دويتشه فيله: "داعش" في أفغانستان: تهديد حقيقي أم تحذير سابق لأوانه؟

السبت 21/فبراير/2015 - 06:40 م
طباعة دويتشه فيله: داعش
 
تعتزم القوات الدولية الانسحاب من أفغانستان، لكن البلد الذي تمزقه الحرب على أبواب تهديد جديد، إذ تتحدث التقارير عن تجنيد "داعش" لمقاتلين جدد هناك. فهل تشكل التحذيرات من وجوده وسيلة لجذب الانتباه الدولي إلى أرض الأفغان؟ 
 "تنظيم الدولة الإسلامية بدأ ينشط في أفغانستان أيضاً"، بهذه العبارة المقتضبة يعلق فريد بختوار، رئيس المجلس المحلي في إقليم فراه بغرب أفغانستان، عن وجود التنظيم في بلده الذي تمزق الحرب والعنف، مؤكداً في حوار مع دويتشه فيله صحة التقارير التي تحدثت عن نشاط التنظيم المتطرف في بلاده. ويضيف بختوار أن التنظيم الذي يقاتل في سوريا والعراق، جند في أفغانستان مقاتلين جدد، بعضهم من الذين قاتلوا سابقاً في صفوف حركة طالبان.
ومنذ بداية العام الجاري وأجهزة الأمن الأفغانية تحذر من التهديدات التي يمثلها نشاط التنظيم المتطرف في أفغانستان. كما أبدى الرئيس الأفغاني أشرف غني، على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن بميونخ مؤخراً، تخوفه من خطر وجود "منظومة حيوية عالمية للإرهاب"، وأشار إلى أن بلاده لها دور مركزي في مثل هذه المنظومة، إذ قال: "إذا تناسينا هذه الحقيقة ووجهنا اهتمامنا إلى مناطق أخرى، فستكون لذلك عواقب وخيمة. من المهم عدم عزل الأحداث في سوريا والعراق واليمن وليبيا عما يحدث في أفغانستان".

إشارات إلى الغرب

 إشارات إلى الغرب
عن ذلك يقول الخبير بالشئون الأفغانية في "مجموعة الأزمات الدولية"، غرايم سميث: إن دافعين يكمنان وراء تحذيرات غني، فهو يحاول من جانب عدم تناسي قضية الإرهاب في بلاده عالميا، خصوصاً بعد قرار حلف الناتو بسحب قواته منها وتقليل الدعم المالي لها، ومن جانب آخر، فإنه يعبر عن مخاوفه من نشوء تهديد مسلح أكثر عنفاً من حركة طالبان نفسها على الأرض الأفغانية.
لكن ما هو الحجم الحقيقي لتهديدات انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان؟ تختلف تقديرات الحكومة الأفغانية نفسها في هذا الشأن، كما يرى سميث، مضيفاً: "البعض يقلل من هذه التهديدات؛ لأن المسئولين الأفغان لا يحبذون الحديث عن المخاوف من تهديدات جديدة في بلادهم. بينما يرى آخرون في تهديد انتشار تنظيم "داعش" وسيلة للحصول على المزيد من الدعم المالي من الجهات المانحة".
أما مدير مركز الدراسات الإقليمية في كابول، عبد الغفور ليوال، فيقول إنه "لا يُفاجأ إذا ما حاولت الحكومة الأفغانية المبالغة من شأن هذه التهديدات"، لكنه في الوقت نفسه يرى أن التنظيم المتطرف يشكل تهديداً محتملاً كبيراً على أفغانستان والمنطقة برمتها.
 اختلافات أيديولوجية
يستنتج سميث من المعلومات الحالية الواردة من أفغانستان وجود بعض مجموعات القليلة التي تنشط تحت الراية السوداء لتنظيم "الدولة الإسلامية". ويضيف أن "هذه المجموعات تشمل عشرات وفي بعض الأحيان مئات المقاتلين"، ما يعني أنه لا يشكل حتى الآن لقوات الأمن الأفغانية سوى تهديداً أقل نسبياً من حركات أخرى تنشط هناك، بحسب سميث، "فعدد الذين يُقتلون من قوات الأمن والجيش الأفغانيين في المعارك مع تنظيم طالبان يصل إلى الآلاف سنوياً". وما تزال حركة طالبان تمثل التهديد الأكبر بالنسبة لسياسة الأمن الأفغانية.
من جانبه، يعتقد وكيل أحمد متوكل، وزير الخارجية الأفغاني الأسبق خلال حكم طالبان، أن الموقف المشترك المناهض للولايات المتحدة يقرب بين طالبان وتنظيم "داعش" كثيراً. لكن على الرغم من ذلك، توجد فوارق كبيرة: "حركة طالبان تؤمن بدولة مستقلة ذات سيادة وتقاتل من أجل أفغانستان حرة، وهذا ليس من أهداف تنظيم الدولة الإسلامية"، كما يقول متوكل. ويشير أيضاً إلى اختلافات دينية وثقافية كبيرة بين الجانبين، مضيفاً أن أي وجود "رسمي" لتنظيم "داعش" في أفغانستان سيقود إلى مواجهة مسلحة مع حركة طالبان.

شارك