هل تكرر "داعش" فشلها بـ"كوباني " في رأس العين الكردية؟

الأربعاء 11/مارس/2015 - 01:45 م
طباعة هل تكرر داعش  فشلها
 
 استهداف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" للأكراد أصبح ظاهرة داعشية بامتياز، إما لرغبة من التنظيم في الانتقام منهم بسبب الهزائم التي مني بها على أيديهم في كردستان العراق وحتى رأس العرب "كوباني"، السورية أو محاولة منه لفرض نفوذه على المناطق المتاخمة للحدود والمعابر التركية لمنح نفسه قدرة أكبر على التواصل مع العالم الخارجى عبر تركيا. 
تنظيم "داعش" بدأ بالفعل  هجوماً واسعاً في اتجاه مدينة رأس العين، (سري كانيه) بالكردية ذات الغالبية الكردية الحدودية مع تركيا في شمال شرق سوريا، وتمكن من السيطرة على قرية تل خنزير الواقعة غرب المدينة.
رامي عبد الرحمن
رامي عبد الرحمن
وأكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان بقوله: "داعش بدأ هجوماً واسعاً ومباغتاً الليلة الماضية في اتجاه مدينة رأس العين في محافظة الحسكة؛ مما أدى إلى وقوع عشرات القتلى من التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية التي تدافع عن المنطقة، وأن الاشتباكات العنيفة مستمرة في منطقتي تل خنزير والمناجير المجاورة في ريف مدينة، وأن التنظيم مدعوم بمئات العناصر من مقاتليه وعشرات الدبابات والآليات الثقيلة.
وأكد نواف خليل المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي،  الذراع السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية العسكرية نبأ الهجوم قائلا: "داعش يشن هجوماً واسعاً وقوياً على مدينة سري كانيه، وإن أعنف الاشتباكات تدور الآن بين وحدات حماية الشعب وتنظيم داعش الإرهابي ، وإن  وحداتنا تقدم أروع ملاحم البطولة في وجه المرتزقة".
 في الوقت الذي ذكرت مصادر صحفية أن اتجاه تنظيم داعش إلى مهاجمة رأس العين يهدف منه إلى تشتيت الوحدات الكردية، وإحداث اختراق على جبهات القتال؛ ولذلك قام بتوسيع رقعة المعارك، بعد فشل محاولاته الأخيرة في احتلال تل تمر، وأشعل التنظيم جبهة رأس العين، شمال غرب الحسكة التي بقيت راكدة منذ أشهر، وهو ما أدى إلى انخفاض حدة الاشتباكات بين وحدات حماية الشعب وتنظيم "داعش"، في مناطق ريف تل تمر غرب الحسكة.  
هل تكرر داعش  فشلها
 وتتمثل أهمية رأس العين لتنظيم داعش في عدة نقاط، أهما: 
1- أنها ثالث أكبر مدينة كردية في محافظة الحسكة بعد مدينتي الحسكة مركز المحافظة والقامشلي، وبالتالى يحاول بالسيطرة عليها رد الاعتبار لهزيمته في عين العرب "كوباني".
2- أن بها معبر حدودي رسمي مع تركيا بما يسمح له بحرية الحركة مع تركيا. 
3-  تتمتع (سري كانيه) بموقع جغرافي مهم للدولة؛ حيث تقع على بعد نحو 85 كم شمال مدينة الحسكة مركز المحافظة، ونحو 90 كم شمال شرق مدينة القامشلي.
4- تعتبر مناطقها الغربية صلة الوصل بين الجزيرة السورية وبين تل أبيض ومدينة عين العرب؛ حيث إنه وفي حال تعزيز سيطرة "داعش" على المنطقة، سيتم قطع الطريق القادم من الشرق إلى تل أبيض في محافظة الرقة؛ ما يعرقل فعلياً تقدم القوات المشتركة من جهة الغرب إلى الشرق.
5- يبلغ سكانها نحو مائة 100000 ألف نسمة، وهم خليط من العرب والأكراد والآشوريين والأرمن والتركمان؛ مما يعزز سيطرة داعش على مزيد من مناطق الأقليات.
هل تكرر داعش  فشلها
وكانت المدينة قد شهدت في عام 2013 معارك عنيفة بين المقاتلين الأكراد ومجموعات من الجيش السوري الحر، انسحبت على إثرها الكتائب المقاتلة من المدينة، وحاولت داعش الهجوم على المدينة في ديسمبر 2014 م،  وشهد محيط  المدينة حربا طاحنة خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين وتصدت لهم وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الـ (PYD) التي أغلقت كل الطرق المؤدية إلى داخل المدينة عقب إغلاق المداخل الغربية والجنوبية والشرقية تجنباً لدخول سياراتٍ مفخخة إليها، وتعرضت وقتها قرى غربي المدينة لهجمات بسيارات مفخخة  في قرية (تماد) في ريف المدينة من داعش التي أحرقت آلاف من الهكتارات من المحاصيل الزراعية قبيل موسم الحصاد، وارتكب التنظيم مجزرة بحق أهالي قرية تليلية في ريف المدينة وراح ضحيتها 20 مدنياً من بينهم نساء وأطفال كان معظمهم من بلدة السفيرة بريف حلب، في محاولة منه للسيطرة على المنطقة الممتدة في ريف الحكسة.

شارك