ميليشيا الحوثيين والإخوان.. اليمن مهدد بنيران الحرب المذهبية

الخميس 05/مارس/2015 - 02:49 م
طباعة ميليشيا الحوثيين
 
صراع جماعات الإسلام السياسي وخاصة إذا كان على أساس مذهبي، يؤدي إلى انقسام وضعف الوطن، وأيضا يخلق حالة أمنية ضعيفة جدا أو غيابا أمنيا تاما وارتفاع مؤشر الاغتيالات والتفجيرات.
اليمن اليوم أصبح في مرمى جماعات الإسلام السياسي بشقيه "السني- الشيعي" هذه الجماعات التي تكفر بعضها البعض تمثل الأذرع المتحكمة في العملية السياسية باليمن، وقد تؤدي إلى خلق حالة من الصراع المذهبي؛ مما يعود بالسلب على وحدة وسلامة البلاد.

الحوثيون يصعدون ضد الإخوان

الحوثيون يصعدون ضد
وقد صعدت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن بصورة غير مسبوقة ضد حزب التجمع اليمني للإصلاح (فرع الإخوان المسلمين باليمن)، الذي كان الخصم الأول للجماعة أثناء حروبها التوسعية في شمالي البلاد خلال العامين الأخيرين، ووصل التصعيد إلى حد التلويح بـ"حل الحزب" وملاحقة قياداته إذا ما استمر بموقفه من سيطرة الجماعة. 
وكان الإصلاح الخصم الأول للحوثيين في حروبهم التوسعية خلال العامين الماضيين، سواء باتجاه محافظة الجوف أو عمران وصنعاء، وصولاً إلى محافظة إب.
بعد مغادرة الرئيس عبدربه منصور هادي العاصمة صنعاء إلى عدن في 22 فبراير المنصرم. رفع جماعة الإخوان المسلمين من درجة التحدي والصراع مع جماعة الحوثي.
وكانت جماعة أنصار الله، قد قامت باعتقال أربعة من قيادات حزب الإصلاح، من داخل مقر الدائرة الطلابية للحزب في شارع الرباط في العاصمة صنعاء، هم حبيب العريقي، ومحمد الصبري، وأنور الحميري، وعلي الحدمة.
 ولا يزال مصير القيادات الأربع مجهولا حتى اليوم، ووصف مراقبون هذه الخطوة من قبل جماعة الحوثي المسلحة بالتصعيد الخطير.
وخاضت ميليشيات جماعة الحوثي العديد من المعارك ضد ميليشيات حزب الإصلاح في عدد من المحافظات والمدن، منها صعدة وعمران، وصنعاء، والآن معركة في البيضاء ومأرب، وغيرها من المدن اليمنية.

هجوم إخواني

هجوم إخواني
في المقابل اتهم جماعة الإخوان باليمن الحوثيين بالميليشيات المتردة، وشن موقع "الإصلاح نت" لسان حال حزب التجمع اليمني للإصلاح جماعة الحوثي واصفا إياها بالميليشيا المتمردة، مطالباً إياها بعدم اختبار صبر الحزب، وأن تغاضي الحزب عن استفزازات الحوثيين ليس ضعفا ولا خورا ولا عجزا، وإنما ترفّع عن مجاراة السفهاء وحرصا على أمن واستقرار اليمن.
وقال في المقال الافتتاحي للموقع والذي عنونه بـ"لا تختبروا صبرنا": "إن ما تقوم به ميليشيا التمرد من التضييق على الحياة السياسية ومحاولة خنقها، بما في ذلك التهديد بحل الأحزاب وحظر التعددية السياسية ليس بمستغرب البتة على عصابة انقلابية متعطشة للسلطة والهيمنة وتريد التغطية على انقلابها المسلح وسطوها على الدولة وشرعنته بالقوة وسلطة الأمر الواقع".
وتابع الموقع: "إن استمراء منطق الغلبة وفرض الإرادات وابتزاز الخصوم وتسليط الرعاع عليهم وخطف ناشطيهم واستباحة مقراتهم وممتلكاتهم والتعاطي معهم بنوع من الرعونة والحمق حد إلصاقهم بالقاعدة تزلفا للخارج، كل ذلك يمثل استخفافا بالرأي العام ومغالطة مفضوحة لتمرير مشاريع مشبوهة ذات أجندات خارجية تتربص بالبلاد. فالمجتمع الدولي بات على دراية بأولئك الذين يحتضنون الإرهاب في هذا البلد ويسهّلون مهمته ويسّخرونه لخدمة مآربهم الخاصة، وتقارير الأمم المتحدة ولجنة العقوبات الدولية تفيض بالمعلومات التفصيلية عن أولئك المتاجرين بالإرهاب وعلاقاتهم الوثيقة بالجماعات الإرهابية متعددة الاتجاهات".
ونوه إلى أن التهديد بحل الأحزاب السياسية عمل أرعن ينم عن عقلية جوفاء تعيش عصور ما قبل الدولة والديمقراطية والتعددية السياسية، لم تستوعب بعد معاني الشراكة والتعايش والتداول السلمي للسلطة، وهو أمر يعكس في كل الأحوال خواء وعقم سياسي لدى من يطلقون تلك التهديدات ويكشف بجلاء عن فكر.. عاجز عن استيعاب المتغيرات والتعاطي معها بواقعية والبحث عن قواسم مشتركة للعيش المشترك.
فيما اتهم رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي، أطراف عربية ودولية ورسمية لم يسميها بخذلان الإصلاح في مواجهته لما وصفها بـ(دواعش اليمن)، مستنكرا التغاضي عما قال إنها أعمالهم الإجرامية، واستنكر محاربة المجتمع الدولي لما أسماها (الدواعش الأم) في إشارة لـ( داعش) العراق والشام (سنية) الذي يواجهها المجتمع الدولي، فيما دواعش اليمن يتركون دون رادع. في إشارة إلى الحوثيين.
كشفت الأحْدَاثُ المؤسفةُ التي شهدها معسكرُ القوات الخَاصَّـة بمنطقة الصباحة نهاية الأسبوع المنصرم عن مخطط لجماعة الإخوان في الـيَـمَـن، يهدفُ إلـى افتعال صراعات ومواجهات داخل وحدات الجيش والأمن مع أفراد اللجان الشعبية في العاصمة وعواصم المحافظات التي تتواجدُ فيها اللجان الشعبية.

صراع الميليشيات

صراع الميليشيات
من يدعون أن الإصلاح حزب سياسي فقط فإنهم يحاولون أن يخفوا حقيقة أن حزب الإصلاح لديه ميليشيات يتحكم بها، حتى وإن ظهرت بشكل مهزوز، وهناك الميليشيات الحوثية، وهي تنتشر بشكل كبير في اليمن خاصة الإقليم الشمالي، ويبقى الصراع على النفط "مأرب- البيضاء" من أهم الجولات المتوقعة لصراع الميليشيات بين الإصلاح والحوثيين.
والميليشيات الدينية في اليمن سوف تحول الصراع السياسي إلى صراع مذهبي وطائفي؛ ما سيؤدي إلى جر الجيش اليمني لهذه المواجهات الطائفية، فهل سيسقط اليمن في الحرب المذهبية؟

شارك