"طالبان" تُدشن عامًا جهاديًّا جديدًا باسم "خيبر"
الأحد 11/مايو/2014 - 01:35 م
طباعة
زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا عمر
لم يكد يُعلن زعيم تنظيم حركة "طالبان" الملا عمر استعداد الحركة الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأفغانية، إلا ويدعو أنصاره إلى تصعيد الهجمات ضد المحتل الأمريكي، وقوات الأمن الأفغانية؛ الأمر الذي اعتبره كثير من المراقبين أنه يمارس بذلك أسلوب "العصا والجزرة" ضد أعدائه الأمريكان والحكومة الأفغانية، فبينما يحاول السيطرة على أنصاره بإقناعهم بأنهم يقاومون المحتل بمثل هذه العمليات- يستخدم تلك العمليات للضغط على خصومه في الدخول في مفاوضات مباشرة معهم.
طالبان قالت في بيان رسمي لها عممته كافة المواقع المُختصة بنشر أخبار الجماعات الجهادية في العالم، حيث كشف البيان عن تدشين الحركة عاما جهاديا جديدا، تحت اسم "خيبر"، مؤكدة أن باقورة تلك العمليات ستكون فجر الغد الاثنين 12 مايو 2014، بإعلاء صيحات التكبير، تمهيداً لتلك العمليات.
تجمع عدد من المقاتلين الأفغان
وفيما يلي نص البيان الصادر عن مجلس الشورى القيادي بحركة طالبان:
"بسم الله الرحمن الرحيم"
{انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (41) التوبة
"أيها شعب أفغانستان المجاهد ومحب للدين! بمشيئة الله تعالى اقتربت تلك اللحظات ببركة جهادكم وتضحياتكم وبطولاتكم في السنوات الثلاثة عشر عاماً بأن يفر الاحتلاليون الوحوش من بلادنا الطاهرة وأن يرزقنا الله سبحانه وتعالى نعمة الحرية الكاملة لبلدنا الإسلامي واستقلاله التام.
العزة لله ولرسوله والمؤمنون ... الله أکبر الله أکبر الله أکبر ولله الحمد، ویوم یفرح المؤمنون بنصرالله ینصر من یشاء ...
أيها الشعب المسلم المجاهد!
من أجل أن أديتم مسئوليتكم الإيمانية بشكل كامل ومن أجل رضا الله تعالى وفي سبيل الدفاع عن وطنكم الإسلامي ها هي مرة أخرى بحلول العام العملياتي الجديد نعلن عملياتنا الربيعية باسم خيبر ضد الاحتلاليين وعملائهم ومساندوهم الحقيرين!
إن غزوة خيبر قام بها رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في العام السابع الهجري ضد أعداء الإسلام، وقد تم فيها فتح قلاع متينة ومراكز كبيرة للعدو، وأجل الكفار بشكل كامل من المنطقة، وغنم المسلمون غنائم كثيرة.
نحن أيضاً نتفاءل هذا العام بهذا الاسم وأملنا بالله بأن يتحرر بلدنا بشكل كامل من الكفار، ويتم تحرير مراكزهم الكبيرة إن شاء الله.
هذه العلميات الربيعية باسم خيبر ستبدأ في الساعة الخامسة من فجر يوم الأثنين 13 من شهر رجب لعام 1435 الموافق لـ 22/2/1393 هـ ش المصادف لـ 12/5/2014م بتكبيرة الله أكبر في كافة أرجاء البلد.
الله أکبر الله أکبر الله اکبر ولله الحمد.
كما في السابق سيكون أول المستهدفين بهذه العمليات المباركة هم: الاحتلاليين الأجانب، وجواسيسهم بالمسميات المختلفة، والمتعاقدين العسكريين والمدنيين معهم، والعاملين معهم تحت أي مسمى، ومترجميهم، وموظفيهم الإداريين، وطاقهم للتمويل اللوجستي.
وكذلك يكون المستهدفين بالعمليات الجهادية الربيعية باسم خيبر جميع المسؤولين الكبار لنظام كابل العميل، وأعضاء الحكومة، والبرلمانيين، والموظفين الأمنيين، والضباط المساندين للأجانب في وزارتي الدفاع والداخلية، ورجال الادعاء في وزارة العدل، والقضاة في المحكمة العليا الذين يدانون المجاهدين، وكذلك الجواسيس في ما يسمى بإدارة الأمن الوطني (الاستخبارات) الذين يراقبون المجاهدين ويؤذونهم.
