تداعيات حادثة "شارلي إبيدو".. هل تكون البوابة لعودة نشاط "القاعدة"؟

الأربعاء 14/يناير/2015 - 04:43 م
طباعة تداعيات حادثة شارلي
 
تداعيات حادثة شارلي
بعد الحادث الذي استهدف الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي إبيدو"، والتي قتل على إثره 12 شخصا للثأر مما نشرته من قبل من رسوم كاريكاتيرية تسيء إلى النبي "محمد"- تصارعت الجماعات المسلحة على تبني الهجمة، حيث استبق تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، في إعلان مسئوليته عن الحادث، فيما أعقبه تنظيم القاعدة في اليمن وأعلن مسئوليته عن الهجمات في محاولة منهما للإظهار الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن من خلال عملية إرهابية، هزت العالم.
وتبنت "داعش" الهجوم، حيث أعلن أبو سعد الأنصاري، مسئول أئمة وخطباء تنظيم الدولة الإسلامية خلال خطبة صلاة الجمعة الماضية في أحد مساجد الموصل أن "عمليات فرنسا هي رسالة لكل دول التحالف الدولي وستكرر في كل من بريطانيا وأمريكا".
ومن جانبه أعلن عضو بارز في تنظيم القاعدة في اليمن أن مجموعة تابعة له نفذت هجوما ضد المجلة الساخرة "شارلي ايبدو" الفرنسية في باريس "انتقاما لشرف" النبي محمد.
وأضاف أن قيادة القاعدة في جزيرة العرب وجهت العمليات واختارت هدفها بعناية.
وقال: إن الهجوم جاء تمشيا مع تحذيرات من الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إلى الغرب عن عواقب الاستمرار في التجديف ضد المقدسات الإسلامية، موضحًا أن تأخر المجموعة في إعلانها المسئولية جاءت "لأسباب أمنية".

تداعيات حادثة شارلي
تابع: بدأنا انطلاقنا بعمليتنا التي نتبناها من فرنسا اليوم وغدا لبريطانيا وأمريكا وغيرها، وسيكون ردنا حاسما ليعرف هؤلاء في التحالف أن الدولة الإسلامية هي التي ستحرر كل بلاد الفساد والكفر.
وقام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ببث مقطع فيديو تم بثه على موقع يوتيوب، يعلن مسئوليته عن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، وقال نصر بن علي الأنسي المقاتل بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في التسجيل: "أما عن غزوة باريس المباركة فإننا في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا".. مؤكداً أنه نفذ بأمر من زعيم الشبكة المتطرفة أيمن الظواهري.
وقال الأنسي: "نوضح للأمة أن الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها هم قيادة تنظيم القاعدة استجابة لأمر الله ونصرة لرسول الله، ثم تنفيذا لأمر أميرنا العام الشيخ المناضل أيمن بن محمد الظواهري وتنفيذا لوصية الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله."
وأضاف: "أساء أولئك الكفرة الفجرة إلى أنبياء الله المصطفين الأخيار وتمادوا بكفرهم حتى أساءوا إلى خليل الله محمد بن عبد الله فضجت أمة الإسلام وهاجت."
وجاء في التسجيل: "رسالتنا إلى شعوب الغرب نقول لهم: لقد حذرناكم من قبل من مغبة هذه الأفعال التي تتواطأ عليها حكوماتكم بحجة حرية الصحافة والحرية الفكرية. تلك الحرية الزائفة التي لا تفتح آفاقها إلا لمن ينشر الرذيلة ويحارب الله ورسله ويطعن في الدين."
ويقود القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي وهو الرجل الثاني بعد الظواهري في التنظيم العالمي.
ولم يتسن التأكد من صحة التسجيل الذي بثته مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة.
تداعيات حادثة شارلي
وقال المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الأنسي في رسالة مصورة نشرت عبر الإنترنت: "إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرًا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم".
وشدد الأنسي على أن الذي اختار الهدف ورسم الخطة ومول العملية وانتدب قائدها قيادة التنظيم، تنفيذاً لأمر أيمن الظواهري، ولـ"وصية" أسامة بن لادن.
الجدير بالذكر أن سعيد كواشي الذي نفذ مع شقيقه الهجوم الدامي على مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، سافر إلى اليمن في 2011 حيث تلقى أسلحة وتدريبات من قبل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب.
وقال شقيقه شريف كواشي للتلفزيون الفرنسي قبل أن يقتل برصاص الشرطة إنه تحرك نيابة عن تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" المتحصن في اليمن.
من جانبها تصدر مانشيت "كلنا مُحمد"، صدر صحيفة جزائرية في صفحتها الأولى بعدد، الأربعاء، ردًّا على نشر مجلة شارلي إيبدو رسمًا يشير للرسول محمد.
ونشرت صحيفة الشروق الجزائرية، الأربعاء، في الصفحة الأولى عددا من المانشيتات ردا على الإساءة للرسول محمد، منها: أنا أتبع محمد، فيما تصدر المانشيت الرئيسي للصحيفة، واسعة الانتشار في الجزائر كلنا محمد.
وقالت الصحيفة: إن سبب نشرها «عددًا خاصًّا دفاعا عن الرسول يرجع لإصرارمجلة شارلي إيبدو على نشر رسومات مسيئة إلى نبينا- دفعنا إلى أن نصدر عددا خاصا دفاعا عن نبينا الكريم وهو شرف لنا، ونبيّن في نفس الوقت نفاق الغربيين في النواح على حرية التعبير التي يسقط ضحاياها دائما من المسلمين فقط».
ونشرت الصحيفة كاريكاتيرا يشير لكيل الغرب بمكيالين، وفي الصورة مواطن متظاهر يرفع لافتة "كلنا شارلي إيبدو" إذا كان الأمر يتعلق بالغرب، أما التعامل مع العرب فيكون بالدبابة.
وفي محاولة منها لاستفزاز الإسلاميين طبعت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الأسبوعية الساخرة 3 ملايين نسخة، وجاء في صفحتها الأولى رسما كاريكاتيريا يصور النبي محمد وقد سالت دمعة على خده في أول عدد تصدره منذ الهجوم الذي شنه عليها مسلحون الأسبوع الماضي.

