جريمة "شارلي إيبدو".. هل تعيد عقوبة الإعدام في فرنسا؟!

الجمعة 09/يناير/2015 - 07:07 م
طباعة جريمة شارلي إيبدو..
 
أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الجمعة 9 يناير أن شرطة باريس تحاصر المشتبه فيهما بالهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" في أحد المعامل شرقي العاصمة."
وأكدت الشرطة الفرنسية أن المطاردين هما سعيد كواشي (34 عاماً) وشريف كواشي (32 عاماً) هما أيضًا المشبه فيهما بالهجوم على مقر"شارلي ايبدو"، وولد كواشي في شرق باريس لأبوين جزائريين، توفيا عندما كان الشقيقان لا يزالان صغيرين وترعرع في دار للأيتام في مدينة رين الغربية.

شريف كواشي:

شريف كواشي:
ويعتبر الفرنسي شريف كواشي (32 عاما) جهاديا معروفا لدى أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية، وخصوصا أنه أدين للمرة الأولى العام 2008 لمشاركته في شبكة كانت ترسل مقاتلين إلى العراق.
وولد كواشي في 29 نوفمبر 1982 في باريس وهو يحمل الجنسية الفرنسية، من اصل جزائري، لقبه "أبو حسن" وانتمى إلى شبكة يتزعمها "أمير" هو فريد بنيتو كانت مهمتها إرسال جهاديين إلى العراق للانضمام إلى فرع القاعدة في هذا البلد والذي كان يومها بزعامة أبو مصعب الزرقاوي.

الي التطرف:

الي التطرف:
حصل كواشي على شهادة في التربية الرياضية وعاد إلى باريس وعمل في توصيل البيتزا للمنازل ليكسب رزقه، وبرغم سجله الإجرامي الذي يشمل بيع المخدرات وسرقات صغيرة، يوصف كواشي بأنه شخص اهتمامه بالحسناوات والموسيقى أكبر من اهتمامه بالقرآن، لكن هذا كان قبل أن يلتقي فريد بنيتو في 2003 وهي التي مثلت له نقطة التحول.
 وكان بنيتو يكبر كواشي بعام واحد، ويتبنى الفكر السلفي، كما كان أشبه بمعلم للعديد من الشبان في الحي، الذين بدأوا في التردد على مسجد شهير في منطقة بشمال شرق باريس، يقطنها الكثير من المهاجرين. ومع وجود بنيتو إلى جانبه بدأ كواشي بحضور الدروس الدينية ومشاهدة مقاطع الفيديو الجهادية وأطلق لحيته..
وفي فيلم وثائقي عرضته القناة الفرنسية الثالثة، واشتمل على لقطات لمركز اجتماعي في باريس، يظهر كواشي وهو يردد أغاني الراب بالإنكليزية ويرتدي ثيابا عصرية.
ورغم سجله الإجرامي الذي يشمل بيع المخدرات وسرقات صغيرة يوصف كواشي بأنه شخص اهتمامه بالحسناوات والموسيقى أكبر من اهتمامه بالقرآن. لكن هذا كان قبل أن يلتقي بفريد بنيتو.
كان بنيتو يكبر كواشي بعام واحد ويتبنى الفكر السلفي، كما كان أشبه بمعلم للعديد من الشبان في الحي بدأوا في التردد على مسجد شهير في منطقة بشمال شرق باريس يقطنها الكثير من المهاجرين.
ومع وجود بنيتو إلى جانبه بدأ كواشي في حضور الدروس الدينية ومشاهدة مقاطع الفيديو الجهادية وأطلق لحيته.
شاهد كواشي في محاكمته عام 2008 بأن بنيتو قال له إن الانتحاريين في عداد الشهداء. وقال إنه تأثر كثيرا بإساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب بالعراق على أيدي الجنود الأمريكيين.

السفر إلى العراق وسوريا:

السفر إلى العراق
أرسلت الخلية التي كان يتزعمها بنيتو وينتمي إليها كواشي نحو 12 شابا تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى العراق، وأعضاء الخلية كانوا يتبنون آراء متطرفة، لكنهم لم يتلقوا تدريبا محترفا.
وألقى القبض على كواشي في 25 يناير عام 2005 بينما كان يستعد للسفر إلى سوريا جوا في طريقه إلى العراق في تحرك للشرطة لتفكيك الخلية التي ضمت أيضا بنيتو.
وقد حكم عليه في 2008 بالسجن ثلاث سنوات بينها 18 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة المشاركة في شبكة تجنيد مقاتلين للتوجه إلى العراق والقتال إلى جانب تنظيم "القاعدة".
وبعد عامين، ورد اسمه في محاولة لتهريب الإسلامي إسماعيل عيط علي بلقاسم من السجن. والأخير عضو سابق في المجموعة الإسلامية المسلحة الجزائرية وحكم عليه العام 2002 بالسجن مدى الحياة لارتكابه اعتداء في محطة مترو إقليمية في باريس (موزيه دورساي) في أكتوبر 1995 أسفر عن ثلاثين جريحا.

