بابا الفاتيكان في سيريلانكا يوصي بالتعايش بين المسلمين والهندوس

الأربعاء 14/يناير/2015 - 09:35 م
طباعة بابا الفاتيكان في
 
."يجب ان نكون واضحين وان لا يعتري كلامنا التباس عندما ندعو مجموعاتنا الى ان تعيش قيم السلام والتعايش التي يدعو اليها كل دين، وننتقد اعمال العنف لدى وقوعها" هذه هي الرسالة التي يحملها البابا فرنسيس الاول بابا الفاتيكان قولا وفعلا في زيارته الي سيريلانكا التي بدأت اليوم الاربعاء  وتستغرق يومان فالبابا الذي سبق والتقي رؤساء اديان يزييدية وصابئة التقي فور وصوله مسؤولين بوذيين ومسلمين وهندوس في سريلانكا مؤكدا  انه من اجل مصلحة السلام، يجب عدم الموافقة والسماح علي تحويل "المعتقدات الدينية لخدمة الكراهية والعنف والحرب".
واضاف البابا قائلا  ان "روح التعاون المتزايدة بين مسؤولي مختلف المعتقدات الدينية تجد تعبيرها في الالتزام بوضع المصالحة بين جميع السريلانكيين في صلب كل جهد لتجديد المجتمع ومؤسساته". وقال  المفتي مولوي شيخ فاضل  ممثلين المسلمين بسيريلانكا ان الاسلام ينبذ العنف تماما مؤيدا  ادانة البابا لاعمال العنف التي ترتكب باسم الدين. خاصة ان  سريلانكا تضم 70% من البوذيين و12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين، الامر الذي جعل البابا  يشدد  على اهمية الحوار والتعايش  بين الاديان. 

ويضمد جراح كاثوليك السنهاليبين والتاميل

واذا كان البابا قد دع .اصحاب المعتقدات المختلفة للمصالحة فانه لم ينسي ان يطالب اصحاب الدين الواحد والذين تقسمهما روح القبائل المتحاربة حيث يعاني مواطني سيريلانكا  من الانقسام بين السنهاليبين والتاميل حيث اشتهر تاريخ سريلانكا ابتداء من 1983، بالعمليات المسلحة لنمور التاميل و التي ظهرت في الاغتيالات و العمليات الانتحارية، خصوصا تلك التي كانت تقوم بها عضوات الجبهة النسائية Women's Front. دخلت سريلانكا في مسلسل عنف و عنف مضاد مصحوب بخروقات حقوقية و جرائم حرب من طرفي النزاع، و تقدر خسائره البشرية بخمسين ألف قتيل و 1.1 مليون لاجئ وتحاول  الكنيسة تحقيق المصالحة بينهما  لأن الكاثوليك موزعون بين المجموعتين.وفي عام  2009قام الجيش السريلانكي بحسم النزاع الذي استمر ربع قرن بعد سيطرته على آخر جيوب المقاومة وقتل زعيم حركة نمور التاميل فيلوبيلاي برابهاكاران، و إعلان الحركة إلقاء سلاحه وتحدث البابا عن المصالحة فور وصوله الى مطار كولومبو، في بلد ما زالت ماثلة للعيان فيه، ندوب السنوات السبع والثلاثون للنزاع بين الجيش والتمرد الانفصالي للتاميل الذي مني بهزيمة في  2009وقال البابا ان الانجاز الكبير للمصالحة يجب ان يتضمن تحسين البنى التحتية وتأمين الحاجات المادية، وايضا وهذا هو الاهم، ان يرفع من شأن الكرامة البشرية ويعزز احترام حقوق الانسان ويشجع على الاندماج الكامل لجميع افراد المجتمع..واحترام حقوق الانسان موضوع بالغ الحساسية في سريلانكا، لأن قادتها رفضوا التعاون في التحقيق الذي اجرته الامم المتحدة حول الادعاءات بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في نهاية النزاع. وكان في استقبال البابا الرئيس الجديد ماثريبالا سيريسينا الذي تسلم لتوه مهام منصبه، ووعد باجراء تحقيق مستقل حول الاتهامات بوقوع جرائم حرب حصلت إبان رئاسة سلفه ماهيندا رجاباكسي.
 

شارك