مسيحيون وشيعة وإيزيديون من جحيم "داعش" إلى جحيم النفقات الباهظة بلبنان

السبت 07/مارس/2015 - 06:54 م
طباعة مسيحيون وشيعة وإيزيديون
 
3000 عائلة هم عدد الأسر المهجرة من العراق وسوريا وأصبحوا لاجئين في لبنان هاربين من شر "داعش"؛ ليقعوا في جحيم آخر هو جحيم الحياة باهظة التكاليف في لبنان، هذا إلى جانب القلق النفسي الرهيب من مستقبل غامض لا يعرفون شكلا له، وعلى الرغم من تعدد رجال الدين المسيحي من كلدان وسريان وآشوريين وغيرهم من المسئولين عن الطوائف المسيحية العراقية والسورية المهجرة- فقد عجزوا عن جمع التبرعات وتوفير المتطلبات الحياتية لهذه العائلات.. تبدأ المشكلة في مطار بيروت حيث يحصل اللاجئون على تأشيرة سياحية لمدة شهرين، يقوم بعدها اللاجئ بالحصول على بطاقة لجوء من الأمم المتحدة توفر له الحد الأدنى من الحماية القانونية، إلى بطاقة أخرى توفّرها المرجعيات الدينية، ومنها واحدة تقدمها أبرشية بيروت الكلدانية للتعريف والشفاعة لدى الأجهزة الأمنية في حال توقيفه عند أحد الحواجز.

مطلوب ملايين الدولارات

مطلوب ملايين الدولارات
تشير الإحصاءات إلى وجود زهاء 1000 عائلة سريانية مهجرة من العراق وسوريا، ويقول مطران الكلدان ميشال قصارجي: إن لديه ثلاثة آلاف عائلة كلدانية من ضمنها 2500 طالب يحتاجون إلى ملايين الدولارات من المساعدات الغذائية والتربوية والصحية والسكنية، إضافة إلى الإرشاد الروحي والاجتماعي وتأمين الوظائف، والأهم المساعدة القانونية. والأمر لا يقتصر على المسيحيين، بل أن هناك عائلات إيزيدية لاجئة إلى لبنان وأخرى شيعية تتولى الكنائس والجمعيات مساعدتها. لكن تلك ليست نهاية المطاف، فالمتطوعون للعمل الاجتماعي أعجز من أن يؤمنوا كل متطلبات العائلات التي يزداد عددها تدريجاً مع استعار الحرب على القرى الآشورية في شمال شرق سوريا، ومع تأخر التحالف الدولي والأكراد والدولة العراقية في تحرير إقليم نينوي الحاضنة الأكبر للمسيحيين والأقليات في العراق، والذين تشير الأرقام المتوافرة إلى أن عددهم لا يتجاوز 350 ألفاً حالياً، بعدما كانوا أكثر من مليون عشية الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
ووسط كل هذه الأعداد المهاجرة والمتراكمة، يبدو لبنان محطة انتظار على دروب الهجرة الطويلة للأقليات المشرقية في مسيرتها نحو كندا وأستراليا والولايات المتحدة وشمال أوروبا، بعيداً من الشرق وصراعاته التي لا تنتهي. والمفارقة التي يرويها قصارجي، أن جميع اللاجئين يريدون الهجرة ولا يكترثون لكل عناوين العيش المشترك وحفظ التاريخ والجغرافيا. وأن من هاجر سابقاً يشكل حافزاً لمن تبقى في العراق وسوريا ولبنان على البحث عن سبل الهجرة، وخصوصاً أنهم يحصلون على وظائف وضمان اجتماعي، والأهم هو الأمان والطمأنينة في المهاجر، على نقيض الوضع الصعب الذي عاشوه في العراق أو الذي يعانونه حالياً في لبنان. لكن المفاجأة لدى قصارجي أن ثمة اربع عائلات عراقية مسيحية عادت إلى العراق الأسبوع الفائت بعدما ضاقت ذرعاً بالانتظار والإذلال على أبواب السفارات الغربية.

شارك