جهود تونسية حثيثة لوقف تدفق الشباب إلى الجماعات الإرهابية في ليبيا وسوريا

الثلاثاء 20/يناير/2015 - 11:46 م
طباعة جهود تونسية حثيثة
 
حرب الميليشيات فى
حرب الميليشيات فى سوريا
تدفق المقاتلين إلى سوريا يؤرق البلدان العربية والأوروبية على السواء، وهو ما عبرت عنه السلطات المغربية والتونسية، حيث يعملان على عملية انضمام مواطنيهم إلى سوريا سواء بالسفر مباشرة إلى لبنان ثم سوريا، أو السفر إلى تركيا ومنها الدخول إلى سوريا.
من جانبه كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن هناك نحو 9 آلاف شاب تونسي مُنعوا من السفر إلى سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أنهم لا يحظون بمتابعة من الدولة أو المجتمع المدني بهدف دفعهم لمراجعة أفكارهم، مطالبا بمقاومة العنف من خلال منع المجموعات الإرهابية من التباهي بجرائمها عبر نشر صورهم ومقاطع فيديو دموية على الملأ.
الشرطة التونسية تلاحق
الشرطة التونسية تلاحق المتطرفين
وتأتي هذه التصريحات في ظل سعي السلطات التونسية منذ عام 2011 إلى منع آلاف الشبان من التوجه إلى ساحات القتال في سوريا والعراق وليبيا، إلا أن أولئك الشبان اعتمدوا وسائل لتضليل السلطات الأمنية، مثل التوجه إلى ليبيا ومنها إلى تركيا قبل التوجه إلى سوريا، مما أعاق تحديد الأعداد بدقة.
وبنت تونس استراتيجية للحد من أعداد المتوجهين إلى ساحات القتال على البيانات المتوفرة حول الفئات الشابة، التي غالبًا ما تثير الشبهات بتوجهها إلى الأراضي التركية، معتمدة على عدة مقاييس، منها متابعة ملفات المتوجهين إلى تركيا، والمظهر العام لبعض المتوجهين إلى ساحات القتال، من حيث لحية طويلة أو المظهر واللباس، وكذلك منطقة السكن، وخاصة الأحياء الفقيرة.
الغنوشي
الغنوشي
محاولات المنع لم تقتصر على الحلول الرسمية فقط، بل هناك محاولات تقوم بها السيدات التونسيات لمنع أزواجهن من السفر إلى سوريا والانضمام إلى المقاتلين الأجانب.
وقامت أمس امرأة تونسية بقتل زوجها وقطعت رأسه بسبب رفضها سفره إلى سورية من أجل الجهاد ضد نظام  بشار الأسد، وسلّمت المرأة نفسها للشرطة، واعترفت في التحقيق أنها نفذت هذه الجريمة ضدّ زوجها الذي ينتمي للتيار السلفي كردة فعل ورفضًا منها لما أقدم عليه خلال الفترة الأخيرة، إذ باع مختلف ممتلكاته توفيرا للمال تمهيدًا للسفر إلى سورية للالتحاق بما يسمى "العناصر الجهادية" هناك.
ويرى مراقبون أن هذه الأزمة كانت بارزة بشكل كبير إبان رئاسة حركة النهضة للحكومة التونسية عقب الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، ونشرت تقارير موسعة تفيد سوريا بشأن تورط عبد العزيز نجيب المقرب من رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اعترف لإحدى العائلات التونسية أنه المسئول الأول عن دخول الشباب التونسي إلى سوريا وأنه لا يمكن لأي شاب أن يدخل إلى سوريا إلّا بعلمه، ومعه ناشطة تونسية عربية منصف الجبالي صديقة لسمية الغنوشي ابنة رئيس حركة النهضة، ونشرت تقارير صحفية صورًا عديدة يظهر فيها عبد العزيز نجيب مع راشد الغنوشي في منزله، وأن نجيب يتردد بشكل كبير على وزارة الشئون الخارجية وله صور في أروقة الوزارة.
صلاح الدين بن فرج
صلاح الدين بن فرج
وحسب دراسة أعدها صلاح الدين بن فرج أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية حول المجموعات المتشددة توصل فيها إلى أن  الفئات الشبابية هي الأكثر استعدادا للتطرف خاصة الفئة العمرية بين 13 و17 سنة، وأن استراتيجية الاستقطاب غالبا ما تنطلق من المساجد، خاصة في الأحياء الفقيرة والمهمشة، كما أن المعاهد الثانوية والجمعيات الخيرية المتكاثرة باتت من أبرز فضاءات الاستقطاب للشباب ذوي التوجهات التكفيرية.
ومنذ تزعم حركة نداء تونس أغلبية البرلمان بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وما بعد انتخاب باجي السبسي رئيسا لتونس، تتخذ السلطات التونسية قرارات واسعة لملاحقة المتشددين من الانضمام إلى الميليشيات المسلحة في ليبيا، وكذلك تمنع انضمامهم إلى الجماعات الإرهابية في سوريا.

شارك