الحديد والصلب والميناء.
الحوثيون يُصرّون على توزيع جديد للأقاليم
تجددت أمس عمليات تنظيم «القاعدة» ضد جماعة الحوثيين والمسئولين العسكريين في اليمن إذ انفجرت عبوة ناسفة زرعها التنظيم في محيط مقر قادة الجماعة في محافظة ذمار ما أدى إلى سقوط 30 حوثياً بين قتيل وجريح، كما اغتال مسلحو التنظيم في مدينة عتق في محافظة شبوة عقيداً يرأس عمليات أحد الألوية العسكرية. وذكر أن الحوثيين رفضوا تطبيق توصيات مؤتمر الحوار ويريدون توزيعاً جديداً لأقاليم البلاد.
وجاءت هذه التطورات غداة احتفال استعراضي غير مسبوق للجماعة بمناسبة ذكرى «المولد النبوي الشريف» هدد فيه زعيمها عبدالملك الحوثي باجتياح محافظة مأرب النفطية وأعلن رفضه الصريح تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم فيديرالية معتبراً ذلك مؤامرة لتمزيق اليمن وتحويله إلى «كنتونات».
وكانت اللجنة المكلفة بصوغ الدستور الجديد انتهت قبل أيام من إعداد مسودته الأولى في انتظار أن توافق عليه «الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكتابة الدستور» قبل عرضه للاستفتاء الشعبي، وسط معلومات عن رفض الحوثيين لكثير من مواد الدستور المقترح بخاصة ما يتعلق بشكل الدولة وعدد الأقاليم والأحكام الانتقالية.
وأكدت مصادر طبية وأمنية في محافظة ذمار لـ»الحياة» أن مجهولين يعتقد أنهم من تنظيم «القاعدة» زرعوا عبوة ناسفة جوار مقر قيادة الحوثيين في المدينة وأدى انفجارها إلى قتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح 23 آخرين».
وجاء الانفجار بعد خمسة أيام من تفجير انتحاري كان استهدف احتفالاً للجماعة في مدينة إب المجاورة وأسفر عن قتل وجرح أكثر من 70 شخصاً.
وقالت السلطات الرسمية إن الانفجار حدث إلى جوار دار الضيافة الحكومي أثناء محاولة المسلحين الحوثيين تفكيك العبوة الناسفة التي عثر عليها، في حين أكدت قتل أربعة أشخاص في الانفجار بينهم المراسل المحلي لتلفزيون الجماعة خالد الوشلي إلى جانب 25 جريحاً.
ويخوض تنظيم «القاعدة» في اليمن مواجهة مفتوحة مع جماعة الحوثيين التي أحكمت سيطرتها على صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي قبل أن ينتشر مسلحوها لإخضاع غالبية المحافظات الشمالية والغربية، وصولاً إلى معاقل رئيسة للتنظيم في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء.
وأفادت مصادر أمنية رسمية أن مسلحين يعتقد انتماؤهم إلى التنظيم أطلقوا النار أمس في مدينة عتق (مركز محافظة شبوة) على رئيس العمليات العسكرية في اللواء «21 ميكا» العقيد حمود ثابت الذرحاني وأردوه قتيلاً، قبل أن يستولوا على سيارته ويلوذوا بالفرار».
وفي صنعاء كشفت مصادر قضائية أن الأجهزة الأمنية أحالت أمس خمسة عناصر مفترضين من تنظيم «القاعدة» على النيابة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة ومكافحة الإرهاب، وقالت إنهم «ضالعون في جرائم إرهابية في أبين وعدن وسيئون» جنوب اليمن وشرقه.
"الحياة اللندنية"
محافظ مأرب لـ «الشرق الأوسط»: النفط والغاز في خطر
السفير السعودي في صنعاء يؤكد أن أمن اليمن جزء من أمن المملكة
حذر محافظ مأرب اليمنية الشيخ سلطان العرادة من تعرض المصالح الحيوية في البلاد للخطر بسبب مساعي جماعة «أنصار الله» الحوثية لـ«زعزعة أمن واستقرار المحافظة التي تنتج أكثر من 70 في المائة من النفط والغاز للبلاد».
وقال العرادة في حوار مع «الشرق الأوسط» إن محافظة مأرب، وسط اليمن، ترتبط بحياة المواطنين اليومية، «وعندما تتعرض هذه المصالح (النفط والغاز) لأي اعتداء فإن تأثيرها يعم البلاد كلها». ودعا جماعة الحوثيين إلى «إيجاد الأمن في المحافظات التي سيطروا عليها قبل أن يتحدثوا عن أمن مأرب».
وأشار العرادة إلى أن أبناء المحافظة والسلطة المحلية يرفضون وجود أي ميليشيات مسلحة تحت أي عنوان، وأنهم مصممون على منع وجود أي قوة غير قوة الدولة لحماية المصالح النفطية والغازية.
من جهة أخرى، بدأت في اليمن، أمس، عملية توزيع المنحة الغذائية السعودية العاجلة المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بقيمة أكثر من 54 مليون دولار أمريكي.
