"داعش" تونس على خُطى إرهابيي "فرع" التنظيم في ليبيا

الخميس 19/فبراير/2015 - 05:57 م
طباعة داعش تونس على خُطى
 
تشكل "كتيبة عقبة بن نافع" النموذج الداعشي للإرهاب في تونس على غرار داعش ليبيا المجاورة لها؛ حيث لا يترك أتباع التنظيم مناسبة إلا ويحاولون الإعلان عن أنفسهم من خلال وسائلهم الدموية بالقتل والذبح، فعقب المذبحة غير الإنسانية التي ارتكبها فرع التنظيم في ليبيا ضد الأقباط المصريين أعلن فرعه في تونس عن قتل 4 من الحرس الوطني التونسي قرب الحدود مع الجزائر وهي منطقة تنشط فيها هذه المجموعة الإرهابية. 
وزارة الداخلية التونسية أكدت على الخبر بالقول: "استشهد أربعة عناصر من وحدات الحرس الوطني إثر هجوم إرهابي في مدينة بولعابة بولاية القصرين".
داعش تونس على خُطى
 الحكومة التونسية حاولت الرد بشكل عملي من خلال تأكيد محمد علي العروي المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية أن المجموعة الإرهابية التي هاجمت عناصر الأمن وأوقعت أربعة قتلى كانت تضم 20 إرهابيا، ونفذت هجوما عند منتصف ليل الأربعاء ضد دورية أمنية في منطقة بولعابة التي تقع قرب جبل الشعانبي، وأنه سيكون هناك رد قاس وعنيف عبر الوحدات الخاص، وأن الهجوم الأخير يأتي محاولة للرد على النجاحات التي حققتها قوات الأمن ضد الجماعات الإرهابية والضربات القاسية التي وجهت لها، وأن "الحرب على الإرهاب تحتاج إلى نفس طويل وتضحيات.. نتعهد برد عنيف وقاس من قبل الوحدات الخاصة".
داعش تونس على خُطى
هذه الجماعة الداعشية متعددة الولاءات، بداية من القاعدة ونهاية بداعش أعلنت عن تبعيتها للتنظيم في سبتمبر 2014 م عقب دعوة فرعي القاعدة في المغرب الإسلامي واليمن الجماعات المسلحة في سورية والعراق إلى الاتحاد ضد التحالف الدولي، الذي بادرت واشنطن لتشكيله بهدف القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ولها تاريخ دموي داخل تونس منذ أحداث جبل الشعانبي، التي تمثلت في انفجار عدة ألغام وتبادل لإطلاق النار بين الجيش التونسي وبينها، أعقبه قصف وعمليات تمشيط من قبل الجيش التونسي منذ أبريل 2013 وإلى الآن، وتتكون الكتيبة من تونسيين وجزائريين، ولها ارتباط بكتيبة جزائرية تسمى ''الفتح المبين''، ويستقطب الشبان صغار السن المتبنين للفكر الجهادي المتشدد، ويرسلونهم للتدريب في ليبيا، ويشرف على هذه المجموعة عناصر تونسية وجزائرية. 
الجيش التونسي بدأ مواجهة تنظيم "داعش" بعملية عسكرية واسعة النطاق في 2 أغسطس 2013 مستخدما الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والدبابات والمدرعات في جبل الشعانبي للقضاء عليه، بعد قتل جنود الجيش التونسي؛ لتواجه مشكلة التعقب المستمر من قبل قوات الأمن والجيش التونسية، وبرغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرية في جبل الشعانبي الذي تم تحويله إلى منطقة عسكرية مغلقة لم تتمكن قوات الأمن والجيش حتى الآن من القضاء على الإرهابيين المتحصنين بالجبل؛ لأن المنطقة التي تنشط فيها المسماة "بولعابة قرب جبل الشعانبي" تتميز بوعورة تضاريسها، وتمتد على مساحة 100 كلم مربع بينها 70 كلم وتغطيها الغابات. 
حسن أبو هنية خبير
حسن أبو هنية خبير شئون الجماعات المسلحة
 الجيش التونسي يحاول تقطيع أوصال الجماعات الإرهابية التابعة لداعش وغيرها من خلال تعزيز إجراءاته العسكرية على الحدود الشرقية مع ليبيا. 
 وشدد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية على أن الوحدات العسكرية مدعومة بوحدات الحرس الوطني والجمارك منتشرة بترتيبات دفاعية متكاملة على كامل الشريط الحدودي البري والبحري مع ليبيا؛ من أجل تأمينه ومنع أي تهديد لسلامة التراب التونسي أو أي محاولة لإدخال أسلحة أو تسلل عناصر إرهابية إلى البلاد.
حسن أبو هنية خبير شئون الجماعات المسلحة أكد على أن "التحالف الدولي للقضاء على داعش أثار حالة من التضامن بين التنظيمات الإسلامية"، وأن تنظيم داعش حتى هذه اللحظة اجتذب جهاديين من كثير من المناطق ومن تنظيمات أخرى؛ ما يشكل خطورة كبيرة على الأمن، وأن تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بات يواجه عقبات أكبر، ولا يزال في طور البناء، وأن تنظيم داعش من جهة أخرى أصبح يتوفر على تأييد وشرعية أكبر من الجهاديين.

شارك