بعد انضمام 20 جنديًّا للتنظيم الإرهابي.. شباب ألمانيا تحت قبضة "داعش"

الثلاثاء 10/مارس/2015 - 02:22 م
طباعة بعد انضمام 20 جنديًّا
 
في ظل تزايد اعتناق الشباب الأوروبي للفكر المتطرف الداعشي، تتزايد أعداد المنضمين إلى التنظيم الإرهابي، وكان آخرها انضمام أكثر من 20 جندياً ألمانياً.
أكثر من 450 شاباً ممن يطلق عليهم في ألمانيا الجهاديون كانوا قد سافروا إلى المناطق التي تدور فيها الحرب الآن، إلى سوريا والعراق، ويزداد الأمر خطورة مع ازدياد أعداد الشباب التي يراودهم الفكر المتطرف "الراديكالي". 
بعد انضمام 20 جنديًّا
قال رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية كريستوف غرام: إن أكثر من 20 جنديًا سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى "داعش"، محذرًا إمكانية انضمام جنود يحملون فكراً متطرفاً إلى الجيش الألماني وتحوله إلى معسكر تدريب لهم.
وقالت صحيفة "فيلت" الألمانية: "إن غرام نفي تواجد جنود حاليين بينهم، مطالباً بمنح جهازه صلاحيات أكثر ليتمكن من فحص الملتحقين بالجيش، ومراجعة ما إذا كانت هناك شكوك جدية في ولائهم المستقبلي".
وذكر أن "دور جهازه في خصوص المتقدمين إلى الجيش يقتصر على دور استشاري، مشيراً إلى أن المتقدمين إلى الجيش لا تجري الفحوص الكافية لهم، والجهاز مسئول عن الأفراد الذين أصبحوا جنوداً تابعين للجيش، قانونياً".
وكانت تقارير إعلامية أكدت أن نحو 1000 شخص يسكنون ألمانيا يعتبرون من أنصار داعش، منهم 230 يمكن أن يقوموا بأعمال مسلحة في الدولة، وأن 600 شخص على الأقل توجهوا إلى سوريا والعراق للقتال، قتل منهم ما يقارب الـ 70، وعشرة قاموا بعمليات انتحارية.
وتدخل ألمانيا طريق مظلم، عقب انضمام العديد من مواطنيها للتنظيم الإرهابي، قد يؤدي إلى انضمامها للتحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وكان استبعد وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير مشاركة بلاده في الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
وقد شهدت ألمانيا فرار العديد من شبابها إلى مناطق النزاع في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما يشير إلى أن ألمانيا أصبحت بين قبضة "داعش".
وزير الداخلية الألماني
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، أكد أن عدد الأشخاص الذين التحقوا بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا بلغ حولي 650 شخصا.
وأوضح توماس دي ميزير، في تصريح للقناة الألمانية "ZDF" أن عدد الأشخاص الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" من ألمانيا، يتقارب مع أعداد من التحقوا من فرنسا وبلجيكا، مشيرا إلى تقلص العدد نسبيا في بريطانيا.
وأوضح دي ميزير أن لدى السلطات الألمانية معلومات كثيرة عن الأوساط الإسلامية في ألمانيا، مؤكدا أن الحكومة تعرف جيدا هوية الأشخاص الملتحقين بالتنظيم الجهادي في العراق وسوريا.
وأضاف أن ألمانيا تراقب عن كثب وبشكل دقيق هوية أكثر من ألف شخص، مصنفين على أنهم خطيرون.
وأضاف دي ميزيير: بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، يعتبر هذا الازدياد كبيرا، موضحا أنه إذا كان الرجال يشكلون أكثرية الذين توجهوا إلى تلك المناطق، فإن بعض النساء توجهن إليها أيضا.
كما أوضح وزير الداخلية الألماني أن هؤلاء الشبان قد انتقلوا إلى التطرف في ألمانيا، في إطار هذا المجتمع؛ لذلك يجب أن تترافق التدابير الوقائية مع تدابير القمع.
وأشار دو ميزيير إلى أن نحو 230 شخصا على الأراضي الألمانية يعتبرون في الوقت الراهن تهديدا محتملا.. ومن المحتمل جدا في بعض الحالات، أنهم يعدون لاعتداء.
بعد انضمام 20 جنديًّا
وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في منتصف أكتوبر، أنها ستتخذ في المستقبل تدابير تتيح سحب بطاقات الهوية من متطرفين مفترضين لمنعهم من الذهاب للقتال في سوريا أو العراق.
وكانت أدرجت ألمانيا تنظيم "الدولة الإسلامية" على قائمة الإرهاب، ويشمل تجنيد المقاتلين ونشر أية شارات أو رموز على صلة بالتنظيم.
وحذر الوزير الألماني من أن "تجاهل الحظر" سيعني ارتكاب جريمة، وقال: إن تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل تهديدا على الأمن العام في ألمانيا، مؤكدا على ضرورة منع الإسلاميين المتطرفين من نقل جهادهم إلى مدننا."
وفي أول مارس الجاري، ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا، أن نحو 3800 جواز سفر سوري خال وقعت في أيدي تنظيم داعش بمحافظة الرقة.
 وقالت صحيفة "فستفالن بلات" الألمانية: إن تلك الجوازات وقعت في أيدي التنظيم، وهو ما أكدته هيئة مكافحة الجريمة "بي كيه إيه" في مدينة فيسبادن.
بعد انضمام 20 جنديًّا
واستبعدت متحدثة باسم هيئة مكافحة الجريمة، وجود خطر مباشر يتمثل في إمكانية دخول الإرهابيين إلى ألمانيا باستخدام هذه الجوازات، وأرجعت استبعاد ذلك إلى لزوم وجود تأشيرة على الجواز.
وقالت المتحدثة: إن سلطات الأمن في منطقة شينجن برمتها، بدأت في إجراءات تحري بعد الإعلان عن هذا الخبر، مشيرة إلى أن أرقام الجوازات سيجري تسجيلها في أجهزة الكمبيوتر التابعة لأجهزة الأمن.
وحذر رئيس الشرطة الاتحادية في ألمانيا، ديتر رومان، من إمكانية اندساس إرهابيين إسلاميين بين اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا وأوروبا وأشار إلى أن سلطات الأمن الألمانية تفحص بدقة طالبي اللجوء. في الوقت نفسه حذر رومان من وضع هؤلاء الأشخاص تحت الاشتباه العام.
كانت أكدت الأخصائية بشئون الإسلام، كلوديا دانتشكه، أن أغلبية الشباب المسلم لا يهمهم أمر الدين، الحافز بالنسبة لهم هو الشعور، بأنهم ليسوا الكلاب التحتية في ألمانيا، وأنهم من خلال "داعش" يحصلون على الفرصة للكفاح "بجلب الكلب المقموع في أسفل السلم، إلى الأعلى، إلى القمة".

شارك