هل تُسقط "بوكو حرام" الديمقراطيةَ النيجيريةَ في مستنقعِ التطرف؟

السبت 14/فبراير/2015 - 07:22 م
طباعة هل تُسقط بوكو حرام
 
تشكل جماعة "بوكو حرام" الإرهابية هاجس الخوف الوحيد على الحياة الديمقراطية في نيجيريا، وذلك بعد أن دعت الجماعة إلى مقاطعة الانتخابات العامة التي من المقرر انعقادها نهاية مارس المقبل. 

هل تُسقط بوكو حرام
وتأكيدًا من الجماعة المسلحة على جديتها في إجهاض الانتخابات اجتاح مئات من مسلحي الجماعة مدينة جومبي شمال شرقي نيجيريا، دون أي مقاومة عسكرية، وأطلقوا النار من أسلحة ثقيلة على المواطنين، وألقوا منشورات تطلب من السكان عدم المشاركة في الانتخابات.
في الوقت الذي ذكر شهود عيان أن طائرة عسكرية حكومية حلقت فوق المدينة دون أن تتدخل ضد مقاتلي بوكو حرام الذين يسعون إلى الإطاحة بالحكومة النيجيرية وتطبيق الشريعة- على حد زعمهم- وإقامة منطقة نفوذ في شمالي نيجيريا، وبالتحديد حول منطقة بحيرة تشاد المتاخمة لنيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر.
وما يؤكد على نجاح الجماعة في ذلك هو إعلان اللجنة الانتخابية في نيجيريا أن الانتخابات العامة في مارس سوف تجري في ولايات شمال شرق البلاد، وأن هناك احتمالا ضئيلا جدا بأن تجري في المناطق التي تسيطر عليها جماعة بوكو حرام الإسلامية. 

هل تُسقط بوكو حرام
وقال رئيس اللجنة اتاهيرو جيغا: إن "اللجنة الانتخابية المستقلة النيجيرية قالت دائما إنها تعمل على تنظيم الانتخابات في كل الولايات الـ36 في البلاد وفي العاصمة، بما في ذلك الولايات الثلاث في شمال شرق البلاد التي تواجه تهديد متمردي "بوكو حرام"، لكن بعض المناطق تخضع لسيطرة المتمردين، ويبدو من البديهي أن الانتخابات قد لا تجري فيها، وأن الإجراءات جارية من أجل تمكين النازحين من الإدلاء بأصواتهم". وقال أيضا: "نقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل تأمين الانتخابات في هذه الولايات الثلاث".
هذا الأمر يؤكد عليه سيطرة جماعة بوكو حرام الإسلامية على عشرات المدن والقرى في ولايات يوبي وبورنو وادماوا خلال الأشهر الستة الماضية، والتي تقع في الولايات شمال شرق البلاد، وقد تحرمهم سيطرة بوكو حرام من الإدلاء بأصواتهم، وبالتالي عدم مصداقية الانتخابات.
إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نيجيريا أصبح أمرا في غاية الصعوبة، في ظل تزايد حجم الأنشطة الإرهابية لجماعة بوكو حرام التي قتل خلال هجماتها الآلاف من المدنيين وخطف المئات، وهو ما دفع الجماعة إلى مضاعفة أنشطتها الإرهابية خلال الشهر الماضي، حيث استطاعت أن تسيطر على مناطق واسعة من البلاد، أو في بعض الحالات كما في مدينة "باغا" في شمال شرق نيجيريا، والتي لم تكن تتوقع السيطرة عليها أقدمت على تدمير المدينة بأكملها، وقتلت 2000 من سكان المدينة.
 
هل تُسقط بوكو حرام
الرئيس النيجيري الحالي جودلاك جوناثان صاحب الفرص الأكبر في الانتخابات والمنتمي إلى الحزب الأقوى في نيجيريا وهو الحزب الديمقراطي الشعبي الحاكم (PDP)، تعهد بأن تكون بلاده خالية من الأوغاد "بوكو حرام" قريبا- على حد وصفه- وأن الحكومة تعيد الآن بناء قوات الأمن لتمكينها من التصدي للتحديات التي تواجهها البلاد، واعتبرها مسئولة عن قتل 13 ألف مواطن وإصابة وتشريد آلاف الأبرياء، وذلك منذ أن بدأت الجماعة تمردها شمال شرق البلاد عام 2009، متهما إياها بالمحاولة لزعزعة الاستقرار في نيجيريا والسيطرة عليها.
وشدد على ضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة وتوفير أجواء تتسم بالحرية والديمقراطية والسلمية رغم محاولة "بوكو حرام زعزعة الاستقرار في البلاد".

هل تُسقط بوكو حرام
الولايات المتحدة الأمريكية دخلت على الخط بمطالبتها بإجراء الانتخابات، بالرغم من العنف الذي تمارسه جماعة بوكو حرام، وقالت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف: "نعمل دائما من أجل الحصول على تأكيد حول عدد القتلى هناك وارتفاع كبير في عدد الضحايا، ونعتقد أن الانتخابات هي على الأرجح عامل للعنف في شمال شرق نيجيريا، ولكن نعتبر أن الانتخابات يجب أن تحصل حتى أمام هذا العنف المرعب".
يذكر أن إحصائيات "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في نيجيريا"، قدرت ٥/١ مليون شخص ممن يحق لهم التصويت، قد نزحوا من منازلهم بسبب هجمات بوكو حرام، ويعيشون خارج نيجيريا، ومن الطبيعي أن هؤلاء الناس غير قادرين على العودة إلى ديارهم والتصويت وستفقد نيجيريا أصواتهم . وهذا الانخفاض في أعداد الناخبين بصرف النظر عن أنه يمكن أن يؤثر على عدد الأصوات المؤيدة لجودلاك جوناثان، فإنه يمكن في حال تزايده أن يعرض شرعية الانتخابات للخطر أيضاً، وهذا هو ما تريده بوكو حرام.

شارك