بعد فشل الحوار الليبي في المغرب والجزائر.. هل ينجح في مصر؟

الخميس 12/مارس/2015 - 02:27 م
طباعة بعد فشل الحوار الليبي
 
رغم المساعي التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية لنجاح الحوار الليبي، فإن جميع المحاولات تبوء بالفشل، فمن حوار إلى نظيره ومن بلد إلى أخرى، ولا جديد، فمع كل حوار ينتهي كما بدأ، ومع اختلاف وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة تتصاعد أجواء الحوار وقد يخرج بمشادات بين المتنازعين.
الأمر أصبح طبيعيا في ظل انعقاد الحوار بصورة مستمرة، فمعظم المحللين أصبح لديهم خلفية مسبقة بما ينتهي إليه أي حوار بين الأطراف الليبية، وقد يتوقعون أيضا ما يدور بينهم أثناء الاجتماع.

استئناف جلسات الحوار في المغرب

استئناف جلسات الحوار
شهدت المرحلة الماضية منذ مساعي الأمم المتحدة محاولات إجراء الحوار، فكانت البداية في غدامس برعاية أممية نهاية شهر أكتوبر لعام 2014، أعقبه مفاوضات في السودان والجزائر وجنيف الأولى والثانية وصولًا إلى المغرب، وهناك جلسة تفاوضية بالجزائر، وبين هذه البلد ونظيرتها؛ الأمور تتفاقم وتتصاعد ويخرج الحوار كما بدأ، بل وقد يشهد اشتباكات بين الأطراف، فبدلا من أن يعمل على مصالحة الأطراف المتنازعة قد يكون سببا في حدوث احتقان بينهم.
في السياق ذاته، ومع تكرار المساعي، تستعد أطراف الأزمة الليبية لاستئناف جلسات الحوار برعاية الأمم المتحدة اليوم الخميس 12 مارس 2015 في المغرب، في حين نفى صالح محمد المخزوم النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام الليبي أن يكون وفده وقع على تحديد جدول أعمال المحادثات السابقة مع نواب برلمان طبرق المنحل، وذلك مع اختتام جلسات الحوار في الجزائر.
وأكد المخزوم أن وفد المؤتمر الوطني العام يصر على ضرورة منح السلطة التشريعية مكانتها في مراقبة عمل الحكومة الليبية المرجوة، مؤكدا أن وفده لم يوقع على أي وثيقة تحدد جدول أعمال الجلسة السابقة التي عقدت في مدينة الصخيرات المغربية مع نواب برلمان طبرق الذي أمرت المحكمة العليا الليبية بحله.
وناقش المشاركون في حوار المغرب على مدار اليومين الماضيين، مقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية والترتيبات الأمنية على الأرض الخاصة بوقف القتال، وسحب المجموعات المسلّحة من كافة المدن الليبية.

قلق من تردي الأوضاع

قلق من تردي الأوضاع
وفي سياق مواز في الجزائر اختتم قادة الأحزاب السياسية الليبية والنشطاء السياسيون لقاءهم، وأصدروا بيانا ختاميا أكدوا فيه احترام العملية السياسية المبنية على مبادئ الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة، ودعم الحوار الجاري برعاية الأمم المتحدة لتشكيل حكومة كفاءات توافقية وترتيبات أمنية تضمن وقفا دائما لإطلاق النار وصولا إلى بناء الأجهزة الأمنية.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن المشاركين في جولة الحوار الأولى التي انعقدت الثلاثاء والأربعاء عبروا أيضا عن "قلقهم البالغ" من تردي الأوضاع الأمنية في ليبيا، وتزايد "الأعمال الإرهابية" التي باتت تشكل خطرا داهما على أمن ليبيا ووحدتها الوطنية وعلى دول الجوار.
وشارك في اجتماعات الجزائر القيادي في حزب الوطن عبد الحكيم بلحاج، وزعيم حزب العدالة والبناء محمد صوان وشخصيات وأحزاب أخرى "مؤثرة في الميدان"، كما ذكرت الخارجية الجزائرية.
وكان أعضاء المجلس المنحل قد طلبوا في جلسة بطبرق الثلاثاء من أعضاء لجنة الحوار التواصل مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي ترعى الحوار، لطلب تأجيل موعد جلسة الحوار المقررة اليوم الخميس، حتى يتمكن المجلس من دراسة المقترحات بشأن تشكيل حكومة الوفاق الوطني.

