دعم الحوثيين في اليمن.. إيران تحقق الأهداف الأمريكية

الأحد 01/مارس/2015 - 07:58 م
طباعة دعم الحوثيين في اليمن..
 
رغم العداوة الظاهرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الجمهورية الإسلامية ارتضت أن تكون أداة أمريكية في تنفيذ مخطط تفتيت الدول العربية، عبر جماعات الإسلام السياسي التي تدعمها، وذلك عقب فشل جماعة الإخوان في القيام بالدور الذي رسمته واشنطن.
واليوم أصبحت ايران الوجهة الأولى لجماعة أنصار الله" الحوثيين"، مع إغلاق العشرات من الدول العربية والغربية سفاراتها في العاصمة صنعاء، فردت جماعة عبد الملك الحوثي بمذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتي الخطوط الجوية اليمنية و"ما هان إير" الإيرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين، وهو ما يعتبر سعيًا لكسر العزلة السياسية لصنعاء، فيما يري مراقبون بداية لتقسيم اليمن بين شمال وجنوب.

وفد حوثي إلى طهران

وفد حوثي إلى طهران
الأمور لم تتوقع عند مذكرة تفاهم، ولكن غادر صنعاء، اليوم الأحد، رئيس المجلس السياسي لأنصار الله "الحوثيين" صالح الصماد، متوجهاً إلى طهران، وذلك بعد وصول أول رحلة طيران إيرانية، إلى مطار صنعاء الدولي.
و ينفذ زيارة رسمية تستغرق عدة أيام، وقال الصماد، أن الوفد، والذي يضم وفداً اقتصادياً، سيجري خلال الزيارة مباحثات مع المسئولين في الحكومة الإيرانية تستهدف بحث آفاق تعزيز التعاون المستقبلي بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها من المجالات".
ويضيف القيادي الحوثي: "إن هذه الزيارة تأتي في إطار ترجمة ما جاء في خطاب زعيم الحركة عبد الملك الحوثي، الذي تحدث عن إمكانية فتح أفاق جديدة للعلاقات مع الدول التي تحترم إرادة الشعب اليمني وسيادة أراضيه".
ويشير الي أن "العلاقات بين اليمن وإيران كانت أخوية وايجابية، لكن ارتماء الحكومات السابقة في أحضان بعض الدول أدى إلى التأثير سلباً على العلاقات مع إيران".
واعتبر الصماد، أن عودة العلاقات بين البلدين، أمر طبيعي ويصب في مصلحة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. ويضم الوفد عدداً من وكلاء الوزارات ومسئولي الجهات الحكومية".

وصول أول طائرة إيرانية صنعاء

وصول أول طائرة إيرانية
ووصلت أول طائرة إيرانية محملة بشحنات من المساعدات الدوائية إلى مطار صنعاء الدولي قادمة من طهران، ووفق مسئولين يمنيين، فإن الطائرة محملة بشحنة مساعدات دوائية.
وكانت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد اليمنية وسلطة الطيران المدني الإيراني قد وقعت السبت، في طهران، مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي تمنح بموجبها شركتا الخطوط الجوية اليمنية و"ما هان اير" الإيرانية، حق تسيير رحلات مباشرة بين البلدين.
وتنص مذكرة التفاهم، على تسيير 14 رحلة أسبوعياً في كل اتجاه لكل شركة، على أن تدخل المذكرة حيز التنفيذ من تاريخ التوقيع عليها.
ويرى محللون أن توقيع الحوثيين الاتفاق محاولةٌ للخروج من العزلة الدولية التي فرضت عليهم، بعد توقف رحلات الطيران الخليجية والدولية وإغلاق السفارات الأجنبية إثر "الإعلان الدستوري" في السادس من فبراير الجاري. 