وقال السفير السعودي لدى اليمن، محمد بن سعيد آل جابر، لـ«الشرق الأوسط» إن «كل ما قدمته المملكة لا تقف أية أهداف وراءه، وإنها تقدم الخدمات والدعم لكل اليمنيين وليس لديها أي تمييز أو انتقائية، وإن أمن اليمن جزء من أمن المملكة والخليج بشكل خاص والعالم بشكل عام».
روحاني يهاجم المتشددين ويدعو لإنهاء عزلة طهران الدولية
الرئيس الإيراني دعا إلى فتح الأبواب أمام الاستثمارات الأجنبية
وجّه الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني انتقادات ضمنية إلى المتشددين في الجمهورية الإسلامية، وقال إن طهران «لا يمكن أن تتطور في العزلة»، مؤكدا ضرورة عدم اعتبار الاستثمارات الأجنبية تهديدا.
وقال روحاني في كلمة أمام 1500 خبير اقتصادي في طهران، أمس، إن «البلد لا يمكن أن يتطور في العزلة، لكن ذلك لا يعني أن علينا التخلي عن مبادئنا وأفكارنا». ودعا إلى تعزيز الاقتصاد الإيراني الذي يعاني حاليا من العقوبات الدولية المرتبطة بالملف النووي وتراجع أسعار النفط. وأوضح في هذا السياق أن تعزيز الاقتصاد يمر بإقامة علاقات واسعة مع العالم الخارجي و«الاستثمارات الأجنبية» خاصة. وأكد «انقضاء المرحلة التي كنا نقول فيها إن وجود الاستثمارات الأجنبية يشكل تهديدا للاستقلال. اليوم أصبحت الأمور عكس ذلك». وأضاف أن «تعزيز الاقتصاد يسمح بمفاوضات أكثر سهولة مع الدول الأجنبية».
كما دعا إلى تخليص الاقتصاد من احتكار الحكومة، وقال: «ينبغي تخليصه من المضاربات على أساس معلومات سرية وأن يكون شفافا، وأن يكون كل الناس على علم بالإحصاءات. إذا استطعنا أن نجعل اقتصادنا شفافا فسنستطيع محاربة الفساد».
وفي الملف النووي الإيراني دافع روحاني عن المحادثات الجارية منذ أكثر من عام مع القوى العظمى من أجل تسوية الأزمة. وقال في هذا الصدد: «لا أحد يفاوض على المبادئ المفاوضات هي حول إقامة جسر بين مطالبهم ومطالبنا، فمبادئنا غير مرتبطة بأجهزة الطرد المركزي إنما بعزمنا» على الدفاع عن البرنامج النووي
«حرب معابر» شرق دمشق بين تيارين معارضين
«جيش الإسلام» ينهي «حركة تمرد» «جيش الأمة» في الغوطة الشرقية.. والجيش الحر يتدخل
أنهى زعيم «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية بريف دمشق، زهران علوش، أمس، حركة «تمرد» كان «جيش الأمة» أطلقها «لمنع جيش الإسلام من محاصرة الغوطة في الداخل»، في إشارة إلى فرض «خوّة» على البضائع التي تدخل إلى الغوطة المحاصرة، عبر معابرها.
وثبت «جيش الإسلام» نفوذه على الغوطة، أمس، بعد 3 أشهر من حراك معارض مضاد له في معقله، إذ أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأن هدوءا يسود مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، التي تعد معقلا لزهران علوش «عقب تمكن القيادة الموحدة في الغوطة الشرقية، التي يعد (جيش الإسلام) فصيلا أساسيا فيها، من الاستيلاء على معظم مقرات جيش الأمة في مدينة (دوما)، واعتقال كثير من عناصر وقيادات جيش الأمة، بعد اشتباكات بين الطرفين»، مشيرا إلى «تضارب المعلومات حول مصير قائد (جيش الأمة)». وكان جيش الأمة قد أصدر، أول من أمس، بيانا قال فيه إنه «بعد أن دُعيت 3 قيادات من (جيش الأمة) من قبل درع العاصمة لمناقشة بعض الأمور في مدينة حرستا، توجه القادة إلى مكان الاجتماع، فقامت عناصر تابعة لدرع العاصمة باعتقالهم بطريقة مريعة، وعن طريق الغدر بهم، كما قاموا بإطلاق النار على المرافقين للقادة وطردهم بقوة السلاح، وإصابة اثنين من العناصر المرافقين للقادة».
وأضاف: «نحن قيادة جيش الأمة لن نقف مكتوفي الأيدي على هذا الفعل الدنيء، وقد قمنا بإعلام القضاء أصولا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من قام بهذا الفعل وفي حال لم يتم الإفراج عن القادة ومحاسبة الفاعلين أصولا، سوف نقوم برد فعل لا يحمد عقباه».
وقال مصدر من داخل الغوطة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحرب الأخيرة التي دارت بين «جيش الإسلام» و«جيش الأمة» بقيادة أحمد طه «جاءت في سياق محاولة السيطرة على المعابر، حين أقدم جيش علوش على محاولة السيطرة على معبر حرستا تعويضا عن خسارته لمنفذ مخيم الوافدين الذي أغلقه النظام من جهته في 13 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، وذلك في ظل اتهامات لـ«جيش الإسلام» بأنه «يتقاضى من خلاله نسبة 30 في المائة تقطع من كميات البضائع والأغذية».
