هل انتهى ربيع التوافق بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان؟

الإثنين 19/يناير/2015 - 06:11 م
طباعة هل انتهى ربيع التوافق
 
هل انتهى ربيع التوافق
وجهت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن اتهامات صريحة للحكومة الأردنية باستهداف نشطاء الجماعة، لترد عليها الدولة بأنها تطبق القانون وتكفل حرية التعبير في إطاره؛ مما يؤشر على أن ربيع العلاقات الإخوانية من النظام الأردني بدأ في الانحسار ويحدد الصلاحية السياسية للتوافق بين الجانبين.
هل انتهى ربيع التوافق
جماعة الإخوان المسلمين على لسان ذراعها السياسية "حزب جبهة العمل الإسلامي" تمادت في خصومتها بإعلان عن أن حكومة بلادها تستجيب لإملاءات خارجية للتضييق عليها، من خلال الاعتقالات التي تنفذها أجهزة الأمن بحق الناشطين، وأن هذه الاعتقالات لا تخدم أي مشروع وطني، في الوقت الذي نرى أنها تُسهم في تأزيم الأوضاع الداخلية للبلاد، وخلق حالة من العداوة بين أبناء الشعب الواحد.
يرد محمد المومني المتحدث باسم الحكومة الأردنية ووزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال، بالتأكيد على أن الأردن "دولة قانون ومؤسسات، والاعتقالات تكون لمن يتجاوز القانون؛ لأن القانون يسري على الجميع، ومن حق الأردنيين التعبير عن الرأي؛ لأنه مصان بالدستور، وهذا الأمر يعرفه المواطنون ويمارسونه، لكن القلة القليلة لا تعرف التعبير إلا بالإساءة والتجاوز".
هل انتهى ربيع التوافق
الأزمة بين جماعة الإخوان المسلمين في الأردن والحكومة الأردنية ممتدة منذ فترة وحتى قبل اعتقال زكي بني أرشيد نائب المراقب العام للجماعة، والذي جرى توقيفه بداية من شهر نوفمبر الماضي على خلفية تصريحات له يهاجم فيها دولة الإمارات لإدراجها الجماعة على قائمة الإرهاب، التي أعلنتها آنذاك؛ حيث شابت علاقة جماعة الإخوان المسلمين مع الحكومة الأردنية حالة من المد والجزر، فالحكومة لم تغيب الجماعة عن الساحة السياسية كما حصل في بعض الدول، وعندما حظرت الأحزاب في الأردن منذ الخمسينيات وحتى نهاية الثمانينيات، كانت جماعة الإخوان تعمل تحت مظلة العمل الخيري عنوانا، والعمل السياسي فعلا، فلم تنقطع العلاقة بينها وبين القصر الملكي، وكان سقف مطالبهم لا يتعدى بوابته الرئيسة، بل واتهمت الحكومة بدعمهم كما حصل في سوريا مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
 ومع نهاية عقد الثمانينيات أصدر الملك الراحل الحسين بن طلال قرارا بإعادة الحياة الديمقراطية في الأردن، فكانت انتخابات عامة حصد فيها الإخوان اثنين وعشرين مقعدا، ورئاسة لمجلس النواب لثلاث دورات متتالية، وتوترت العلاقة مع انتهاء عمر المجلس النيابي بصدور قانون الصوت الواحد وتقلص مقاعد الإخوان إلى سبعة عشر، في حين وصل التوتر في الدورة التالية عام 1997 إلى حد مقاطعة الجماعة للانتخابات تحت اسم حزب جبهة العمل الإسلامي.
هل انتهى ربيع التوافق
ومع نهاية عقد الثمانينيات أصدر الملك الراحل الحسين بن طلال قرارا بإعادة الحياة الديمقراطية في الأردن، فكانت انتخابات عامة حصد فيها الإخوان اثنين وعشرين مقعدا، ورئاسة لمجلس النواب لثلاث دورات متتالية، وتوترت العلاقة مع انتهاء عمر المجلس النيابي بصدور قانون الصوت الواحد وتقلص مقاعد الإخوان إلى سبعة عشر، في حين وصل التوتر في الدورة التالية عام 1997 إلى حد مقاطعة الجماعة للانتخابات تحت اسم حزب جبهة العمل الإسلامي.
ومع بداية ثورات الربيع العربي، بدا المشهد غامضا في الأردن، فالحكومة والإخوان كانتا تترقبان نتائج هذه الثورات لتشكل التجربة المصرية، ووصول الإخوان إلى الحكم في مصر عامل أساسي في تصدع الجماعة في الأردن ما بين رفض التجربة المصرية، وتبني المجتمع للإصلاح دون أن يرتبط بالإخوان عنوانا، بل بمبادرة يكونون شركاء فيها مع الأطياف الأخرى؛ لتخرج "مبادرة زمزم" للوجود بقيادة حمائم الجماعة، ليرد عليهم صقور الجماعة بطرد ثلاثة من قادة الإخوان، ومن مطلقي المبادرة، وبقرار من محكمتها، ليردوا على الجماعة باتهامها بالتحجر والتقوقع والابتعاد عن القواعد الشعبية، وليمتد الشرخ إلى داخل الجماعة نفسها، مع تهديد عدد من قيادات الجماعة بتقديمهم استقالات جماعية احتجاجا على قرار "المحكمة"؛ ليخيم شبح الانقسام من جديد دون مراجعة كاملة لسياسة الجماعة وارتباطها بقواعدها على الأرض ومع الحكومة في الأردن التي اعتبرت أن كرة القرار جاءت إلى ملعبها بعد الاتهام المباشر من داخل الجماعة للقادة الصقور بأن قرارهم يصدر من الخارج، فكان اعتقال الأجهزة الأمنية للناشطين السياسيين بالجماعة الذين روجوا لأطروحات الخارج التي تواجهه الدول الخليجية فيما عدا قطر بالإضافة إلى النظام المصري.
هل انتهى ربيع التوافق
وكان رد الحكومة الأردنية غير مباشر على لسان وزير الداخلية الأردني السابق سمير حباشنة الذي أكد أن قضية بني أرشيد هي الآن تحت مظلة القانون، وأنه على جبهة العمل الإسلامي أن تعلن صراحة عدم ارتباطها بأي شكل من الأشكال بما أسماها قوى التشدد والتطرف في سوريا والعراق؛ لأننا لا نريد أن نكون جزءا من المشكلة العربية الراهنة، والأردن يسعى إلى أن يكون نقطة تجميع للعرب.
وفي محاولة من جانب الجماعة لخلق حالة من الضبابية حول موقفها ففي الوقت الذي تحشد فيه أعضاءها للتظاهر ضد اعتقال أرشيد يرفض عبد اللطيف عربيّات الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي؛ الأمر برمته قائلا: "إن ما قاله زكي بني أرشيد ونشره على صفحته في موقع فيسبوك يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الجماعة، وإن أطراف داخلية وخارجية تسعى إلى إخراج قضية زكي بني أرشيد عن سياقها ولسنا على استعداد لخوض أي معركة جانبية".
ليبقى السؤال معلقا: هل انتهى ربيع التوافق بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان؟
للمزيد عن إخوان الأردن۔۔۔۔ اضغط هنا

شارك