الحوار الليبي بين توقعات الفشل وضرورات التدخل العسكري ضد الإرهاب

الخميس 15/يناير/2015 - 10:36 م
طباعة الحوار الليبي الحوار الليبي
 
السفيرة الأمريكية
السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز
وسط توقعات بعدم انفراج الأزمة في ليبيا، بدأت في مدينة جنيف السويسرية جلسات الحوار الليبي برعاية الأمم المتحدة، وحضور السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز، إلى جانب المبعوث الأممي برناردينو ليون، والسفيرين البريطاني والإيطالي لدى ليبيا، إلا أن عدم مشاركة عدد من الميليشيات المتصارعة مثل فجر ليبيا في هذه الجلسات يهدد بفشل اللقاء.
وأعلنت ميليشيات فجر ليبيا أنها لن تعترف بنتائجه، وأنه كان على رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، أن يعلن مسبقًا عن جدول أعمال الحوار وبنوده والمعايير التي اختار على ضوئها المشاركين فيه.
برناردينو ليون
برناردينو ليون
من جانبه حذر المبعوث الأممي، برناردينو ليون، من خطورة تفويت الفرصة على مستقبل ليبيا، إلا أنه أكد أن المشوار لن يكون سهلاً، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستشهد مشاركة من الأطراف الفاعلة على الأرض، ممثلة في القادة العسكريين ومن وصفهم بزعماء القبائل، مضيفًا أن الأيام المقبلة ستشهد انضمام أطراف أخرى تمثل القبائل والقادة العسكريين، في محاولة للوصول إلى اتفاق على حكومة وحدة وطنية.
كشف ليون عن انضمام مزيد من الأفراد والجماعات خلال الأيام المقبلة يمثلون البلديات والجامعات المسلحة والميليشيات والقيادات القبلية للتوصل إلى اتفاق.
وأكد ليون أن المحادثات التي ترعاها المنظمة الدولية في جنيف بين الفصائل الليبية المتنافسة تهدف للتوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، موضحا بقوله " نقترح اتفاقا ونقترح حكومة وحدة جديدة لبدء حل خلافاتهم السياسية، والهدف الثاني هو وقف القتال، أنا متأكد أنكم جميعا تعرفون أن ليبيا تنزلق بقوة إلى الفوضى."
وقال ليون إن المحادثات الأولية قد تستمر حتى يوم الجمعة على أن تستأنف الأسبوع القادم إذا قرر فصيل طرابلس الانضمام لكن الجولات التالية يمكن أن تستمر في مواقع مختلفة، وانه بعد مشاورات مكثفة مع الجهات العسكرية المختلفة حدث هدوء نسبي في القتال في الأيام القليلة الماضية بسبب دعوة الأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أنه إذا اتفق الجانبان على حكومة وحدة فسوف تعزز وقف إطلاق النار بضمان انسحاب الجماعات المسلحة والسيطرة على الأسلحة، وقال إنه إذا وافقت كل الأطراف فقد تبدأ الحكومة عملية دستورية وانتخابية.
العنف فى ليبيا
العنف فى ليبيا
من جانبه قال "فضيل الأمين" رئيس الهيئة التحضرية للحوار الوطني الليبي إن أطراف الصراع الليبي أيقنت أهمية الجلوس على طاولة المفاوضات، عوضا عن التخندق في جبهات القتال، بعد دخول البلاد مرحلة خطيرة في الحرب الأهلية، إلا أن الحوار ليس جلسة واحدة أو لقاءات سطحية عابرة، بل التزام جاد ومستدامٌ من أجل الوصول إلى توافقات أساسية لابد منها.
وأوضح أن الحرب لها نتائج مأساوية على الوطن والمواطن، وأن صناعة السلام أصعب بكثير مما يتصوَّر مسعرِّو الحروب، واصفا انطلاق الحوار الليبي بأنه تطور نوعي في مقاربة الليبيين للأزمة الليبية، وتطورا في الالتزام الدولي بالمشاركة الفاعلة في حلحلة الأزمة الليبية.
وكشف مصادر مقربة من المشاركين في الحوار الليبي إن الحوار بدأ بمحادثات منفردة بين المبعوث الدولي، برنارد ليون، وأعضاء مجلس النواب المكلفين من قبل البرلمان للمشاركة في الحوار، أعقبها اجتماع مماثل بين ليون والنواب المُقاطعين، على أن تستمر اللقاءات بهذا النحو مع باقي الأطراف في المرحلة الأولى من الحوار.
وعلى صعيد العمليات العسكرية المندلعة حاليا في الأراضي الليبية، أكد مراقبون أن قوات الجيش استطاعت أن تفرض حصارا شاملًا على جماعة أنصار الشريعة في منطقة الليثي كليا بمدينة بنغازي، مع استمرار العمليات العسكرية في الليثي والصابري بين قوات مجلس شورى الثوار، وما يُعرف بقوات عملية الكرامة التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مدينة بنغازي .
الجيش الليبي يحاول
الجيش الليبي يحاول السيطرة
وصرح حمد الفاخري آمر غرفة العمليات المشتركة للمناطق التابعة للجيش، بأن قوات الجيش حاصرت منطقة الليثي حتى طريق النهر، مشيرا إلى أن كتيبة 21 صاعقة تمركزت في البوطاس كما تمركزت كتيبة 115 في الحجاز وسيطرت قوات الصاعقة على كامل سانية عزيزة.
وتسعى قوات الجيش الوطني منذ أشهر للسيطرة على باقي أحياء بنغازي التي يوجد فيها مسلحون من عدة جماعات متشددة، إلا منطقتي الليثي والصابري ظلتا مستعصيتين عليها حتى الآن بسبب تواجد القناصة والألغام.
من ناحية آخري أكدت ليزل لو فودران مستشارة مركز الدراسات الأمنية بجنوب افريقيا ، أن التدخل الأجنبي في ليبيا ربما يكون ضرورة، خاصة وأن ليبيا تعد مفاح وقف الإرهاب في منطقة الساحل.
جيان يافيس لو دريان
جيان يافيس لو دريان
واعتبرت لو فودران أن وجود وزير الدفاع الفرنسي، جيان يافيس لو دريان، في القاعدة العسكرية الفرنسية الجديدة في تشاد تزامنًا مع احتفالات رأس السنة هو دليل واضح على استعداد فرنسا لمهاجمة المجموعات الإسلامية التي تستخدم جنوب ليبيا قاعدة للتجمع والتسليح. وأكدت أن فرنسا هي واحدة من دول قد تغريها فكرة القيام بفعل فردي.
ويرى مراقبون أن دعوات التدخل الدولي في ليبيا تتزايد،  في الوقت الذى يخشي فيه البعض من احتمالية حدوث نتائج عكسية للتدخل مرة أخرى خاصة مع انهيار حكم القانون وانتشار الأسلحة، ووجود مقاتلين تابعين لتنظيم داعش في درنة، مما قد يحول التدخل لصالح المتطرفين.

شارك