في المقابل، يقول مناصرو علوش لـ«الشرق الأوسط» إن «(جيش الأمة) قاد حركة تمرد بهدف السيطرة على المعابر، وتقليص نفوذ جيش الإسلام وضرب مصداقيته».
وأجبرت فصائل «جيش الأمة» في الفترة الأخيرة، عناصر «جيش الإسلام» على الخروج من مدينة دوما، بعد أن كانت قد سيطرت على المركز الثقافي وبعض النقاط في المدينة، بعد أيام على المعارك التي اندلعت بينهما في 23 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأسفرت عن مقتل 14 عنصرا من «جيش الإسلام». لكن «جيش الأمة» اعتبرهم شهداء «فتنة علوش»، حسبما أطلق عليهم، وقام بتشييعهم في دوما.
وقال المصدر: إن «الحرب الأخيرة ضد علوش تأتي استجابة للاحتجاجات الأهلية الواسعة التي نظمها سكان دوما ضد (جيش الإسلام) في المدينة، وفي أعقاب محاولاته انتزاع السيطرة على معبر حرستا، الذي تتولى إدارته قوة مشتركة من فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية».
ويقول ناشطون في الغوطة إن سيطرة علوش على معبر مخيم الوافدين فيما مضى «تعود عليه بمكاسب خيالية، تساعده في تغطية النفقات العسكرية لمقاتليه الذين باتت أعدادهم تتضاءل، بحيث أصبح (جيش الإسلام) القوة الثالثة في الغوطة الشرقية».
وكان علوش الجهة الوحيدة المعتمدة من قبل الائتلاف الوطني في توزيع المواد الإغاثية عبر المجلس المحلي التابع لمجلس شورى «جيش الإسلام»، الأمر الذي أدى لارتفاع الأسعار ما بين 10 و20 ضعفا عن سعرها في دمشق.
ويتهم ناشطون مقربون من جيش الأمة، زهران علوش، بـ«محاصرة الغوطة من الداخل وكأنه شريك للنظام، حتى بات سكان الغوطة يكرهون حملة السلاح»، وعبروا عن غضبهم تجاه من سموهم «تجار الحرب» باعتبارهم شركاء للنظام في تجويع الغوطة وحصارها، الذي أدى لما بات يُعرف بـ«شهداء الجوع».
وعلى الأثر، اندلعت مظاهرات واحتجاجات واسعة في مدينة دوما في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهي الثالثة من نوعها خلال عام ضد جيش الإسلام ومكتبه الإغاثي ومجلس الشورى المسيطر على المواد الإغاثية التي تدخل المدينة. وأسفرت هذه الاحتجاجات عن مقتل شخصين من الأهالي على يد عناصر «جيش الإسلام» جراء إقدام المظاهرة على اقتحام مخازن ومستودعات مؤسسة عدالة التابعة لـ«جيش الإسلام»، حيث اكتشف الأهالي داخلها مئات الأطنان من المواد الغذائية.
وإثر ذلك، وفي 15 من نوفمبر الماضي استيقظ أهالي دوما على تطبيق حكم إعدام، يُعد الأول من نوعه بقطع الرأس بالسيف، كان قد أمر به سجن التوبة التابع لـ«جيش الإسلام».
وقد بدأت تظهر أخيرا حالة استياء واسعة لدى أهالي الغوطة الشرقية من سجن التوبة الشبيه بالمخابرات الجوية لدى النظام. وسُجلت حالات اعتقال للمدنيين والنشطاء الذين يفضحون سلوك «جيش الإسلام»، أو ينتقدون قائده العام زهران علوش.
وقال المصدر إن زهران علوش الذي يتمتع بمظلة سياسية من الشيخ معاذ الخطيب: «يهدف من محاولات إعادة السيطرة على دوما والسيطرة على بقية قرى وبلدات الغوطة الشرقية، إلى ترتيب الأوراق التفاوضية لمعاذ الخطيب، التي يجري الحديث فيها عن صفقة شاملة في الغوطة الشرقية تتضمن البدء بمصالحة مع النظام، وصولا إلى تسليمها له. وهو ما يرفضه أهالي الغوطة بشكل عام».
وكانت 10 فصائل إسلامية ومقاتلة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، قد أعلنت، قبل أكثر من 3 أشهر، في شريط مصور، عن تجمعها واندماجها تحت اسم «جيش الأمة»، ضمن نظام عسكري سياسي تنظيمي «يجمع الجميع على قلب رجل واحد»، مشيرة إلى أن «مشروعنا إسقاط هذا النظام الفاجر، وأركانه ورموزه، وحماية المدنيين ووحدة التراب السوري، وتنسيق العمل العسكري مع كافة الفصائل والقيادات، تحت جسم واحد، نخلص فيه إلى قيادة عامة، موحدة على أرض سوريا».
