تتوتر الأوضاع في ليبيا يوما عن الأخر، ما يتسبب في عرقلة البلاد، حيث أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني قراراً ملزماً لجميع ملاك ومشغلي الطائرات السعوديين والمشغلين الجويين المرخصين، بمنع الطيران عبر الأجواء الليبية، واعتبارها أجواء غير آمنة. 

وطالبت الهيئة بضرورة واختيار مسارات جوية بديلة، سواء أكان ذلك بطائرات مسجلة بالمملكة العربية السعودية، أم مسجلة في دول أخرى. 

وقالت إن خطوة الهيئة العامة للطيران المدني تأتي بناء على المعلومات الواردة من منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو، وإدارة الطيران الفيديرالي الأمريكي التي تفيد بأن الأجواء الليبية في الظروف الراهنة غير آمنة، وتشكل خطراً على سلامة الحركة الجوية.

وأكدت المصادر أن الطيران المدني عممت على جميع المعنيين بالحذر والعمل بالضوابط المتعلقة بهذا الخصوص، وعدم الطيران في الأجواء الليبية، واختيار طرق جوية بديلة، سواء أكان ذلك بطائرات مسجلة بالمملكة العربية السعودية، أم مسجلة في دول أخرى، مشددةً على أن هذا التعميم يسري على جميع الطائرات المستأجرة أو المملوكة من أفراد أو مشغلين جويين. 

كانت بعض وزارات الطيران، منها التونسية، قررت منذ اضطراب الوضع في ليبيا، إلغاء جميع الرحلات الجوية القادمة من مدن معيتيقة ومصراتة وسرت الليبية، مؤكدة حرصها على ضمان سلامة كل الليبيين خلال رحلة العودة الى بلادهم وفق معايير السلامة الدولية وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للطيران المدني.

فى ذات السياق، كانت مصادر ملاحية بمطار القاهرة، قررت أيضا غلق المجال الجوي الليبي أمام حركة الطيران والملاحة وتوقف حركة الطيران بين مطار القاهرة والمطارات الليبية الإقليمية بسبب الأوضاع الأمنية والقيام بطلعات جوية لضرب بعض المناطق في ليبيا.

وأضافت المصادر أن سلطات مطار القاهرة تلقت إعلان طيارين من المراقبة الجوية الليبية يفيد بغلق المجال الجوي الليبي أمام حركة الطيران، ما أدى إلى إلغاء رحلة الخطوط الجوية الليبية المغادرة من القاهرة إلى مطار معيتيقة القريب من طرابلس ورحلة الخطوط الإفريقية المتجهة إلى مدينة مصراتة الليبية.

من جانب أخر، أبلغت الوكالة الاتحادية الروسية للطيران المدني شركات الطيران بحظر استخدام المجال الجوي فوق طرابلس في الرحلات الجوية بما في ذلك الترانزيت.

وأوضحت وكالة الطيران المدني الروسية الأربعاء، أنه نظرا للمعلومات التي أبلغتنا بها المنظمة الدولية للطيران المدني بشأن وجود مخاطر على أمن الرحلات الجوية المدنية في حدود منطقة معلومات طيران طرابلس نتيجة النزاع المسلح في ليبيا، يحظر على طائرات الخطوط الجوية المدنية حتى إشعار آخر استخدام منطقة معلومات طيران طرابلس بما في ذلك لغرض العبور.

وذكرت وكالة الطيران المدني الروسية أنه تم إخطار شركات الطيران الروسية بهذا الشأن.

وتعاني ليبيا أزمة منذ سقوط نظام القذافي ومقتله في عام 2011 أثناء النزاع المسلح هناك، حيث نشأت عمليا سلطتان، الأولى منبثقة عن البرلمان المنتخب ومركزها طبرق شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني، والثانية منبثقة عن المؤتمر الوطني العام الموالي للإسلاميين برئاسة عمر الحاسي ومركزها طرابلس.

