في مؤتمر "عظمة الإسلام".. هل يكفي تبرؤ الأزهر والكنيسة والأوقاف من داعش وأمثالها؟
السبت 28/فبراير/2015 - 03:32 م
طباعة
مؤتمر "عظمة الإسلام".
في مشاركة حاسمة من الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ووزارة الأوقاف للأفكار الهدامة التي تسيء للإسلام، وإلى كل الأديان- أقام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مؤتمره الدولي الرابع والعشرين، تحت عنوان "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه طريق التصحيح"، بمشاركة إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر نائبا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.
ولا شك أن هذه الخطوة تعد جيدة في الوقت الحالي مع تنامي ظاهرة الجماعات المتطرفة المسلحة ولكن هل الإعلان عن مواجهة الإرهاب تكفيه المؤامرات والإعلانات فقط؟ بالطبع لا؛ حيث يستلزم ذلك خطوات جادة يجب أن يقدم عليها الأزهر والكنيسة، يأتي في مقدمتها:
1- تنقية المناهج التعليمية والدراسية.
2- تثقيف الدعاة والقساوسة.
3- التصدي لإعلام الجماعات المتطرفة.
4- تنقية كتب التراث الديني بكل ما فيها من عنف وتأويلات وتفسيرات، والتي يتم تدريسها في المعاهد الأزهرية.
5- منع غير العلماء المتخصصين من الخطابة، واقتصارها على المتخصصين المدققين فى تفسير كتاب الله وسنَّة نبيه الصحيحة.
6- البعد عن الأحاديث الضعيفة.
7- الاهتمام بخطبة الجمعة.
8- تقديم قراءة واعية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
9- تجديد الخطاب الديني في المجتمع بشكل عام والكليات والجامعات بشكل خاص.
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
وشدد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على أنه لن يقطع سرطان الإرهاب في عالمنا العربي إلا قوة عربية تتعامل مع الجماعات الإرهابية، وأن المستهدف من هذه الجماعات الإرهابية ليس دولة بعينها، وإنما دول العالم الإسلامي بأسرها، خاصة مصر، وأنه من الخطأ الشديد أن ننتظر من عدو تاريخي أن يمد يد العون للقضاء على الجماعات الإرهابية.. إننا نمر بمرحلة غاية في الخطورة والتعقيد، حيث ظهرت جماعة هي أشد إرهابا من الجماعات السابقة، وتصدرت المشاهد وأصبح الإرهاب يهدد دولا كثيرة بالمنطقة، وأن القوات المسلحة والقوات العربية التي نأمل أن تنضم لقواتنا المسلحة لاجتزاز شأفة تلك الجماعات الإرهابية المسلحة، وأنه من أخطاء المؤسسات العمل بفردية والانعزال عن بعضها البعض، وأنه لا بد من تكامل الخطاب الإعلامي والدعوي لسد ذريعة الجماعات المتطرفة.
وقال خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه وكيل الأزهر د. عباس شومان، "أصبح واجبا علينا أن نجتمع سويا وننبذ الخلاف وننزل لأرض الواقع لمواجهة الجماعات الإرهابية، وأن الأزهر بدأ بنفسه، وقام بتصحيح مفاهيم الخلافة والجهاد في بحوث ظهر الجزء الأول منها منذ ثلاث أسابيع، وشيخ الأزهر طلب من قادة الأزهر الشريف وضع خطط عمل تنطلق على أرض الواقع لمواجهة المفاهيم الخاطئة التي ينشرها الفكر المتطرف، أولها بالتنسيق مع وزارة الشباب لإطلاق قوافل من علماء الأزهر للتحاور مع الشباب من الجنسين باعتبارهم المستهدف من الجماعات المتطرفة، وعملت تلك القوافل في أكثر من 4 آلاف مركز للشباب، إضافة إلى الجامعات والمدارس، وأن الإمام الأكبر طلب من وعاظ الأزهر الذهاب للناس حتى في المقاهي للحديث معهم عن خطورة جماعات التطرف، وأن الجماعات المتطرفة تمتلك من الوسائل والدعم الإلكتروني ما لا تملكه دول، وعلى مؤسسات الدولة المتخصصة بمساعدة الأزهر مواجهة رسائل الجماعات الإرهابية عبر مواقع الإنترنت".
