نزيف "الأرض" يبدد أحلام داعش في دولة "الخلافة"

السبت 10/يناير/2015 - 03:27 م
طباعة نزيف الأرض يبدد أحلام
 
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن تنظيم «داعش» الإرهابي، فقد خلال آخر ستة أشهر 700 كيلومتر مربع تقريباً من إجمالي المساحة التي كان يسيطر عليها في كل من سوريا والعراق.
وأشار جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن التنظيم الإرهابي، أخذ في الآونة الأخيرة وضع المدافع، في مسعى منه للحفاظ على قدراته الموجودة، وعلى شبكة الإمدادات الخاصة به.
وتابع قائلاً: «هو يسعى للحفاظ على ما في يده من مساحات يسيطر عليها، لا سيما وأنه فقد مساحة كبيرة خلال الأشهر الست الأخيرة، وأن غارات التحالف الدولي تستهدف الأماكن التي يسعى التنظيم للحفاظ عليها وسيفقد المزيد من الأراضي التي يسيطر عليها، خلال الفترات المقبلة».
نزيف الأرض يبدد أحلام
ويعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية بمثابة إشارة إلى توزيع الأراضي التي تم تحريرها من تنظيم داعش حيث تتقاسم قوات البيشمركة الذراع العسكري للأكراد في العراق النصيب الأكبر منها، والتي تمثل القوة الأولى التي استفادت من فقدان داعش للأراضي التي استولت عليها 
وأكد سيروان برزاني القيادي في قوات البيشمركة، وشقيق رئيس إقليم شمال العراق مسعود برزاني، أن قوات البيشمركة تمكنت من استعادة 97 % من الأراضي الكردية التي سيطرت عليها داعش في وقت سابق، 
وأشار أن قواتهم اكتسبت خبرة كبيرة في معاركها مع داعش، وأصبحت قادرة على التصدي لهجمات داعش بدون حماية طائرات التحالف الدولي  وهو ما حدث بالفعل في الشمال العراقي؛ حيث استعادت القوات الكردية مساحات من الأراضي كان المقاتلون قد استولوا عليها في الشمال منها قرى كانت بأيدي التنظيم المتطرف في مناطق شمال غربي الموصل 400 كم شمال بغداد، كما قامت سيطرت قوات البيشمركة على مناطق عدة في محور زمار- عين زالة من خلال شن هجمات مباغتة ضد عناصر "داعش"، وتمكنت من تحرير منطقة زمار والقرى المحيطة بها، بالإضافة إلى بلدتي مخمور والكوير في محافظة نينوي ، من جانب آخر استعادت القوات الكردية بلدة زمار الشمالية وعدداً من القرى المحيطة بها، بعد أن شنت طائرات التحالف غارات مكثفة على مواقع المتطرفين في المنطقة. نجاح الأكراد في السيطرة على زمار قد يمكنهم من تعطيل خطوط إمداد المسلحين إلى بلدات ومدن قريبة، ودفعهم إلى التقدم إلى ناحية سنجار وتحرير أعضاء الأقلية اليزيدية فوق الجبل الذي حاصرهم فيه تنظيم الدولة منذ شهور. 
نزيف الأرض يبدد أحلام
واستعادت قوات البيشمركة الكردية أيضا السيطرة على 4 قرى غرب آربيل وهي حسن الشام وسيوديان وبحرة وجسر الخازر، وتقع في منطقة الحمدانية الواقعة شرق مدينة الموصل 350 كيلومتراً شمال بغداد وهي قرى مسيحية مهمة جدا، كونها مطلة على برطلة والحمدانية وتعد منطقة ربيعة شمالي غربي مدينة الموصل، 400 كم شمالي بغداد من المناطق التي حققت فيها البيشمركة تقدما ملحوظا عقب استيلائها على قرى العذبة وعيونات والدولعة المحيطة بناحية ربيعة شمال غربي الموصل، بعد تحرير ناحية زمار وفرار المسلحين منها.
وبشكل بطيء تتقدم القوات العراقية بمفردها بسبب عدم وجود دعم من القوات الأجنبية، في محاولة منها لاستعادة هيبتها التي فقدت بعد انسحاب قواتها من هذه المناطق، ولكنها في الوقت ذاته لم تحقق تقدما بنفس مستوى قوات البيشمركة؛ حيث لم تَسْتَعِدْ سوى عدة مناطق ببلدة جرف الصخر على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من بغداد، وتتعاون مع قوات الحشد الشعبي التي استطاعت بالتنسيق معها استعادة السيطرة على أربع قرى في محافظة صلاح الدين، إثر هجوم شنته، انطلاقاً من قضاء طوز خرماتو باتجاه مدينة تكريت وهي ينكيجة وانجلي وعبود وزه ركة، وبذلك يكون تنظيم "داعش" قد تم محاصرته في مدينة تكريت وليس لديه إمكانية شن هجمات على قضاء طوزخرماتو مجددا. 
القوات العراقية استطاعت أيضا منفردة السيطرة على معظم بلدات جرف الصخر قرب بغداد من داعش؛ مما دفع مقاتليها إلى الفرار باتجاه مدينة الفلوجة الغربية التي يسيطر عليها التنظيم، وتقدمت القوات العراقية إلى مناطق الفاضلية باتجاه عامرية الفلوجة من جهة الشمال الغربي لملاحقة المتطرفين المنسحبين من جرف الصخر.
وبالسيطرة الكاملة على جرف الصخر تمكن السلطات العراقية من منع "داعش" من الاقتراب أكثر من العاصمة والحفاظ على الروابط بمعاقلهم في محافظة الأنبار الغربية.
ويعد الشمال العراقي هو المسرح الأوسع لعمليات القوات الكردية والجيش العراقي؛ حيث استطاعا بمساندة من سلاح الجو العراقي السيطرة على 30 موقعاً، بينها زمار وربيعة وعدد من البلدات المحيطة ببلدة داقوق جنوب مدينة كركوك بالإضافة إلى قريتي سعد وخالد. 
يذكر أن تنظيم "داعش" استولى على أراضي عدة، تترواح مساحاتها ما بين  13-35 ألف ميل مربع تقع ما بين سوريا والعراق.

شارك