هل تحسم مليشيات "المقاومة الشعبية" مصير "داعش" في سوريا؟

الأحد 11/يناير/2015 - 01:42 م
طباعة هل تحسم مليشيات المقاومة
 
نجحت جبهة المقاومة الشعبية التي شكلت في عدد من المحافظات السورية والتي تحارب تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في  تحقيق خسائر كبيرة للتنظيم، عقب تدشينها بأيام قليلة.

خسائر” داعش"

خسائر” داعش
أفاد التلفزيون السوري الحكومي وجماعة حقوقية ترصد النزاع الدائر في البلاد، أن ثلاثة من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قُتلوا في محافظة دير الزور في شرق سورية، في ثالث هجوم ضد التنظيم في هذه المنطقة خلال أسبوع.
وذكر التلفزيون السوري أن الهجوم الأخير نفذته «المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية»، وأضاف أن آلية لـ «الدولة الإسلامية» تم استهدافها وقُتل فيها ثلاثة أشخاص. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، فقد أوردت في تقرير من دير الزور «أن المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية دمرت سيارة لتنظيم «داعش» الإرهابي في قرية البوليل بمنطقة موحسن وألقت القبض على مجموعة إرهابية تابعة لـ «داعش» قرب مركز إنعاش الريف على أطراف مدينة الميادين».
وأورد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن نائب أمير شرطة «الحسبة» (مصري الجنسية) قُتل بقطع رأسه في مدينة الميادين بريف دير الزور وعُثر على سيجارة في فمه ورسالة كُتب عليها عبارة «هذا يا شيخ». وتبعد الميادين قرابة 20 كلم إلى الجنوب من البوليل. ومنع تنظيم «الدولة» التدخين في مناطق سيطرته، لافتا إلى استهداف دورية لتنظيم «الدولة» في الميادين حيث تم خطف ثلاثة من عناصرها.
في غضون ذلك، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» من ريف إدلب قُتل أمس في اشتباكات مع قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري.
وقالت معلومات أن الهجمات التي تعرض لهها "داعش" تأتي من قبل جبهة المقاومة الشعبية التي خصصت لمحاربة التنظيم، لافتا الي أن التحرك العشائري جاء في وقت ينهمك فيه التنظيم في معارك على جبهات عدّة، في العراق وسوريا.
 مدينة العشارة انضمت إلى قائمة المدن التي خرجت عن سيطرة التنظيم. وانسحب مسلحو «الدولة» منها إثر معارك عنيفة مع مسلحي العشائر، الذين سارعوا إلى إقامة حواجز على مداخل المدينة، وداخلها، تحسباً لهجوم مُضاد متوقع. الأمر الذي تكرر في بلدات أبو حردوب، والجرذي الشرقي، وسويدان جزيرة. هذا وتم إحراق مقارّ التنظيم بعد انسحاب مسلحيه منها في سويدان جزيرة. وقالت مصادر أن “داعش ما زال يحاول احتواء الوضع المستجد في الريف الشرقي اعتماداً على مقاتليه الموجودين في المنطقة” .

تأسيس المقاومة الشعبية

تأسيس المقاومة الشعبية
في 27 ديسمبر الماضي أعلن عدد من أبناء العشائر في دير الزور عن تشكيل جبهة المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية لتكون رديفاً للجيش العربي السوري في القضاء على الجماعات الإرهابية وفي مقدمتهم تنظيم «داعش»، وهي تشب مليشيات الحشد الشعبي في العراق والتي حققت نجاحات أمام مقاتلي التنظيم.
وبحسب بيان مصوّر لعدد من المقاتلين من أبناء العشائر في المنطقة الشرقية «فإنه إيماناً منا بما رسخ فينا من قيم وأخلاق وطنية ومن غيرتنا ونخوتنا التي ورثنا من الآباء والأجداد وما بذلوه من غال ونفيس في دفاعهم عن ثرى سورية الحبيبة كي تظل طاهرة من رجس المعتدين والمستعمرين على مر الزمان، وبالنظر إلى ما تتعرض له سورية الغالية من هجمات مسعورة وبسبب ما تعرضت له محافظة دير الزور خاصة من مجازر وجرائم وسفك لدماء الأطفال والنساء والشيوخ على أيدي من لا ينتمون لهذا الوطن الذي تدس ترابه على أيدي قاطعي الطرق من الإرهابيين والمرتزقة وخوارج هذا الزمان قررنا تشكيل جبهة المقاومة الشعبية في تلك المنطقة لتكون رديفاً لجيشنا العربي السوري في تصديه للغزاة والخونة والمارقين على القانون وممارسي الإرهاب ودعاة الفكر الضلالي».
وأوضح المقاتلون الذين ظهروا في مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي أن الهدف من تشكيل هذه الجبهة «هو قتال وسحق كل الأجانب والمرتزقة الذين دنسوا أرض سورية الطاهرة ولاسيما عصابة (متزعم داعش أبو بكر) البغدادي وكل من خان الوطن»، موجهين كلامهم لإرهابيي داعش «أنتم هدف مشروع لعملياتنا ولن يغمض لنا جفن حتى تفروا كالجرذان تحت ضرباتنا». وتبنت المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية بحسب البيان «عمليات القنص والاستهداف المباشر وغير المباشر لمرتزقة ما يسمى تنظيم داعش في دير الزور وخاصة خلال الأشهر الأربعة الماضية».
ووعد البيان الشعب السوري «بالمقاومة الشرسة ضد الإرهاب»، وتعهد «بإعادة محافظة دير الزور بكافة ألقها إلى حضن الوطن سورية المقاومة التي يجري حبها في عروق شرفاء دير الزور».
وطالب البيان أهالي دير الزور «بالابتعاد عن كافة مقرّات داعش لأنها هدف مشروع لنضالهم الشعبي» مؤكداً «ضرورة تعاون الأهالي معهم لطرد داعش من محافظتهم».

هل ستنجح المقاومة الشعبية؟

هل ستنجح المقاومة
القاعدة التي تحكم المقاومة الشعبية للعشائر السورية في مواجهة "داعش" تأتي وفقا لمبدأ "لا يفل الحديد إلا الحديد" فتنظيم "داعش" نجح في مواجهة الجيوش النظامية وحقق مكاسب سريعة وقوية أمام القوات النظامية التي لا تجيد حرب الشوارع و العصابات، فيما نجحت تنظيمات ومليشيات شبيهه لتحركات وأسلوب المعارك التي يتبعها مقاتلي "داعش"  كمليشيات الكردية في  عين العرب السورية "كوباني"، ومليشيات الحشد الشعبي بدعم من قوات الجيش العراقي، في وقف تقدم  مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وتحقيق انتصارات علي الأرض، وهو ما يشير الي أن الحكومة السورية ستسعي إلى مواجهة "داعش" عبر خلايا المقاومة الشعبية وهي الأسلوب الأكثر فعالية وقدرة علي تحقيق نتائج قوية في مواجهة التنظيم.. فهل تحسم مليشيات المقاومة الشعبية  مصير داعش في سوريا؟

شارك