المؤتمر الاقتصادي.. بين الدعم العربي وخسائر التنظيمات الإرهابية

السبت 14/مارس/2015 - 01:41 م
طباعة المؤتمر الاقتصادي..
 
بالتزامن مع انطلاق المؤتمر الاقتصادي، "مستقبل مصر"، الذي ينعقد في شرم الشيخ على مدار ثلاثة أيام بدأ منذ أمس الجمعة 13 مارس وسينتهى غدًا الأحد- يواصل الجيش المصري عملياته ضد الإرهاب في المنطقة وبالأخص لجماعة "أنصار بيت المقدس"، التي توعدت من قبل على إفشال المؤتمر بكافة الطرق.
ومع تهديدات التنظيم الإرهابي لإفشال المؤتمر، استطاعت قوات الأمن التصدي لأي عمليات إرهابية في جنوب سيناء، حيث انتشرت بصورة غير مسبوقة؛ الأمر الذي وضع جماعة أنصار بيت المقدس تحت قبضة قوات الأمن في سيناء.

خسائر التنظيم الإرهابي

خسائر التنظيم الإرهابي
تعرض التنظيم الإرهابي لخسائر فادحة، نتيجة المؤتمر الاقتصادي والذي شارك فيه أكثر من 100 دولة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب مشاركة 25 منظمة إقليمية ودولية، وعلى الرغم من أن التنظيم الإرهابي توعد وهدد بارتكاب العديد من التفجيرات والعمليات القتالية في توقيت انعقاد المؤتمر، فإنه فشل في القيام بأي عمليات إرهابية أمس وتصدت له القوات المسلحة.
وكانت من أكثر الخسائر التي تلقاها التنظيم، مقتل 19 شخصا من "جماعة أنصار بيت المقدس"، بعد توجيه ضربات جوية لمعاقلهم، الجمعة، في مناطق متفرقة شمالي سيناء.
ووفق مصدر أمني قصفت طائرات الأباتشي عناصر مسلحة كانت تختبئ بمنطقة مزارع الزيتون شرق مطار العريش، وفي منطقة التومة جنوب الشيخ زويد؛ ما أسفر عن مقتل 11 منتميًا لـ "بيت المقدس"، وقُصفت سيارة "كروز" ربع نقل يستقلها 6 عناصر من بيت المقدس كانوا يطوفون بأعلام "داعش" بقرية اللفيتات جنوب الشيخ زويد؛ ما أسفر عن مقتل العناصر الستة وتفحم السيارة.
كما شنت القوات البرية حملة عسكرية مكبرة جنوب رفح، واشتبكت مع خلية إرهابية قتلت منها فردين، وألقي القبض على 11 آخرين من العناصر شديدة الخطورة، كما أحبطت القوات محاولة تفجير عبوة ناسفة في القوات البرية بقرية العبيدات جنوب الشيخ زويد، وقامت القوات بتفكيك العبوة الناسفة بمدفع نصف بوصة.
وكثفت قوى الأمن المصرية من وجودها في مدن عدة في شبه جزيرة سيناء على مدار الأيام الماضية، لتأمين انعقاد المؤتمر الاقتصادي في مدينة شرم الشيخ، والذي يستمر 3 أيام.

بيت المقدس يفتح باب الجهاد

بيت المقدس يفتح باب
من جانبها، قامت جماعة بيت المقدس، بالرد على هذه الهجمات، حيث أعلن عن فتح باب التجنيد، لضم عناصر جديدة لصفوفه، لمواجهة الضربات المتكررة للجيش.
 وقال أبوعزام، المقرب من بيت المقدس، عبر أحد المواقع الجهادية: إن عملية الانضمام تتم في نطاق ضيق جدا، ومن خلال تزكية أحد الأشخاص الموثوق بهم من جانب بيت المقدس حتى لا يخترق من جانب الأمن.
فيما قال تنظيم بيت المقدس، في بيان نشره مواقع جهادي تابع له، إنه نفذ خلال الـ48 ساعة الماضية 5 عمليات إرهابية في شمال سيناء، وذلك قبل ساعات من بدء فعاليات المؤتمر الاقتصادي لدعم مصر في شرمالشيخ.
وأضاف أن العمليات شملت استهداف مدرعة جيش بعبوة ناسفة، بالقرب من كمين الخروبة، واستهداف معسكر الأمن المركزي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، تحمل عشرة أطنان من المواد المتفجرة.