مطامع إيرانية

مطامع إيرانية
إيران أعلنت دعمها لحوثيين، ولم تقدم رؤي الي دعم الحوار بين الفرقاء اليمنيين بل اتخذت قرار بدعم الحوثيين لتنفيذ مخططاتها بالسيطرة علي اليمن حتي لو ادي ذلك الي تقسيم اليمن وانفصاله، مع دعم خليجي قوي لرئيس عبدربه منصور هادي في الجنوب، ولكن يبقي مجموعة علي سالم البيض اخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية "الجنوب" قبيل الوحدة، احد اوراق ايران في  الجنوب.
وقال علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إن "جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"، على حد تعبيره.
وأكد شيرازي خلال حوار مع موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أن "الجمهورية الإسلامية تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والقوات الشعبية في سوريا والعراق، وقد أكد مسئولو الدولة على هذه النقطة مرات عديدة".
وحول تطورات الوضع اليمني قال شيرازي إن "الانقلاب على أنصار الله (الحوثيين) يعني الانقلاب على الشعب، وإن أنصار الله ليست مجموعة صغيرة أو حزبا خاصا، بل إنها تمثل الشعب اليمني وصحوته".
وشدد على أن الحوثيين نسخة من حزب الله، قائلا "قبل أعوام تم تشكيل حزب الله في لبنان كقوة شعبية كما الباسيج الإيراني، ومن ثم تأسست قوات شعبية في سوريا والعراق، واليوم نشاهد تشكيل أنصار الله في اليمن".
وأضاف "ستخوض هذه القوات المواجهة في المستقبل ضد أعداء الإسلام والمسلمين"، على حد تعبيره.
وليست هذه المرة الأولى التي يصرح فيها مسؤولون إيرانيون عن الصلة العقائدية بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وبين المشروع العقائدي الإيراني في المنطقة.
وكان مستشار المرشد الأعلى والأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، قد قال إن "إيران تدعم الحوثيين في اليمن، وتعتبر هذه الحركة أنها جزء من الحركات الناجحة للصحوة الإسلامية".
وكانت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني، اعتبرت انتصار جماعة الحوثيين في صنعاء ورفعهم صور مؤسس الجمهورية الإيرانية، آية الله الخميني، والمرشد علي خامنئي بمثابة" انتصار وامتداد طبيعي للثورة الإيرانية ومبادئها".

إيران والجنوب اليمني

إيران والجنوب اليمني
كشف الصحفي علي الجرادي عن وجود فضائيات تتكلم باسم ما وصفها بالحركة الانفصالية في جنوب البلد وباسم من وصفهم بـ"الحوثيين" في الشمال، مؤكدًا أن هذه الفضائيات تبث من لبنان وتشرف عليها وتموّلها المخابرات الإيرانية، حسب قوله.
وفيما يبدو المشهد متداخلا في اليمن، ويصعب على المراقب فرز المواقف وتحديدها، بوجود التغيرات السياسية المتعاقبة، وبإعلان اليمن دولة أقاليم فدرالية، وهو مبدأ رفضته مجموعة علي سالم البيض في الجنوب، يُحرز الحوثيون تقدما مضطردا، وقد نقلت وكالات الأنباء أخبارا عن اقتراب مقاتليهم من العاصمة صنعاء، وتهديدهم بنقل المعارك إليها، وهو ما أكده الصحفي علي الجرادي، مشيرا إلى أن الحوثيين قد وصلوا إلى مسافة 40 كيلومترًا عن العاصمة، لكنه استدرك نافيًا أن يكون اقترابهم إلى هذا الحد منها يشكل تهديدا لها.
كشف في الوقت نفسه أن إيران تتدخل بمد أذرعها العسكرية وتدعم الفصيل الجنوبي الذي يقوده رئيس اليمن الجنوبي السابق علي سالم البيض، متوخية تحقيق السيطرة على مضيق عدن البحري الاستراتيجي بغض النظر عن عدم وجود موقف مذهبي يجمعها بمواقف الفصيل الجنوبي الانفصالي، على حد تعبيره.

الحوثيون إلى أين؟

الحوثيون إلى أين؟
فيما يبدو أن إيران ما زلت تلعب الدور الكبير في تقسيم وتفتيت الدول العربية عبر دعم جماعات سياسية موالية لها، اليوم انطلق الحوثيون إلى طهران من أجل الدعم والشرعية السياسة، وتركوا الحوار والتفاوض إلى حسابات الأمين العام، والأمور لن تقف عند مجرد اتفاقية أو زيارة بل ستتوسع ربما إلى إعلان جماعة الحوثية تشكيل حكومة في صنعاء، ويشكل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حكومة في الجنوب فيصبح الوضع أشبه بحكومتين كما في ليبيا، ولكن الأمور ستختلف لأن اليمن كان دولتين شمالًا وجنوبًا، واليمن بدأ العودة إليه، ولكن بأدوات مختلفة وأصبح التقسيم أمرًا واضحًا وفي انتظار الإعلان الرسمي، التقسيم لن يقف عند شمال وجنوب ولكن قدر نرى أكثر من دويلة في اليمن.

شارك