أوروبا تنتفض لملاحقة الإرهابيين وجدل حول مراقبة الإنترنت والاتصالات

السبت 17/يناير/2015 - 10:24 م
طباعة أوروبا تنتفض لملاحقة
 
تشهد أوروبا حالة تأهب أمني قصوى في أعقاب عمليات دهم استهدفت المشتبه فيهم بالإرهاب، وأدت إلى اعتقالات في أوساط متشددين إسلاميين، واعتقل في بلجيكا وفرنسا وألمانيا أكثر من 20 شخصا، كما أن بلجيكا انضمت إلى فرنسا في نشر قوات الجيش إلى جانب قوات الشرطة، وأعلنت السلطات البلجيكية عن نشر 300 من جنودها في عدة مدن، منها العاصمة بروكسل وميناء انتورب، وشوهد الجنود بكامل أسلحتهم قرب المدارس اليهودية والمباني الحكومية في كافة أرجاء بلجيكا.
وبعد أسبوع من احتجاز رهائن فى متجر يهودي، حاول مواطن فرنسي تكرار الحادث فى مكتب بريد، إلا أنه سلم نفسه للشرطة بدون مقاومة، وتبين أنه مختل عقليا، ولا يحمل أسلحة، وأعلنت مصادر في الشرطة الفرنسية أن المسلح الذي كان يحتجز رهينتين منذ ظهر الجمعة في مركز بريد كولومب، قرب العاصمة، اعتقل وتم الإفراج عن رهينتيه سالمتين دون إصابات أو جروح.
من جانبه أعلن مكتب الادعاء في العاصمة الفرنسية باريس أن الشرطة اعتقلت 12 شخصاً يشتبه أنهم قدموا العون لمتطرفين شنوا هجمات الأسبوع الماضي.
أوروبا تنتفض لملاحقة
وفي برلين أعلنت الشرطة الألمانية عن قيامها بعمليات مداهمة لمواقع في برلين وضواحيها يشتبه بأنها خلايا إسلامية؛ ما أسفر عن توقيف زعيم مجموعة كانت تخطط لشن هجوم في سوريا، وأعلنت الشرطة في بيان أن الموقوف رجل من أصل تركي عمره 41 عاما ويشتبه بأنه "يتزعم مجموعة إسلامية متطرفة تضم أتراكا وروسا من الشيشان وداغستان"، مؤكدة أنه "ليس هناك مؤشر بأن المجموعة كانت تخطط لاعتداءات في ألمانيا".
من جانبها قامت قوات الأمن البلجيكية بمداهمة بعض الأماكن للقبض على عدد من المتطرفين والمتهمين فى جرائم ارهابية، وتحويلهم إلى المحاكمة، وهو ما عبر عنه وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز الذى علق على عمليات المداهمة التى شهدتها بلجيكا مؤخرا بأن عمليات مكافحة الإرهاب انتهت على الأرض، والآن يجري تقييم المعطيات ومعرفة موقف الشرطة والسلطات القضائية إن كانت هناك خطوات أخرى يتحتم القيام بها.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات البلجيكية بعد إلقاء القبض على شاب متهم بتهريب السلاح، اعترف بأنه كان على تواصل بكوليبالي منفذ هجوم المتجر اليهودي، وأن الأسلحة هي العنصر الأساسي الذي يهرب من بلجيكا، والتي تصنّع تحديدا قرب محطة قطارات ببروكسل، ومنها اشترى كوليبالي رشاشات أوتوماتيكية ومتفجرات وذخائر، أما الشقيقان كواشي منفذا جريمة شارلي إيبدو اشتريا رشاشات كلاشنكوف وراجمات للصواريخ.
ويشير الخبراء إلى أن قوات الأمن البلجيكية في حالة تأهب قصوى مثل غيرها من المدن الأوروبية من أجل اتخاذ خطوات واسعة لمتابعة المتطرفين والحد من انتقالهم إلى مواقع مختلفة تسهل من تنفيذ العمليات الإرهابية.
أوروبا تنتفض لملاحقة
كذلك أغلقت بعض المدارس اليهودية في بلجيكا وهولندا خشية حدوث هجمات إرهابية جديدة، في الوقت الذي لم تقتصر عمليات "مكافحة الإرهاب" على الجانب الميداني، بل شملت "الحرب الإلكترونية"؛ حيث أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن عزم المملكة المتحدة تشكيل "خلايا إلكترونية"، وتهدف هذه الخلايا إلى تبادل معلومات المخابرات بغية زيادة التعاون بين لندن وواشنطن في الأمن الالكتروني ومع شركات الإنترنت الكبيرة مثل فيسبوك وجوجل، لمراقبة الاتصالات بين المشتبه بأنهم إرهابيون.
وفى هذا الإطار قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إن بلادها تؤيد عودة الرقابة على محتويات الاتصالات الهاتفية والإنترنت على المستوى الأوروبي، بعد هجمات باريس الأخيرة، بعد أن قضت المحكمة الأوروبية العليا بأن مراقبة الاتصالات، بهدف ملاحقة المتشددين المشتبهين، انتهاك للحق في الخصوصية، لكن ميركل قالت إنه ينبغي وضع قواعد جديد تسمح بعودة إجراءات الرقابة في أقرب وقت.
وشددت ميركل في خطاب أمام البرلمان على ضرورة محاربة عنف المتشددين الإسلاميين، بكل الوسائل، ولكنها حذرت من استخدام الهجمات ذريعة لإذكاء الكراهية ضد المسلمين، وأنه ينبغي التفرقة بين الإسلام و"الإرهاب".
أوروبا تنتفض لملاحقة
وهناك بلدان عربية تشرع فى تتبع الجماعات الإرهابية، وتفكيك الخلايا الإرهابية ، وهو ما كشفت عنه السلطات المغربية التي عملت مؤخرا على تفكيك خلية إرهابية كانت ترسل مقاتلين إلى سوريا والعراق؛ بهدف الانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" واكتساب مهارات قتالية، ثم العودة إلى المغرب وشن هجمات هناك.
واعتبرت مصادر مغربية أن الخلية كانت تنشط في مدينة مكناس ومدينة الحاجب ومدينة الحسيمة، وأن تقارير أجهزة الاستخبارات تشير إلى أن المغاربة الذين يحاربون في سوريا والعراق تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات بهدف تنفيذ هجمات عندما يعودون إلى المغرب، والإشارة إلى أن بعض أعضاء الخلية الثمانية الذين اعتقلوا كانوا أدينوا في الماضي في قضايا إرهاب أخرى.
ونقلت رويترز عن مصدر بالحكومة المغربية يشير إلى أن نحو 2000 مغربي شاركوا في الحرب الأهلية في سوريا وفي العراق مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأن 200 مغربي عادوا إلى المغرب، واعتقل معظمهم في المطار عندما هبطت الطائرات التي كانوا على متنها.

شارك