آثار ليبيا تحت القصف الداعشي

الثلاثاء 10/مارس/2015 - 01:57 م
طباعة آثار ليبيا تحت القصف
 
 لا يَكُفّ إرهابي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام عن إظهار حقدهم الدفين للحضارة والإنسانية بمزيد من التخريب للتراث الإنساني، فمنذ هدمهم لأضرحة الأولياء في سوريا والعراق وهم لا يتركون فرصة إلا ومارسوا هذه العادة الجاهلية، فبعد متحف الموصل تتجه أنظار "داعش" النسخة الليبية إلى آثار الليبيين.
آثار ليبيا تحت القصف
ويوجد في ليبيا 5 مواقع أثرية تواجه خطر التدمير على يد "داعش"، خاصة بعد تصعيد "داعش النسخة العراقية" لاعتداءاتها في مدينتي نمرود والحضر الأثريتين العراقيتين، ويوجد في ليبيا مجموعة نفيسة من المعابد والمقابر والمساجد والكنائس، ومن بينها 5 مواقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو".
الواقع على الأرض يكشف أن "داعش" في طريقها للاعتداء على المواقع الأثرية الليبية في المناطق القريبة من نفوذها، ومنها: 
1- مدينة لبدة الكبرى، وهي من أبرز المدن التي تعود إلى عصر الإمبراطورية الرومانية.
2- مدينة صبراته وهي من أقدم مستعمرات الامبراطورية اليونانية القديمة.
3- مدينة شحات، وهي من أقدم مستعمرات الامبراطورية اليونانية القديمة.
4- مدينة غدامس في الجنوب الليبي، وهي من أقدم المستعمرات في شمال إفريقيا، وتصفها اليونيسكو بـ"لؤلؤة الصحراء".
وأطلق العديد من خبراء الآثار صيحات التحذير من استهداف المواقع الأثرية؛ حيث قال مصطفى ترجمان، المسئول عن البحث الأثري بجامعة طرابلس: "تراثنا في خطر، ومن الصعب جدا حمايته".
وقال حافظ والدة، نائب للسفير الليبي لدى اليونيسكو "إنه وبالنظر إلى ما يقوم به تنظيم داعش، فإن مبعث القلق الكبير أن يحاكي بعض الناس ما فعلوه في ليبيا".
آثار ليبيا تحت القصف
وحذر محمد الجارح الباحث الليبي في مركز رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط من أن المواقع الأثرية الليبية باتت في خطر داهم، من إمكانية توظيف "داعش" لها ضمن حملته الدعائية، على الرغم من أن المتشددين اعتادوا استهداف التراث الليبي منذ 2011م، وأن بقايا الآثار الرومانية في صبراتة ولبدة هي الأكثر تعرضا للخطر؛ نظرا لتمكن "داعش" من التمدد في مدينتي سرت وطرابلس، وهو ما وضعهم على مقربة من هذه المواقع المؤثرة.
 وقالت اساندر العمراني، مديرة برنامج شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "إن التنظيم المتشدد سيسعى إلى مهاجمتها لتعزيز مفهوم قتاله ضد كل ما هو جاهلي، وداعش يحاول تحقيق مكاسب إعلامية تجلب له المكاسب العسكرية لاحقا، ورغم أن هذه المواقع في مأمن نسبيا، إلا أنه من الممكن أن يهاجمها مدفوعا بهذا المنطق".
من بايعوا داعش في ليبيا اليوم هم من قاموا عقب الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي بتدمير زوايا دينية، ومراقد في مدينة زليطن ومصراته والبيضا بزعم أنها تتناقض مع الدين 
 ومن أبرز المواقع الأثرية التي تم تدميرها من قبل مبايعي البغدادي: 
1- تدمير بقايا كنيسة أثرية من العهد البيزنطي قرب البيضاء. 
2- تدمير مقابر زويلة التاريخية السبعة التي تعد من المعالم الأثرية المهمة في جنوب شرق ليبيا. 
3- هدم مسجد سيدي الشعاب الدهماني القريب من وسط العاصمة طرابلس. 
آثار ليبيا تحت القصف
4- هدم ضريح الشيخ عبدالسلام الأسمر في مدينة الخمس غرب زليتن على يد ما يقارب 1000 ممن بايعوا داعش من السلفيين الجهاديين في المنطقة الشرقية من بنغازي ودرنة، وهو عالم دين عاش في القرن التاسع عشر. 
5- هدم ضريح بمنطقة بوفاخرة غرب بنغازي بحوالي 20 كيلومترا. 
6- هدم أضرحة مقبرة الشيخ عبيد. 
7- هدم أضرحة الشيخ يونس. 
8- إشعال النار في مكتبة مسجد في مدينة زليتن.
 وقالت عناصر للتنظيم قبل سيطرة قوات خليفة حفتر على معظم مدينة بنغازي "إن سياسة هدم الأضرحة مستمرة في مدينة بنغازي إلى حين التخلص منها بشكل كامل، وإن الشباب قد قطعوا شوطا في هدم أغلبها".
آثار ليبيا تحت القصف
 وكان رد وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بمدينة بنغازي "أن هناك عيون وأيادي سوداء تتربص بأمن البلاد، وتحاول نشر الفتة وتحاول انتهاك الحدود، وأن هدم الأضرحة قد يؤدي بالبلاد إلى أمور جسيمة وأخطار عظيمة لم يحسب لها حساب، ولم يلق لها بال ولذلك يجب مخاطبة العقول بالبراهين الناصعة وترقيق القلوب بالمجادلة الطيبة، متسائلا: "ما جدوى تزيل قبراً، ولا تزيل فكرة".
وشدد على أن هدم الأضرحة والقباب، وإن اتفق على مخالفتها لأحكام الإسلام، مناطة بولي الأمر أو ممن يفوضه ولي الأمر وفق إجراءات إدارية، وآذنات قضائية، وأنه لا حق لأحد من عموم المسلمين بأن يتجاوز حدوده في قضايا الشأن العام الذي هو من اختصاص الجهات المسئولة في البلاد بعد صدور الفتوى، ولو سلمنا جدلا بأن هدم الأضرحة متفق عليه بين أمة الإسلام فإن الهدم لا يصطحبه التمادي بإخراج أصحاب القبور من قبورهم، وإهانتهم بحمل رفاتهم في أكياس القمامة، ودفنهم في أماكن مجهولة، وأن هذا السلوك، أو هذا التصرف ما قال به أحد من الفقهاء، ولا يقره العقلاء، إذ لا يتفق مع نصوص الشريعة الإسلامية لتي تعظم المسلم حيا وميتا.

شارك