من جهتها أصدرت «الجبهة الجنوبية» التابعة للجيش الحر بياناً، نددت فيه بالهجوم الذي شنه «جيش الإسلام» وقالت أن الاعتداء على (جيش الأمة) هو اعتداء على تشكيلات الجبهة كافة، «وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة الهجمة التي يتعرض لها جيش الأمة في الغوطة الشرقية من قبل جيش الإسلام وشركائه في تسليم جوبر والغوطة الشرقية للنظام».
وتابعت في بيانها الذي أصدرته مساء امس: «لقد كان أولى بالسلاح والذخائر المخبأة منذ زمن طويل للحرب على التشكيلات العسكرية الوطنية أن تذهب لفك الحصار عن الغوطة الشرقية، ولتحرير ما تبقى منها، لا أن تكون شريكاً للنظام في حصار الغوطة الشرقية وفي الحرب علينا».
واعتبرت أن جيش الإسلام وشركاءه في الحرب على الجبهة الجنوبية، هم شركاء للنظام، «وإن ردّنا على هذه الحرب سيكون واسعاً وشاملاً في جميع مناطق تواجد تشكيلات الجبهة الجنوبية مالم تتوقف هذه العملية العسكرية فوراً».
"الشرق الأوسط"
مقتدى الصدر لـ"العرب": المتشددون عطلوا تقارب العراق مع جيرانه
رجل الدين العراقي مقتدى الصدر يؤكد أن دول المنطقة تعرضت لضغوطات أمريكية وبريطانية لعدم التدخل في ملف الإرهاب في العراق.
اتهم رجل الدين العراقي مقتدى الصدر ما أسماه بتيارات متشددة في السعودية وقطر بتعطيل التقارب مع العراق، فضلا عن التراكمات السابقة للحكومة العراقية (في فترة المالكي) التي أدت بدورها إلى تباطؤ الانفتاح العربي على بغداد.
وعزا الصدر، في مقابلة حصرية أجرتها معه “العرب” ومجلة “الهدى” البغدادية، هذا التباطؤ إلى تعرض دول الإقليم إلى ضغوطات أمريكية وبريطانية لعدم التدخل في ملف الإرهاب في العراق، فضلا عن تشابك الملفات السورية العراقية البحرينية الإيرانية.
وألمح إلى أن تلك الدول تتوافق مذهبيا مع الجهات الإرهابية، وهو ما جعلها توصد الأبواب أمام محاولات عراقية لتشكيل تحالف متين ضد الإرهاب.
وجاءت هذه التصريحات في وقت أعادت فيه السعودية فتح سفارتها ولو جزئيا في العراق في خطوة اعتبر مراقبون أنها تهدف إلى استعادة بغداد عمقها العربي في مواجهة الدور الإيراني.
وعارض تشييد بريطانيا لمقبرة تؤوي جثامين جنود سقطوا خلال فترة احتلال العراق، وطالب البريطانيين بـ”رفع جثثهم ودفنها في أرضهم وبين عائلاتهم ومنتسبيهم فلا مكان لهم في أرضنا”.
وطالب الصدر، الذي أعلن تخليه عن العمل السياسي لكنه سرعان ما عاد وشكل ميليشيات لمقاتلة تنظيم داعش، شعوب المنطقة بالالتفاف حول قيادات مخلصة واعية لا طائفية ولا غربية والعمل على توحيد صفوفها وزيادة وعيها الثقافي والإسلامي العقائدي للخلاص من الأفكار الطائفية المسمومة التي يبثها الاستعمار الغربي.
كما حث العلماء المجتمعين في مصر (المشاركين في مؤتمر “نحو استراتيجية عربية شاملة لمواجهة الإرهاب”) وبالخصوص علماء الأزهر الشريف “إلى عزل التكفيريين عن الجسد الإسلامي لا من خلال تكفير الآخرين، بل من خلال التخلي عن شذاذ الآفاق ونبذ أفكارهم الهدامة والمسمومة”.
ودعا مقتدى الصدر إلى التقارب بين حزب الله وتيار المستقبل باعتبار أن “تقاربهما سيكون بداية لإنهاء بعض الصعوبات التي تعصف بلبنان وشعبه”، فضلا عن “إبعاد خطر الإرهاب عن لبنان وكذا التطور الاقتصادي والتنظيم السياسي فيها”.
وفي الشأن العراقي، وإجابة عن سؤال حول دعوة بعض الجهات إلى إعلان إقليم البصرة على شاكلة إقليم كردستان العراق، لفت الصدر إلى أن الأخطر في هذا الملف هو كثرة الأصوات المطالبة بإقليم البصرة، محذّرا من النتائج المضرة في حال قيام الإقليم، وخاصة الصراعات المناطقية.
إسلاميو الشرق الأوسط معول لتدمير الدولة
الميليشيات الإسلامية تعتبر أداة التقسيم الاستعماري الجديد التي يريد الغرب من خلالها تمرير فكرة الهيمنة على العالم عبر الإسلام السياسي.
اتجهت أنظار العديد من المراقبين في الشأن الدولي خلال الفترة الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط آخذين هذه المنطقة كعيّنة لدراسة “النظام الدولي الجديد” وانعكاسات السياسة الأمريكية الجديدة بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.
