تباين المواقف التركية الأمريكية يؤجل تدريب المعارضة السورية ..وروسيا تتمسك بالحل السياسي

السبت 28/فبراير/2015 - 07:40 م
طباعة تباين المواقف التركية
 
كان من المقرر أن يبدأ غدا برنامج تدريب المعارضة السورية المعتدلة الذي ترعاه واشنطن وأنقرة، وفقا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية التركية تانجو بيلجيش، التزاما بالاتفاق الموقع بين الولايات المتحدة وتركيا في 19 فبراير الجاري يقضي بتدريب معارضين سوريين معتدلين في تركيا وتزويدهم بمعدات عسكرية، ويهدف البرنامج إلى تدريب أكثر من خمسة آلاف مقاتل سوري في العام الأول و15 ألفا في المجمل خلال ثلاثة أعوام، على أن يتم التدريب في مدينة كيرسهير التركية بمنطقة وسط الأناضول.

تباين المواقف التركية
إلا أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أعلنت أنها أحرزت تقدما في تجهيز مراكز تدريب المعارضة السورية "المعتدلة" وأنها ستشرع قريبا في تدريب الدفعة الأولى من المقاتلين، وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي أن التدريبات يمكن أن تبدأ خلال ستة أسابيع على أكثر تقدير في كل من السعودية وقطر وتركيا تحت إشراف مدربين أميركيين.
وشدد على أن عملية "غربلة" العناصر الذين سينخرطون في برنامج التدريب لم تكتمل، وأن نحو مائة عنصر فقط اجتازوا مرحلة التصفية في حين أن برنامج التدريب يستلزم مشاركة ما بين مائتين وثلاثمائة في كل دفعة، موضحا أن انتقاء العناصر يتم بعناية منعا لتسلل عناصر معادية لبرنامج التدريب.

تباين المواقف التركية
ويري مراقبون أن هناك ازمة خلافية بين الجانبين الأمريكي والتركي، حيث ترى واشنطن أن برنامج التدريب يأتي في إطار مكافحة تنظيم داعش، إلا أن تركيا تعتبر أن قتال النظام السوري لا يقل أهمية عن الجماعات الارهابية.
ياتى ذلك فى الوقت الذى تواصل فيه روسيا جهودها الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، حيث من المقرر أن يلتقي سيرجي لافروف المبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا في الاثنين المقبل على هامش دورة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الـ28 في جنيف.

تباين المواقف التركية
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن فرصة التسوية السلمية والدائمة للأزمة السورية ما تزال قائمة، إلا أن مستقبلا كئيبا جدا ينتظر البلاد في حال القيام بـ"أي مغامرة عسكرية" فيها، موضحا انه في حال عدم إعاقة التسوية السلمية على أساس حوار سياسي داخلي، وإذا لم يبحثوا عن مبرر لاستخدام القوة ضد النظام السوري، أو ما هو أسوأ، استفزاز لجعله ذريعة، أعتقد أنه توجد لدينا فرصة لعملية تسوية بطيئة لكنها تزداد قوة، أما في حال أية مغامرة عسكرية فإنه ينتظر سوريا مستقبل حزين جدا.
اعتبر لافروف أن رفض الولايات المتحدة إجراء حوار مع دمشق حول محاربة تنظيم داعش يدفع للتكهن بأن الضربات يمكن أن تطال مستقبلا ليس الإرهابيين وحدهم، مذكرا بأن التحالف الدولي بقيادة واشنطن لم يخطر السلطات السورية مسبقا عن خطط الضربات الجوية على أراضي سوريا، معللا ذلك بأن حكومة بشار الأسد غير شرعية، موضحا أن اعتبار سوريا شريكا من أجل تدمير السلاح الكيميائي، وليست كذلك في محاربة الإرهاب، هو تناقض وازدواجية في المعايير، وهو ما يدفع للظن بأن الضربات التي تستهدف الأراضي السورية حيث يسيطر الإرهابيون، قد تستهدف في لحظة ما أجزاء أخرى من الدولة السورية لا يسيطر عليها الإرهابيون.

تباين المواقف التركية
وعلى صعيد آخر  يبحث المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم مع ممثلي الحكومة السورية في دمشق مبادرته حول وقف إطلاق النار في حلب شمال البلاد، وأعلن دي ميستورا استعداد الحكومة السورية وقف القصف الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة أسابيع لإتاحة تنفيذ هدنة مؤقتة في المدينة.
وبالرغم من الجهود الدبلوماسية التى تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية، تتواصل المعارك المسلحة بين قوات النظام السوري والجماعات المسلحة، حيث قتل 35 مسلحا معظمهم من "حركة حزم" المعارضة في معارك مع "جبهة النصرة "في ريف حلب الغربي، بعد سيطرة المسلحين على بعض مقار الحركة، من بينها قاعدة عسكرية، بعد أن اندلعت مساء أمس اشتباكات عنيفة بين حركة حزم (فصيل عسكري مدعوم من الولايات المتحدة)، وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في سوريا)، في محيط الفوج 46 وبلدة الأتارب وفي المشتل وريف المهندسين ومنطقة ميزناز في الريف الغربي لمحافظة حلب"، مما تسبب بمقتل 29 مسلحا على الأقل من حركة حزم وستة من جبهة النصرة.
كما نقل متابعون عن المرصد السوري لحقوق الانسان أن وجهاء عشائر عربية اجتمعت مع أحد رجال الدين المسيحيين في محاولة للتوسط من أجل الإفراج عن المواطنين الآشوريين المختطفين، بينما أبلغت قيادات آشورية المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها تمكنت من التواصل مع شقيق أحد "شرعيي" تنظيم "داعش" الذي أبلغهم أنه لم تجرِ حتى الآن أي عملية إعدام بحق أي من المختطفين، وأبلغهم أن المختطفين هم "من أهل الذمة"، وأن عليهم "دفع الجزية"، وأن محكمة الشدادي سوف تبت في قضية المختطفين وحكمهم.

شارك