جانب من المؤتمر
وقال: "إذا كان المؤتمر المنعقد اليوم لمعالجة الأخطاء التي يرتكبها بعض المنتسبين للإسلام فإننا نؤكد أن الأخطاء لا يقع فيها أفراد فحسب، بل هناك أخطاء يروج لها من الآخرين، أولها ما يروج له البعض أن هذه الجماعات تنطلق من منطلقات دينية خاصة من الإسلام، مع أن أفعال تلك الجماعات لا صلة لها بالإسلام، والجماعات المتطرفة ذات المصالح الداخلية تعاونت مع قوى استعمارية للنيل من بلادنا، وأنه من الأخطاء هو ما يقوم به البعض من نزع نصوص دينية، ويؤكدون أنها الخلفية التي تنطلق منها هذه الجماعات، وهو افتراء على تراثنا الإسلامي وتحميله ما لا يحتمله، فليس في ديننا الإسلامي ما يدلل على جواز حرق الأبرياء أو ذبحهم على يد هؤلاء المجرمين، المنتمين لجماعات التطرف، وأن شيخ الأزهر اجتمع مع العديد من الوزراء لتبني خطط موحدة لمواجهة الجماعات الإرهابية؛ لأنها بلاء مستحكم ما لم ننتبه إليه فسيشري في جسد الأمة كلها".
وتابع: "هناك دول عربية وإسلامية تدعم جماعات التطرف سرا وعلنا، وتمده بما يحتاجون إليه، ويجب على تلك الدول أن ترفع صلتها بهذه الجماعات وتوقف قنوات الفتنة التي تحرض على الأبرياء والنيل من الجيوش، ويجب أن تقوم الدول التي فتحت أرضها وسماءها للجماعات الإرهابية أن تنبذ تلك الجماعات، وإلا أصبحت دولا معادية، وأن داعش ليست جماعات محلية، بما تملكه من إمكانيات، ولن يقطع سرطان الإرهاب في عالمنا العربي إلا قوة عربية، وإنه من الخطأ الشديد أن ننتظر من عدو تاريخي أن يمد يد العون للقضاء على الجماعات الإرهابية".
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
وأكد فيه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أن ربط الإرهاب بالأديان وليس الإسلام وحده، غير صحيح؛ لأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وسيأكل داعميه والمتسترين عليه والمتخوفين من مواجهته، وأن الجانب الفطري هو أحد وسائل المقاومة للإرهاب والجماعات المتطرفة إلى جانب السياسية والعسكرية، وأن الإسلام يؤمن بالتنوع الحضاري وبالتعايش، وأن وثيقة المدينة أفضل نموذج في تاريخ البشرية لترسيخ فكر التعايش السلمي بين الأجناس والقبائل؛ بما حملته من روح التسامح وإنصاف الآخر وحريته في المعتقد، وواقع الجماعات المنتسبة ظلما للإسلام يعكس واقعا مرا أليما فنرى القتل وسفك الدماء والذبح والحرق والتنكيل بالبشر والتخريب الذي يرتكب للأسف باسم الإسلام وتحت راية القرآن، وهو منها براء وإننا نرى تخلفا عن مصاف الأمم المتقدمة في العمل والإنتاج على عكس ما يأمرنا به ديننا الحنيف على العمل والإتقان، وإن الإسلام دين حضارة ورقي ومكارم الأخلاق بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، حيث تتجلى عظمته في جوانبه الأخلاقية فهو دين الرحمة وحفظ العهود، كما تتجلى عظمة الإسلام أيضا في إنصافه الآخر من غير المسلمين.
ووجه وزير الأوقاف ثلاث رسائل: الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: " يا سيادة الرئيس لقد ناديت حيا وأسمعت مجيبا ونعلن للجميع من أرض الكنانة أننا بإذن الله سنكون عند حسن ظنك بنا، وأن دعوتك لتجديد الخطاب الديني لن تذهب سدى، وأصابت موضعها وسيرى العالم كله في المؤتمر تجديدا حقيقا في الفكر والفهم، وليس في الشكل والرسالة الثانية لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب قائلا: ها نحن على العهد أننا حكومة المهام الصعبة واقتحام الملفات الشائكة ما دام ذلك لوجه الله تعالي ثم لصالح الوطن والأمة، وسنطرح في هذا المؤتمر الملفات الأصعب في مجال الخطاب الديني دون خوف"، والرسالة الثالثة فهي للوفود المشاركة في مؤتمر الشئون الإسلامية وهي: "إننا سنعلن للجميع ما يسرنا أن نلقى الله عز وجل به، وسنخرج بتحديد واضح وتجديد لمفاهيم لم يجرؤ كثيرون على الحديث عنها أو فيها بصراحة ووضوح كقضايا الجهاد والخلافة والتكفير ودار الحرب ودار الإسلام، والدولة الإسلامية والديمقراطية، وبما يعد اجتهادا جماعيا ويحل كثيرا من المشكلات الفكرية التي أحجم ويُحجم الكثيرون عن الاقتراب منها، وهدفنا هو إبلاغ صوتنا عاليا بأننا نرفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وننبذ العنف والتشدد والغلو، كما ننبذ التسيب والتحير".
