البابا فرنسيس يلتقي زعماء الطائفة الإيزيدية ويدين الهجوم على شارلي إيبدو

الجمعة 09/يناير/2015 - 07:20 م
طباعة البابا فرنسيس يلتقي
 
البابا فرنسيس يلتقي
التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان زعماء الطائفة الإيزيدية التي استهدفها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق الصيف الماضي، وضم الوفد المير تحسين سعيد علي بيك وبابا شيخ خاتو وآخرين من قيادات الطائفة من العراق وجورجيا وألمانيا.
وأشاد المير تحسين بالدعم الذي يقدمه البابا في هذه الفترة من الاضطهاد، وتطرق اللقاء إلى أوضاع حوالى خمسة آلاف فتاة وامرأة أيزيدية يحتجزهن التنظيم سبايا في شمال العراق، وإلى "التضامن بين المسيحيين العراقيين والإيزيديين"يُذكر أن البابا فرنسيس قد وجه دعوات من أجل حماية الأقليات الدينية منذ سيطرة داعش على جبل سنجار الذي لجأ إليه الآلاف من الإيزيديين الصيف الماض، ويبلغ عدد الإيزيديين في العالم نحو مليون ونصف المليون يعيش ثلثهم في العراق والباقي في تركيا وجورجيا وأرمينيا بالإضافة إلى الشتات في الدول الغربية من ناحية اخري قال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيديريكو لومباردي في بيان صدر مساء اليوم "إن الأب الأقدس يعبر بشدة عن إدانتة للهجوم الرهيب الذي أغرق مدينة باريس في الحداد صباح اليوم، وأدى إلى عدد كبير من الضحايا، ونشر الموت، ونشر الفزع في كل فرنسا، وتسبب في حالة من القلق العميق لجميع محبي السلام المقيمين وراء الحدود الفرنسية"
البابا فرنسيس يلتقي
"يتحد البابا فرنسيس في صلاته مع الجرحى وعائلات الضحايا في صلواتهم ومعاناتهم، كما يحث جميع الناس على بذل كل ما في وسعهم للوقوف ضد انتشار الكراهية وجميع أشكال العنف الجسدي والمعنوي اللذين يدمّران حياة الإنسان، وينتهكان كرامة الناس، ويقوّضان بصورة جذرية الأسس الطيبة للعيش المشترك السلمي الأشخاص والشعوب بغض النظر عن الجنسية والدين والخلفية الثقافية إن العنف القاتل بغيض مهما كانت الدوافع كما لا يمكن أبداً تبريره يجب ضمان الحياة والكرامة وحمايتهما بتصميم كما يجب رفض أي تحريض على الكراهية وتشجيع احترام الآخرين ويعرب البابا عن التقارب، والتضامن الروحي، والدعم لجميع أولئك الذين يقومون كل في دوره ساعياً من أجل تحقيق السلام والعدالة، والحفاظ على حقوق الناس من أجل القضاء على مصادر الكراهية وأسبابها في هذا الوقت المؤلم والمأساوي الذي تعيشه فرنسا وفي عالم يتسم بالتوترات والعنف"
كان العنوان الرئيسي لصحيفة الفاتيكان "اوسيرفاتوري رومانو" اليوم، التي تصدر كالعادة بعد الظهر ولكن تحمل تاريخ الغد، "استراتيجية البربرية" ويقول المقال على الصفحة الأولى من صحيفة الكرسي الرسولي "إن الهجوم الإرهابي الدموي في باريس هو أحدث تعبير مأساوي للاستراتيجية الهمجية التي كانت تتصدر الأخبار الدولية كل يوم تقريباً ولبعض الوقت الآن "قبيل خمس عشرة دقيقة من الهجوم، نشرت الصحيفة الأسبوعية رسماً كاريكاتورياً لأبي بكر البغدادي، زعيم ما يسمى بالدولة الإسلامية، على تويتر يبدو أن الهجوم المريع انتقامي ضد الصحيفة لنشرها مثل هذا المحتوى" وفي وقت متأخر من صباح هذا اليوم، علقت غرفة أخبار الفاتيكان على الفور على الأخبار التي جاءت من باريس، مؤكدة "إدانة" الكرسي الرسولي "للعنف المزدوج" ضد الشعب وضد حرية الصحافة