تداعيات حادثة شارلي
من ناحيتها قالت الصحفية الفرنسية، مغربية الأصل، زينب الغزوي، في حوارها مع فرانس 24، بإحدى البرامج: إن العدد الجديد الصادر الأربعاء، ليس به رسوم تسخر من النبي محمد؛ لأنه لم يكن في إلهام الصحفيين.
وقالت: "لا أتذكر أنني رأيت رسما للرسول محمد ليس لأننا عدلنا عن سياستنا، ولكن لأنه لم يأت في إلهام الصحفيين هذا الأسبوع"، مناقضة تصريحات محامي المجلة بأن العدد يحوي رسوما ساخرة من النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
وأضافت الصحفية أن العدد "يحتوي على رسومات تسخر من الله «شخصيا»"، على حد قولها، متابعة: حتى الرسامين الذين ماتوا لم يسلموا من السخرية.
وأضافت الصحفية أن "المجلة ملحدة ولا يستطيع أحد مطالبتنا بالالتزام بتعاليم الإسلام"، وقالت إنها "نشأت في دولة مسلمة ودرست الإسلام ولم تقرأ أي نص إسلامي يحرم رسم الرسول محمد أو رسم أي شخص، حتى وإن وجد فالمجلة ملحدة فبأي اسم يطالبونها بالالتزام بالإسلام؟"، وقالت ساخرة: "ليطلبوا منا الصلاة خمس مرات والصيام والحج".
المشهد الحالي يوضح، أن تبني القاعدة للهجوم الإرهابي ما هو إلا عودة مجددًا للعمليات الكبيرة بعد أن تراجعت عن المشهد الإرهابي فى المرحلة السابقة، لتعود بأكبر عملية إرهابية هزت أوروبا والعالم، وهى حادثة شارلي إبيدو، فهل تكون بداية لاستعادة  نشاط القاعدة مكانتها وسط الجماعات الراديكالية، بعد أن تصدر التنظيم الإرهابي "داعش" طوال الفترة الماضية المشهد.

شارك