"بوكو حرام".. بين العجز النيجيري والهجوم الدولي!
الأربعاء 07/يناير/2015 - 04:31 م
طباعة
تواصل جماعة "بوكو حرام" عملياتها الإرهابية؛ حيث اعترفت وزارة الدفاع النيجيرية باستيلاء مسلحي الجماعة على قاعدة عسكرية للقوات متعددة الجنسيات على الحدود بين نيجيريا وتشاد، والتي أنشئت العام الماضي بهدف محاربة الجماعات المتشددة والتصدي لعمليات تهريب السلاح.
وقالت مصادر عسكرية: إن المسلحين هاجموا القاعدة الواقعة على بحيرة تشاد خلال وجود القوات النيجيرية بمفردها فيها، وأرغمت السكان على الفرار إلى تشاد المجاورة.
وتقع هذه القاعدة التابعة للقوة المتعددة الجنسيات عند مدخل مدينة باغا على بعد 180 كم شمال شرق مايدوغوري، العاصمة الإقليمية لولاية بورنو، وأقيمت القاعدة في إطار تنسيق إقليمي لمكافحة "بوكو حرام".
فيما قال عضو برلمان عن ولاية بورنو: إن القوات لاذت بالفرار من القاعدة العسكرية الواقعة بمدينة باغا بعد تعرضها لهجوم من جانب "بوكو حرام"، والتي شهدت مذبحة للجيش عام 2013، وهي آخر مدينة تسيطر عليها الحكومة في شمال بورنو.
وقال بعض سكان المدينة الذين لاذوا بالفرار إلى تشاد المجاورة على متن بعض القوارب الصغيرة: إن عددا كبيرا قتل في الهجوم، وإن المدينة أضرمت فيها النار.
يأتي الهجوم بعد يوم من اختطاف مسلحين يشتبه في انتمائهم لـ"بوكو حرام" 40 فتى وشابا في هجوم على قرية نائية شمال شرق نيجيريا.
وشن مسلحو بوكو حرام عملية على قرى صيادي الأسماك كويان كوروس ومايل 3 ومايل 4 ودورون باغا وباندارام ومدينة باغا؛ ما تسبب بفرار المئات من السكان بواسطة سفن وزوارق على البحيرة باتجاه تشاد المجاورة.
عثمان دانسوبدو، أحد سكان باغا، والذي فر إلى غوبوا في تشاد، أكد عبر الهاتف أن المسلحين أنهكوا القوات وأرغموها على التخلي عن القاعدة.
فيما أكد السيناتور ماينا معاج لاوان، أن مقاتلي "بوكو حرام" شنت هجمات في منطقة باغا ودمروا ست مدن وعددا من المخيمات، وأرغموا السكان على الفرار إلى تشاد، موضحًا أن أعدادا هائلة تفوقوا على القوات المتعددة الجنسيات إضافة إلى المجموعات المحلية للدفاع الذاتي، ولم تتضح بعد الحصيلة النهائية لأعمال العنف هذه.
وتقف الحكومة النيجيرية مكتوفة الأيدي في مواجهة الجماعات الإرهابية "بوكو حرام" ولم تستطيع إعادة التلميذات المختطفات إلى ذويهم، فيما طلب حكام ثلاث ولايات في شمال شرق نيجيريا من الرئيس جودلاك جوناثان نشر مزيد من القوات لتأمين مناطقهم قبل الانتخابات الرئاسية الشهر القادم.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية بعد أسابيع، حيث تسود حالة من القلق لدى المسئولين من أن مقاتلي "بوكو حرام" قد يزعزعون استقرار الشمال الشرقي بدرجة تمنع ملايين الناس من التصويت في ولايات بورنو ويوبي واداماوا.
في السياق ذاته، قال أولياء أمور 200 تلميذة نيجيرية خطفتهم "جماعة بوكو" حرام أبريل الماضي 2014، إنهم سيناشدون الأمم المتحدة مباشرة لمساعدتهم بعد أن فقدوا الأمل في أن تنقذ الحكومة النيجيرية بناتهم.