البابا فرنسيس يلتقي
في الصباح، حضرت مجموعة من الأئمة الفرنسيين البارزين اللقاء العام الأول للبابا فرنسيس لعام 2015 لقد كان الأئمة في روما جنباً إلى جنب مع رئيس مجلس مؤتمر الأساقفة الفرنسي للعلاقات بين الأديان المونسنيور ميشال ديبوست، ومدير الخدمة الوطنية للعلاقات مع الإسلام الأب كريستوف روكو بغرض عقد سلسلة من اللقاءات التي ستبلغ ذروتها يوم غد في لقاء مع رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان الكاردينال الفرنسي جان لويس توران والأئمة المذكورون هم عز الدين غاسي، شيخ مسجد الرحمن في فيليوربان، وطارق أوبو، شيخ المسجد الكبير في بوردو، ومحمد موسوي، رئيس اتحاد مساجد فرنسا وجلول صديقي، مدير معهد الغزالي للمسجد الأكبر في باريس وقد تم إبلاغهم عن الهجوم الذي تم على شارلي إيبدو حينما كانوا يغادرون قاعة بولس السادس بعد اللقاء العام مع البابا
قال طارق أوبو في تعليق للصحف الفرنسية MediaI وLa Croix:  يجب على الجالية المسلمة أن "تحتج" وتعرب عن "اشمئزازها" على حقيقة أن "الأغلبية الصامتة باتت رهينة لمجانين" كما دان بحزم وبدون تحفظ أمين عام اتحاد مساجد فرنسا محمد مريزيكا الحادث العنيف ووصفه بأنه "هجوم إجرامي وجبان لا يغتفر" "لا شيء، لا شيء على الإطلاق يبرر أو يقدم ذريعة لهذه الجريمة المجلس الفرنسي للعقيدة الإسلامية وصف الهجوم بأنه "هجوم إرهابي يتميز بخصوصية العنف الاستثنائي"، "عمل بربري خطير للغاية" و"هجوم ضد الديمقراطية وضد حرية الصحافة" كما جاءت كلمات الإدانة من مسجد باريس الكبير وإمام مسجد درانسي (سين سان دوني) حس تشالغومي وتحدثت الجالية المسلمة خارج فرنسا أيضا ضد العنف وقال الأزهر، وهو الجامعة الإسلامية السنية الرئيسية في مصر، إن الهجوم عمل "إجرامي" وأكد أن "الإسلام يدين كل أشكال العنف"، في حين أصدرت جامعة الدول العربية بيانا من مقرها في القاهرة، قائلة انها تدين "بشدةهذا الهجوم الإرهابي".
وأعرب مؤتمر الأساقفة الفرنسيين عن "صدمته ورعبه العميقين" لأحداث اليوم وقال المونسنيور أوليفييه ريبادو دوماس، الأمين العام والمتحدث باسم أساقفة فرنسا: "إن كنيسة فرنسا تخاطب قبل كل شيء أسر الضحايا وأصدقاءهم الذين يواجهون رعباً من الصعب فهمه، وتعرب عن عميق حزنها لهيئة تحرير مجلة شارلي إيبدو هذا الرعب هو بالطبع وحشي ليس هناك ما يبرر هذا العنف هذا هو أيضاً هجوم على حرية الصحافة التي تشكل عنصراً أساسياً في مجتمعنا" يجب على المجتمع الفرنسي أن يعمل بلا كلل من أجل بناء السلام والأخوة إن وحشية هذا الاغتيال تسبب الألم لنا جميعاً ومثل هذا الوضع سيثير غضبنا، ويجب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى مضاعفة أخوّتنا الروحية، التي قد تبدو هشة، وأن نوطد السلام باستمرار"

شارك