ولعل أهم المسلمات النظرية في بحوث عديدة ارتكزت إلى أن الشرق الأوسط والوطن العربي عموما يعاني “حمى سايكس- بيكو جديد” تدور بطولتها حول الجماعات الإسلامية بشتى أنواعها، وأهمها “الميليشيات المتطرفة المسلحة”.
وقد كان لوزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر رأي في موضوع التقسيم الجديد للمنطقة بمعول الإسلاميين، مؤكدا أن نشأة فكرة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا كان لها تأثير عميق في ما يحدث الآن.
يمثل الشرق الأوسط أكبر تحد للنظام العالمي الذي نحن عليه اليوم، وقد نظر الإسلاميون إلى العالم الذي يتحركون فيه وينتمون إليه باعتباره «دار إسلام»، وهي الأراضي التي يسيطرون عليها ويحكمها الخليفة، و»دار حرب» وهي الأراضي الخارجة عن سيطرتهم.
وقد كان للحركات الإسلامية استراتيجية لجعل العالم كله دار إسلام، وهو الجهاد (أي تحت سيطرتهم)، وهذه الرؤية الثنائية للعالم ما زالت تحكم نظرة العديد من الأقطاب الإسلامية، سواء كانت أنظمة مثل إيران أو الجماعات الدينية المسلحة في لبنان واليمن والعراق وباكستان وكذلك الجماعات الإرهابية الإسلامية، ويبرز الصراع والجدل بين مختلف هذه الحركات الإسلامية، بين من يريد الدخول في النظام العالمي القائم على الدولة، وبين من يريد إقامة “سلطة الإسلام” في العالم كل حسب طريقته.
ويؤكد هنري كيسنجر في وثيقته التي أسماها “تأملات” أنه حتى وإن اتفقت أغلب التيارات الإسلامية على الثنائية التي تحكم رؤيتهم للعالم (أي دار إسلام ودار حرب)، فإن الطائفية التي تخترق المسلمين بشكل عام، والتي يقف رجال الدين ـ السياسيون ـ حراسا على إيقاد نارها دائما، تمثل العائق الأول على توحيد الأنماط الفكرية الإسلامية في تيار واحد أو ربما تنظيم واحد، مؤكدا في الحين ذاته أن فكرة الهيمنة على العالم عبر الإسلام السياسي، تبقى دائما فكرة عنصرية وعنيفة وتحتوي “مستقبلا مليئا بالصراع والحروب”.
وقد عرّج الكاتب على ما يحدث في الوطن العربي الآن في سياق ما سمي بـ”الربيع العربي”، مؤكدا أنه “في لحظة عابرة كان هناك أمل بأن الربيع العربي سيزيل قوى الاستبداد والجهاد في المنطقة”، ولكن إشكالية الربيع العربي أنه “عوض التغلب على التناقضات الداخلية في العالمين العربي والإسلامي، إلا أنه أبرزها وتحوّلت السعادة إلى شلل”.
وكان الشعار المرفوع “الشعب يريد إسقاط النظام” يترك تحديد الشعب والبديل عن النظام بلا إجابة. ومن نتائج ذلك أن تم انتخاب محمد مرسي ليبدأ مسعى الإخوان المسلمين في السيطرة وتهميش الخصوم حتى انقلب عليهم الجيش وبدء مرحلة سياسية جديدة في مصر.
وقد أكدت عديد المؤشرات في سياق صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة عقب الانتفاضات الشعبية، أن مراكمة عشرات السنوات من نشاط الإسلاميين عموما وخاصة الإخوان المسلمين في العديد من الدول الغربية، أدى إلى “وجود علاقة ما بين هذه التنظيمات وأجهزة القرار ودوائر التفكير الاستراتيجية الغربية” والتي تمكنت من استدراج الإسلاميين إلى ملعب “الوسطية والاعتدال” وأعلنت أن خلاص العرب سوف يكون على أيديهم، لكن سرعان ما كانت النتائج عكس آمال الغرب بشكل تام.
ولم يستغرب كيسنجر في تعليقاته حول الصعود السريع للإخوان إلى الحكم في الدول العربية المعنية بـ”الربيع العربي”، قائلا إن الشرق الأوسط الجديد ليست فكرة مطلقة أو تصريح اعتباطي، “بل هو برنامج يريد الغرب من خلاله (وخاصة أمريكا) رسم الخريطة الجديدة للعالم كي توضح سيطرتها وترسل رسائل لقوى أخرى عالمية أنها هي القوة الأولى في الكون”. ويمكن أن نسمي ما تفعله أمريكا الآن بالوطن العربي بـ”سايكس- بيكو” جديد.
وتعود جذور استغلال حركات الإسلام السياسي إلى فترة تبلورت فيها فكرة العالمية الإسلامية بشكل عملي عبر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في أربعينات القرن الماضي.
ويؤكد كيسنجر أن الاستخبارات الأمريكية عرفت بشكل جيد كيف تستغل هذه النقطة لتدير الصراع في جوانب عديدة من العالم لصالحها، لعل أبرز تلك المعارك هي “أفغانستان” التي استفادت أمريكا جدا من قدوم الجهاديين إليها لقتال السوفيات نيابة عنها.