"فجر ليبيا" ترفض مفاوضات الجزائر

فجر ليبيا ترفض مفاوضات
في هذا الصدد، رفضت ميليشيات "فجر ليبيا" نتائج اللقاءات والمفاوضات التي جرت في الجزائر، والذي انتهى في الجزائر، مؤكدة أنها "غير معنية أبداً بمخرجات ما سمي بحوار الجزائر" وترفض ما سينتج عنه مسبقاً.
وأصدرت الميليشيات أمس الأربعاء 11 مارس بيانا على صفحتها بـ"فيسبوك"، أكدت فيه أن "فجر ليبيا، التي تمثل ثوار ليبيا الحقيقيين، غير معنية بالمناورات السياسية الجارية في الجزائر، ولا تعترف بالأحزاب السياسية الحاضرة في الجزائر، بما فيها الحركات التي كانت وراء ظهور ودعم الميليشيا نفسها مثل الأحزاب الإخوانية ممثلة في حزب العدالة والبناء واجهة الإخوان المسلمين الرسمية في ليبيا وغيرها.
وأكدوا في البيان أن دعمهم لحوار ليون، كان بشرط أن يكون تحت مظلة ثورة 17 فبراير وأنهم قدموا له التنازلات من أجل الوطن، وتعبيرا منهم على حسن النية.
وتابعوا: "مع أنه لم يكن حسب مراقبتنا حوارا حقيقيا بقدر ما هو مؤامرة ناعمة للانقلاب التدريجي على ثورة 17 فبراير، على حد وصفهم، ولكننا آثرنا السكوت في أكثر الأحيان حتى لا يساء بنا الظن ونتهم باتهامات خاطئة من أبناء شعبنا الكريم، ولكن عندما يصل الأمر إلى كشف النوايا السيئة التي يكنها ليون ومن معه لثورتنا فإن سكوتنا يصبح جريمة في حق ثورتنا وبلادنا ودماء شهدائنا" .

رفض مبادرة الإخوان

رفض مبادرة الإخوان
من جانبه أكد صلاح البكوش، مستشار فريق حوار المؤتمر الوطني، أن فريق المؤتمر الوطني قدم تنازلات كبيرة أثناء الحوار في المغرب؛ من أجل مصلحة الوطن، بالرغم من أنها قاسية ولكنها تهون عندما يكون المستهدف هو الوطن.
وأضاف البكوش، حسبما ذكرت ميليشيات فجر ليبيا، أن الفريق قدم مبادرة تنص على حل الأزمة الليبية كحزمة واحدة وعلى رأسها الإشكال في الجهاز التشريعي، قائلا: نصت المبادرة في هذا الباب على تكوين مجلس رئاسي محدود الأعضاء من البرلمان والمؤتمر ولكن المفاجأة أن ليون رفض المبادرة في دقيقتين، وأصر وتمسك بالدعوة لتشكيل حكومة وفاق كما سماها، وعندما اعترضنا معللين بمن هي الجهة التي ستمنح الثقة وتحاسب وتعطي الميزانية وتعزل الحكومة اعتذر ليون بقوله: هذه ستحل لاحقا .
وقال البكوش: "إن رفض ليون للمبادرة تؤكد أنه حتى هذه اللحظة غير معترف بحكم المحكمة، وبالتالي فمن وجهة نظره فإن البرلمان هو صاحب الشرعية، والبرلمان نصب خليفة حفتر قائدا عاما للجيش، علي حد وصفه".
وأضاف أن هذا يعني أنه بمجرد تشكيل الحكومة ستعلن الأمم المتحدة أنها تعترف بشرعية البرلمان، أو أنها هي من سيشرف على الحكومة، وهذا معناه أن ليبيا أصبحت تحت الوصايا، وسيتم اعتراف خفي بالبرلمان ثم يقلب حفتر الطاولة على الجميع "حكومة وبرلمان"، على حد تعبيره، وينصب نفسه برعاية أممية دكتاتورا عسكريا جديدا إسوة بالسيسي الرئيس المصري على حد زعمه، وامتدادا للقذافي .
وتابع البكوش: أنه عندما اعترضنا على اعتراض ليون سارع لدعوة الأحزاب وفي لمح البصر جمعهم في الجزائر؛ لعلمه بأن الأحزاب يسيل لعابها لتقاسم الكراسي وتنبطح بسرعة بدون النظر لمصير الثورة والبلاد والثوار .

