مع نفي الخارجية المصرية.. ماذا حمل الحوثيون في زيارة القاهرة؟

الأربعاء 04/مارس/2015 - 02:55 م
طباعة مع نفي الخارجية المصرية..
 
في إطار سعي الحوثيين لبحث الدعم العربي والإقليمي والدولي لشرعيتهم الثورية في العاصمة صنعاء، جاء وفد من جماعة أنصار الله إلى القاهرة لطمأنة القيادة المصرية على الملاحة في باب المندب، وعدم تأثيرها على قناة السويس، وغيرها من المصالح الأخرى

الحوثيون في القاهرة

الحوثيون في القاهرة
الزيارة استمرت ثلاثة أيام، وناقش وفد الحوثيين، الذي ترأسه حسين العزى، مسئول العلاقات الخارجية لجماعة «أنصار الله»، مع مسئولين مصريين الأوضاع في اليمن، والعلاقات بين البلدين في ظل المستجدات الأخيرة، وخروج الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، وإغلاق السفارة المصرية في صنعاء.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي عبد الملك العجري، في وقت سبق: إن وفدا من الحوثيين وصل صباح الأحد الماضي إلى القاهرة للقاء مندوب اليمن الدائم بجامعة الدول العربية لبحث آخر التطورات السياسية على الساحة اليمنية ومناقشة كيفية فتح علاقة مع القيادة المصرية لبحث سبل التعاون المشترك.
وضم الوفد إضافة لممثلي الحوثيين أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو حزب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأيضا عن حزب اتحاد القوى الشعبية.
وقال ضيف الله الشامي، عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله: إن الزيارة جاءت في إطار بحث العلاقات مع مصر وتوضيح بعض الأمور، ووقف أي محاولات لإحداث وقيعة بين مصر واليمن.
وتابع عضو جماعة أنصار الله أن "هناك عمل استخباراتي قوي بهدف الوقيعة مع مصر، وهذا ما لاحظناه مؤخرا في بعض القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الداعمة للإخوان داخل اليمن وخارجها".
وجاءت الزيارة بعد نحو أسبوع من إغلاق مصر سفارتها في اليمن، وعودة البعثة الدبلوماسية المصرية إلى القاهرة. وعن هذه الخطوة يقول "الشامى": «ندرك جيداً أن العلاقات بيننا وبين مصر أكبر من إغلاق سفارة، وننحن نفرّق جيدا بين من يسحب السفراء بهدف عزل اليمن، وبين من يسحبهم من أجل مخاوف أمنية، ونقدر مخاوف مصر، ونعلم أنها ليست ضمن المجموعة التي تحيك ضدنا مؤامرات».

الموقف المصري

الموقف المصري
نفت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء المزاعم التي أوردتها وسائل إعلام، عن عقد وفد من جماعة الحوثي اليمنية مباحثات في القاهرة.
وأكد المتحدث باسم الوزارة في بيان موقف مصر "الداعم لمؤسسات ورموز الدولة الشرعية"، في اليمن الذي تعصف به أزمة حادة.
كما شدد على أهمية اضطلاع القاهرة "بمسئوليتها القومية من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية ومصالح شعب اليمن الشقيق..".
وتسيطر جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في الشمال، بينما يمارس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مهامه من عدن.

أهداف الزيارة

أهداف الزيارة
في الوقت الذي نفت فيه الخارجية المصرية لقاء الوفد الحوثي، يبدو أن الوفد التقى بجهات بالدولة المصرية غير الخارجية المصري، ويعتقد المراقبون أن زيارة وفد حوثي للقاهرة، تأتي بهدف الحصول على شرعية من مصر أهم وأثقل دولة في محيطها العربي.
ويضيف المراقبون أن الحوثيين سيحملون تطمينات الحفاظ على المصالح المصرية في اليمن.
وأيضا للعب القاهرة دورا كبيرا في عملية الحوار اليمني، وهو ما جاء من خلال ممثلين من حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي صالح، وحزب اتحاد القوى الشعبية.
كما يعتقد المراقبون أن مواجهة مصر لجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وجماعة الإخوان الإرهابية، والتي تمثل إحدى القواعد المشتركة بين القاهرة وعدد من العواصم العربية والأجنبية؛ ولذلك يريد الحوثيون التسلل إلى القرار الدبلوماسي والأمني المصري عبر ورقة محاربة تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، والذي يتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح.
ومن ضمن أهداف اللقاء أيضا، التأكيد على الوحدة اليمنية، وحمل وجهة نظر التعاون مع إيران والتي تمثل خطرا على الأمن العربي بشكل عام والخليجي بشكل خاص.
ويرى مراقبون أن لقاء استماع القاهرة لوجهة نظر جماعة أنصار الله سيكون له دور في استقرار اليمن، والحفاظ على أمن وسلامة دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية، وسيشكل عامل ضغط على جماعة الإخوان في اليمن والتي تشهد تراجعا في مختلف الدول العربية لسياستها الإقصائية ودعمها للجماعات الإرهابية.
المراقبون يؤكدون أن القاهرة ستقدم رؤيتها للحوثيين حول الاوضاع في اليمن، وأن هذه الرؤية سوف تتضح خلال الأيام القادمة.

المشهد الحوثي

يبدو جليا أن القاهرة تستخدم أسلوب الدبلوماسية الهادئ والرصين في التعامل مع أزمات المنطقة التي تهدد استقرارها.. جاء لقاء الحوثيين (الذي لم يتم التأكيد عليه بشكل رسمي من قبل القاهرة)؛ ليكون استكشافيا للأوضاع ومكونا من مكونات الشعب اليمني، مما يُسهم في إيجاد دور للقاهرة في حل الأزمة اليمنية، والتي تقوم سياستها على دعم الدولة الوطنية الموحدة وليست الدولة الطائفية أو المذهبية التي تمزق الأوطان

شارك