وستستفاد الحركة خلال العمليات العسكرية المقبلة، من التجارب القتالية المتطورة، ومن التكتيكات المهمة في هذه العمليات الربيعية: العمليات الإستشهادية الداحرة للكفر، الهجمات من داخل صفوف العدو، استهداف المراكز الكبيرة المحفوظة نسبياً للعدو بواسطة أسلحة ثقيلة وصواريخ بعيدة المدى، الهجمات المباشرة على تجمعات قوات العدو المنهارة معنوياً.
وستكون النقاط التالية مواقع استهداف لتطبيق العمليات الجهادية السنوية باسم "خيبر" وهي التجمعات العسكرية للقوات الاحتلالية الأجنبية، المراكز الدبلوماسية، القوافل المتحركة، وكذلك المراكز العسكرية للعملاء الداخليين المساندين للمحتلين، التأسيسات الثابتة التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية والاستخبارات والميليشيات المرتزقة، وقوافلهم المتنقلة.
وسيستفاد من التكتيكات القتالية المعقدة بشكل فوق العادة نسبة إلى الأعوام الماضية، التكتيكات القتالية التي ستكون لها أثر كبير في دكّ العدو الاحتلالي من جهة، ومن جهة أخرى تكون فيها الممانعة التامة من وقوع خسائر مادية ونفسية للأفراد المدنيين.
إن العمليات الربيعية الجهادية باسم خيبر تم طرحها من قبل قادة الثغور الجهادية الشجعان، والمتخصصين الماهرين للإمارة الإسلامية؛ بحيث رعيت فيها بشكل دقيق جميع الأوضاع المحيطة والموسمية لكل منطقة وجزء من البلد، وستنفذ وفق الخطة المعدة في كل مكان في وقتها المحدد.
إن مجاهدي الإمارة الإسلامية الذين يقدمون جماجمهم فقط لرضا الله سبحانه وتعالى ومن ثم الدفاع عن حريم بلادهم وصيانة مواطنيهم، يطلبون من جميع مواطنيهم المسلمين بكامل الاحترام بأن يتعاونوا معهم في ضرب ودكّ العدو، وأن يتجنبوا العمل في صفوف العدو، وأن يبتعدوا من مراكز العدو وتجمعاته العسكرية والاستخباراتية، وأن يؤدوا مسؤوليتهم في سبيل كسب رضا الله، والدفاع عن وطنهم والتعاون مع إخوانهم المجاهدين!
كما نعلن مرة أخرى لجميع العاملين في إدارة كابل المنهارة أنه بجانب تركهم مساندة الكفار الاحتلاليين عليهم أن يقفوا إلى جانب إخوانهم المجاهدين، وأن يخرجوا من صفوف العدو، وفي حالة خروجهم من صفوف العدو فإن الإمارة الإسلامية تطمئنكم بالحياة الكريمة والآمنة، وتعتبر حمايتكم فريضة أخلاقية لها.
إن إمارة أفغانستان الإسلامية في الوقت الذي بنصرة من الله عزوجل والمساندة اللامثيلة من شعبها المجاهد تعتقد اعتقاداً جازماً بهزيمة شاملة لجميع القوات الاحتلالية الأجنبية في أفغانستان، وتشدد على خروج بلا قيد وشرط لجميع القوات الغازية من هذا البلد المسلم، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف ترى تداوم الجهاد المسلح أمراً ضرورياً، يجب أن نوضح مرة أخرى بأنه بوجود الاحتلاليين الكفار في البلد يأمرنا ديننا ومصادرنا الفقهية بالجهاد المسلح ضد الاحتلاليين، وتعد الجهاد فرض عين، وعليه هؤلاء الاحتلاليون ورفاقهم المحليون الذين يعتقدون بأنه بتقليل عدد القوات الأجنبية ستضعف إرادتنا الجهادية، يجب أن يكونوا مدركين بأنه وفقاً للأصول الإسلامية بأنه مثلما لا يوجد جواز لبقاء آلاف من المحتلين في دار الإسلام فإنه من ناحية الكم وقلة العدد للاحتلاليين له نفس الحكم تماماً حيث من واجب المسلمين جميعاً طردهم من التراب الإسلامية.
بناء على ذلك فإن إمارة أفغانستان الإسلامية لديها زعم بنصرة من الله عزوجل ومساندة شعبها المسلم بأنها ستواصل الفريضة الجهادية المقدسة إلى إخراج آخر جندي للاحتلاليين الكفار وقيام النظام الإسلامي في أفغانستان.
الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد
والسلام
الشورى القيادي لإمارة أفغانستان الإسلامية"
النظرة الأولى للبيان تجد فيه أنك أمام حركة جهادية على دراية كاملة بكافة الأوضاع في أفغانستان، تستهدف من وراء تلك الدراية تكبيد القوات الأميركية أقصى الأضرار، خاصة وأنها على الجانب الآخر تتجه إلى التفاوض مع الحكومة الأفغانية والإدارة الأميريكة.