ففي 1947 أعلن حسن البنا أن الغرب خسر سيطرته على نظام العالم، وأنه حانت فرصة لخلق نظام عالمي قائم على الإسلام، وعندها ارتبطت جماعة الإخوان المسلمين بأعلام في الإسلام السياسي في مختلف البلدان، مثل أبي الأعلى المودودي في باكستان وأئمة حزب التحرير في الأردن وفلسطين وإخوان سوريا…
وفي عام 1964 أعلن سيد قطب في كتابه “معالم في الطريق” الحرب على النظام العالمي القائم، وطالب قطب بوجود طليعة من المؤمنين “الأنقياء” للقيام بهذا الأمر، حيث لم يفهم كثير من الخبراء الغربيين هذه اللغة واعتبروها مجرد مجازات أو “تضاريس خطابية” لأغراض التفاوض.
ولكن بالنسبة إلى الإسلاميين فإن هذه الرؤى كانت ولا تزال تمثل حقائق تتجاوز قواعد وأعراف التعاطي السياسي بين الأنظمة والدول أو أي نظام عالمي آخر.
وصارت هذه الأسس النظرية المتطرفة والتي لا تعترف بالاختلاف في العالم وسيادة الدول واستقلالها، مشروع الجهاديين والمتطرفين في الشرق الأوسط وتتمظهر في خطاب العديد من الحركات الإسلامية فيه مثل القاعدة، حماس، حزب الله، طالبان، ملالي إيران، حزب التحرير، بوكو حرام، والدولة الإسلامية مؤخرا.
إن النقاء وليس الاستقرار هو المبدأ الذي يوجّه هذه الرؤية للنظام العالمي. وقد أشار هنري كيسنجر في كتابه “تأملات” إلى أن أفكار التطرف الإسلامية النابعة من فكر الإخوان المسلمين، أصبحت اليوم “واقعا ملموسا وفرضا قاطعا يمكن تلمّسه ورؤيته كل يوم وقراءته في الأخبار والصحف”.
وقد أشار إلى أن سوريا والعراق الآن قد يفقدان قدرتهما على الاستمرار كدولتين. فتفكك الدولة إلى وحدات طائفية وقبلية وتأجيج الصراعات البينية بين الجميع أصبح هو الحدث اليومي الذي تعيش عليه شعوب المنطقة، إذ يمكن اعتبار ذلك “الحالة الطبيعية” كما دعا إلى ذلك هوبس الفيلسوف الإنكليزي في كتابه “التنين”.
وقد لا تملك الحكومة المركزية الإرادة أو القدرة على إعادة فرض السلطة على المناطق الحدودية أو على الكيانات اللادولية مثل حزب الله أو القاعدة أو الدولة الإسلامية أو طالبان. وهذا حصل أيضا في ليبيا وإلى حد خطير في باكستان.
داعش يحتفي بذبح رجل أمن تونسي ويصفه بـ"الطاغوت"
وحدات الحرس الوطني تلقي القبض على تسعة من المشتبه في ضلوعهم في جريمة قتل عون الأمن ذبحا وطعنا على أيدي مجموعة متطرفة
نشر موقع جند التوحيد والجهاد التابع لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على حسابه الرسمي في تويتر خبر مقتل أمني تونسي على أيدي عناصر متشددة مجهولة.
وقد احتفى الموقع بالحادثة حيث أورد عبارة “الله أكبر” في بداية الخبر ووصف رجل الأمن بــ”الطاغوت” والبلاد التونسية بـ”السليبة”. ومصطلح “الطاغوت” يطلقه في العادة السلفيون المتشددون على عناصر الجيش والأمن، التي تعدّ في نهجهم الجهادي عدوهم الأول ويخوضون حربا مستعرة ضدها.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية أمس الأحد، أن مجموعة “متطرفة تكفيرية” قتلت رجل أمن ذبحا وطعنا في معتمدية الفحص التابعة لمحافظة زغوان الواقعة على بعد 51 كيلومترا من العاصمة تونس.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إن “أحد أعوان الأمن الوطني تعرض إلى عملية قتل تمثلت في ذبحه والاعتداء عليه بالطعن على مستوى القلب حين كان عائدا من عمله بالعاصمة على أيدي مجموعة متطرفة تكفيريـة حسب الأبحـاث والمعاينات الأوليـة”.
وأضاف البيان "بادرت وحدات الحرس الوطني إثر ذلك بعمليات تفتيش ومداهمات للعديد من العناصر المتطرفة أصيلي الجهة أسفرت عن القبض على تسعة من المشتبه في ضلوعهم في هذه العملية وجاري التحقيق معهم، كما تواصل الوحدات الأمنية البحـث للقبـض على كـل من له علاقة بعملية القـتل".
وفي نفس السياق، أوضح منير الخميلي الناطق الرسمي باسم نقابة الأمن الجمهوري، في تصريحات صحفية، أنّ "الإرهابيين قاموا بقطع إصبع اليد اليمني للشهيد والاعتداء عليه بواسطة سيف على مستوى يده اليسرى".
ودعا الخميلي المواطنين إلى الوقوف إلى جانب الأمن لمجابهة المجموعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار تونس.
