لأول مرة: باحث يكشف أسرار جديدة ساعدت على انتصار داعش في العراق

السبت 10/يناير/2015 - 10:31 م
طباعة لأول مرة:  باحث
 
أزمة غياب الأرقام والدقة في تحديد عدد المهجرين من الأقليات العراقية تزيد من عمق الأزمة، وخاصة ما شهدته مدينة الموصل من هجوم داعش في يونيو الماضي، فهناك من يجزم أن العراق لم يبقى فيه الآن غير 1500 مسيحي فقط، هناك من يري أن هذا الرقم هزيل وغير موثق، لكن في ظل هذه الحالة المرعبة من الهجرة والنزوح القسري، الأرقام نفسها محل تشكيك وصراع وجدل.
من جانبها عقدت الجمعية العراقية لحقوق الإنسان بالولايات المتحدة، ندوة حول "لنزوح القسري وتأثيره على مستقبل الاقليات في العراق"، أشار الدكتور كاظم حبيب إلي أن  عدد النازحين يقترب من مليون عراقي من مسيحيي العراق 150 ألف، والإيزيديين 400 ألف، وعشرات الألوف من الشبك والتركمان، كما أن هناك عددا من هؤلاء تركوا العراق باتجاه تركيا وسوريا وأوروبا.
أشار حبيب إلى أن المخيمات الكبيرة التي تضم هذا العدد الكبير من النازحين الذين يعانون من أسوأ ظروف المعيشة عددها 54 مخيما، تضم عشرات آلاف النازحين قسراً.
لأول مرة:  باحث
أكد حبيب أن هناك عدة عوامل وراء اجتياح واستباحة هذه القوى المجرمة للعراق في واحدة من اهم بواباته، من الموصل الحدباء الجريحة، تتلخص في  وجود نظام سياسي طائفي تمييزي شوه الحياة السياسية والاجتماعية، وأشاع الصراعات بين الأحزاب الاسلامية السياسية ونقلها إلى المجتمع ومزق نسيج المجتمع الوطني العراقي، وكذلك  نشوء نظام سياسي طائفي في دولة ريعية فسحت في المجال وسمحت لبروز رئيس وزراء مستبد، إلى جانب ممارسة النظام لسياسة التمييز ازاء أتباع الديانات والمذاهب.
بالإضافة إلى تعميق رئيس الحكومة السابقة الصراع بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم في مواقفه غير العقلانية والمتطرفة، والتى قادت إلى ردود فعل متشنجة ساهمت كلها في نشوء حالة من عدم الثقة بين الحكومتين والشعبين العربي والكردي، كذلك  الفساد العام الذي ساد العراق على امتداد الفترات السابقة، وساهم رأس النظام في تنشيطه بمختلف السبل ووصل إلى القوات المسلحة بمختلف صنوفها، وإلى كل مفاصل وسلطات الدولة والمجتمع وتشابكت مع الإرهاب وقواه وأصبحا وجهان لعملة واحدة.
شدد حبيب على انه  لم تكن القوات العسكرية في محافظة الموصل موجهة ضد عدو خارجي بل كانت موجهة لاضطهاد أهل الموصل وإذلالهم بمختلف السبل من جهة، وموجهة أيض ضد اقليم كردستان وقوات البيشمركة في حالة أي تحرك للاستقلال من جهة اخرى، ولهذه الأسباب إلى جانب الفساد والرشوة لم يقف الجيش بوجه داعش وعناصره الاجرامية. 
تطرق حبيب إلى حرمان النظام السياسي الطائفي لحقوق مواطنيه وحرياته الأساسية، وقاد الى الكارثة العظمى التي يعاني منها الشعب عموما وخاصة المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان والكرد، حتى بلغ مجموع النازحين قسرا والمهجرين قسرا بإقليم كردستان ما يزيد عن مليون و800 ألف من العراق وسوريا وتركيا والشعب الكردي يقدر سكانه بخمسة ملايين نسمة، عندها يمكن تقدير حجم الكارثة والمآسي الناجمة عنها.
 

شارك