ويُركز البيان، على إظهار أن العمليات الجديدة ستكون خاطفة وتعتمد على التكتيكات الجديدة والمتطورة في العمليات الانتحارية والعدائية ضد الآخر.
أعوام جهادية سابقة:
وتدشن حركة طالبان من حين إلى آخر مجموعة من العمليات الخاطفة، ضد قوات الاحتلال الأميركي المقرر لها الانسحاب من أفغانستان نهاية 2014 الجاري، الأمر الذي يعزز احتمالية دخول البلاد في موجات أكثر عنف، فضلاً عن خسارة أميركا قواعدها العسكرية، التي تستخدم في ضرب تنظيم "القاعدة" في باكستان.
الحركة دشنت مؤخراً مجموعة من العمليات الجهادية ضد القوات الأميركية، تحت اسم عمليات "الفتح"، استهدفت على إثرها إسقاط مروحيتين أميركيتين على يد مقاتلين من طالبان، كما حاولت اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لكنها فشلت، ومن وقتها أعلن قائد القوات الدولية لحفظ السلام المساعد الجنرال الكندي آندرو ليسلي بأن حركة طالبان تسيطر على ربع مساحة أفغانستان في 2003، وهجوم على قاعدة أميركية وقتل سبعة جنود.
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي
ولوحت الحركة في البيان أن من بين المستهدفين، من تلك العمليات عملاء الاحتلال، الأمر الذي يعزز احتمالية تجدد الاشتباكات بينها وبين حركة "طالبان الباكستانية"، رغم إبرام الطرفين هدنة، تعمل على وقف إطلاق النار بين الطرفين، خاصة وأن حركة طالبان "الأفغانية" تتهم نظيرتها طالبان "الباكستانية" بالعمالة.
كانت منشورات وزعت باللغة الباشتونية في "ميرانشاه"، كبرى مدن "وزيرستان" الشمالية، أن مسؤولين في "إمارة أفغانستان الإسلامية" – حركة طالبان الأفغانية، توصلوا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة طالبان "الباكستانية"، وبحسب المنشورات فإن الهدنة تستمر حتى 12 أغسطس 2014.
البعض ذهب إلى إمكانية أن تكون الهدنة بين الحركتين، كانت تمهيداً لتفرغ حركة طالبان "الأفغانية" للقيام بتدشين العام الجهادي الحالي الذي يحمل اسم "خبير"، حيث كشفت بعض المواقع الجهادية عن ملامح اتفاق بين الحركتين، لبدء عمليات مشتركة بينهم في أفغانستان، ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية، وقالت صحيفة "كاما" الأفغانية إن الاتفاق السري بين حركة طالبان الأفغانية والباكستانية أعقب إعلان الحركة الباكستانية وقف إطلاق النار مع حكومة إسلام آباد.
ورصدت الصحيفة لقاء المسؤولين الباكستانيين وقائدي حركة "تحريك طالبان الباكستانية" لأول مرة في "ميران شاه" الأثنين الماضي، لإجراء محادثات سلام.
دعوات للحوار
وبينما دعت الحركة إلى عام جهادي جديد، أثارت دعوات قيادات حركة طالبان الأفغانية، إلى فتح قنوات للحوار مع الحكومة الأفغانية، والإدارة الأميركية، جدلاً واسعاً، خاصة مع حركة تفتح النار على كافة الاتجاهات، وعلى الجانب الآخر تدعو إلى الحوار مع أعدائها.
حوار الاعداء قامت قطر برعايته، حيث قامت بفتح مكتب لها في الدوحة، أواخر 2012 ليثير الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام حول الأهداف التي تبتغيها جميع الأطراف من وراء هذا الإجراء، ولاسيما انها تضمنت الولايات المتحدة وأفغانستان وحركة طالبان ودولة قطر.
ففي حين اعتبر البعض أتنها محاولة لاحتواء حركة "طالبان" سياسياً، وبدء مفاوضات غير مباشرة بينها وبين أميركا على إلقاء السلاح، والانخراط في الحياة السياسية، ذهب آخرون إلى أن العلاقات الاستراتيجية مع أميركا هي من دفعت قطر إلى ذلك، الأمر الذي عززه ترحيب "البيت الأبيض" بالقرار، حيث قال وقتها المتحدث باسم البيت الأبيض جاري كارني: "إن ذلك من شأنه أن يوفر عنوانا للمفاوضات مع المتشددين، ويزيح قتال واشنطن معهم لأكثر من عقد".