وهذه هي المرة الثانية التي يذبح فيها رجل أمن خلال شهر تقريبا، بعد أن خطف مسلحون عنصرا من الحرس الوطني عندما كان عائدا من العمل إلى منزله وقطعوا رأسه في محافظة الكاف الحدودية مع الجزائر.
ولم تتبن أي جهة أو تنظيم جهادي ذلك الهجوم على رجل الأمن التونسي ولكن عادة ما تقوم كتيبة عقبة ابن نافع بهجمات ممثالة.
والمعلوم أن كتيبة عقبة ابن نافع تعتبر البلاد التونسية دار حرب والتونسيين من "الكافرين" لذلك يجوز قتالهم والتنكيل بهم، غايتها إقامة دولة الخلافة والإطاحة بمؤسسات الدولة.
وكتيبة عقبة بن نافع تعدّ أول تنظيم يتأسس في تونس وله ارتباط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما له علاقات وثيقة بكتيبة جزائرية متشددة تدعى الفتح المبين.
وتستقطب الكتيبة الشباب المتبني للفكر الجهادي الذي يتم إرساله إلى ليبيا لتقلي تدريبات عسكرية من أجل القيام بهجمات إرهابية في تونس فيما بعد.
اتهامات لواشنطن بالوقوف وراء وفاة أبو أنس الليبي
زوجة أبو أنس الليبي تعتبر أن الاتهامات الموجهة له بالمشاركة في أعمال إرهابية جزء من مؤامرة ومحض افتراء.
اتهمت زوجة القيادي في تنظيم القاعدة “نزيه عبدالحميد الرقيعي”، المعروف بأبو أنس الليبي، “أم عبدالله”-في تصريح لوكالة أسوشيتد برس- الولايات المتحدة، باختطاف زوجها “الذي لم يرتكب أي ذنب يستوجب العقاب” وفق تعبيرها، معتبرة الاتهامات التي وجهت لزوجها بالمشاركة في حادثتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، أنها “محض افتراء وجزء من مؤامرة”.
كما اتهمت أسرة أبو أنس واشنطن بالوقوف وراء وفاته وقال أحمد نزيه، أحد أبناء أبو أنس الليبي، إن الأمريكيين الذين سجنوا والده ومنعوا ذويه من زيارته، أهملوا تقديم العلاج لوالده بعد العملية، وتسببوا في وفاته.
وكان قد أعلن المدعي العام في ولاية نيويورك الأمريكية، بريت بهارارا، عن وفاة القيادي “الرقيعي”، قبل أيام من بدء محاكمته في الولايات المتحدة، على خلفية اتهامه بالمشاركة في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا، عام 1998.
جاء ذلك في رسالة وجهها المدعي العام، إلى القاضي الذي ينظر في قضية الرقيعي، أوضح فيها أن وفاة الرقيعي 50 عاما، جاءت نتيجة إصابته بسرطان الكبد، الذي اكتشف إصابته به، بعد تمكن الولايات المتحدة من إلقاء القبض عليه، قرب العاصمة الليبية “طرابلس”، بعمليات خاصة، عام 2013.
ولفت المدعي العام، أن حالة الرقيعي الصحية تدهورت بشكل خطير الشهر الماضي، ما استدعى سلطات السجن نقله إلى أحد المستشفيات في نيويورك، مشيرا إلى أن رجل دين مسلم كان إلى جانب الرقيعي لحظة وفاته في المستشفى.
وكان أبو أنس من ضمن الليبيين المقاتلين في أفغانستان في الثمانينات ومن أبرز المقربين من أسامة بن لادن، واتهم بأنه العقل المدبر لعمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام في العام 1998 الذي قتل فيه 244 شخصا-بينهم 12 أمريكيا- وجرح أكثر من خمسة آلاف.
ووضع الليبي على لائحة أبرز المطلوبين لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وعاد عام 2011 إلى ليبيا إبان ثورة 17 فبراير سنة 2011، واعتقل يوم 5 أكتوبر 2013 أمام بيته في طرابلس من قبل فرقة أمريكية خاصة وأفراد من وكالة الاستخبارات الأمريكية.
ويفترض أن تبدأ محاكمة أبو أنس ومعه رجل الأعمال السعودي خالد الفواز في الثاني عشر من يناير بشأن الهجومين على سفارتي الولايات المتحدة.
وتمسك أبو أنس الليبي والفواز ببراءتهما من التهم التي وجهت إليهما، إلا أن متهما ثالثا هو المصري عادل عبدالباري أقر بمسئوليته في هذين الهجومين.
مقتل قياديين بارزين في حركة طالبان باكستان
طائرة أمريكية تهاجم مواقع لطالبان في المناطق القبلية وتطلق صاروخين أصاب أحدهما معسكرا وسيارة شمال وزيرستان ما أدى إلى مقتل ستة متشددين.
كشف مسئولون باكستانيون، أمس الأحد، عن مقتل قياديين بارزيين لحركة طالبان باكستان رفقة خمسة مقاتلين آخرين في ضربات جديدة لطائرة أمريكية دون طيار في قلب المناطق القبلية التي تعد معقلا للجهاديين شمال غرب باكستان على حدود أفغانستان.
