فتاوى التكفير تلاحق "داعش".. وفجوة الصراع داخل التنظيم تتسع

الأحد 15/مارس/2015 - 05:53 م
طباعة فتاوى التكفير تلاحق
 
فتاوى التكفير تلاحق
بين الحين والآخر تتجدد دعاوى وفتاوى التكفير بين منشقي القاعدة "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" وبين منظري تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية حول قضايا الايمان والكفر والقتل ليس لمنع  الامر او تجريمه ولكن الاعتراض على الطريقة في  وقائع  تدلل على دموية كلا التنظيمين 
 فقد أصدر منظر التيار السلفي الجهادي عمر محمود عثمان الملقب بأبي قتادة الفلسطيني فتوى بـ"كفر" عناصر "داعش" لانهم  منعوا أحد أفراد جيش الإسلام من أداء الصلاة قبل إعدامه ذبحاً في ريف دمشق.
فتاوى التكفير تلاحق
وقال أبو قتادة الفلسطيني في فتوى تحت عنوان "حكم منع الصلاة لمن طلبها": "إن مَنْع هذا الشاب من الصلاة هو كفر وردة، فهَبْ أنه كان كافر ثم أراد الصلاة، والصلاة علامة من علامات أهل الإسلام".
وأضاف: "هؤلاء السفلة رضوا موت هذا الرجل دون أن يصلي الظهر كما هو مبَين من الشريط وهذا من الكفر المبين لقوله؟ (من ترك الصلاة فقد كفر) هذا من تركها، فكيف بمنع منعها؟!"
 ووصف أبو قتادة عناصر داعش المشاركين في مقطع ذبح المقاتل في جيش الإسلام "عمر التوم" بأنهم مجموعة من الأوباش، والسفلة، والغلاة، ودل فعلهم أنهم مجموعة من قطاع الطريق والفاسدين والمحاربين، لا أزْيَد ولا أقل وأنهم أشبه بالأعرابي الذي أراد الشهرة بالبول في بئر زمزم،  ولقد رأينا سعيًا قويًا في تصوير هذا الفعل، وهذا ما قدمته مرارًا فيهم أنهم مرضى يتلذذون بتعذيب الناس لا بإقامة شرع الله تعالى وأن همهم الأكبر التصوير والحضور الإعلامي".
تكفير داعش من جانب أعضاء السلفية الجهادية ليس بجديد فقد سبق واتهمهم أبو محمد المقدسي منظر التيار السلفي الجهادي في الأردن  بأنهم تنظيم منحرف عن جادة الحق، باغ على المجاهدين ينحو إلى الغلو، وقد تورط في سفك دماء المعصومين، ومصادرة أموالهم وغنائمهم ومناطقهم التي حرروها من النظام وتسبب في تشويه الجهاد، وشرذمة المجاهدين، وتحويل البندقية من صدور المرتدين والمحاربين إلى صدور المجاهدين والمسلمين ".
فتاوى التكفير تلاحق
وقال في رسالة له  " إننا راسلنا بعض مسئولي الدولة الشرعيين، ولدينا وثائق بهذه المراسلات تظهر تدليسهم ولفهم ودورانهم وافتراءهم على قادة المجاهدين وكذبهم، وغير ذلك مما لا يليق بالمجاهدين الذي يفترض أنهم أولى الناس بالقيام بالقسط والشهادة لله بالحق ولو على أنفسهم و تعلمون أن تنظيم الدولة قد سفك الدماء المحرمة، وهذا موثق، ورفض الانصياع لقادة المجاهدين ومشايخهم ومبادراتهم ونصائحهم، وهذا مشهور معلوم وموثق أيضا، وأن الغلو قد نخر في صفوف بعض أفرادهم بل وشرعييهم، واعترف بعضهم علنا أن في صفوفهم خوارج وأن تسلط أمثال هؤلاء على المسلمين في سوريا، وتصدر صوتهم العالي وتكلمهم باسم الجهاد والمجاهدين، وارتدائهم لرداء الدولة الإسلامية واستعمالهم مصطلحاتها قد شوه ويشوه الجهاد والمجاهدين والدولة الاسلامية المنشودة، كما أنه سيصنع تحالفا من الشعوب ضد عموم المجاهدين وسينتج الصحوات، لأن الانحراف عن شرع الله وعن هدي النبوة سيؤدي إلى الغلو وتسمية الأشياء بغير أسمائها، وسفك الدماء وظلم العباد لا بد أنه سيثمر مثل هذه الشجرة الخبيثة".
يذكر أن حربًا تكفيرية سبق أن استعرت في وقت سابق بين تابعين  شرعيين في  تنظيم داعش كانوا يقفون معها  ضد جبهة النصرة والقاعدة، وحركات جهادية أخرى خلال حملة تابعة لـ«أبي عمر الكويتي»  وهو شرعي  سابق في  داعش سبق له مبايعة البغدادي بسبب  رفض تكفير زعيم تنظيم القاعدة  أيمن الظواهري تكفير الشيعة، الأمر الذي جعل «الكويتي» يسرب تكفيره للظواهري، مطالباً عبر المنضمين إلى نظريته الجديدة بتكفير الظواهري، ثم مضطراً بعد ذلك إلى تكفير من لم يكفِّر الظواهري وفقاً لما تفرضه النتائج الطردية لنظرية «التكفير بالإعذار بالجهل»، ولنظرية «تكفير من لم يكفّر المشركين»!  
وهو دفع داعش وقتها  إلى استحداث نظام أشبه بـ«المناصحة» يقوم بمراسلة الشرعيين الذين بدأوا يكفرونه، ويلجأ أحياناً إلى توقيفهم وعزلهم من مهمات الفتوى، وأحياناً إلى سجنهم و«مناصحتهم» في السجن، مع التحذير التام لأتباعه المخلصين من الانزلاق إلى آرائهم وقناعاتهم، ليشرب التنظيم من الكأس نفسها التي أذاقه للجماعاتُ المتطرفة.

شارك