التخطيط للهجوم على مترو باريس:

التخطيط للهجوم على
وألقت الشرطة القبض على كواشي مرة أخرى في عام 2010 بعد أن أمضى عقوبة السجن. واتهم بأنه عضو في جماعة في فرنسا كانت تخطط لهروب إسماعيل علي بلقاسم مدبر هجوم على شبكة المترو في باريس في عام 1995 قتل فيه ثمانية أشخاص وأصيب 120 آخرون.
لكن لم يكن لدى الشرطة أدلة ضده سوى بعض تسجيلات فيديو للمتشددين وخطب لأعضاء في تنظيم القاعدة ضبطت عند تفتيش منزله إلى جانب تحريات أظهرت أنه كان يبحث عن مواقع جهادية على الإنترنت.
ويشتبه خصوصا بأن كواشي كان قريبا من فرنسي آخر هو جميل بيغال الذي سجن عشرة أعوام لتحضيره اعتداءات، وقد وجه إليه اتهام في هذه القضية قبل أن يبرأ منها.

سعيد كواشي:

سعيد كواشي:
ذكرت مصادر أوروبية وأمريكية أن سعيد كواشي  تدرب مع متشددين تابعين للقاعدة في اليمن حسب مصادر أمريكية وأوروبية.
وولد سعيد كوتشي في باريس في السابع من سبتمبر 1980، يحمل الجنسية الفرنسية، من أصل فرنسي، وذكرت تقارير اعلامية، أن سعيد كواشي أقام في اليمن لعدد من الأشهر تدرب خلالها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو أحد أنشط أذرع القاعدة.
وأكد مسئول يمني أن الحكومة اليمنية كانت على علم بصلات محتملة بين سعيد كواشي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وأنها تحقق في هذه الصلات المحتملة.
وقالت تقارير إعلامية  إن سعيد كواشي وصل إلى اليمن أثناء وجود أنور العولقي، أحد أبرز الزعماء الروحيين والتنظيميين للقاعدة في اليمن.
وقالت إنه بعد أن عاد سعيد كواشي إلى فرنسا من اليمن بدا أن الشقيقين تجنبا أي أنشطة قد تجتذب اهتمام أجهزة الأمن والمخابرات الفرنسية.

اللائحة الأمريكية السوداء:

اللائحة الأمريكية
أعلن مسئول في قوات الشرطة الأمريكية أن المتهمين المفترضين في حادث الاعتداء على "شارلي إيبدو" في باريس كانا "منذ أعوام" على اللائحة الأمريكية السوداء للإرهاب.
وقال هذا المسئول الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الأخوين شريف وسعيد كواشي (32 و34 عاما) المشتبه بأنهما مسؤولان عن مقتل 12 شخصا في مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة يوجدان على "لائحتنا للمراقبة منذ أعوام"، وكان ممنوع ركوبهما على طائرة متجهة نحو الولايات المتحدة.

جهود القبض عليهما:

جهود القبض عليهما:
تنفذ الشرطة الفرنسية عملية أمنية في بلدة بشمال شرق باريس بعد احتجاز رهينة على الأقل الجمعة من قبل مسلحين يشتبه في كونهما الأخوين كواشي المتهمين بتنفيذ الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو"، وتطوق الشرطة المكان كما تحلق فوقه طائرات مروحية.
ولكن حتي لو تم القبض عليهما، ومحاكتهما فإن عقوبة الإعدام لن تنفذ على الإخوان كواشي، لأن فرنسا ألغت  عقوبة  الإعدام منذ عام 1981.
ولذلك طالبت مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية، المعروفة بتوجهاتها اليمينية المتشددة، باستفتاء الشعب الفرنسي بشأن عودة عقوبة الإعدام، على ضوء واقعة الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الأسبوعية الساخرة.
وقالت ماريان في تصريحات لقناة "فرنسا2": "أرغب في إجراء استفتاء في فرنسا متعلق بتطبيق عقوبة الإعدام"، وتابعت قائلة: "ناديت دوما بالسماح للمواطنين الفرنسيين بالتعبير عن آرائهم في الأمر عبر إجراء استفتاء".
واتهمت ماريان من وصفتهم بـ"متشددين إسلاميين" بالضلوع في الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، قائلة "يجب رفض الأصولية الإسلامية بشكل قاطع من الجميع. ووضع الحياة والحرية من بين أهم القيم الإنسانية على الإطلاق"، على حد قولها.
فهل عقب العمليات الإرهابية ستعود عقوبة الإعدام إلى فرنسا مرة أخرى، أم سيتم توقيع أقصى عقوبة على الإخوان كواشي بالسجن مدى الحياة؟!

شارك