البابا تواضروس
البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أعرب عن سعادته البالغة لمشاركة الكنيسة المصرية في مؤتمر "عظمة الإسلام"، قائلا في كلمته: "إن رجال الدين عليهم مسئولية كبيرة نحو تربية عصرية وتعليم مستنير، ويجب أن يثبت رجال الدين لدى العوام القيم الإنسانية التي تركز على التنوع واحترام الآخر وقبوله، وترسخ حب الحياة وليس ثقافة الموت وأن ثوابت الدين وعقائده وأساسياته لا يمكن أن تتغير، وأن الإنسان حين ينمو ويكبر ويتربى تحكمه 5 مصادر أساسية وهي الأسرة، والمدرسة، والمسجد أو الكنيسة أو المعبد، الأصدقاء، ووسائل الإعلام"، وأن هذه المصادر الخمسة هي التي تساهم في التربية، و"المؤسسة الدينية" تحتل مكان الوسط في هذه "المنظومة الخماسية".
وتابع: "هناك ثلاث أساسيات تحكم علاقتنا في الزمان الذي نعيش فيه: الأساس الأول هو "القيم الإنسانية" وهي التي تؤكد وجود التنوع واحترام الآخر، وقبوله، والتي تؤكد فضيلة التسامح والرحمة واتساع القلب، والتي ترسخ حب الحياة وليس ثقافة الموت، وحب الحياة والجمال والخير لكل أحد، والقيم الإنسانية هي التي تنادي بحق التعبير، والتي تساعد على تنشئة متوازنة للإنسان أن الأساس الثاني، هو "ثوابت الدين".. التي لا يمكن أن تتغير فهي ثوابت بالحقيقة، وعندما نعيش "الحداثة" لا يعني أن نفرط في المبادئ الدينية، والإنسان الشرقي بطبيعته مُتدين ويحب الدين، ويعمق الصلة الشخصية بينه وبين الله، ولا يقبل الطعن في ثوابته الدينية ولا يقبل أن يساء له بأي صورة مهما كانت وأن الأساس الثالث، وهو أنه يجب أن نأخذ على عاتقنا، ونحن نخاطب أبناءنا أن نصحح "المفاهيم المغلوطة" التي تتسرب بين حين وآخر، فالله أعطى الحرية للجميع في العبادة والله لا يحتاج أن ينصره البشر، ولكنه هو الذي ينصر البشر، والله العدل لا يرضي بالظلم".
المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء
وقال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء: "إن ما نجده اليوم من تكفيرٍ وتطرفٍ وغُلُو لدَى المتطرفين، وما يَنشأ عنه من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحرق الأسرى، كلها أعمالٌ إجراميَّةٌ دخيلةٌ على ديننا، وعلى بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا، جَسّدتها هذه الآيات الكريمة السابقة، لأنها إفسادٌ في الأرض وإشاعة للرعب والخوف، واستهداف للأمن والأمان، والإسلام منها بريء "وإن المؤتمر هذا العام يأتي في توقيت بالغ الأهمية، ولذا أحيي منظمي المؤتمر الدولي الرابع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذين وضعوه تحت عنوان يعبر عن المشهد الحالي: عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه".
وتابع قائلا: "دعوني أبدأ كلمتي بهذه الآية الكريمة، المعبرة عما نعيشه هذه الأيام، حيث يقول الله سبحانه وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}. صدق الله العظيم.
وإن ما نجده اليوم من تكفيرٍ وتطرفٍ وغُلُوٍ لدَى المتطرفين، وما يَنشأ عنه من سفك الدماء، وقتل الأبرياء، وحرق الأسرى، كلها أعمالٌ إجراميةٌ دخيلةٌ على ديننا، وعلى بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا، جَسّدتها هذه الآيات الكريمة السابقة، لأنها إفسادٌ في الأرض وإشاعة للرعب والخوف، واستهداف للأمن والأمان، والإسلام منها بريء.
فَديننا الحنيف حذّر من ترويع الآمنين، وحَرّم التعدي عليهم؛ لأنه إجرامٌ تأْباه الشريعةُ الإسلامية والفطرةُ الإنسانية، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلاَحَ فَلَيْسَ مِنَّا"، وإن إسلامنا أمرنا بحسن معاملة الجميع، أمرنا باحترام حقوق الإنسان، بل والحيوان أيضا، وتراثنا الإسلامي به من القصص والروايات التي تدلل على ذلك".