التنظيم يهاجم الجيش

التنظيم يهاجم الجيش
وكانت نشرت جماعة "أنصار بيت المقدس"، بالتزامن مع إطلاق المؤتمر الاقتصادي، فيديو جديد لها على "يوتيوب"، بعنوان "رسائل من أرض سيناء"، هاجم فيه الجيش المصري، بعد الضربات المتلاحقة ضده بشمال سيناء.
وجاء في الفيديو الذي تجاوزت مدته 12 دقيقة، مقطع لشخص تظهر ملامحه دون تشويش، على غير العادة مع إصدارات الحركة. 
وظهر الشخص مرتديًا لملابس مموهة "بيج" اللون، وبجواره علم لتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش". 
كما ظهر الشخص في مساحة خضراء من الزرع والأشجار بخلاف الطبيعة الصحراوية لسيناء، وراح يتحدث عن الجهاد وضرورة الالتحاق بركبه، ومدى ضعف أعداء الله. على حد توصيفه.
وبدأ الفيديو بنشيد من الأناشيد الدينية لتنظيم "داعش" ملحقة بمجموعة من الأحاديث الدينية والآيات القرآنية التي تحس على الجهاد.
 وحذر عضو التنظيم الإرهابي، في رسالته علماء الدين من توجيه أي فتاوى ضد التنظيم الإرهابي، ودعا أهالي سيناء بالالتفاف حول أعضاء التنظيم الإرهابي، أما رسالته الثالثة فطالب فيها أنصاره بالاستمرار في عملياتهم الإرهابية ضد الدولة المصرية.
ولازم الإصدار خلال عرضه صورة مصغرة مكتوب عليها "ولاية سيناء"، في إشارة إلى تبعية تنظيم ما يعرف بـ"أنصار بيت المقدس"، لتنظيم "داعش"؛ حيث أعلن الأول تغيير اسمه بعد بيعته لأبي بكر البغدادي، زعيم "داعش".

تهديدات لإفشال المؤتمر

تهديدات لإفشال المؤتمر
يأتي توقيت إصدار الفيديو، ليعكس نوعا من التهديد للمؤتمر، ويعتبر الفيديو الحديث الإصدار نوعا جديدا من تعكير صفو المشهد السياسي، بعد التهديدات التي أطلقها تحالف ما يعرف بـ"دعم المعزول"، يوم الأربعاء الماضي، داعيًا فيها أنصاره بالحشد والتظاهر أمام قصر الاتحادية، دون تحديد موعد أو طريقه للاحتشاد، وكذلك عدم المشاركة في المؤتمر الاقتصادي.
وكان مصادر كشفت، أن تنظيم "بيت المقدس"، يخطط لاستقطاب عناصر من العاملين بالسياحة في جنوب سيناء، مقابل مبالغ مالية، لضمهم إلى صفوفه وجمع معلومات أمنية عن الاستعدادات للمؤتمر الاقتصادي، تمهيداً لتنفيذ عمليات إرهابية في شرم الشيخ. 
وأوضحت العناصر أن التنظيم سيدفع خلال الفترة المقبلة، بعناصر من سوريا ومالي والجزائر والمغرب، لتنفيذ عمليات إرهابية بجنوب سيناء؛ لأنهم غير معروفين للأجهزة الأمنية.
ووزع التنظيم الإرهابي بيانات على أهالي سيناء توعد خلالها بالانتقام من المتعاونين مع قوات الجيش، وأمهلهم أسبوعاً لإعلان التوبة أو يكون مصيرهم القتل. 

