كركوك معركة "داعش" الخاسرة

السبت 14/مارس/2015 - 01:46 م
طباعة كركوك معركة داعش
 
شكلت ولا زالت مدينة كركوك ذات الأغلبية الكردية أهمية خاصة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش"، رغم فشل جميع محاولاته الاستيلاء عليها، فمنذ استيلائه على مناطق جنوب وغرب محافظة كركوك، ومركز قضاء الحويجة الذي يقع على بعد 55 كم غرب مدينة كركوك، ونواحي الزاب، والعباسي، والرشاد والملتقى في شهر يونيو 2014م- لا زالت "عين" التنظيم الدموي على المدينة الاستراتيجية، وهو ما يقابله مقاومة عنيفة من جانب قوات البيشمركة الكردية التي أعلنت استعادت السيطرة على عدة مناطق، مؤدية إلى قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك حيث المعقل الرئيسي للتنظيم بعد الموصل، وأن عناصر "داعش" هربوا من مواقعهم دون مواجهة.
كركوك معركة داعش
 وقامت قوات البيشمركة بالتقدم إلى جنوب غربي كركوك وإلى مشارف مفرق ناحية الرياض المؤدي إلى الحويجة، واستعادت مجمع اليرموك التابع للناحية، كما حررت قريتي دحام والسور التابعتين لناحية الرشاد بعد معارك عنيفة قتل فيها عشرات المتطرفين، وفي محاولة لحفظ ماء الوجه من التنظيم قامت عناصره بإرسال رسائل إلى قوات البيشمركة لمطالبتهم بالاستسلام.
وتتمثل أهمية مدينة كركوك لتنظيم داعش فيما يلي: 
1- تمثل حقول نفط كركوك أهمية ملحة لتنظيم داعش بعد أن بدأ في فقدان العديد من مصادر تمويله، بعد تضيق الخناق عليه من جانب قوات التحالف والقوات العراقية. 
2- تعد كركوك منطقة استراتيجية مهمة باعتبارها ذات ارتباط ليوجستي بمحافظة نينوي ومركزه الموصل معقل التنظيم الرئيسي حاليا في العراق. 
3- يمثل الاستيلاء عليها إعاقة كاملة لأي تقدم لقوات البيشمركة الكردية نحو مدينة الموصل، وصرفا لأنظارها عن الموصل.
4- تعد مدينة كركوك واحدة من أكثر المدن غنىً بالنفط في العراق. والاستيلاء عليه أكبر مكسب اقتصادي للتنظيم بعد هزائمه المتلاحقة. 
5- الاستيلاء على كركوك يرتبط بالاستراتيجية الجغرافية للتنظيم بكامله لمنع التهديد الذي تتعرض له الموصل.
6- محاولة كسب دعم العراقيين السنة، الذين تعرضوا لبعض الانتهاكات من جراء هجوم قوات البيشمركة على مناطقهم.
7- الاستيلاء على كركوك تعد ضربة قاصمة لحلم الأكراد في إقامة دولة مستقلة لهم، تتخذ من كركوك عاصمة لها. 
8- استيلاء "داعش" على كركوك ضربة قوية للمركز الاقتصادي للأكراد.
كركوك معركة داعش
معوقات أمام داعش 
 هناك العديد من المعوقات التي تمنع "داعش" من الاستيلاء على مدينة كركوك، يأتي على رأسها: 
1- مدينة كركوك تقطنها أغلبية كردية وهو ما يصعب عملية الاستيلاء عليها بخلاف المناطق التي استولت عليها "داعش" كانت ذات أغلبية سنية. 
2- الكثير من أبناء المدينة في قوات البيشمركة؛ مما يقلل من فرص التنظيم في الاحتفاظ بالمدينة، حتى وإن استولى عليها لبعض الوقت. 
3- أن التنظيم يركز في الوقت الحالي في التصدي للهجوم على الموصل من جانب القوات العراقية ولا يريد تشتيت قوته. 
كركوك والمعركة العسكرية 
على الصعيد العسكري تمكنت قوات "البيشمركة" الكردية من استعادة السيطرة على 10 قرى في جنوب محافظة كركوك شمالي العراق من قبضة "داعش"، وتمكنت من تحرير ثلاث تجمعات هي القادسية واليرموك وشهيد، وأن العشرات من مسلحي التنظيم سقطوا ما بين قتيل وجريح خلال المعركة، إضافة إلى تدمير سيارات وآليات لعناصر داعش، وذلك بالتوازي مع انتهاء العمليات العسكرية في كركوك، وقيام الأمن الكردي بقتل 5 انتحاريين داخل أحد فنادق كركوك، واستعادة المدخل الجنوبي للمدينة وقامت المدفعية الكردية باستهداف المواقع الخلفية لداعش في مناطق تل الورد جنوب غرب المدينة وسط اشتباكات عنيفة في محور كركوك، وقامت عناصر "آسايش" التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني وشرطة الأقضية والنواحي باعتقال تسعة عناصر من "داعش" داخل المدينة.
وحاولت داعش الرد بشكل مباشر من خلال القيام بنسف جسر الفتحة الاستراتيجي على نهر دجلة، الذي يربط بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، والذي تمر عبره منظومة أنابيب لنقل النفط الخام من حقول كركوك إلى مصفاة التكرير في بيجي وخط أنابيب تصدير النفط العراقي الرئيسي إلى ميناء جيهان التركي، وأسفر التفجير عن سقوط مقاطع من الجسر الذي يبلغ طوله 500 متر.
 ولم تكتف "داعش" بذلك، بل حاولت القيام بمزيد من العمليات الانتحارية، إلا أن نجم الدين كريم محافظ كركوك أعلن أن العمليات الإرهابية التي تقوم بها "داعش" في مدينة كركوك انخفضت بنسبة 95%؛ نتيجة الأداء المميز للقوات الأمنية، ودفاع قوات البيشمركة وتضحياتها الكبيرة، وتطبيق قرار اللجنة الأمنية بغلق المنافذ غير الرسمية، فالأمن والاستقرار يتحقق بالعمل المشترك ودعم أهالي كركوك.. وأن قضية النازحين في المدينة تشكل عبئا كبيرا على كركوك، وأن أهالي كركوك بجميع مكوناتهم أسهموا بمساعدتهم
كركوك معركة داعش
كركوك والمعركة الاقتصادية 
تحاول "داعش" أن تفرض سيطرتها على الأوضاع في مدينة كركوك من خلال توزيع وبيع النفط على أهالي كركوك بأسعار أقل؛ حيث يوزع النفط على بعض أهالي القرى والبلدات التي تقع تحت سيطرته جنوب وغرب محافظة كركوك، بأسعار أقل؛ حيث يبلغ سعر 50 لتراً من النفط في قضاء الحويجة الذي يعتبر المقر الرئيسي لداعش بمبلغ 40 ألف دينار أي ما يعادل 36 دولاراً، بينما يبلغ سعرها في الأماكن الخاضعة للحكومة المركزية تسعة آلاف دينار وهي تعادل تقريباً 7 دولارات، وتختلف أسعار النقل لقرى الجنوب عن قرى الغرب، وعلى الرغم من ذلك تبقى كركوك  المعركة الخاسرة لداعش. 

شارك