خلال مؤتمر الوقف السني بالعراق... ممثلو الأديان والمذاهب يدعون للوحدة لمواجهة الإرهاب

الإثنين 19/يناير/2015 - 05:15 م
طباعة خلال مؤتمر الوقف
 
في ظل ما يواجهه العراق من حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومع الشرخ الكبير الذي يصيب الجسد العراقي من تهجير للمسيحين وسبي للأيزيديات، وقتل لأصحاب المذهب، تغير شعار المؤتمر الوطني السنوي للأديان والمذاهب الدينية في العراق، إلى عنوان (التعددية الدينية وإشكالية المواطنة من منظور الفكر الإسلامي)، برعاية ديوان الوقف السني وبالتنسيق مع وزارة الثقافة وبعثة الأمم المتحدة في العراق +يونامي.

الوقف السني

الوقف السني
تأسس ديوان الوقف السني، في 22 أكتوبر عقب إلغاء وزارة الأوقاف والشئون الدينية، وتوزيع مهامها على دواوين الأوقاف والطوائف المختصة، وصدر القانون الذي ينص على تأسيس ديوان يُعنى بأوقاف أهل السنة وشئونه الإسلامية يسمى ديوان الوقف السني يرتبط بمجلس الوزراء ويتمتع بالشخصية المعنوية ويمثله رئيسه أو من يخوله.
رئيس ديوان الوقف السني الدكتور محمود الصميدعي، خلال جلسة افتتاحية بالمؤتمر قال: إن الإرهاب هو الشر الذي يجب أن نتعاون جميعا على اجتثاثه واستئصاله ودفع أسبابه وبواعثه؛ لأنه الشر الذي عانت منه الدول وذاقت مرارته الشعوب وتحملت ويلاته أمم ومجتمعات، وهو الشر الذي ارتكب أفظع الجرائم عندما أقدم على قتل الأبرياء وتهجير الشعوب وتدمير البلاد، فلا دين له ولا مذهب ولا طائفة ولا عهد ولا ميثاق ولا قيم ولا أخلاق للإرهاب، وأنه الشر الذي تجاوز حدود المعقول وتعاليم الأديان، فهو لا يعترف بوطن أو مواطنة وليس له مقدسات ولا مكان، ما يقتضي منا جميعا البراءة منه ومن أصحابه ومن يرفع رايته .
ويشدد رئيس ديوان الوقف السني، "رفض الإرهاب ومحاربته وإعلان البراءة منه ومن أصحابه وممن يرفع له راية"، مشيراً إلى أن "المسلمين هم المعني الأول بهذا الأمر؛ لأن الإرهاب جاء باسم الإسلام".
وحذر ديوان الوقف السني، من اقتتال عشائري بعد انتهاء صفحة تنظيم "داعش" خصوصاً في المحافظات التي احتلها التنظيمان، داعيا الشعب العراقي بكل أطيافه لطي الماضي، والبدء بصفحة جديدة؛ لأن عراق اليوم يكتوي بنار الإرهاب الذي يطال العرض والنسل وتهجير مئات العوائل، فحق علينا أن نستبق الخير إلى الله سبحانه وتعالى، ونفتح صفحة جديدة من التسامح والتضامن.
ودعا رئيس ديوان الوقف السني، الأممَ المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وجميع المرجعيات الدينية والسياسية إلى تحمل المسئولية الشرعية والأخلاقية، ووضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والإساءة لرموز الأديان.

الصابئة المندائيون

الصابئة المندائيون
ممثل رئيس طائفة الصابئة المندائيين الشيخ علاء عزيز طارش، أكد أن مثل هذه اللقاءات تدعم المصالحة الوطنية للبلاد، لافتا إلى أن هذا المؤتمر لبنة جديدة من لبنات الصلح الاجتماعي الزاهي بكل أطيافه، داعيا أن يتكلل هذا المؤتمر بالنجاح وإرساء الوحدة الوطنية على الجميع، بالرغم من اختلاف أديانهم ومذاهبهم .
وقد استعرض ممثل رئيس الطائفة الأيزيدية السيد داود شموخ خدر خلال كلمته التي ألقاها ما يمر به الشعب الأيزيدي من معاناته في ظل الإرهاب، الذي هجرهم من مدنهم واستباح نساءهم، داعيا إلى إرجاع الأيزيديين إلى قراهم وبيوتهم .

