مع إرسال 4 آلاف جندي أمريكي.. هل تصبح الكويت قاعدة البنتاجون لمواجهة "داعش" بريًا؟

الأحد 15/فبراير/2015 - 01:30 م
طباعة مع إرسال 4 آلاف جندي
 
في ظل تنامي الحديث في الآونة الأخيرة عن قرب التدخل البري للقوات الأمريكية في العراق لحسم المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، طفت دولة الكويت على السطح في ظل أهميتها الاستراتيجية والجغرافية في إفادة الولايات المتحدة كظهير دعم قوى في حربها ضد التنظيم الدموي، كشفت تقارير عن أن قوة أمريكية مشكلة من 4 آلاف جندي وسلاحها الدبابات وعربات "برادلي" ستتجه إلى الكويت ومنها إلى محاربة "داعش".
مع إرسال 4 آلاف جندي
ففي الوقت الذي بدأ الكونجرس الأمريكي يدرس الخيارات في الحرب على التنظيم الإرهابي داعش في العراق، وطلب الرئيس باراك أوباما تفويضاً منه لهذه الحرب- توجه نحو 4 آلاف جندي أمريكي إلى الكويت، حيث سيشكلون أكبر قوة قتالية برية أمريكية في هذه المنطقة. 
وأشارت التقارير إلى أن إقامة الجنود الذين ينتمون إلى فيلق المشاة الثالث في قاعدة فورت جارسون بولاية كولورادو، حفلاً وداعياً في مقرهم، قبل بدء رحلتهم إلى الكويت، حيث سيشكلون قوة احتياط لدى القيادة المركزية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وسيكونون أول قوة برية أمريكية تدخل المعركة، إذا تقرر استخدام قوات برية أمريكية في القتال ضد "داعش" في العراق، ولفتت إلى أن الفيلق مسلح بالدبابات وعربات "البرادلي"، والكثير من جنوده هم ممن شاركوا سابقاً في مهام قتالية في العراق.
فيما يبدو أن أمريكا تستغل موقع الكويت الجغرافي، لسهولة الهجوم البري على "داعش" في جميع الدول التي ينتشر فيها التنظيم؛ حيث إن موقع الكويت يتميز بأنه في شمال شرق شبه الجزيرة العربية، في أقصى شمال الخليج العربي، ويحدها من الشمال والغرب العراق، والتي ينتشر فيها التنظيم الإرهابي، ومن الجنوب المملكة العربية السعودية ومن الشرق الخليج العربي؛ الأمر قد يكون أكثر ليونة من خلال الانتشار على الحدود الكويتية حتى يسهل على القوات البرية محاصرة التنظيم.
مع إرسال 4 آلاف جندي
وتم تدريب الجنود على هذه المهمة منذ أكثر من عام، لتجديد المهارات التي كانت قد اكتسبت خلال عقد من القتال ضد التمرد في العراق وأفغانستان، وطلب أوباما تفويضاً من الكونجرس لجهود الحرب ضد "داعش" لمدة ثلاث سنوات، لكنه جدد القول إن بلاده لن تستخدم قوات برية كبيرة في هذه الحرب، ومع ذلك فإن التفويض الذي طلبه أوباما يتضمن مرونة لاستخدام قوات برية إذا "نشأت ظروف غير متوقعة تستدعي ذلك". 
وأشارت التقارير إلى أن هذه الظروف غير المتوقعة هي التي جعلت عائلات الجنود قلقة في شأن هذا الانتشار، حيث قال بعض أفراد هذه العائلات إنهم يشعرون بالخوف أكثر من عمليات انتشار سابقة بسبب الطبيعة العنيفة والخطرة لتنظيم "داعش"، مؤكدة أنها لن تغرد خارج سرب التحالف الدولي.
وكانت القوات الأمريكية قد احتفظت بوجود فيلق في الكويت منذ انتهاء حرب العراق عام 2011، وعمل عناصر الفيلق، الذي يضم كتيبتين من جنود فورت جارسون، على تدريب جنود من دول عديدة في المنطقة، من بينها الأردن والإمارات.
 وأبدت الحكومة الكويتية دعما لشن حرب برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسورية، مؤكدة أنها لن تغرد خارج سرب التحالف الدولي.
في هذا الصدد يقول خالد الجار الله، وكيل وزارة الخارجية الكويتية: "من الطبيعي جدا أن يتطور هذا الصراع مع داعش إلى مستويات أخرى، مختلفة عن المستويات الحالية وهي شن ضربات جوية"، مضيفًا أن هذا تطور طبيعي لصراع مرير مع الإرهاب، مشيرا إلى أن الكويت ستؤيد أي قرارات يتخذه التحالف الدولي في حربه ضد داعش.
مع إرسال 4 آلاف جندي
الجار الله أكد أن الخارجية الكويتية أخذت تهديدات تنظيم داعش للكويتيين في الخارج "على محمل الجد"، مؤكدا إبلاغ المواطنين والعاملين في سفارات الكويت في الدول المعنية بأخذ الحيطة والحذر. 
وعن تصريحات بعض القادة العسكريين بالولايات المتحدة الأمريكية حول توجههم للتدخل "بريا" لمحاربة داعش أفاد الجارالله بأن هذا الصراع سيتطور إلى مستويات تختلف عن المستوى القائم اليوم عن طريق ضرب داعش "جويا فقط".
وتشارك الكويت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، بتقديم دعم لوجيستي.
في ظل توغل واتساع الرقعة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"- بدأت تبسط نفوذها في بعض الدول التي ترى أنها مكانًا استراتيجيا تستطيع من خلاله إعلان الإمارة الإسلامية، كما حدث في سوريا والعراق، ثم توغلت إلى ليبيا، وأصبحت الآن على الأراضي الكويتية.
وفي محاولة سعيها لاتساع رقعتها، حتى يتيح لها فرصة الانتشار في المنطقة العربية بأكملها- بدأت "داعش" تتوغل وتفرض هيمنتها في مناطق متعددة عن طريق تجنيد الشباب أصحاب الفكر المتطرف؛ ما يسهل عملية توسعها في بعض الدول.
مع إرسال 4 آلاف جندي
 ومن جانبها تواصل دول الخليج العربي ملاحقة الخلايا النائمة لـ"داعش" على أراضيها؛ الأمر الذي أتاح في وقت سابق لدولة الكويت الكشف عن بعض العناصر الموالية لتفكير داعش، من ضبط بحوزة هؤلاء عملة جاهزة لـ "الدولة الإسلامية" في إشارة لإنشاء إمارة إسلامية بالبلاد، إضافة إلى الرايات السود ومنشورات الدولة، وتم تحريز المطبعة التي استخدمت في طباعة العملة.
واعتقلت الكويت مؤخرًا خمسة أشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وفي التفاصيل التي كشفتها تحريات أمن الدولة تبين أن أعضاء هذه الخلية كانوا ينتظرون الأوامر من قادتهم لتحديد شكل التحرك، إلا أن مخططهم فشل بعد افتضاح أمرهم.
كان نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد الخالد قررا تشكيل فرقة "ملاحقة داعش" مُشَكَّلة من 80 عنصرًا، ما بين ضابط وضابط صف من قطاعي أمن الدولة والمباحث الجنائية. 
 وبدأت فرقة ملاحقة داعش العمل فعليًّا من خلال 40 دورية مدنية، كل دورية فيها عنصران أمنيان، بحيث تقوم هذه الدوريات بالتنقل في مختلف مناطق الكويت ورصد أي عناصر متعاطفة مع التنظيم الإرهابي.

شارك