وذكر المسئولون أن الضربات استهدفت مخبأً لحافظ غول بهادور أمير الحركة في المنطقة القبلية والذي يتمتع بنفوذ كبير، فضلا عن استهداف معسكر لزعيم أوزبكي موالٍ لطالبان يعتقد أنه كان هناك لحظة الهجوم في المنطقة القبلية شمال وزيرستان.
وقال مسئول كبير في الاستخبارات الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف هويته، إن “طائرة مسيرة أمريكية أطلقت صاروخين أصاب أحدهما معسكرا وسيارة في الوارا ماندي شمال وزيرستان ما أدى إلى مقتل ستة إرهابيين”.
وتأتي هذه الضربات بعد الهجوم الدموي الذي تعرضت له مدرسة عسكرية في بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان، منتصف الشهر الماضي، أسفر عن سقوط عشرات القتلى في أسوأ هجوم للمتشددين في تاريخ البلاد، حيث تسعى باكستان إلى تشديد حملتها في مواجهة مسلحي طالبان.
واستأنفت الولايات المتحدة هجماتها بالطائرات دون طيار تزامنا مع شن الجيش الباكستاني حملة ضد طالبان قبل ستة أشهر بعد أن توقفت لأشهر لدخول حكومة إسلام آباد، مطلع العام الماضي، في مفاوضات سلام مع قادة الحركة باءت بالفشل.
وكانت واشنطن تطالب باكستان على مدى سنوات بالقضاء على المسلحين في منطقة شمال وزيرستان التي تنطلق منها هجمات ضد القوات الدولية.
إلى ذلك، أظهر تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن والحرب في باكستان أن الطائرات دون طيار الأمريكية شنت 25 غارة جوية على الأراضي الباكستانية العام الماضي، تسببت في مقتل 153 شخصا وجرح 64 آخرين.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة شنت 416 غارة جوية بطائرات دون طيار منذ عام 2000، تسببت في مقتل أكثر 3450 شخصا.
وتؤكد الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات الباكستانية مقتل أكثر من خمسين ألف شخص في الحرب ضد الإرهاب منذ عام 2002، منهم أربعة آلاف ينتمون للعناصر الأمنية.
بوكو حرام تسيطر على قاعدة عسكرية في نيجيريا
الجماعة المتشددة تستحوذ على قاعدة عسكرية مهمة شمال شرق العاصمة الإقليمية لولاية بورنو بعد معارك مع الجيش النيجيري أسفرت عن مقتل عشرات الجنود.
سيطرت جماعة بوكو حرام الإسلامية النيجرية المتطرفة على قاعدة عسكرية والعديد من البلدات المجاروة في أقصى شمال شرق نيجيريا على ضفاف بحيرة تشاد، حسبما أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، الأحد.
وأشار العديد من السكان المحليين إلى أن مقاتلي الحركة سيطروا على قاعدة عسكرية مهمة قرب باغا الواقعة على بعد 180 كلم شمال شرق مايدوغوري العاصمة الإقليمية لولاية بورنو بعد معارك استمرت ساعات راح ضحيتها العشرات من الجنود.
وهذه المرة الأولى التي تسيطر فيها الجماعة على قاعدة عسكرية للجيش النيجيري في تحول غير معهود، ما يفسر فشل القوات النيجيرية في التصدي لسرطان بوكو حرام الذي على ما يبدو أنه بدأ يتمدد بجدية نحو التشاد.
وذكر أحد السكان الفارين من الهجوم، إن المسلحين جاءوا إلى قرية مالاري النائية، الجمعة الماضي، ودعوا الناس إلى الخروج والاستماع إلى الخطبة، لكنهم بعد ذلك أطلقوا النار على البعض منهم، وقاموا بعد ذلك باختطاف الأطفال.
وقد أكد ضابط استخبارات نيجيري، لم يذكر اسمه، ذلك الهجوم الذي وقع، أمس الأول، حيث قتل عشرات الجنود في هجوم على قاعدة عسكرية متعددة الجنسيات على الحدود النيجيرية الشمالية الشرقية مع تشاد.
ولم تعلق الحكومة على هذا الهجوم الذي جاء ضمن العديد من الهجمات المتزامنة والتي بدأت في تمزيق نيجيريا أكثر من قبل في غياب استراتيجية واضحة لمحاربة هذا التنظيم الذي يحلم بإقامة دولة الخلافة في غرب إفريقيا.
وكانت القاعدة تستقبل عادة عسكريين من النيجر وتشاد المجاورين في إطار التعاون الإقليمي لمكافحة بوكو حرام، فيما لم يتم التأكد بعد مما إذا كان جنود من هذين البلدين موجودين داخل القاعدة لدى وقوع الهجوم.
وسبق وأن ارتكبت بوكو حرام في نوفمبر الماضي مجزرة في قرية دورون باغا حين ذبحت قرابة الخمسين من صيادي السمك، وخلال هجوم آخر في أبريل 2013 قتل 187 شخصا وأحرق نحو ألفي منزل في المنطقة نفسها.
"العرب اللندنية"