هل يدفع الأمريكيون ثمن "خوف" أوباما من مواجهة "داعش" على الأرض؟

السبت 14/فبراير/2015 - 01:44 م
طباعة هل يدفع الأمريكيون
 
شكل استهداف الأمريكيين من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" هدفا بعيد المنال؛ وذلك لعدم تواجد قوات أمريكية عاملة على الأرض في مواجهة قوات التنظيم واقتصار المواجهة بينهم على قصف القوات الأمريكية لمواقع داعش. 
تحاول داعش أن تجعل البعيد قريبا من خلال قيامها بأي عملية لاصطياد العناصر الأمريكية، من خلال اختطاف أي أمريكي مدني أو عسكري للانتقام لقتلى التنظيم من جراء القصف الأمريكي، وهو ما جعل الأمريكيون ليسوا بعيدي المنال عن أيدي التنظيم، وتمثل عملية استهداف قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي الجوية التي يتواجد بها أكثر من 400 خبير أمريكي نموذجا على تطوير التنظيم لأدواته في استهداف الأمريكيين. 
هل يدفع الأمريكيون
حيث قام 25 من عناصر تنظيم الدولة بتنفيذ 5 انفجارات انتحارية داخل قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي الجوية، وذلك بعد نجاح منفذيها في اختراق عدة نقاط تفتيش وحواجز تابعة للجيش العراقي داخل القاعدة، وكانوا مرتدين الزي العسكري قبل أن يفجروا أنفسهم ودفع الجيش العراقي إلى الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة وقاعدة عين الأسد؛ حيث اشتبكت القوات العراقية مع عناصر داعش في المنطقة التي انسحبوا منها. 
وهنا يكمن التساؤل: لماذا قاعدة عين الأسد؟ وما أهميتها الاستراتيجية؟ 
هل يدفع الأمريكيون
وهو ما أجاب عليه صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار قبل الهجوم بـ24ساعة عندما أعلن عن وصول 20 خبيراً عسكريًّا أمريكيًّا بواسطة طائرات أباتشي إلى القاعدة، وأن الخبراء سوف يتولون تدريب أفراد الشرطة ومقاتلي العشائر على أحدث وسائل مكافحة الإرهاب وحرب المدن ضد المتطرفين، إضافة إلى تقديم الاستشارات والخطط العسكرية للقوات الأمنية في معاركها مع التنظيم الإرهابي.
وهو ما سبقه مجلس محافظة الأنبار بالمطالبة أكثر من مرة بمشاركة التحالف الدولي بقوات برية، فضلاً عن الطيران الحربي لإسناد قوات الجيش ومقاتلي العشائر وإنقاذ الأنبار من الانهيار والسقوط بيد داعش، وهو ما دفع القوات الدولية لشن مزيد من الضربات الجوية بواسطة طائرات الأباتشي الأمريكية والدفع بـ20 خبيراً عسكرياً أمريكياً ليصل عددهم إلى نحو 400 من المستشارين والعسكريين الأمريكيين ممن يقومون بتدريب قوات عراقية وأبناء من العشائر.
داعش سبق وهدد الولايات المتحدة الأمريكية عبر أحد مواقعها الإلكترونية بشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها إذا مضت في شن هجوم عسكري على التنظيم؛ لأن الهجوم الأمريكي سيؤدي إلى رد فعل مماثل في الحجم يستهدف العمق في أمريكا والدول المتحالفة معها وعلى جميع الجبهات، ودعت الرأي العام في الولايات المتحدة وحلفاءها إلى معارضة خطط حكوماتهم المزمعة ضد التنظيم.
هل يدفع الأمريكيون
وكان الرد مباشر من تنظيم داعش بذبح الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، للثأر من الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي اتخذ قرارا بقصف مواقع التنظيم بالعراق وسوريا ووَجَّه الرجل المقنع الذي ذبح الرهينتين رسالة إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال فيها: "كما تستمر صواريخكم بضرب شعبنا، ستستمر سكيننا بضرب أعناق شعبك"، وتمادى التنظيم بإعلانه ذبح الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في البيت الأبيض، وتحويل الولايات المتحدة إلى إقليم إسلامي، قائلاً: "اعلم يا أوباما أننا سنصل إلى أمريكا. واعلم أيضًا أننا سنقطع رأسك في البيت الأبيض ونحول أمريكا إلى إقليم مسلم".
 تهديدات داعش قد تدفع إلى المزيد من القتلى الأمريكيين في العراق؛ حيث ذكرت تقارير لشركات أمن أمريكية على غرار "بلاك ووتر" أن شركة أمن خاصة في ولاية نورث كارولينا الأمريكية تقوم بحملة توظيف لمقاتلين سابقين في القوات الخاصة لإرسالهم إلى العراق، استعدادا لإرسال أعداد من المرتزقة لمحاربة "داعش" هناك.
هل يدفع الأمريكيون
وكان وزير الدفاع الأمريكي المستقيل تشاك هاجل أبلغ مجموعة من الخبراء العسكريين الأمريكيين في بغداد أن هناك مقترحا أمريكيا للحكومة العراقية بإرسال آلاف عدة من القوات الأمريكية لتحرير محافظة الأنبار من قبضة "داعش"، وتسليمها للعراقيين، على الرغم من أن وزير الدفاع لم يكن واثقا من قبول العراقيين لهذا الاقتراح، وأن البديل هو زيادة عدد الخبراء لتدريب وتأهيل الجيش العراقي، إلا أن هذا الحل الأخير قد يأخذ سنوات، رغم أنه الأكثر قبولا عراقيا.
ويأتي ذلك بالتوازي مع ما تم الكشف عنه من أن مئات الخبراء الأمريكيين وصلوا إلى الأردن حديثًا، وشكلوا غرفة عمليات مشتركة مع نظرائهم الأردنيين، لمواجهة "داعش في العراق وسوريا، وأن هؤلاء الخبراء ومثلهم من الأردن (عسكريون وأمنيون)، عملوا خلال الأسابيع القليلة الماضية على وضع خطط لمواجهة الأوضاع داخل العراق، ومنع انتقال داعش عبر الحدود وهو ما سيدفع إلى استهداف "داعش" لمزيد من المواقع التي يتواجد بها خبراء أمريكيون في حال استمرار الولايات المتحدة في استراتيجيتها الحالية القائمة على عدم المواجهة مع "داعش" على الأرض والاكتفاء بالخبراء والضربات الجوية. 

شارك