هل تصنع "الحرب فى سوريا " حزب الله جديدا ؟

الثلاثاء 17/فبراير/2015 - 03:10 م
طباعة هل تصنع  الحرب فى
 
يشكل تواجد حزب الله في سوريا علامة استفهام كبيرة حول مصيره بعد انتهاء الأزمة واستقرار الأوضاع السياسية لصالح أحد الأطراف المتصارعة،
فالتدخل العسكري لحزب الله اللبناني في سوريا خلق واقعا جغرافيا جديدا على الأرض السورية يوازي التواجد الداعشي فيه، وهنا يطرح السؤال: هل سينسحب الحزب من مناطق نفوذه الجديدة أم سيبقى فيها مشكلا "حزب الله" على الأراضى السورية. 
حسن نصر الله زعيم
حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني
وفيما يعد مؤشرا على بداية مرحلة جديدة لتواجد حزب الله اللبناني في سوريا  قال حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني في خطاب له في بيروت: 
"أقول لأولئك الذين يدعوننا للانسحاب من سوريا: لنذهب سويا إلى سوريا وفي سوريا، انتهت اللعبة، ويجب فتح الأبواب لحل سياسي، وعلى المعارضة غير المتطرفة أن تتوصل إلى توافق مع النظام؛ لأن النظام على استعداد لقبول توافق".
التدخل العسكرى للحزب  فرض معطيات جديدة على الأرض السورية، من خلال سيطرة الحزب على مناطق في حلب والقصير بريف حمص والقلمون قرب الحدود مع لبنان ونقطتي المسروب والجب في محيط بلدة فليطة، والجبال المحيطة ببلدة نحلة اللبنانية المتاخمة للحدود السورية، ومدينة الشيخ مسكين في درعا جنوبي سوريا، وعلى أجزاء كبيرة من محافظة القنيطرة ومدينة "البعث"، وريف دمشق الغربي والعاصمة  دمشق  نفسها  حول مقام السيدة زينب في دمشق والمقامات الدينية الشيعية فيها، والحزب عضو رئيسي في غرفة العمليات المشتركة مع النظام السورى والقوات الإيرانية  التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوري والتي يقودها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري. 
هل تصنع  الحرب فى
المعطيات الجديدة على الأرض فرضت معطيات بشرية جديدة على الحزب من الناحية القتالية؛ حيث بلغ عدد مقاتلي الحزب على حسب ميشيل كيلو القيادي المعارض السوري، الذي قدّر عدد قوات حزب الله في سوريا بنحو 26 ألف مقاتل، أي ما يعادل نحو85% من قوات النخبة الميليشيات اللبنانية الشيعية الموالية للنظام السوري وإيران، ومن المتوقع زيادة هذا العدد في ظل حالة التمدد التي يحاول أن يفرضها الحزب على مختلف المناطق السورية، بالتعاون مع الميليشيات العراقية الشيعية التابعة للقيادي الشيعي العراقي مقتدى الصدر، هذا في الوقت الذي كان عدد مقاتلي الحزب في بداية تدخل الحزب في سوريا تتراوح بين 5 آلاف إلى 7 آلاف، وكان هدفها توفير الحماية للنظام السوري في جبهة الحدود مع لبنان،  وفي نفس الوقت حماية القرى الشيعية في سوريا. 
وضع الحزب الجديد وسيطرته على مناطق واسعة في سوريا وضع الحزب في نفس الظروف المشابهة لتأسيسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي وحفز إيران على التوجه خلق حزب الله جديدا في سوريا لحماية نظام الرئيس الأسد في حالة إجبارها على إخراج حزب الله اللبناني من سوريا. 
هذا الامر هو ما أكد عليه أحمد الجباوي ممثل هيئة الأركان في الائتلاف الوطني السوري بقوله: "إن المعركة مع حزب الله في سوريا ليست حملة عسكرية تهدف إلى القتل والتدمير فحسب، وإنما تعمل إيران اليوم ومن خلفها ميليشيا حزب الله على إنتاج منطقة جغرافية أقرب للجنوب اللبناني من حيث التركيبة الطائفية والحزبية المسلحة بشعار المقاومة، وأن النظامين الإيراني والأسدي اختارا المنطقة الجنوبية من سورية لتفعيل تجربة ميليشيا جديدة هي «حزب الله السوري»؛ لما للمنطقة من أهمية حدودية مع الأراضي السورية في الجولان المحتل.
قاسم سليماني قائد
قاسم سليماني قائد فيلق القدس
وكشف مراقبون أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري والشخصية العسكرية الأولى في ميليشيا حزب الله مصطفى بدرالدين هما من يقود المعركة الآن، وتتركز الحملة على مثلث ريف درعا الشمالي الغربي وريف دمشق الغربي وريف القنيطرة، وأن «الثوار تمكنوا من أسر العديد من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري وحزب الله وبذلك تكون إيران قد باتت تحتل جزءاً من الأراضي السورية، ولديها آلاف من العناصر العسكرية المنتشرة على الجبهات؛ مما يمثّل اعتداء صارخاً على الأراضي السورية وانتهاكاً للقانون الدولي.
ليبقى السؤال: هل ستخلق الظروف الراهنة التى تمر بها سوريا حزب الله جديدا في الأرضي السورية، أم ستمر تجربة التدخل في سوريا دون مكاسب حقيقية للحزب؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام وربما الشهور القادمة. 

شارك