وحدة الشعب

وحدة الشعب
رئيس المركز العراقي لإدارة التنوع الشيخ غيث التميمي أكد أن هذه المناسبة جيدة لإقامة جسور التواصل والتلاقي بين المعرفة والأديان، مؤكدا أن الإرهاب الداعشي يستهدف مكونات الشعب العراقي كافة وأننا نجتمع على أنهم إرهابيون، داعيا إلى مصالحة وطنية شاملة يكون مرتكزها الوحيد هو محاربة داعش واستعادة جميع المدن التي يحتلها هذا التنظيم إلى حضن الوطن.
وقال رئيس الكتلة الوطنية النيابية محمود المشهداني، في كلمته بالمؤتمر: إن "ظاهرة داعش هي شركة متعددة الجنسيات ومدعومة من كل المخابرات العالمية، وأشك في أصغر الدول"، مؤكدا أن "داعش سيقضى عليه قريبا".
وأضاف المشهداني، أن "عام 2015 يجب أن يكون عام المصالحة الوطنية"، مبيناً أن "تلك المصالحة تأتي عن طريق حوار الشجعان والنزول إلى عمق المشكلة، وليس الشعارات".
ودعا المشهداني الحكومة والأمم المتحدة إلى "دعم هذه المبادرة"، منوهاً إلى أن "المصالحة تأخذ من العراق الملايين، لكنها ستجنبه هدر المليارات".
وأكد المشهداني على "أهمية اعتماد المواطن كوحدة أداء واعتماد الكفاءة والقياس من أجل إنهاء المحاصصة"، لافتا إلى "ضرورة إنجاز مصالحة تاريخية بين المكونين المتصارعين على السلطة في العراق، السنة والشيعة".

مواجهة "داعش"

مواجهة داعش
فيما قال رئيس مجلس الوزراء بهاء الأعرجي في كلمة له خلال المؤتمر: "نبشر العراقيين أنه لم يبق من عمر تنظيم داعش إلا القليل، وهذا ما تحقق بجهود العراقيين جميعا من القوات الأمنية والحشد الشعبي وقوات البيشمركة".
وأضاف الأعرجي، أن "الثروة العراقية تكمن في المواطن العراقي والعقلية العراقية وليس في النفط"، مؤكدا أن "دول الخليج بنيت بعقول عراقية"، داعيا إلى "إيجاد بدائل للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية". وأضاف الأعرجي، أن "هناك من يحاول الحصول على مكاسب مادية على حساب الاستقرار السياسي"، لافتا أن "الأموال والثروات ملك للشعب العراقي والعراقيين جميعا سواء في الحقوق". 

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة
أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أن الأمم المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة العراق؛ من أجل تيسير المصالحة الوطنية، فيما اعتبر أن المصالحة ستمكن البلاد من الوحدة والتكاتف بوجه "داعش".
وقال ملادينوف في كلمة له: إن "هذا المؤتمر ينعقد في وقت يواجه فيه العراق العديد من التحديات الكبرى، والرسالة التي تبعث من خلاله، صلبة ومسموعة من قبل العالم"، داعياً إلى "وضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والإساءة لرموز الأديان ومعتقداتهم".

تكريم نائبة المرأة الأيزيدية

تكريم نائبة المرأة
وفي ختام المؤتمر قدم نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي درع المؤتمر من الدرجة الأولى (للمرأة الأيزيدية) ممثلة بـ" سندس سالم" كنوع من التضامن مع النساء الأيزيديات المختطفات. وتم خلال المؤتمر عرض فيلم تسجيلي عن معاناة النازحين باسم (الأم نينوي).
وحضر المؤتمر لفيف من رجال الأديان والمذاهب الإسلامية والمسيحية المختلفة في العراق، وفي مقدمتهم نائبا رئيس مجلس الوزراء العراقي بهاء الأعرجي وصالح المطلك ورئيس ديوان الوقف السني محمود الصميدعي وممثل عن رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم والأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، وعدد من رجال الدين، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني وجمع من المواطنين، وهو ما يوضح التكاتف الشعبي والديني والحكومي لمواجهة الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة وحياة العراقيين.

شارك