استعادة تكريت بين محاولات الجيش العراقي وانتقاد تزايد الدور الإيراني

الخميس 12/مارس/2015 - 03:52 م
طباعة استعادة تكريت بين
 
تنامي النفوذ الإيراني في العراق لا يزال يقلق الجيران العرب والدول الغربية، وسط مخاوف من تزايد هذا النفوذ مستقبلا بشكل يعمل على تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، ويضع في موقف تفاوضي قوى في المحادثات التي تجريها مع الغرب بشأن برنامجها النووي.
استعادة تكريت بين
يأتي ذلك في الوقت الذي جددت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قلقها من وجود مستشارين عسكريين إيرانيين إلى جانب القوات العراقية من جيش وميليشيات، في المعركة لاستعادة تكريت من تنظيم داعش، خاصة وأن خطر النزاعات الطائفية في العراق بين السنة والشيعة هو العامل الرئيس الذي يمكن أن يجهض الحملة ضد تنظيم "داعش".
ويرى مراقبون أن الميليشيات الشيعية المسلحة من قبل إيران تلعب دورا رئيسيا في الهجوم على مدينة تكريت، بعد أن دخلت القوات العراقية إلى تكريت، الأربعاء ومحاولة تسجيل نصر كبير على تنظيم داعش.
استعادة تكريت بين
وبالتزامن مع هذه المخاوف طالب مسئول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، اللواء رمضان شريف، وسائل الإعلام الإيرانية بعدم نشر صور قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني أثناء تواجده في العراق للإشراف على العمليات العسكرية هناك، وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانية عدم رضا سليماني نفسه عن انتشار صوره وأخباره، وأنه طالب مرارا بمنع انتشارها عبر وسائل الإعلام.
ويرى متابعون أن الحرس الثوري الإيراني بذل كل الجهود من أجل منع انتشار صور وأخبار قائد فيلق القدس في الإذاعة والتلفزيون أو الصحف ومواقع الإنترنت، والتشديد على عدم نشر صور سليماني كي لا يقدموا "وثيقة بيد أعداء الجمهورية الإسلامية"، على حد تعبيره.
وكانت هناك وسائل إعلام إيرانية تعمدت نشر صور الجنرال قاسم سليماني وهو يشرف على المعارك الدائرة في محافظة صلاح الدين العراقية، وفسرها مراقبون على أنها رسالة للعرب مفادها أن إيران تسيطر على العراق؛ مما يتطابق مع تصريحات مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي قبل يومين، والذي قال: إن "إيران باتت إمبراطورية تتخذ من العراق مركزا لها".
وتتناقل أخبار النفوذ الإيراني في العراق، بالتزامن مع ما يتداوله المراقبون بشأن إحراز القوات العراقية بدعم من ميليشيات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر تقدما في عدة جبهات، في العملية التي تهدف إلى استعادة السيطرة على تكريت، بعد السيطرة على الحي الصناعي وحي القادسية وساحة الاحتفالات وقيادة شرطة صلاح الدين الواقعة في الجانب الشمالي لمدينة تكريت، بالرغم من استمرار المعارك مع مسلحي تنظيم داعش في حي الزهور غربا وقرب ساحة الاحتفالات شمالا، وعند مشارف القصور الرئاسية جنوب شرق تكريت التي يتعرض وسطها والقصور الرئاسية إلى الجنوب الشرقي منها لقصف مدفعي وجوي من قبل القوات الأمنية العراقية والطيران الحربي العراقي.
استعادة تكريت بين
ويحاول تنظيم "داعش" استعادة المبادرة في مناطق أخرى من العراق من بينها الرمادي، حيث شن التنظيم سبع هجمات انتحارية متزامنة.
وعلى صعيد العمليات الميدانية، قال ضابط بالجيش العراقي ومصدر في الشرطة: إن جنودا في وحدة تابعة للجيش العراقي في محافظة الأنبار بغرب البلاد قتلوا "بنيران صديقة" على ما يبدو، وذكر المصدر في الجيش أن 22 جنديا قتلوا عندما قصفت طائرة قال إنها تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة مقر شركة تابعة للجيش على مشارف مدينة الرمادي عاصمة الأنبار.
كان متحدث عسكري باسم التحالف قال: إن التحالف شن غارة جوية في المنطقة، لكنه ذكر أنها أصابت موقعا يسيطر عليه مقاتلو تنظيم داعش، وقال الكولونيل توماس جيلران: "لم تسفر هذه الغارة عن أي خسائر بنيران صديقة، إلا أن المصدر العسكري العراقي قال: إن الطائرات العراقية لم تنشط في المنطقة منذ شهرين، وأضاف: "ليست لدينا أي طائرات حربية عراقية تنفذ واجبات قتالية في الأنبار."
ونقل متابعون أن عشرات الجنود قتلوا فيما وصفه بأنه حادث بنيران صديقة دون أن يحدد الدولة التي شنت الغارة وكانت الطائرة تابعة لها، في الوقت الذي تكافح القوات العراقية منذ أكثر من عام لطرد مقاتلي داعش الذين يسيطرون على معظم أجزاء محافظة الأنبار واجتاحوا شمال ووسط العراق في يونيو الماضي.

شارك