والتقت مجموعة تمثل أولياء الأمور وتضغط على الحكومة للقيام بتحرك مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ورئيس منظمة الأمم المتحدة في نيجيريا ومسئولي صندوق الأمم المتحدة لغرب إفريقيا الشهر الماضي.
وقال القس انوتش مارك زعيم مجموعة أولياء الأمور: إذا لم تستطع الحكومة القيام بعمل فإننا نطالب الأمم المتحدة أن تأتي وتساعدنا، وإذا رفضت لا نعرف ماذا نفعل، ولم يعرف ما الذي يمكن أن تفعله أي منظمة تابعة للأمم المتحدة دون موافقة الحكومة النيجيرية.
فيما رد متحدث باسم الرئاسة، أن الجهود الرامية لإطلاق سراحهن متواصلة ولكن تفاصيل هذه الجهود حساسة جدا بحيث لا يمكن نشرها.
وقال حاكم ولاية يوبي إبراهيم جيدم، في تصريحات صحفية له، بعد اجتماع مع جوناثان: نحتاج مزيدا من القوات، على الأرض لدينا في ولاياتنا المختلفة ليست كافية، مضيفًا: ناشدنا الرئيس نشر قوات اضافية كاملة العتاد للسيطرة على الوضع.
وتقول اللجنة الانتخابية: إن أكثر من مليون نيجيري تشردوا بسبب أعمال العنف في الشمال الشرقي وقد لا يمكنهم التصويت يوم 14 فبراير المقبل، ما لم يتم تغيير القانون للسماح لهم بالتصويت بعيدا عن مناطق سكنهم، ويبحث البرلمان قانونا من هذا القبيل وينافس الرئيس جوناثان، على مقعد الحكم محمدو بخاري وهو مسلم من الشمال.
في الوقت الذي تتهم فيه جماعة "بوكو حرام" الحكومة النيجيرية باضطهاد المسلمين ودعم الميليشيات "المسيحية" التي تستهدفهم.
شنت جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة أشد هجماتها المنسقة دموية في يوم واحد وقتلت أكثر من مئة شخص في هجمات بالقنابل والأسلحة النارية في مدينة كانو ثاني كبرى المدن النيجيرية.
وتؤدي الهجمات العنيفة المسلحة التي تشنها الجماعة التي تتخذ من شمال نيجيريا معقلا لها إلى توتر العلاقات بين جنوب البلاد التي تسكنه أغلبية مسيحية وبين الشمال الذي يغلب المسلمون على سكانه.
وكانت أدانت بعض الدول الأوروبية في وقت سابق، الهجمات التي يشنها "بوكو حرام"، كما أدان مجلس الأمن عملية استهداف المدرسة الحكومية للعلوم التقنية، في بوتيسكوم بولاية يوبى، شمال شرقي نيجيريا، وأسفر عن مقتل عشرات الطلاب، وإصابة آخرين.
وقد شهدت نيجيريا هجوما انتحاريا استهدف مدرسة في شمال شرقي البلاد؛ مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 47 تلميذا وأصيب 79 آخرون، وقد اتهمت السلطات المعنية حركة "بوكو حرام" المتشددة المسلحة بتنفيذ الهجوم.
وأكد بيان مجلس الأمن، أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره هو عمل إجرامي، لا يمكن تبريره، بغض النظر عن دوافعه، أينما ووقتما وقع، وأيا كان مرتكبوه، ولا ينبغي ربطه بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية.
ومن الواضح أن "بوكو حرام" ستصعد من هجماتها خلال المرحلة المقبلة، قبيل الانتخابات الرئاسية في ظل عجز حكومي تام لمواجهتها، ومع مطالبات تدخل الأمم المتحدة لعودة الفتيات المختطفات، قد يكون بداية لمواجهة الجماعة الإرهابية، ومنع توغلها في شرق نيجيريا، في المرحلة المقبلة محتمل أن تشهد نيجيريا تدخلًا دوليا لمواجهة العناصر الإرهابية.