تحذيرات من خطورة فشل الحوار

تحذيرات من خطورة
من جانبه، حذر المبعوث الأممي في ليبيا برناردينو ليون في افتتاح "منتدى الأحزاب الليبية" في الجزائر أمس من خطورة فشل الحوار بين الفرقاء الليبيين، قائلا: "إن أمام الليبيين خيارين: إما الاتفاق السياسي أو الخراب"، ودعا الحضور بالجزائر إلى تمهيد طريق السلام أمام الأطراف الأخرى.
قال ليون: إن على هذا اللقاء أن يلعب دورا محوريا في العملية السياسية المبتدئة في ليبيا ويقود إلى اتفاق سلام، مخاطبا حوالي 15 من الشخصيات السياسية الليبية أنه ينتظر كثيرا من هذا المنتدى، داعيا إلى منع فرض جزء من ليبيا من بسط سيطرته على الآخر.
وحث ليون الحاضرين إلى إيجاد حلول مناسبة للأزمة الحالية، مشيرا إلى أن "الحل هو الحوار".
وكان الوزير الجزائري المكلف بالشئون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل قد دعا الليبيين إلى التحلي بالصبر للوصول إلى وفاق وطني.
يذكر أن الجزائر التي تبقى معارضة لأي حل عسكري للصراعات الداخلية الليبية تجهد لبدء حوار بين الأطراف المتنازعة.
وكانت جلسات الحوار الليبي في الفترة الماضية، بين كل من ليون ومجلس النواب المنحل والمؤتمر الوطني العام، ومقاطعين لمجلس النواب بطبرق ومقاطعين للمؤتمر الوطني، بالإضافة إلى شخصيات عن المجتمع المدني الليبي، أكدت على تحقيق تقدم رغم الصعوبات.

لأول مرة الحوار في مصر

لأول مرة الحوار في
من جانب آخر ذكرت مصادر مطلعة، أن اجتماع ممثلي القبائل الليبية برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سيجري عقده في العاصمة المصرية "القاهرة" الأسبوع المقبل.
ويأتي اجتماع ممثلي القبائل الليبية ضمن مسارات الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأمم المتّحدة بين الفرقاء الليبيين، وجرى التوافق عليها خلال اجتماع جنيف منتصف يناير الماضي.
ويشمل الحوار الليبي أربعة مسارات هي: المسار السياسي ومسار المجالس البلدية والمحلية المنتخبة، ومسار ممثلي القبائل الليبية ومسار المجموعات المسلحة.
من جانبها تقوم بعثة الدعم الدولية التي يرأسها برناردينو ليون بالإشراف على المفاوضات بين الأطراف الليبية، بينما أشادت الأمم المتحدة ما وصفته بـ"التقدم" بعد لقاء هو الأول جرى بين ممثلي البرلمانين أحدهما معترف به دوليا في مدينة طبرق، والثاني في العاصمة طرابلس، جرى في المغرب.
الوضع الحالي قد يكون أكثر خطورة على ليبيا، فبالرغم من انعقاد الحوار في دول عدة، إلا أنهم حتى الآن لم يصلوا إلى حل يرضي جميع الأطراف، وهذا قد يؤدي إلى تردي الأوضاع يوما عن الآخر؛ مما يعرقل مسيرة الاستقرار في البلاد، ويرى محللون أن تشكيل حكومة إنقاذ هو الحل الوحيد في ظل المرحلة الحالية.

شارك