وتابع: "إننا لَنَعْجبُ أشد العجب من أُناسٍ ارتَدُوا عَباءة الإسلام، وحفظوا كتاب الله (عز وجل) أو بعضا منه، وقد يَسْتدلون بنصوصٍ رُبمَا يكون بعضُها من صحيح السنَّة، غيرَ أنَّهُم لم يفهموها، فانحرفوا بها عن الفهم الصحيح، وفسروها تفسيرًا يخدم مصالحهم الشخصية أو أغراضهم الدنيئة، فَضلّوا وأضلّوا، وَحَادوا عن سواء السبيل وإن الإسلام دينُ إنسانيةٍ، ودينُ حضارةٍ ورُقي، سبيلُهُ البناء لا الهدم.. والتعمير، لا التخريب.. والصلاح والإصلاح، وعِمارة الكون.. لا الفساد ولا الإفساد...ديننا الإسلامي يدعو إلى العمل والإنتاج، والتمسك بِمُقومات الحضارة التي من شأنها أن تنهضَ بأمتنا وتعْلُو ببلادنا، يقول الحق سبحانه وتعالي: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}. والأمر لا يتوقف عند العمل فحسب، بل لا بد من الإتقان فيه، وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على ذلك، فقال: "إِنّ اللهَ عز وجل يُحِب إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ"، فإتقان العمل سبيل إلى بناء الأوطان وتقدمها ورُقيها ونظرًا لما تَمُر به أُمتُنا العربية، وما تتعرض له من هجمة شرسةٍ من قِبَلِ القوى الإرهابية الغاشمة، فإننا في حاجة ماسةٍ إلى تكاتفِ أبنائها، وإلى مَد يَد العونِ من كل أفرادِهَا، حتى نتجاوز معًا الأزمات والشدائد والمحن التي تكاد تعصف باستقرارها، ونعيدَ لها مكانتَها اللائقة بين الأمم".
واختتم حديثه قائلا: "إني لعلى ثقة كبيرة في أن هذا الجمع العظيم من علماء الأمة المجتمعين هنا في القاهرة، وبرعاية وزارة الأوقاف المصرية، سيسهمون بجهد وافر في وضع حلول للمشكلات التي تحيط بالأمة، وسيكون لهم نصيب وافر في الإسهام في تجديد الخطاب الديني على النحو الذي يرضي الله عز وجل، ويحقق مصالح البلاد والعباد".
المؤتمر يناقش أكثر من 45 بحثا منقحا وجديدا على مدار يومين في 4 محاور علمية في 5 جلسات حول أسباب الانفصال بين عظمة الإسلام وسلوكيات المسلمين، ومخاطر التوظيف السياسي للدين وإشكالية العلاقة بين الدين والسياسة، ووجوه العظمة في الحضارة الإسلامية، وعظمة القيم الأخلاقية، وعظمة الإسلام في التعامل مع الآخر، وأخطاء المنتسبين للإسلام والأخطاء الفكرية والسلوكية، وأخطاء الجماعات المحسوبة ظلما على الإسلام، وخطورة التكفير على المجتمع والأخطاء التكفيرية للمنتسبين للإسلام، وأسباب الفكر التكفيري ومواجهته ويقترح أسلوبا للتصدي له، وأهمية تصحيح الصورة للإسلام والمسلمين ويشارك في أعماله عدد من القيادات بالأزهر والأوقاف، وسفراء بعض الدول العربية والإسلامية بالقاهرة، وبعض القيادات الحزبية، ورموز المجتمع المدني، ووفود رسمية وعلمية ودينية رفيعة المستوى، من بينهم 30 وزيرا للأوقاف والشئون الإسلامية ومفتيا، وبعض نواب الرؤساء ومستشاريهم، ونخبة كبيرة من كبار العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات.
وختاما فإن إرهاب داعش يستدعي قبل المؤتمرات واللقاءات تنقية المناهج التعليمية والدراسية، وتثقيف الدعاة والقساوسة، والتصدي لإعلام الجماعات المتطرفة، وتنقية كتب التراث الديني بكل ما فيها من عنف وتأويلات وتفسيرات، والتي يتم تدريسها في المعاهد الأزهرية، ومنع غير العلماء المتخصصين من الخطابة، واقتصارها على المتخصصين المدققين في تفسير كتاب الله وسنَّة نبيه الصحيحة، والبعد عن الأحاديث الضعيفة، والاهتمام بخطبة الجمعة، وتقديم قراءة واعية في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وتجديد الخطاب الديني في المجتمع بشكل عام والكليات والجامعات بشكل خاص.