خلافات داعش تأكل التنظيم من الداخل

الثلاثاء 24/فبراير/2015 - 10:11 م
طباعة خلافات داعش تأكل
 
إضافة لما يمثله  تنظيم الدولة في العراق وبلاد الشام "داعش " من دموية، فهو أيضًا  أيضًا يمارس الدموية ذاتها وأكثر في التخلص من عناصره الذين يخونون مبادئه او حتى مجرد التفكير في مخالفتها.
أبو أسامة البانياسي
أبو أسامة البانياسي
التنظيم الدموي يتعامل مع الأمر بعنف شديد وحسم أشد حتى على كبار قادته وهذا ما فعله مع  أبو أسامة البانياسي أمير التنظيم في القلمون الغربي،  والمكنى أيضا أبو عائشة  حيث قتله التنظيم يوم 2015/2/21، لمجرد اتهامه بالليونة تجاه "جبهة النصرة"، في القلمون،  ليدّعي مسئولون في "داعش" بأنه قتل في غارة للطيران السوري مع أنه قتل على يد مسلحين من تنظيم داعش ، في وادي ميرا في جرود عرسال، عند الحدود السورية ــ اللبنانية، عندما كان يهمّ بالصعود إلى سيارته.
 أبو أسامة البانياسي الذي عُين أميراً لـ"داعش" في القلمون بعد إقالة أبو عبدالسلام الأردني بأسبوعين، استطاع  بسط نفوذ التنظيم على  مساحة جغرافية واسعة في القلمون وزيادة عدد مقاتليه  ليتجاوز 1500 مقاتل.
خلافات داعش تأكل
طريق التخلص من البانياسي تؤكد أن تنظيم داعش يحسم خلافاته الداخلية ب"القتل " بدل من العزل لمجرد أن أحد قادته  تصادم مع المسئول الشرعي المكنى  أبي الوليد المقدسي، وهو ما يكشف عن الهشاشة التي يعاني منها الوضع الداخلي لـداعش في القلمون، وعن تفاقم حدة الخلافات بين قياداته والتي أدّت إلى عزل أميره السابق أبي الهدى التلي وتعيين البانياسي الذى تم قتله أيضًا في تطور دراماتيكي لم يكن واردًا.
 قاعدة الجهاد في بلاد الشام المعروفة بـ"جبهة النصرة"، كانت محور الخلافات  داخل "داعش " بين "البانياسي و المقدسي"  والتي أدت إلى  قتل البانياسي   بعد بيان أبي الوليد المقدسي،  الذى قضي بتكفير البانياسى  واتهامه بالخيانة والغدر،  وترتب عليه قتله 
وتعود الخلافات بين الطرفين عندما رفض عدد من قيادات  داعش الانسياق  وراء موقف  المقدسي بتكفير "جبهة النصرة" ، وهو ما أدّى بالنتيجة إلى انقسامهم إلى تيارين، والدخول في صراع محتدم بينهما ليقوم  أبو الهدى التلّي بتقديم  الاعتذار إلى زعيم  جبهة النصرة في القلمون  أبي مالك التلي عمّا ورد في بيان التكفير الذي أصدره المقدسي، ليعُزِل أبو الهدى التلّي من منصبه وجاء البانياسي ليحل محله.
خلافات داعش تأكل
المقدسي نفسه هو من رشّح البانياسي ليتولى منصب "الأمير"، معتمداً على صمته وعدم خوضه في الجدل الدائر حول "النصرة"،  اعتقادا منه أنه قد يكون أفضل الموجودين لتولي الأمر بسبب سهولة إقناعه والتأثير عليه. لكن المقدسي فوجئ بأن البانياسي بعد تقلّده "الإمارة" لم يكن مختلفاً عن سلفه، حيث رفض موضوع تكفير جبهة النصرة  وزعيمها، وامتنع عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية ضدها، الأمر الذي أغضب المقدسي ودفعه إلى التفكير بطريقة لعزله لينتهى الامر بقتله  تحت دعوى عدم قدرته على إلزام الفصائل والألوية السورية المقاتلة في القلمون من مبايعة  داعش وخليفتها المزعوم  أبو بكر البغدادي  على الرغم من نجاحه في تحقيق «المبايعة الكاملة»  لداعش من  سائر الفصائل المنتشرة في منطقة القلمون وعلى رأسها ألوية  الجيش الحر، و الفاروق  و القصير والحق  والتركمان، وكتيبة المقنّع وكان في طريق للتحالف مع  جبهة النصرة  
 الخلافات السابقة التي أدت الى قتل البانياسي  تؤكد على أن تنظيم الدولة "داعش"  يعانى من صراع قوى، وتصدع داخلي، بين قياداته  من المقاتلين الأجانب  والمفتيين الشرعيين به ولا يتحمل الاعتراض أو الانتقاد حتى من أبنائه، وهو ما أكده عزل أحد الشرعيين في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي  يحمل  الجنسية السعودية، وذلك بعد اعتراضه خلال اجتماع في منطقة الباب لشرعيين وأمراء في "ولاية حلب"، على الطريقة التي أعدم بها الطيار الأردني.
هذا بالإضافة لما كشف عنه المرصد السوري  لحقوق الإنسان من  إن داعش قام بتصفية أكثر من 150 عنصراً من أعضائه خلال 6 شهور، معظمهم من الأجانب  لمحاولاتهم العودة لبلادهم،  واعتراضهم على أوامر التنظيم.
خلافات داعش تأكل
وتؤكد  لينا الخطيب، مديرة مؤسسة كارنيغي الشرق الأوسط ببيروت "إن تنظيم داعش يكافح في ظل التحديات الجديدة التي لم تكن قائمة من قبل وأنه  
يحاول الآن المحافظة على الانسجام بين فصائله المختلفة، لكن العوامل الخارجية الأخرى تؤثر بدورها بشكل سلبي على التنظيم، موضحة أن المشكلات الجديدة التي يواجهها في سوريا تكمن في أنه يعمل في "سياق حرب أهلية، حيث أصبح الناس أكثر جشعاً، يرفضون التخلي عن مركز قوتهم ونفوذهم بسهولة للآخرين".
خلافات داعش تأكل
وأضافت: "حتى تنظيم داعش ليس محصناً من ظاهرة أمراء الحرب التي تظهر في العادة في ظروف الحروب الأهلية، كما يحدث في سوريا حالياً".
 وفي النهاية يبقى السؤال: هل ستشكل حادثة  قتل البانياسي تؤكد  بداية لنهاية التنظيم الداعشى  الذى لا يتحمل أي نقد أو توجيه لأفكاره التكفيري  حتى من رجاله.



شارك