كانت أيضا سلطات الطيران الفيدرالية الأمريكية منعت تحليق الطائرات المدنية الأمريكية فوق ليبيا وتحديدا طرابلس.

من ناحيتها، السلطات الليبية المعترف بها دولياً ، أعلنت وزارة الداخلية في حكومة عبد الله الثني، الشهر الماضي، حظر دخول حاملي الجنسيات السودانية والسورية والفلسطينية إلى أراضيها،  في وقت دعت الحكومة أيضاً، من مقر الجامعة العربية في القاهرة، إلى تسليح الجيش الليبي لمواجهة الإرهاب.

أكد الطيران الحربي التابع للواء خليفة حفتر قصف ناقلة نفط "مشبوهة" قبالة سواحل مدينة درنة، التي يسيطر عليها الإسلاميون، والتي أعلن ما يسمى "مجلس شورى شباب الإسلام" فيها مبايعته مؤخراً لـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش، فيما أعلنت اليونان مقتل اثنين من طاقم الناقلة.

وفي قرار مفاجئ، أفاد المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية الليبية في بيان أن "عمر السنكي وزير الداخلية أصدر قراراً بحظر دخول حاملي الجنسيات السودانية والسورية والفلسطينية إلى الأراضي الليبية"، مشيراً إلى أن "القرار الذي يسري اعتباراً من الآن، حتى إشعار آخر، سينفذ عبر كل المنافذ البرية والبحرية والجوية" من دون تحديد الآلية.

وحول أسباب القرار، أوضح البيان أنه  اتخذ بعد معلومات دقيقة تؤكد مشاركة بعض الوافدين من حاملي هذه الجنسيات ضمن الجماعات الإرهابية في بنغازي ومدن غرب ليبيا في أعمال ضد رجال الجيش والشرطة".

وفي السياق ذاته، أكد المصدر أن الوزير طلب من سفارة بلاده لدى مالطا عدم منح تأشيرة دخول لحاملي الجنسية المالطية إلا بعد الحصول على موافقة أمنية من وزارة الداخلية"، كاشفاً أيضاً أن "هذا الإجراء يأتي بعد معلومات أمنية مؤكدة تفيد بمساعدة بعض المالطيين في مدن غرب ليبيا، ما يعرف بميليشيات فجر ليبيا في أعمال لوجستية، ما الحق أضراراً بالأمن القومي للبلاد.

من جانبها، كشف وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، الشهر الماضي، أن حكومة بلاده تسعى إلى إصدار قرار يتم بموجبه حظر الطيران فوق الأرضي الليبية، مؤكدا انه جري في جنيف مباحثات مع شركاء المانيا في هذا الخصوص.

وأشار المسؤول الالماني، آنذاك، إلى ضرورة عدم تولد انطباع بأن الغرب يسعى من خلال هذه الخطوة الى معاداة ليبيا مؤكدا ان فرض عقوبات اضافية ضد الحكومة الليبية ليست موجهة ضد المواطنين الليبيين بل ضد الرئيس الليبي معمر القذافي وعائلته.

كانت الأجواء الليبية خضعت لحظر جوي منذ عام 1992 بقرار من مجلس الأمن نص على عدم السماح لأية طائرة بالإقلاع من مطاراتها أو الهبوط فيها أو التحليق فوقه في حال كانت متجهة إلى ليبيا أو قادمة منها، وهو الحظر الذي تم رفعه بقرار آخر من مجلس الأمن عام 2003.

وعقب سقوط نظام القذافي، عادت الأجواء الليبية لتصبح مرة أخرى أجواء خطرة خاصة في ظل المعارك المستمرة بين المجموعات المسلحة هناك للسيطرة على مطار العاصمة طرابلس حيث قررت مصر إغلاق المجال الجوي بينها وبين ليبيا، في حين ألغت تونس رحلاتها الجوية إلى المطارات الليبية.