الإخوان وموقفها

الإخوان وموقفها
يرى عدد من المحللين السياسيين أن موقف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، من إفشال المؤتمر الاقتصادي، يتمثل في عدة نقاط: أولها أن الإخوان تعتبر نجاح المؤتمر هو نجاح للنظام الذي جاء بعد 30 يونيو، والذين يسمونه بالنظام العسكري.
كما أن الجماعة لا تريد نجاح النظام بأي طريقة لتثبت للعالم أن الأنظمة العسكرية لا تنجح في مصر، بحسب رؤية الإخوان، فضلا عن أن هجوم الإخوان على المؤتمر يؤكد إرهاب الجماعة، وأنها لا تريد النجاح لمصر، كما يؤكد استمرارها في معاداتها لمصر وشعبها.
ويرى الخبراء أن نجاح هذا المؤتمر سيكون ضربة قوية للإخوان، ومحاولاتها أمر متوقع، وهي بمثابة السلاح الأخير الذي تلعب به هذه الجماعة الإرهابية، وأن تنمية مصر بالنسبة للإخوان هي الضربة القوية لهم، وكذلك بيانات الجماعة الإرهابية ضد المؤتمر هدفها خلق حالة من الخوف داخل المجتمع المصري.

تركيا خارج الحسابات

تركيا خارج الحسابات
من جانب آخر وحفاظًا على تصدي مصر لمواجهة الإرهاب، حرصت على عدم دعوة أي دولة تدعم الإرهاب وعلى رأسها تركيا، وقالت وزارة الخارجية، إنه لم تتم دعوة تركيا وإيران وإسرائيل لحضور المؤتمر الاقتصادي، موضحة أن أنقرة وطهران وتل أبيب لم تنطبق عليها شروط المشاركة في المؤتمر كحجم الاستثمار في مصر وعضوية الدولة المشاركة في المنظمات الاقتصادية الدولية، من بينها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
فيما يبدو أن موقف تركيا من ثورة 30 يونية، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية، كان سببا استبعادها من المؤتمر، فضلا عن دأب رئيسها رجب طيب أردوغان على إطلاق تصريحات عدائية تفتقد للغة الدبلوماسية ضد الحكومة المصرية.

لا وجود للعرب بدون مصر

لا وجود للعرب بدون
وجهت مصر منذ إطلاق المؤتمر الاقتصادي رسالة واضحة بأن التطرف والإرهاب لن يؤثرا على انعقاده، واتسعت رقعة العمليات الإرهابية في ربوع مصر خلال الأيام الأخيرة، وبدا واضحا أنها جزء من مخطط لمحاولة إفشال المؤتمر.
في هذا الصدد يقول محللون إن الهدف من هذه العمليات توجيه رسالة إلى الخارج أكثر، وإن مصر تعيش حالة راديكالية جديدة تختلف عن تلك التي كانت في السابق خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات.
ويشير محللون إلى وجود حالة من التوتر داخل حركة التيارات الراديكالية، وقفزة بآليات ومنهجية مختلفة انتقلت فيها من الإطار المحلي إلى الإطار الإقليمي، خاصة أنه بات هناك ما يمكن وصفه بـ"توزيع الأدوار"، داخل الحركات الراديكالية، ممثلة في "ولاية سيناء" و"أنصار بيت المقدس" والمتعاطفين معها من بعض القبائل أو بعض الشباب المتحمس، انتقالا إلى التيارات الأخرى مثل "أجناد مصر"، لافتين إلى أن الجماعات الراديكالية التي تتبنى العنف تدرك أنها لن تستطيع الوصول إلى أماكن انعقاد المؤتمر، وهذا ما يفسر استهداف العمليات التي تقوم بها لمناطق مختلفة، بما في ذلك العاصمة.
وفي تحدٍّ واضح للإرهاب في العالم، ظهرت الوفود العربية والأوروبية خلال المؤتمر؛ لتؤكد بمشاركتها أنها تجاهلت العمليات الإرهابية التي يتعرض لها المجتمع المصري، ولتعكس ما تتمتع به مصر من دور إيجابي إقليميا ودوليا، ورغبة العديد من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدين على أنه لا وجود للعرب بدون مصر.

شارك